الخليج الجديد:
2025-02-07@14:32:49 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925.

الإشكالية الحقيقية مصير الائتلاف الوطني السوري الذي غدا قعيداً سياسياً ومشلولاً في تحركاته، بعد وصوله طريقا مسدودا إثر الانفضاض الكبير عنه.

حراك السويداء لا يزال حبيس جغرافية السويداء ذاتها بعد عجزه عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، مما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز.

على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً لطرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقيا واقعيا أجندته الأولى العودة للمناطق المحررة واستيعاب حراك السويداء ليكون الجسم الجديد ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية.

* * *

لليوم الرابع والأربعين، يتواصل حراك السويداء ضد النظام السوري، بعد أن رفع سقف مطالبه إلى إسقاط العصابة الطائفية ومحاكمة رموزها. وقد اكتسب الحراك زخماً متصاعداً نتيجة التواصلات الدولية مع قادة الحراك من شيوخ العقل الدرزي، بالإضافة إلى تراجع الأردن عن زخم تطبيعه مع العصابة الطائفية.

نتيجة تحدي الأخيرة للأردن ومسيرة التطبيع العربي، من خلال ضخ النظام لمزيد من السموم الكبتاغونية، واختراق الحدود، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة والمتفجرات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى القول بأن المخدرات تضاعف تصديرها إلى بلاده بعد جهود التطبيع مع النظام السوري.

حراك السويداء الذي لا يزال حبيس الجغرافيا في السويداء ذاتها بعد أن عجز عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، وهو ما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز، بخلاف الانتفاضة التي اندلعت عام 2011

والتي شملت كل الأراضي السورية، ولكن ربما ما يخفف حبسة الجغرافيا هذه، تضامن وتعاطف قرى الدروز في إدلب والتي يصل عددها إلى 19 قرية حيث بادرت بالتضامن والخروج مع حراك السويداء، وهو الأمر الذي منحها بعداً جغرافياً أبعد من السويداء.

ويبقى استمرار التحرك طوال هذه الفترة الطويلة، واكتسابه زخماً من قبل القوى الدرزية المثقفة من الخارج بالإضافة إلى تعاطف قوى غربية، كل هذا يشكل رافعة قوية وجديدة للثورة السورية في مواجهة الاستبداد الأسدي.

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925 يوم التحم سلطان باشا الأطرش مع الثورة السورية التي كانت قد بدأت عشية دخول الغزاة الفرنسيين إلى سوريا، فتصدى لهم البطل يوسف العظمة وإخوانه، وواصلت الثورة مقاومتها للفرنسيين حتى عام 1925 وما بعده.

لكن تبقى إشكالية حقيقية وهي مصير الائتلاف الوطني السوري الذي يبدو غدا قعيداً سياسياً، ومشلولاً في تحركاته، لا سيما بعد أن وصل إلى طريق مسدود إثر الانفضاض النخبوي والشعبي الكبير عنه، نتيجة اختطافه من قبل مجموعة صغيرة.

الأمر الذي جعلها منبتة ومنقطعة عن جماهيرها وشعبيتها، وجعل معها الثورة السورية عارية من الغطاء السياسي، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، يتطلب من النخب السورية التحرك فوراً لملء فراغ حقيقي، في ظل الانهيارات الروسية على جبهة أوكرانيا، والذي رأينا ثمرته في أذربيجان بتحرر الأذريين من سطوة الأرمن في ناغورني قره باغ..

كل هذا يحتم على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية من السويداء إلى إدلب وما بينهما.

القوى الدولية التي لا تزال تراهن على شخصيات قليلة في الائتلاف الوطني؛ عليها أن تدرك أن هذه الشخصيات لا جذور سورية لها، وأنها لن تستطيع العيش في سوريا الطبيعية.

الأمر الذي يستوجب عليها الاستثمار في الشخصيات الوطنية التي لديها امتداداتها الشعبية الحقيقية، وإلّا فستصحو على استثمار في الخراب والصحراء.

*د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا ثورة السويداء احتجاجات القوى الدولية الائتلاف الوطني السوري الثورة السوریة حراک السویداء

إقرأ أيضاً:

حراك إسرائيلي للدفع بخطة تهجير الغزيين.. قانون في الكنيست وتعليمات جديدة لـالجيش

تدفع الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية بمقترح الرئيس الامريكي، دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة إلى خارج القطاع في محاولة لتحويله إلى مشروع قابل للتطبيق.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن وزير الحرب، يسرائيل كاتس أنه أصدر توجيهًا لـ"الجيش" بإعداد خطة تتيح لسكان غزة مغادرة القطاع "طوعا".

وزعم كاتس قائلا: "سكان غزة يجب أن يتمتعوا بحرية السفر والهجرة، كما هو الحال في باقي أنحاء العالم".

 وتشمل الخطة توفير خيارات للخروج عبر المعابر البرية، بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للمغادرة عبر البحر والجو.

من جهتها قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، إن اللجنة الوزارية للتشريع في "الكنيست" ستناقش الأسبوع المقبل قانون تشجيع المغادرة الطوعية لسكان غزة المقدم من الوزير المستقيل، المتطرف، ايتمار بن غفير.


وقدرت القناة أنه  أه لن يتم الموافقة على القانون أو رفضه، ولكن سيتم تأجيل النقاش حوله لحين الحوار مع الولايات المتحدة. بشأن المقترح الذي أطلقه ترامب بهذا الخصوص.

وكشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الثلاثاء، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.

والخميس، ادعى ترامب أن الفلسطينيين سيحظون بحياة "أكثر سعادة" بموجب الخطة التي أعلن عنها، زاعما أن الشعب الفلسطيني سيستقر في "مجتمعات أكثر أمانا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة".

وأضاف: "ستعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرق تطوير رائعة من جميع أنحاء العالم، على بدء بناء ما سيصبح أحد أعظم وأروع المشاريع من نوعه على وجه الأرض".

ومساء الثلاثاء، تحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد أيام قليلة من دعوته إلى تهجير أهالي القطاع وإعادة توطينهم في دول أخرى مثل مصر والأردن.


وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".

وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.

وأثارت تصريحات ترامب بشأن قطاع غزة موجة واسعة من التنديد والرفض على الصعيدين الدولي والإقليمي، وسط دعوات للتراجع عنها والمضي قدما في مسار حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • السلطوية تقيد حراك الناشطين البيئيين في العراق ومنظمة دولية تقترح حلولاً
  • الكورد يعلنون الانسحاب من الائتلاف السوري ويؤكدون على وحدة الصف
  • رأي الشارع الإسرائيلي بمدى إمكانية تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • حراك انتخابي مبكر.. السياسيون يعودون إلى الشارع .. والناخبون بلا ثقة
  • حراك إسرائيلي للدفع بخطة تهجير الغزيين.. قانون في الكنيست وتعليمات جديدة لـالجيش
  • نائب: حراك نيابي لتعديل قانون التقاعد
  • تأجيل الامتحانات الجامعية في كليات السويداء جراء الظروف الجوية
  • بمشاركة فعاليات أهلية ورسمية: ‏لقاء محبة للتحالف الوطني السوري في ‏السويداء ‏
  • حراك دبلوماسي أردني مكثف لتأكيد رفض تهجير الفلسطينيين
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده