(عدن الغد)خاص:

كشف أكاديمي متخصص، أسباب الانهيار المخيف للوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، مقارنة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.

وقال أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن، محمد جمال الشعيبي، إن فتح مليشيا الحوثي أجبرت التجار على تحويل الاستيراد عبر ميناء الحديدة بدلًا من ميناء عدن، وهو ما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

وأكد الدكتور الشعيبي، في حديث مع موقع "سبوتنيك" الروسي" أن التحذيرات والتقارير التي تتحدث عنها منظمات دولية حول الجوع في اليمن حقيقة واقعة، حيث أصبح الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن سيئا جدا وفي تدهور مستمر.

وأضاف أن هدنة وقف إطلاق النار التي بدأت العام الماضي 2022 خفضت المواجهات العسكرية بشكل كبير وملحوظ، إلا أن هذا الأمر لم ينعكس على الجانب الاقتصادي والإنساني بالاستقرار والتحسن، نتيجة للتطبيق الخاطئ أو يمكن القول استغلال هذه الهدنة من بعض أطراف الصراع لتنمية مواردها.

وأشار الشعيبي إلى أن الهدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية و(الحوثيين) تضمنت فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء كبوادر حسن نية وخطوات نحو سلام شامل، إلا أن ما حدث هو أن سلطات الأمر الواقع في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، أجبرت التجار ومستوردي السلع من الخارج على تحويل بضائعهم نحو ميناء الحديدة، بدلا عن ميناء عدن وهذا الأمر انعكس على تدهور الجانب المالي للحكومة الشرعية في مقابل زيادة الموارد لجماعة الحوثي التي تسخر تلك الموارد في صالح مجهودها الحربي ولا تلتزم بدفع مرتبات القطاع العام.

وأوضح أستاذ الاقتصاد السياسي، أن أغلب السلع والخدمات الداخلة إلى البلاد تذهب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بحكم الكثافة السكانية الأكبر هناك، أما التجار الذين لا يستجيبون لذلك ويستوردون عبر ميناء عدن يتعرضون بعد ذلك للمضايقات والجبايات في المنافذ الرابطة بين المناطق المحررة وغير المحررة والتي تصل إلى قيمة الجمارك في الموانئ، مما يجبر التجار على الخضوع لتوجيهاتهم.

وقال الشعيبي أن استمرار إيقاف تصدير النفط الخام إلى الخارج هو الآخر أمر كارثي، فكلما طالت فترة المنع زادت وتيرة الانهيار الاقتصادي وسرعة السير نحو الهاوية، فقد أصبحت الحكومة الشرعية شبه عاجزة عن الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها بتوفير السلع والخدمات ودفع المرتبات، وتلقي اللائمة في تدهور المالية العامة على وقف تصدير النفط الخام بسبب هجمات وتهديدات جماعة الحوثي المتكررة، إلى جانب التطبيق الخاطئ لقرار فتح ميناء الحديدة.

وتابع أستاذ الاقتصاد السياسي، أنه منطقيا في كل ما سبق أن الاقتصاد اليمني مستمر في السير نحو الهاوية، وفي ظل تراجع وانخفاض مستوى المساعدات الخارجية الفترة الأخيرة، حيث شهدت أسعار السلع والخدمات ارتفاع قيمتها أكثر من 300 في المئة خلال هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة.

ولفت الشعيبي، إلى أن نجاح مساعي وقف الحرب سوف تعمل على وقف انهيار الاقتصاد اليمني والحد من تداعيات الأزمة الإنسانية، إذا ما تم تحقيق السلام على أسس صحيحة وعادلة تفضي إلى قبول جميع الأطراف وتحقيق التوازن على الأرض بعكس ما هو حاصل على الواقع.

ويعاني اليمنيون أوضاعًا إنسانية مأساوية جراء الوضع الاقتصادي المتدهور، في ظل حرب اقتصادية شرسة تواجهها الحكومة الشرعية، إلى جانب الفساد والفشل الذي رافق أدائها خلال السنوات الماضية.




 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الحکومة الشرعیة میناء الحدیدة

إقرأ أيضاً:

أبو العينين: الحساب الختامي يكشف كفاءة الدولة في الإنفاق ..تحديات خارجة عن إرادة الحكومة حملتنا أعباء كبيرة

ـ أبو العينين خلال مناقشات الحساب الختامي:

تحديات خارجة عن إرادة الحكومة حملت الدولة أعباء كبيرةأحيي الحكومة على قدرتها المتوازنة أمام التحديات العالمية وتحقيقها معدلات نمو إيجابيةأرقام الاقتصاد المصري متواضعة ولا تعكس حجمه الحقيقيلابد من سياسات جديدة وانفتاح اقتصادي واستغلال الصورة التي بناها الرئيس السيسي لمصر في العالم

قال النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، إن الأرقام التي يتضمنها الحاسب الختامي للعام المالي 2023/2024 تدل على كفاءة الدولة في الإنفاق، مشيرًا إلى أن الدولة كتب عليها تحديات خارجة عن إرداتها منها تكبد 7 مليار دولار خسارة من قناة السويس وارتفاع سعر الغاز الذي صاحب اضطرار الدولة لاستيراده من الخارج، إلى جانب ارتفاع سعر الفائدة 6% والذي جاء بالتوازي مع زيادته عالميا، وكذلك ارتفاع سعر  الدولار من 30 إلى 50 جنيه، مشددا على أن ذلك كله يحمل الدولة أعباء كبيرة.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة تقرير الحساب الختامي للعام المالي 2023/2024، مشيرًا إلى أن الإطار الحيوي والتحديات الإقليمية تفرض إجراءات لحماية أمن مصر وهذا يكلف الدولة إنفاقًا كبيرًا في الوقت نفسه تستضيف مصر 9 مليون ضيف يكلفون الموازنة 10 مليار دولار.

ووجه النائب أبو العينين التحية للحكومة على قدرتها على التوازن رغم تلك التحديات وتحقيق معدلات تنمية قدرت بـ 2.4، وهو مؤشر إيجابي في ظل التحديات العالمية الموجودة التي تتطلب من الحكومة أن تنظر للمستقبل لبكره وتضع يدها على الأرقام الحقيقية التي ممكن نحققها، مشددًا على أن كل الأرقام اللي حققناها أرقام متواضعة لا تعكس حجم الاقتصاد المصري الحقيقي".

وتساءل وكيل مجلس النواب: "أين نحن من التحديات العالمية وكيف يمكن أن نستفيد منها ونعظمها كاستثمار.. القطاع الخاص ما زال يشغل 43 % من النشاط الاقتصادي ولازم يرتفع إلى 70 % والفائد تتراجع لأن زيادها يعني توقف الاستثمار".

وشدد النائب أبو العينين على أنه لابد من سياسات جديدة وانفتاح جديد يقدم للعالم بصورة تسويقية جديدة ونستغل بها الفرص والصورة التي بناها الرئيس لمصر بين دول العالم ونستغله لصراعات المستقبل ونستقطب رؤس أموال جديدة، ونفتح باب التسويق وندرس مبادرات جديدة معقبًا: "يجب أن يكون لنا رقم هام في سوقف الاستثمار".

وذكر "أبو العينين" أن "التحديات أمامنا كبيرة جدا والاتحاد الأووربي يضع ميثاق جديد يفتح رؤى للتعاون ويفتح فرص استثمارية أرجو أن يكون عنينا عليها"، مختتمًا: "أتمنى إنشاء الجيل الجديد القادر على تصدير الخدمات التي يمكن أن يكون لها القيمة المضافة كما يحصل في الصين".

مقالات مشابهة

  • الحكومة السورية تناقش مع البنك الدولي مسار التعافي الاقتصادي والتحضير لاجتماع  في نيسان الجاري
  • العوادي: الحكومة نفذت مشروع تمليك الإيزيديين وهو لأول مرة في تاريخ الدولة العراقية
  • صحيفة أمريكية: الانهيار الاقتصادي يغذي التوترات في لبنان
  • من يقود الاقتصاد العالمي فـي حقبـة ما بعد أمــريكـا؟
  • ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
  • الرسوم الجمركية بين التوتر الاقتصادي وإغراق الأسواق
  • فيتش سوليوشنز: مصر والمغرب سيقودان النمو الاقتصادي في شمال أفريقيا إلى 3.6%
  • النظام المالي الأميركي على حافة الانهيار.. يوم عصيب في وول ستريت يكشف هشاشة السوق
  • أبو العينين: الحساب الختامي يكشف كفاءة الدولة في الإنفاق ..تحديات خارجة عن إرادة الحكومة حملتنا أعباء كبيرة
  • خبيرة اقتصاد عالمية: مصر تحقق نموا اقتصاديا رغم التحديات