الخليج الجديد:
2025-05-02@09:47:21 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925.

الإشكالية الحقيقية مصير الائتلاف الوطني السوري الذي غدا قعيداً سياسياً ومشلولاً في تحركاته، بعد وصوله طريقا مسدودا إثر الانفضاض الكبير عنه.

حراك السويداء لا يزال حبيس جغرافية السويداء ذاتها بعد عجزه عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، مما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز.

على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً لطرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقيا واقعيا أجندته الأولى العودة للمناطق المحررة واستيعاب حراك السويداء ليكون الجسم الجديد ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية.

* * *

لليوم الرابع والأربعين، يتواصل حراك السويداء ضد النظام السوري، بعد أن رفع سقف مطالبه إلى إسقاط العصابة الطائفية ومحاكمة رموزها. وقد اكتسب الحراك زخماً متصاعداً نتيجة التواصلات الدولية مع قادة الحراك من شيوخ العقل الدرزي، بالإضافة إلى تراجع الأردن عن زخم تطبيعه مع العصابة الطائفية.

نتيجة تحدي الأخيرة للأردن ومسيرة التطبيع العربي، من خلال ضخ النظام لمزيد من السموم الكبتاغونية، واختراق الحدود، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة والمتفجرات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى القول بأن المخدرات تضاعف تصديرها إلى بلاده بعد جهود التطبيع مع النظام السوري.

حراك السويداء الذي لا يزال حبيس الجغرافيا في السويداء ذاتها بعد أن عجز عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، وهو ما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز، بخلاف الانتفاضة التي اندلعت عام 2011

والتي شملت كل الأراضي السورية، ولكن ربما ما يخفف حبسة الجغرافيا هذه، تضامن وتعاطف قرى الدروز في إدلب والتي يصل عددها إلى 19 قرية حيث بادرت بالتضامن والخروج مع حراك السويداء، وهو الأمر الذي منحها بعداً جغرافياً أبعد من السويداء.

ويبقى استمرار التحرك طوال هذه الفترة الطويلة، واكتسابه زخماً من قبل القوى الدرزية المثقفة من الخارج بالإضافة إلى تعاطف قوى غربية، كل هذا يشكل رافعة قوية وجديدة للثورة السورية في مواجهة الاستبداد الأسدي.

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925 يوم التحم سلطان باشا الأطرش مع الثورة السورية التي كانت قد بدأت عشية دخول الغزاة الفرنسيين إلى سوريا، فتصدى لهم البطل يوسف العظمة وإخوانه، وواصلت الثورة مقاومتها للفرنسيين حتى عام 1925 وما بعده.

لكن تبقى إشكالية حقيقية وهي مصير الائتلاف الوطني السوري الذي يبدو غدا قعيداً سياسياً، ومشلولاً في تحركاته، لا سيما بعد أن وصل إلى طريق مسدود إثر الانفضاض النخبوي والشعبي الكبير عنه، نتيجة اختطافه من قبل مجموعة صغيرة.

الأمر الذي جعلها منبتة ومنقطعة عن جماهيرها وشعبيتها، وجعل معها الثورة السورية عارية من الغطاء السياسي، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، يتطلب من النخب السورية التحرك فوراً لملء فراغ حقيقي، في ظل الانهيارات الروسية على جبهة أوكرانيا، والذي رأينا ثمرته في أذربيجان بتحرر الأذريين من سطوة الأرمن في ناغورني قره باغ..

كل هذا يحتم على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية من السويداء إلى إدلب وما بينهما.

القوى الدولية التي لا تزال تراهن على شخصيات قليلة في الائتلاف الوطني؛ عليها أن تدرك أن هذه الشخصيات لا جذور سورية لها، وأنها لن تستطيع العيش في سوريا الطبيعية.

الأمر الذي يستوجب عليها الاستثمار في الشخصيات الوطنية التي لديها امتداداتها الشعبية الحقيقية، وإلّا فستصحو على استثمار في الخراب والصحراء.

*د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا ثورة السويداء احتجاجات القوى الدولية الائتلاف الوطني السوري الثورة السوریة حراک السویداء

إقرأ أيضاً:

طلاب تونسيون بالخارج يرفضون الأحكام الجائرة ويدعمون حراك الجامعات

استنكر طلاب تونسيون في الخارج ما وصفوها بالأحكام القضائية الجائرة والاعتقالات التعسفية بحق قضاة وصحفيين وسياسيين وناشطين ورجال أعمال في تونس، مؤكدين أنهم لن يصمتوا إزاء هذه "الانحرافات الخطيرة" عن مبادئ الثورة التونسية.

وقال الطلاب في بيان نشر اليوم الثلاثاء: "نعلن تضامننا مع جميع المعتقلين، دون تمييز في الانتماءات أو التوجهات السياسية، وندعو السلطة إلى إيقاف سياسة الاعتقالات التعسفية وإطلاق سراحهم فورا".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد تحديها لها.. إدارة ترامب تتهم جامعة هارفارد بالتمييز على أساس العرقlist 2 of 2رايتس ووتش: إدارة ترامب تستهدف المنظمات الحقوقية في "حملة صارمة"end of list

كما أعرب الطلاب عن رفضهم لما وصفوها بحملات التخوين والشيطنة ضد كل من يعارض السلطة القائمة، ورأوا أن "حالة الاحتقان هذه لا يمكن إلا أن تعمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية وأن تنفر الشباب التونسي من العودة إلى خدمة بلاده".

وثمّن طلاب الخارج حراك زملائهم "في كل من كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، وكلية الحقوق والعلوم السياسية بالمنار، وكلية الحقوق بصفاقس ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار من خلال إصدارهم بيانات عبّرت بصدق عن وعي الشباب التونسي".

ودعا البيان جميع الطلبة والهياكل الشبابية والمجموعات الرياضية إلى "تحمل مسؤولياتهم الوطنية ونزع حاجز الخوف من خلال التعبير السلمي عن موقفهم الرافض لمسار الانغلاق والانحراف عن المبادئ التي قامت عليها ثورتنا".

إعلان

وأصدرت محكمة تونسية يوم 19 أبريل/نيسان الجاري إدانات جماعية وأحكاما مشددة بحق 40 شخصية سياسية وإعلامية وحقوقية بتهم "التآمر على أمن الدولة"، بينما تؤكد المعارضة أن القضية سياسية وتهدف إلى قمع الأصوات الرافضة للإجراءات الاستثنائية التي فرضها الرئيس قيس سعيد منذ يوليو/تموز 2021.

مقالات مشابهة

  • 20 ملعبًا و30 مركزًا رياضيًا و18 ألف مستفيد يعكسون حراكًا رياضيًا متناميًا في الحدود الشمالية
  • الوزير الشيباني: نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبني دولة قوية دون إرادة
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • الجامعة الافتراضية السورية: بدء التسجيل لطلاب برامج الحقوق والإعلام ‏والدبلوم والماجستير المنقطعين بسبب الثورة
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • حركة حماس تدعو إلى حراك عمالي عالمي تضامناً مع غزة
  • الشرارة.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • طلاب تونسيون بالخارج يرفضون الأحكام الجائرة ويدعمون حراك الجامعات
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس