انطلاق اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي لـ«الأوقاف» بمسجد عمرو بن العاص
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
عُقدت فعاليات اليوم الثالث، للأسبوع الثقافي بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، تحت عنوان «من الكليات الست حفظ النفس وحفظ المال»، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
حاضر في اليوم الثقافي، الدكتور أحمد محمد عوض إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، والدكتور مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وقدم له الدكتور حسن مدني رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، وكان فيه القارئ الشيخ أشرف أبو جبل قارئًا، والمبتهل الشيخ مصطفى الشجري مبتهلًا، وبحضور الشيخ علاء الدين عمر سليمان المفتش بإدارة أوقاف جنوب القاهرة، وعدد من الأئمة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته، أكد الدكتور أحمد محمد عوض أن التشريع الإسلامي تشريع كامل يتناول كل أمور الحياة، ولا حياة للإنسان ولا للبلاد إلا بالمال، فهو عصب الحياة، مبينًا أن الشرع وضع سياجًا للمعاملات المالية، حيث إن حب المال أمر فطري قال: «وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا»، مضيفًا أن الإسلام دين المحبة والتعاون والإيثار، يدعو إلى كل ما يحقق ذلك، وقد منع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، واستغلال حاجاته الضرورية قال الرسول: «مَنِ احْتَكَرَ فَهو خاطِئٌ».
ولفت إلى أنَّ الشرع حذَّر من طرق جلب المال بأساليب غير مشروعة، وبين أن كل إنسان سيحاسب عن ماله، حيث يقول: «لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ؟ وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟»، مختتمًا حديثه بأن الشرع أمرنا بالسعي والأخذ بالأسباب لجلب الرزق الحلال قال: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكُف الله بها وجهه: خيرٌ له من أن يسأل الناس، أعطَوْه أو منعوه»، فالدين يدعو إلى العمل واكتساب المال من الحلال، وأداء حقه وعدم استغلال الآخرين.
وسائل البقاء في الشريعة الإسلاميةوفي كلمته، أكّد الدكتور مصطفى عبدالسلام أنَّ الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقد أَوجبت الشريعة على الإنسان أن يمد نفسه بوسائل البقاء؛ من تناول للطعام والشراب، وتوفير الملبس، والمسكن، وحذر المسلم أن يمتنع عن هذه الضَّروريات إلى الحدِّ الذي يهدد بقاء حياته، كما بين أن الشرع نهى عن التطاول على الغير ولو بالإشارة قال (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ، وإِنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ»، موضحًا أن الشرع يحرص كل الحرص على سلامة المجتمع وحفظ العلاقات بين الناس، وعدم تخويفهم وترويعهم ولو بالإشارة والتهديد، ففيه إشارة لعظم مكانة النفس البشرية.
وأضاف أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس كل نفس بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، قال الرسول: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا»، مختتمًا حديثه بأن الإسلام أعلى من شأن النفس الإنسانية ورفع قدرها، وحافظ عليها أيًّا ما كان دينها وعقيدتها، فالنفس محترمة في ذاتها ولذاتها بصرف النَّظرِ عن معتقدها ومذهبها ودينها؛ لأن الذي خلقها وبَرَأها إنما هو الله رب العالمين، وقد أكَّد عظمة النفس وعظمة حرمتها، فأقسم بها الحق سبحانه: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا»، كما بين عظمة الجرم في التَّعدِّي عليها، فقال (سبحانه): «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف الأسبوع الثقافي مسجد عمرو بن العاص
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تطلق مقرأة كبار القراء بمسجد الإمام الحسين برواية البزي عن ابن كثير
تبدأ وزارة الأوقاف، صباح غدً الثلاثاء ١٩ من نوفمبر ٢٠٢٤م، فعاليات مقرأة كبار القراء برواية البزي عن ابن كثير، وذلك في مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة.
الأوقاف تعقد الأسبوع الثقافي بمسجد الفتح بالخلفاوي في الساحل الأوقاف: بدء اختبارات لمسابقة الإيفاد لمنصب المدير الإداري للمركز الإسلامي المصري بدار السلاموتنعقد المقرأة برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الكريم صالح رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، وتجمع نخبة من أعلام دولة التلاوة في مصر، حيث تنطلق في أجواء إيمانية مميزة تعكس جهود الوزارة في خدمة كتاب الله (عز وجل).
وتنعقد الختمة المرتلة برواية البزي عن الإمام ابن كثير، وهي إحدى الروايات العشر للقرآن الكريم، المعروفة بدقتها وإبداعها في أحكام التجويد، حيث نقلها أحمد بن محمد بن عبد الله البزي عن الإمام المكي عبد الله بن كثير.
جدير بالذكر أن وزارة الأوقاف نظمت ختمتين مرتلتين للقرآن الكريم، إحداهما برواية حفص عن عاصم، والأخرى برواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية، في إطار حرصها على تعزيز ثقافة القراءات المتنوعة وتعريف الأئمة والقراء بثراء هذه القراءات ودقة أحكامها.
وتهدف هذه المبادرات إلى تأصيل الفهم العميق للقرآن الكريم وأدائه بأسلوب متقن؛ بما يسهم في رفعة مكانة التلاوة المصرية عالميًّا، كما تشجع الوزارة من خلال هذه الختمات على الالتزام بأحكام التلاوة والتجويد، وتهيئة الأجواء الإيمانية للتدبر في آيات الذكر الحكيم.
يشارك في المقرأة كبار القراء من شتى أنحاء الجمهورية، حيث يتبادلون التلاوات المرتلة بأسلوب مميز يعكس جماليات الأداء القرآني لهذه الرواية.
وتواصل وزارة الأوقاف جهودها المستمرة في العناية بالقرآن الكريم وتطوير أداء القراء؛ لتظل مصر منارةً لحفظ القرآن الكريم وتجويده.