سواليف:
2024-09-16@23:05:24 GMT

الدين واحد وإن تعددت الشرائع

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

الدين واحد وإن تعددت الشرائع

#الدين واحد وإن تعددت #الشرائع
بقلم : د. #هاشم_غرايبه .
درج محرك البحث المسمى (جوجل google) على الاحتفاء بأعياد ميلاد الأشخاص المهمين، من علماء وفلاسفة وفنانين، وحتى المغنين والراقصين والرياضيين، فيضع تصميما لشعاره مكرس لتلك المناسبة طوال ذلك اليوم.
في ذكرى ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، أعظم الشخصيات تأثيرا في التاريخ، تجاهلها (جوجل) تماما واختار الاحتفاء بمناسبة هزيلة.


لا يمكن تفسيرالأمر بالجهل، فلا أحد في عالم اليوم يجهل أنبياء الله، لكنه تجاهل أملاه الفكر الغربي الجمعي، المتعصب ضد الإسلام، لأنه يغلق العقل دون البحث لمعرفة ما يكرهه، فيجعل حتى العالم جاهلا.
أحد الأردنيين الذي كان يُحضّر للدكتوراة في أمريكا، عرض عليه أستاذه مرة فنجان قهوة فاعتذر بأنه صائم، فسأله: إذن أنت متدين.. ولكني لا أراك تذهب الى الكنيسة، فقال: أنا مسلم ولست مسيحيا، ارتبك الأستاذ في فهم كيف يكون الإنسان مؤمنا من غير أن يؤمن بالمسيح عليه السلام إلهاً.
طبعا شرح له العلاقة المعروفة وقال له أن الدين عند الله واحد لكن الشرائع مختلفة، فقال أستاذه: إذاً يمكنك أن تختار بينها ما تشاء حسب الإله الذي أرسلها!، فأجابه: ليس الأمر كمن يختار بين شرب القهوة البرازيلية أو الكينية، القضية هي أن الشرائع السماوية نزلت من عند الله متتالية، ولا ينقض بعضها بعضا لأنها من عند إله واحد، ولذلك يفترض أنها استكملت كافة أركان الدين في الرسالة الختامية.
لم يقتنع الأستاذ تماما، فسأله: لماذا أرسل الله مع كل نبي شريعة مختلفة طالما أنها كلها تصب في دين واحد؟، أجابه: سأضرب لك مثلا: لقد درسنا البيولوجي (علم الأحياء) في المدرسة، لكن مستواه كان بسيطا حتى يتناسب مع مداركنا في ذلك العمر، ثم درسناه مرة أخرى في الجامعة لكن بمستوى أعمق، وأنت درسته في برنامج الدكتوراة وفق أعمق مستوى وصله ذلك العلم، وبذلك استكملت المعرفة وأصبحت أستاذا عالما، لكن معرفتك هذه لم تتناقض مع معرفتك في المرحلتين السابقتين، وإنما استكملت ما لم تكن تقدر على حمله فيهما.
قال الأستاذ: فهمت مغزى قولك، لكني لا زلت لا أفهم لماذا يعبد كل أتباع دين إلها مختلفا؟ فأجابه: لم يقل أي من الأنبياء الثلاثة ما ينقض قول آخر، ولم يقل أي منهم أن اعبدوني من دون الله، بل دعا إلى عبادة الله وحده وصدّق كل واحد بما جاء به من قبله، لكن البشر الذين اتّبعوهم هم الذين فرّقوا الدين، ورفض أتباع كل نبي ما جاء به مَنْ جاء بَعدَهُ تعصباً وحسداً من عند أنفسهم، ولذلك تفرّقوا واختلفوا.
الحقيقة أن هذا الحوار يلخص كثيرا من الجدل الذي يدور بين أتباع الرسالات السماوية الثلاث، لكن من هم مؤمنون حقا لا يُفرّقون بين نبي ونبي في الإحترام، فجميعهم مرسلون من الله عز وجل، وبهدف عبادته، ولا يعتبرون كتاباً سماوياً شريرا وآخر طيبا، فجميعها جاء لخير الناس ولإسعادهم.
من غير المنطقي أن يعترف إنسان بنبي ويصدق بأنه رسول من الله، وينكر نبوة آخر أو يقول أن كتابه ليس من عند الله، هذا الشخص لا يمكن أن يكون مؤمنا بالله وإن قالها بلسانه، لأنه ينكر قدرة الله في إرسال أنبياء ورسل آخرين، وهو بذلك يشرك هواه ورغبته في أمر الله، بل ويقدمها على إرادة الله عز وجل.
قد تتفهم أن شخصا ينكر وجود الله أصلا، لأن ذلك عائد الى رغبته في التحلل من التزامات الإيمان أو الى ضحالة فكره، لكنك لا يمكن أن تتفهم إيمانه بنبي ودين وإنكاره لآخر.. أما الأعجب في أمر بعض هؤلاء، هو من يقتنع بفكرة أن القرآن الكريم من تأليف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أو أعانه عليه شخص لا يعرف العربية، أما الفكرة الأكثر سخفا قولهم أنهم منسوخ عن التوراة! فإن كانوا يصدقون بالتوراة، فهل من أنزلها عاجز أن ينزل القرآن !؟، المدهش أن من يردد هذه الترهات ببغائية ليس أميا، فهو يستطيع قراءة القرآن الكريم واكتشاف أنه فوق قدرة البشر.
إذاً الموضوع ليس إلحادا بل تعصبا ضد الدين، أي انغلاقا فكريا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشرائع من عند

إقرأ أيضاً:

في ذكرى مولده.. هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

أجابت دار الإفتاء المصرية عن أحد التساؤلات الهامة في ذكرى المولد النبوي خلال حملتها (قالوا وقولنا عن مولد النبي) لرفع الوعي والتنوير بحقيقة وصحيح الدين الإسلامي الوسطي بعيدا عن التشدد والتطرف الديني.

 

مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟ 

 

قالت دار الإفتاء المصرية أن البعض تسائل وقالوا: مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟، فقلنا: إن طرح السؤال بهذه الطريقة فيه إيهام شديد على عوام الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن يقال: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

وهنا وضحت دار الإفتاء أن قصة المولد النبوي الشريف ما هي إلا سرد خالص لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الجزء متعلق بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات (ممهدات) مولده الشريف مرورًا بذِكر معجزات وقعت في فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم وختامًا بذِكر لحظة مولده المبارك مع ذكر مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية.

وتابعت أن ذلك ما يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام نوع من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين، فقد مدحه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقد مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، ومدحه جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب بن زهير وأم معبد والعباس عم النبي، وهذا مما لا يخفى على أحدٍ.


وانتهت دار الإفتاء المصرية أنه ما دامت قصة المولد بهذه الحال، فما المانع من ذِكرها وسردها في يوم مولده المنيف؛ وقد ألَّف فيها جماعةٌ من العلماء الذين لا يشق لهم غبار؛ ومنهم: الحُفَّاظ: ابن دحية، والعز، والعلائي، والعراقي، وابن ناصر الدين الدمشقي، والناجي، والسيوطي، وابن كثير.

 

الإرهاصات التي سبقت المولد النبوي

 لقد نقل الأحبار والكهن والرهبان خبر قدوم نبي، وأنه سيكون خاتم الأنبياء، فبعد عيسى -عليه السلام- انقطعت الرسالة فترة من الزمان، وهذا زاد لهفتهم إلى لقاء ذلك النبي، وقد بشّر عيسى -عليه السلام- بني إسرائيل بقدوم محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).

 وكان بنو إسرائيل يعتقدون أن هذا النبي المبعوث سيكون منهم، فكانوا يقولون: "اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان"، ولما جاء سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو ليس منهم كفروا به، قال -تعالى-: (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ).

 ومن الإرهاصات -أي البشارات والأمور الخارقة للعادة التي تحدث قبل مجيء النبي تبشيراً لنبوته- التي ظهرت للنبي الله محمد هو النور الذي رأته أمه في المنام والذي خرج منها حين حملت به، فأضاء لها قصور الشام، كما أنه ظهر نجم لامع في السماء للنبي اسمه أحمد، يختلف في خصائصه عن باقي النجوم، فعرف اليهود بعدها أن النبي قد ولد، وقد قال أحد أحبار الشام: (قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه).

مقالات مشابهة

  • صاروخ يمني واحد يُرعب الصهاينة ويُوقظ العالم
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • الغيامة: الهلال يظل الرقم واحد في كرة القدم .. فيديو
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • في ذكرى مولده.. هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
  • أفضل دعاء يردده المسلم يوم المولد النبوي الشريف.. احرص عليه
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم