سجل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري اقتحام أكثر من 4,000 مستوطن للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر سبتمبر الماضي، تحت حماية شرطة الاحتلال الصهيوني، ما يشير إلى زيادة نوعية في عدد الانتهاكات والمقتحمين.

مرصد الأزهر ينشر مؤشر أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا خلال سبتمبر 2023 مرصد الأزهر: جهود الصومال لكبح جماح حركة الشباب يمنعها من تنفيذ المزيد من العمليات

وأكد المرصد أن ارتفاع أعداد المُقتحمين، وأداء الطقوس النوعية خلال سبتمبر، يعود إلى تزامنه مع عدد من الأعياد الصهيونية الرئيسية؛ والتي جاء أولها رأس السنة العبرية، ثم تبعه ما يُطلق عليه "عيد الغفران – يوم هكيبوريم"، وفي نهاية الشهر بدأ ما يُعرف بعيد "العُرش – سوكوت"، والذي يستمر حتى 7 أكتوبر الجاري، ويتوقع أن تشهد هذه الأيام طفرة كبيرة في أعداد المُقتحمين المتطرفين مثلما يحدث كل عام؛ لمركزية هذا العيد، وسَعْي المستوطنين إلى إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى.

إقامة الصلوات داخل "الأقصى"

وعن نشاط المنظمات المتطرفة خلال هذا العيد، أعلنت مدرسة "الهيكل الدينية" عن إقامة صلاة داخل الأقصى هدفها الدعاء لتطهير الهيكل، ويقصدون بهذا الدعاء إزالة المسجد المبارك من الوجود؛ حتى يتسنى لهم إقامة الهيكل. فيما تعهدت منظمة "جبل المعبد في أيدينا – بيادينو" بتحقيق أرقام قياسية في أعداد المستوطنين هذا العام، حيث وفرت وسائل مواصلات من مناطق مختلفة لتيسير وصول المقتحمين، وأعلنت تواجد عدد من الشخصيات والحاخامات الكبار على رأس مجموعات المقتحمين، أمثال "يتسحاق شيمون شيتز"، أول جندي صهيوني اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967م، والناشط الإعلامي "أرنون سيجال"، وزعيم حزب الهوية المتطرف ونائب رئيس الكنيست الصهيوني "موشيه فيجلين"، والمستشرق الصهيوني "موردخاى كيدر".

وكان موقع "هار هبيت حدشوت" قد أجرى استطلاعًا للرأي لمعرفة مطالب المستوطنين لتسهيل الاقتحامات، خاصة بعدما سجل العام العبري المنصرم -الذي انتهى في مطلع سبتمبر- اقتحام أكثر من 42 ألف مستوطن؛ كثاني أكبر الأعوام تسجيًلا للمقتحمين منذ احتلال شرقي القدس.

دور سلطات الاحتلال في الأعمال القمعية ضد الأقصى

وأشار المرصد في تقريره إلى دور سلطات الاحتلال التي كثفت من أعمالها القمعية ضد رواد الأقصى المبارك، ومارست سياستها المعهودة الساعية إلى تعبيد الطرق أمام اقتحامات المستوطنين، ومن ذلك إخراج المرابطين من الأقصى أثناء الاحتفال برأس السنة العبرية، وفرض الإغلاق الشامل على المناطق الفلسطينية، وتسهيل اقتحام 426 مستوطنًا للأقصى، ونحو 670 مستوطنًا في عيد الغفران؛ بزيادة بلغت 34% مقارنة بالعام الماضي، وبأكثر من 72% من العام قبل الماضي. وإصدار 36 قرارًا بالإبعاد بحق مواطنين فلسطينيين، معظمهم من مدينة القدس المحتلة، واستدعاء الكثير منهم للتحقيقات.

هذا وحذر المرصد من الطقوس النوعية التي يقوم بأدائها المستوطنون خلال احتفالاتهم، فخلال الشهر الماضي تم النفخ بالبوق للسنة الثالثة على التوالي، حيث نُفخ مرتين قرب باب الرحمة، وبشكل أطول من السنوات السابقة؛ إذ يرمز هذا الطقس –في فكر منظمات الهيكل- إلى الإعلان عن بدء الزمان اليهودي في الأقصى وانتهاء الزمن الإسلامي به، وإشارة إلى المُضي في حلم الإحلال الصهيوني الذي يهدف إلى تحويل الأقصى بكامل مساحته إلى هيكل، إضافة إلى ارتداء عدد من المستوطنين لباس التوبة الأبيض، وارتفاع صوت المستوطنين بالغناء والرقص أمام بابي القطانين والملك فيصل. 

الحفريات.. خطر آخر يحيق بالأقصى

وسلط تقرير المرصد الضوء على خطر آخر يحيق بالأقصى المبارك، ألا وهو الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال بشكل مُخطط ومنظم، فقد كُشف النقاب عن بناء نفق تهويدي جديد يمتد من ساحة البراق إلى منطقة القصور الأموية مقابل المصلى القبلي بطول 200 متر يُفضي إلى متحف ومعرض صور؛ يروج من خلالهما إلى إقامة الهيكل المزعوم في باحات الأقصى المبارك وعلى أنقاضه متى استطاع الصهاينة إلى ذلك سبيلا. 

وحذر مرصد الأزهر، بعد متابعة إصدارات الاحتلال ومنظماته، من قيام سلطات الاحتلال بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الاستيطانية ومنظمات المعبد، لحفر شبكة أنفاق أسفل الأقصى المبارك وأحياء البلدة القديمة المحيطة به؛ بهدف الإضرار بأساسات الأقصى، والبحث عن إشارات تُؤيد مزاعمهم وأباطيلهم حول الهيكل المزعوم.

سياسة الأمر الواقع

وفي ختام التقرير، شدد المرصد على أن الاحتلال ومنظماته المتطرفة يوظفون الأعياد الصهيونية لتحقيق مطامعهم الخبيثة في فرض سياسة الأمر الواقع، وتغيير الوضع القائم داخل الأقصى بما يتيح لهم تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وهو ما وصفه مرصد الأزهر بأنه جريمة ضد الأقصى واستفزاز لمشاعر جموع المُسلمين حول العالم، مجددًا دعوته باتخاذ موقف إسلامي ودولي حازم لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها أولى القبلتين وثالث الحرمين. 

ويذكر المرصد بمطالبة الإمام الأكبر، في اللقاء الدولي من أجل السلام حين قال إن "حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده... وأن المنطق الذي يقرر أنه لا يسلم الكل إلا إذا سلم الجزء، يقرر بنفس الدرجة أنه لا سلام في أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصة: سلام فلسطين".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف المسجد الأقصى الاحتلال الأقصى الأقصى المبارک سلطات الاحتلال مرصد الأزهر

إقرأ أيضاً:

34 ألف عقد زواج مقابل أكثر من 6 آلاف حالة طلاق خلال الشهر الماضي

18 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: أصدر مجلس القضاء الأعلى، اليوم الإثنين، إحصائية الزواج والطلاق لشهر تشرين الأول الماضي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • 34 ألف عقد زواج مقابل أكثر من 6 آلاف حالة طلاق خلال الشهر الماضي
  • حاخام إسرائيلي: ما يحصل حاليا هو حرب دينية وعلى اليهود حشد الدعم الدولي لبناء “الهيكل الثالث”
  • مرصد الأزهر: ارتفاع مؤشر الهجمات الإرهابية في باكستان في أكتوبر الماضي
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات اليهود يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • حماس تشيد بقرار أهالي سلوان وتدعو لصد جرائم المستوطنين بالضفة والقدس
  • 268 مستوطناً يقتحمون الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى