أكثر من ألف مستوطن يقتحمون باحات "الأقصى".. وقوات الاحتلال يفرض قيودا مشددة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
القدس المحتلة - الوكالات
قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 1040 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في خامس أيام "عيد العرُش" اليهودي.
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ومنعت دخول الشبان منذ صلاة الفجر.
كما أغلقت شرطة الاحتلال محاور طرق عدة في محيط البلدة القديمة، وعززت قواتها ودفعت مئات من عناصرها إلى محيط المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة ومحيطها لتأمين وصول آلاف المستوطنين والمتطرفين اليهود لأداء صلاة "بركة الكهنة الثانية" خلال عيد العرش في منطقة حائط البراق.
وكان العشرات من المستوطنين قد أدوا صلوات تلمودية عند باب القطانين أحد أبواب الحرم القدسي، ومن ثم انطلقوا في مسيرة تجوب أزقة البلدة القديمة.
وقالت مراسلة الجزيرة من القدس المحتلة نجوان السمري إن الاقتحامات التي ينفذها المتطرفون والمستوطنون متواصلة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، مشيرة إلى تضييقات يفرضها جنود الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين.
وبيّنت أن الاقتحام يبدأ من باب المغاربة بتأمين من شرطة جيش الاحتلال، ثمّ يتجول المقتحمون في باحات المسجد الأقصى في دائرة بمحاذاة السور من الداخل وصولا إلى باب السلسلة الذي يخرجون منه.
وقالت المراسلة إن الآلاف يؤدون صلاة في حائط البراق، الذي تطلق عليه إسرائيل اسم حائط المبكى.
كان أكثر من 800 مستوطن ومتطرف يهودي قد اقتحموا المسجد الأقصى أمس الثلاثاء وسط حراسة أمنية مشددة، في حين نددت الفصائل الفلسطينية بهذا التصعيد، وحذرت من "تداعيات خطيرة" يؤدي إليها هذا الاستفزاز.
وبدأ ما يعرف بعيد العرش (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة: الفصح والأسابيع والعرش) يوم 29 سبتمبر ويستمر حتى السادس من أكتوبر، ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
وفي وقت سابق، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المقدسات لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت إن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي تصعيد خطير للحرب الدينية على المقدسات.
في حين حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن جرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لا يمكن أن تمر دون رد.
وبحسب إحصاء لوكالة الأناضول، فقد اقتحم 3116 مستوطنا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الماضية.
واستنادا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فقد اقتحم الأقصى يوم الأحد 789 مستوطنا، في حين اقتحمه الاثنين 1468، ليقوم 859 مستوطنا باقتحام المسجد أمس الثلاثاء.
وتمثل هذه الأرقام أضعاف عدد المستوطنين في الأيام العادية، إذ تتراوح أعداد المقتحمين بين 100 و200 يوميا.
وتجددت الاقتحامات اليوم الأربعاء، على أن تتواصل غدا الخميس أيضا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
القدس في 2024 .. استيطان وتهويد وتعاظم الخطر على الأقصى
الثورة /
بين التهويد والاستيطان والقتل والاعتقالات اليومية، تنوعت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة خلال عام 2024، محاولة فرض أمر واقع جديد في المدينة.
وشملت هذه الاعتداءات تكثيف عمليات الاستيطان في الأحياء الفلسطينية، وتهجير العائلات من منازلها في القدس الشرقية، إضافة إلى تصاعد عمليات القتل المستهدفة للشبان الفلسطينيين، والتي ترافقها حملات اعتقال يومية تستهدف الفلسطينيين. هذه الاعتداءات تمثل جزءًا من سياسة منهجية تهدف إلى تهويد المدينة، وتغيير معالمها التاريخية والجغرافية لتصبح عاصمة موحدة لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
في تقريرها السنوي للعام 2024، سلطت محافظة القدس الضوء على الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المباركة، وكشفت عن سلسلة من الانتهاكات التي طالت مختلف جوانب الحياة في القدس، مستهدفةً الأرض والإنسان والمقدسات.
الشهيدات والشهداء
شهدت محافظة القدس ارتقاء 35 شهيدًا في العام 2024، بينهم 7 من خارج المدينة و14 طفلًا، أصغرهم الطفلة رقية أبو داهوك (3 سنوات). من أبرز الأسماء التي ارتقت خلال العام: محمد أبو عيد وزوجته ضحى أبو عيد، الطفل سليمان كنعان (17 عامًا)، والعديد من الأطفال والشباب الآخرين الذين ارتقوا برصاص الاحتلال. كما استمر الاحتلال في احتجاز جثامين 45 شهيدًا حتى نهاية العام.
الاستهداف المتواصل للرموز المقدسية
استمرت سلطات الاحتلال في استهداف الشخصيات الوطنية المقدسية. أبرزها كان استهداف محافظ القدس عدنان غيث، الذي يواجه الحبس المنزلي منذ عام 2022، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، الذي تعرض للاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى عدة مرات.
اعتداءات المستوطنين
خلال العام 2024، سجل التقرير 159 اعتداءً نفذها مستوطنون، شملت اعتداءات جسدية، مما يشير إلى تزايد وتيرة العنف. في المقابل، تواصل سلطات الاحتلال دعم المستوطنين وحمايتهم من المساءلة القانونية، ما يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.
الاعتقالات والملاحقات
واصلت سلطات الاحتلال حملاتها القمعية في القدس، ونفذت 1287 حالة اعتقال، من بينهم 112 طفلًا و65 سيدة. هذه الاعتقالات جاءت ضمن سياسة الاستهداف الجماعي للمقدسيين، حيث رصد التقرير 411 حكمًا بالسجن الفعلي و280 حكمًا بالاعتقال الإداري.
الجرائم بحق المسجد الأقصى
لا يزال المسجد الأقصى يعاني من الهجمات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال والمستعمرين. في عام 2024، اقتحم 60,792 مستوطنا المسجد، وأدى العديد منهم طقوسًا تلمودية وتدنيسًا للمقدس.
وشهد المسجد تحولًا خطيرًا مع محاولات الاحتلال فرض واقع سياسي جديد، تمثل في اقتحام وزراء وأعضاء كنيست الاحتلال للمسجد، بالإضافة إلى التصريحات المتطرفة لبن غفير عن بناء كنيس داخل المسجد الأقصى.
الحفريات
واصل الاحتلال تنفيذ أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى المبارك، مما أدى إلى سقوط العديد من الأشجار والأحجار داخل الحرم الشريف. الحفريات التي تستهدف أساسات المسجد تمثل جزءًا من سياسة تهويد المدينة والضغط على المسجد الأقصى.
الجرائم بحق المسيحيين
تستمر الاعتداءات على المقدسات المسيحية في القدس، حيث استهدف المستوطنون أماكن العبادة المسيحية ورجال الدين، وفي فبراير اعتدوا على الراهب الألماني نيقوديموس شنابل. كذلك، حرمت سلطات الاحتلال الفلسطينيين المسيحيين من الوصول إلى القدس في الأعياد الدينية.
التدمير والهدم
تستمر سلطات الاحتلال في سياسة هدم المنازل في القدس المحتلة، ورصد التقرير 380 عملية هدم وتجريف في عام 2024. عمليات الهدم التي تشهد تزايدًا ملحوظًا على مدار السنوات الأخيرة تشكل جزءًا من سياسة التهجير القسري والتهويد.
الإخطارات بالهدم
واصل الاحتلال سياسة التهديد والهدم، حيث تم تسليم أكثر من 130 إخطارًا بالهدم في مختلف أنحاء القدس، خاصة في المناطق التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها، ما يؤكد سياسة التهجير والتهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال.
*