أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة ورئيس المجلس الاستشاري للشبكة الأفريقية لتحالف جلاسجو المالي من أجل صافي الانبعاثات الصفري (جيفانز أفريقيا)، أن أفريقيا تعد جزءًا هامًا من حل أزمة المناخ، وسيساهم الاستغلال الأمثل لإمكاناتها ومواردها في تحقيق أهداف العمل المناخي إقليميًا ودوليًا.

وقال محيي الدين، للإصدار الأخير من النشرة الإخبارية لتحالف جيفانز، إنه على الرغم من إسهامها الضئيل الذي لا يتعدى ٣٪؜ من الانبعاثات الكربونية العالمية إلا أن أفريقيا تعاني بشدة من آثار الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وتواجه مشكلات كبيرة من بينها الجفاف والتصحر والأعاصير، وما ينتج عن هذه المشكلات من أزمات غذاء ونزوح وهجرة، ومع ذلك فإن القارة تواجه صعوبات في تمويل العمل المناخي بسبب تزايد حجم الدين العام الذي يستنزف الموارد المالية لعدد كبير من دول القارة.

محمود محي الدين: مجلس أمناء جامعة النيل يشكل قوة دفع إلى التطور محمود محي الدين: الاستدامة وارتباطها بالتحول الرقمي من أولوياتنا ضمن رؤية مصر 2023

وأوضح أن قمة أفريقيا للمناخ التي عقدت في نيروبي الشهر الماضي صاغت رؤية إيجابية لمستقبل المناخ في أفريقيا التي تملك قوة عاملة شابة وإمكانات هائلة لإمدادات الطاقة المتجددة، فضلًا عن الموارد الطبيعية الهامة التي تذخر بها القارة بما في ذلك المعادن والغابات وأشجار المانجروف، مؤكدًا الحاجة إلى إطلاق العنان للتمويل العادل لتحفيز واستغلال هذه الإمكانات على النحو الأمثل لصالح أفريقيا والعالم كله.

ونوه محيي الدين عن اهتمام شبكة جيفانز أفريقيا خلال قمة المناخ الأفريقية بتحفيز التمويل الخاص للعمل المناخي في القارة، وتركيزها على تخطي الحواجز التي تحول دون تمويل المناخ وذلك عن طريق خفض الديون، وإيجاد المشروعات المناخية القابلة للاستثمار والتمويل والتنفيذ، والحد من مخاطر الاستثمار المناخي، وتفعيل أسواق الكربون.

وشدد رائد المناخ على الأهمية البالغة للشراكات من أجل حشد التمويل للعمل المناخي في أفريقيا والعالم كله، متوقعًا أن تساعد الشراكة الجديدة بين تحالف جيفانز وبنك التنمية الأفريقي في توحيد جهود مؤسسات تمويل التنمية والقطاع الخاص، مع التركيز على دعم منصات الدول لمشروعات المناخ وتقديم الدعم التقني والمساهمة في بناء القدرات وتفعيل أدوات التمويل المبتكر.

وأوضح محيي الدين، في هذا الصدد، أن شبكة جيفانز أفريقيا تدعم الشراكة من أجل التحول العادل لقطاع الطاقة في السنغال التي تم الإعلان عنها خلال قمة نيروبي، كما تدعم الشبكة المنصة الوطنية لبرنامج (نوفي) في مصر والتي تستهدف تنفيذ العمل المناخي والتنموي من خلال مشروعات واعدة في ثلاثة قطاعات هامة هي المياه والغذاء والطاقة، مع التركيز على التحول العادل إلى الاقتصاد الأخضر.

وأفاد بأن المشروعات الرائدة في أفريقيا تحتاج إلى تمويل خاص وهو ما تساعد شبكة جيفانز أفريقيا في تحقيقه، منوهًا عن الجلسة التي نظمتها الشبكة خلال قمة نيروبي بالتنسيق مع فريق الأمم المتحدة لرواد المناخ وصندوق المناخ الأخضر للربط بين مالكي المشروعات المناخية في القارة والممولين المحتملين، وتم خلالها استعراض مشروعات قابلة للاستثمار مثل مشروع إديسون فينيكس في لاجوس لاستغلال النفايات في توليد الطاقة، ومشروع شوناو سولار الذي يستهدف تصدير الكهرباء من ناميبيا إلى جنوب أفريقيا، ومشروع أمبرساند، الذي نجح في حشد تمويل قدره ١٣ مليون دولار لتوسيع أسطول الدراجات النارية الكهربائية.

وأكد محيي الدين أن أفريقيا يمكن أن تصبح مركزا هاما للطاقة في العالم إذا ما توافر لها التمويل والإمكانات اللازمة، قائلًا إنه وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يمكن لأفريقيا تزويد العالم بأسره بالطاقة منخفضة الكربون بأسعار معقولة في هيئة هيدروجين، والذي يمكنها في حال تنفيذ الخطط الخاصة به من توفير الطاقة النظيفة لنحو ٦٠٠ مليون شخص في القارة يعيشون دون كهرباء، وما يقرب من مليار شخص لا تتوفر لديهم وسائل الطهي النظيف، كما تمتلك أفريقيا ٦٠٪ من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، ولكنها في المقابل تفتقر للقدرة على توليد هذه الطاقة.

وأضاف أن أفريقيا تعد أيضًا موطنًا للتنوع البيولوجي، وتضم أكثر من ٢٠٪ من المحميات في العالم، كما يمكنها تطوير اقتصاد حيوي وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، مثل خلق فرص العمل وتحسين الصحة وتحقيق الأمن الغذائي وتوليد الثروة، ولكنها في المقابل تتلقى أقل من ٣٪ من التمويل العالمي للمناخ، مشددًا على أن اغتنام هذه الفرص وحماية التنوع البيولوجي ومصارف الكربون في القارة يتطلب بالضرورة توفير التمويل اللازم.

وفي هذا الصدد، أوضح محيي الدين أن تحالف جيفانز يعمل مع البنوك التنموية متعددة الأطراف وغيرها من المؤسسات لضمان تحسين أداء التمويل العام وحشد الاستثمار والتمويل الخاص، مضيفًا أن التحالف يدعم كذلك مبادرة أسواق الكربون الأفريقية للمساهمة في تعزيز قدرة الدول الأفريقية على تطوير مشروعات كربون عالية الجودة والحصول على سعر عادل للكربون.

وصرح محيي الدين بأن العديد من الدول الأفريقية تخطو بوتيرة جيدة نحو تحقيق التحول العادل والمنصف للاقتصاد الأخضر المستدام، قائلًا إنه خلال انعقاد منتدى التعاون الدولي واجتماع وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة في مصر العام الماضي، دعم الوزراء الأفارقة عمل مجلس معايير الاستدامة الدولية، ودعوا إلى الاعتماد المبكر لمعاييره من قبل الشركات الأفريقية.

وأفاد، في هذا السياق، بأن إعلان تحالف جيفانز عن الشراكة مع بنك التنمية الأفريقي خلال قمة نيروبي استهدف دعم المؤسسات المالية الأفريقية في تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري مع التركيز على خطط وتمويل التحول الأخضر، والعمل مع مجلس معايير الاستدامة الدولية ومبادرة التمويل لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لدعم اعتماد معايير الشفافية والإفصاح في العمل المناخي بما يساهم في تنفيذ خطط الانتقال العادل في جميع أنحاء القارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود محيي الدين الأمم المتحدة اخبار مصر مال واعمال أهداف العمل المناخي العمل المناخی محیی الدین أن أفریقیا فی القارة خلال قمة

إقرأ أيضاً:

"الدوسري": أمن الطاقة يتطلب تصرفًا شجاعًا واقتصادًا منخفض الكربون

"يجب أن نتصرف بشجاعة لحل قضايا تغير المناخ وتحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة," بهذه الكلمات، أكد المهندس أحمد الدوسري، رئيس مجلس أمناء المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الحاجة الملحة للعمل نحو اقتصاد منخفض الكربون يعزز الاستثمار في الطاقات المتجددة ويزيد من كفاءة الطاقة.

«تغير المناخ» يحذر من نزلات البرد: مقبلون على انخفاض درجات الحرارة في الليل "تأثير تغير المناخ على الأمن المائي" محاضرة بثقافة الفيوم

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، الذي انطلقت أعماله اليوم، أعرب الدوسري عن أمله في أن تكون الجلسات مليئة بمناقشات جادة حول التحديات المتعلقة بالانتقال الطاقي في المنطقة. وناقش موضوعات حيوية مثل إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة والنظيفة، والربط الكهربائي، والهيدروجين الأخضر، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لخطط وبرامج الطاقة.

وأشار الدوسري إلى أن "أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة" سيركز على الحلول المبتكرة والتعاون المشترك لتعزيز ممارسات الطاقة المستدامة في المنطقة. كما أعرب عن سعادته باستضافة النسخة الرابعة من "منتدى أعمال الطاقة والمناخ" الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط، والذي يهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في استراتيجيات التحول بمجال الطاقة والمناخ.

وأوضح أن الفعالية تشمل 30 جلسة حوارية يشارك فيها 150 متحدثاً من صناع القرار وخبراء الطاقة، مما يجعلها منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات.

وأكد الدوسري أن تنظيم هذا الأسبوع يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة تحول الطاقة عالمياً، مع وجود تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة. وأبرز أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة هذه التحديات، خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر، الذي يشهد اهتماماً متزايداً في المنطقة.

تُعقد فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز، بما في ذلك جامعة الدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، بمشاركة رفيعة المستوى من قيادات قطاع الطاقة.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن هوية وشعار مشاركة سلطنة عُمان في "قمة المناخ" بأذربيجان
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تناقش تداعيات التغير المناخي
  • هكذا دعمت إيناس عز الدين الشعب اللبناني
  • 10 معلومات عن المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة
  • محيي الدين: أتطلع للتعاون مع الحكومات العربية والبنوك المركزية والمؤسسات الإقليمية العربية
  • «محيي الدين»: تشرفت بخدمة الدول أعضاء صندوق النقد في فترة شهدت تحديات اقتصادية
  • "الدوسري": أمن الطاقة يتطلب تصرفًا شجاعًا واقتصادًا منخفض الكربون
  • الطاقة النيابية:قانون الطاقة الجديد سيساهم في مكافحة التغير المناخي
  • معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم
  • وزيرة البيئة: مصر تلعب دورا مهما في ملف المناخ منذ عام 2015