الخليج الجديد:
2024-07-03@22:00:13 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

حراك السويداء وانسدادية الائتلاف السوري

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925.

الإشكالية الحقيقية مصير الائتلاف الوطني السوري الذي غدا قعيداً سياسياً ومشلولاً في تحركاته، بعد وصوله طريقا مسدودا إثر الانفضاض الكبير عنه.

حراك السويداء لا يزال حبيس جغرافية السويداء ذاتها بعد عجزه عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، مما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز.

على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً لطرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقيا واقعيا أجندته الأولى العودة للمناطق المحررة واستيعاب حراك السويداء ليكون الجسم الجديد ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية.

* * *

لليوم الرابع والأربعين، يتواصل حراك السويداء ضد النظام السوري، بعد أن رفع سقف مطالبه إلى إسقاط العصابة الطائفية ومحاكمة رموزها. وقد اكتسب الحراك زخماً متصاعداً نتيجة التواصلات الدولية مع قادة الحراك من شيوخ العقل الدرزي، بالإضافة إلى تراجع الأردن عن زخم تطبيعه مع العصابة الطائفية.

نتيجة تحدي الأخيرة للأردن ومسيرة التطبيع العربي، من خلال ضخ النظام لمزيد من السموم الكبتاغونية، واختراق الحدود، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة والمتفجرات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى القول بأن المخدرات تضاعف تصديرها إلى بلاده بعد جهود التطبيع مع النظام السوري.

حراك السويداء الذي لا يزال حبيس الجغرافيا في السويداء ذاتها بعد أن عجز عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن غالبية درزية، وهو ما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز، بخلاف الانتفاضة التي اندلعت عام 2011

والتي شملت كل الأراضي السورية، ولكن ربما ما يخفف حبسة الجغرافيا هذه، تضامن وتعاطف قرى الدروز في إدلب والتي يصل عددها إلى 19 قرية حيث بادرت بالتضامن والخروج مع حراك السويداء، وهو الأمر الذي منحها بعداً جغرافياً أبعد من السويداء.

ويبقى استمرار التحرك طوال هذه الفترة الطويلة، واكتسابه زخماً من قبل القوى الدرزية المثقفة من الخارج بالإضافة إلى تعاطف قوى غربية، كل هذا يشكل رافعة قوية وجديدة للثورة السورية في مواجهة الاستبداد الأسدي.

ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925 يوم التحم سلطان باشا الأطرش مع الثورة السورية التي كانت قد بدأت عشية دخول الغزاة الفرنسيين إلى سوريا، فتصدى لهم البطل يوسف العظمة وإخوانه، وواصلت الثورة مقاومتها للفرنسيين حتى عام 1925 وما بعده.

لكن تبقى إشكالية حقيقية وهي مصير الائتلاف الوطني السوري الذي يبدو غدا قعيداً سياسياً، ومشلولاً في تحركاته، لا سيما بعد أن وصل إلى طريق مسدود إثر الانفضاض النخبوي والشعبي الكبير عنه، نتيجة اختطافه من قبل مجموعة صغيرة.

الأمر الذي جعلها منبتة ومنقطعة عن جماهيرها وشعبيتها، وجعل معها الثورة السورية عارية من الغطاء السياسي، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، يتطلب من النخب السورية التحرك فوراً لملء فراغ حقيقي، في ظل الانهيارات الروسية على جبهة أوكرانيا، والذي رأينا ثمرته في أذربيجان بتحرر الأذريين من سطوة الأرمن في ناغورني قره باغ..

كل هذا يحتم على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية من السويداء إلى إدلب وما بينهما.

القوى الدولية التي لا تزال تراهن على شخصيات قليلة في الائتلاف الوطني؛ عليها أن تدرك أن هذه الشخصيات لا جذور سورية لها، وأنها لن تستطيع العيش في سوريا الطبيعية.

الأمر الذي يستوجب عليها الاستثمار في الشخصيات الوطنية التي لديها امتداداتها الشعبية الحقيقية، وإلّا فستصحو على استثمار في الخراب والصحراء.

*د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا ثورة السويداء احتجاجات القوى الدولية الائتلاف الوطني السوري الثورة السوریة حراک السویداء

إقرأ أيضاً:

مقرر مساعد بـ«الحوار الوطني»: اعتماد الحكومة المرتقبة على توصيات المرحلة الأولى له مردود إيجابي

أكد الدكتور رائد سلامة، مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، أن الحكومة المنتهية ولايتها كانت قد ألزمت نفسها بجدول زمني لتنفيذ توصيات المرحلة السابقة من الحوار الوطني، وأن هناك لجنة مشتركة من تلك الحكومة وأمناء الحوار الوطني تقوم بالتنسيق والمتابعة، وبالتالي، فإن الحكومة المرتقبة لن تبدأ من الصفر ولن تضع خططا جديدة، خصوصا وأن رئيسها هو نفسه رئيس الحكومة التي ألزمت نفسها بالجدول الزمني السابق الإشارة إليه.

مردود إيجابي

وأضاف في تصريح لـ«الوطن» أن هذا الأمر يعني أن جهدنا الطوعي في اقتراح توصيات علمية وموضوعية لم يذهب أدراج الرياح كما يردد البعض، وهو أمر له مردود سياسي إيجابي يقطع الطريق على المزايدات والمماحكات.

كفاءات ومهارات

وشدد على أن مصر لا تفتقر إلى الكفاءات التي يمكنها أن تبتكر من الحلول غير التقليدية ما يخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية، بالإضافة إلى ترسيخ حالة الانفتاح السياسي والتعاون بين القوى المختلفة فكريا للصالح العام، لافتا إلى عودة الحوار قريبا لاستكمال أعماله وخاصة في المحور السياسي والاقتصادي، إذ توجد بعض القضايا التي لم تتناول بعد.

وطالب بتفعيل الأمر الذي حاز إجماع كل القوى الوطنية بالحوار الوطني، وجرى الاتفاق عليه وأدرجته الحكومة في جدولها الزمنى للتنفيذ بشأن المادة 53 من الدستور بشأن إنشاء مفوضية مكافحة التمييز، الذي قدم مسودة مشروع قانون بخصوصها للأمانة الفنية بالحوار.

مقالات مشابهة

  • ما مصير الوجود المضطرب للاجئين السوريين في تركيا؟
  • هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!
  • برلماني روسي: وجود القوات الأجنبية غير الشرعي على الأراضي السورية خرق لميثاق الأمم المتحدة
  • الكرملين: بوتين وأردوغان يناقشان الملف السوري في محادثات اجتماع أستانا
  • بوادر جديدة للتقارب.. هل تعيد أنقرة علاقاتها مع دمشق؟
  • تعرّض مستشارة بشار الأسد لحادث سير في دمشق
  • مستشارة الرئيس السوري تتعرض لحادث سير وتدخل العناية المشددة
  • شبيبة السويداء تنظم المسابقة الشعرية على مستوى المحافظة
  • مقرر مساعد بـ«الحوار الوطني»: اعتماد الحكومة المرتقبة على توصيات المرحلة الأولى له مردود إيجابي
  • “الإدارة الذاتية” تغلق معابرها مع الحكومة السورية وترفض التقارب السوري – التركي