دراسة: المراهقون ليس بمقدروهم الحدّ من استخدام الهواتف الذكية بسبب مئات الإشعارات
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يستلم المراهقون ما يصل إلى 237 إشعارًا أو أكثر يوميًا على هواتفهم الذكية، وفقًا لما ذكره تقريرٍ جديد.
وفي بيان صحفي، قالت المؤلفة المشاركة لتقرير نشرته منظمة "Common Sense Media" غير الربحية، والتي تساعد الأطفال، وأولياء الأمور، والمدارس على تصفح وسائل الإعلام الدكتورة جيني راديسكي الثلاثاء: "أصبحت الهواتف الذكية عنصرًا دائمًا وقوة مدمرة أحيانًا في حياة الشباب".
وأضافت راديسكي، وهي أيضًا مديرة قسم طب الأطفال التنموي والسلوكي في مستشفى "سي إس موت" للأطفال بجامعة "ميشيغان" أنه "بما أنّ الصناعة فشلت في تقديم خيارات أفضل للشباب للتعامل مع هواتفهم الذكية، يعمل المراهقون بجد ليكونوا على دراية بميزات التصميم، ومعرفة كيفية وضع الحدود".
وتستند نتائج التقرير إلى نحو مئتي شاب، تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا، يستخدمون الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "أندرويد"، والذين سمحوا بجمع بياناتهم، كما أنّها تستند إلى التعليقات الواردة من المجلس الاستشاري للشباب التابع لمنظمة "Common Sense Media" بشأن البيانات.
ويتألف المجلس من شباب يساعدون في تفسير البيانات لفهم العلاقات التي تربط الشباب بهواتفهم.
وجاءت حوالي ربع الإشعارات خلال ساعات الدراسة، وهي نتيجة، قال الباحثون إنّها تدّل على أن الهواتف والتطبيقات يمكن أن تُحسّن في تقليل التنبيهات غير الضرورية في الأوقات التي لا ينبغي فيها إزعاج المراهقين، خاصّةً خلال ساعات الدراسة.
واستخدم غالبية المشاركين هواتفهم مرة واحدة على الأقل لـ43 دقيقة في المتوسط.
ولكن استخدم بعض المراهقين هواتفهم لأكثر من 6 ساعات خلال تلك الفترة.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، كتب عالم النفس المقيم في مدينة شيكاغو الأمريكية، والذي لم يشارك في التقرير، جون دافي: "أعمل مع المراهقين والشباب لـ40 ساعة في الأسبوع تقريبًا.. هذا البحث يدعم الحقيقة 100%".
وشرح دافي: "حتّى أثناء جلسات العلاج، يتلقى المراهقون إشعارات بكمٍ مذهل، ولعشرات المرات أحيانًا في كل جلسة"، مضيفًا: "بينما يقوم الكثير من البالغين بإيقاف الإشعارات، أو إغلاق هواتفهم أثناء وجودهم في الفصل، أو اجتماع مهم، أو أثناء أداء الواجبات المنزلية، يميل المراهقون إلى إبقائها مفتوحة".
وأوضح دافي: "هناك دافع يجذبهم للنظر لكل إشعار يتلقونه على حدة. ونتيجة لذلك، يَتشتّت انتباههم"، لافتًا إلى أن "الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، والشعور بضرورة الردّ، وهو ما تعرض له بعض المراهقين، قد يكون مثيرًا للقلق والتوتر".
وعلاوةً على ذلك، لا تأتي إشعارات المراهقين من الأصدقاء فقط، ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا تتمحور حول الرياضة، أو شائعات المشاهير فقط، بل أيضَا حوادث إطلاق النار في المدارس، وغيرها من الأحداث المأساوية.
وأكّد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Common Sense Media"، جيمس بي. ستاير، أنّ النتائج "توضّح وبشكلٍ كبير أنّ المراهقين يناضلون من أجل إدارة استخدامهم للهواتف، الأمر الذي يؤثر بشكلٍ خطير على قدرتهم على التركيز، والصحة العقلية بشكلٍ عام".
ورأى الخبراء أنّه يمكن للبالغين القيام بالمزيد لمساعدة المراهقين والأطفال على تطوير عادات صحية عند استخدام هواتفهم الذكية.
وقال ستاير: "يحتاج الشباب إلى المزيد من الدعم من أفراد الأسرة، والمعلمين، بالإضافة إلى حواجز حماية واضحة من التقنيين الذين يصممون هذه الأجهزة عمدًا لتسبب الإدمان على حساب رفاهية الأطفال".
وأوضح دافي: "أشجع الآباء والمراهقين الذين أعمل معهم على إيقاف الإشعارات، وتفقدها لعدة مرات في اليوم فقط".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث تقنية وتكنولوجيا تكنولوجيا هواتف ذكية
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف وعي الشباب بمخاطر التضليل الرقمي
كشفت دراسة دكتوراه حديثة أعدها الباحث الدكتور عاصم بن محمد بن عبدالعزيز الحضيف في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الإعلام والاتصال، قسم الصحافة والإعلام الجديد، عن مدى إدراك الشباب السعودي للمحتوى الذي يسعى لتهديد الأمن الوطني عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على منصة (X) تويتر سابقًا.
وهدفت الدراسة، التي جاءت تحت إشراف الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر، إلى تحليل طبيعة هذا المحتوى، وتحديد مدى تأثيره، وقياس وعي الشباب السعودي بآلياته وأهدافه والجهات التي تقف خلفه.
واعتمدت الدارسة على منهجين هما: (المنهج التحليلي، ومنهج المسح الميداني)، واستندت في منهجها التحليلي، على أداتين لجمع المعلومات والبيانات، هما:(التحليل الشبكي، وتحليل المضمون)، إضافة إلى أداة الاستبانة لاستطلاع آراء الشباب السعودي بشأن التهديدات الإعلامية التي يتم الترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وتأتي هذه الدراسة في إطار رؤية السعودية 2030، التي تؤكد على أهمية تعزيز الأمن الوطني، والتصدي للحملات الإعلامية المغرضة الموجهه ضد المملكة، والتي تستهدف استقرار المجتمع السعودي، خصوصًا في ظل التوسع الكبير في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات بسرعة غير مسبوقة.وتناولت الدراسة التطورات التقنية وتأثيرها على مفهوم الأمن الوطني وأهميته، كونه يربط بين الأمن والوطن والمواطن، الذي يعد أحد الدوافع القوية التي تتحكم في تصرفات المجتمعات البشرية، وعليه تقوم الأمم وتتماسك وترتقي، كما يتوقف عليه اعتراف المجتمع الدولي بوجود الدولة ذاتها، مبينة أن الإنسان ومنذ الأزل يبحث عن الأمن؛ لذا فإنه ذهب يلتمسه من خلال الانضمام إلى الجماعات التي يرتبط معها بروابط مختلفة، مثل رابطة الدم وعلاقات الجوار ليجد فيها سندًا يوفر له الحماية ضد المخاطر، وأي إخلال بالأمن يؤدى إلى اضطراب المجتمع واختلال عناصره الأساسية؛ مما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على عجلة الإنتاج والتنمية في المجتمع، وفى كافة الأنشطة الاقتصادية والسياسية على حد السواء.
وأكدت دراسة الدكتور الحضيف التي جاءت تحت عنوان: “المحتوى المهدد عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومدى إدارك الشباب السعودي له”، على حرص المملكة على تعزيز أمنها الوطني والمحافظة عليه في ظل ما يواجهها من تهديدات مختلفة، وتبني وتنفيذ جميع الأساليب والإجراءات والوسائل التي تكفل تحقيق أهداف الأمن الوطني بما يتناسب مع آليات ووسائل العصر والثقافة السائدة، ويأتي الاتصال واحدًا من الوسائل التي تعتمد عليها المملكة والدول عامة في تحقيق أمنها من خلال توعية أفرادها بمهددات الأمن الوطني لديها، حيث أوجد ازدياد ارتباط الأنشطة الإعلامية بالمجتمع الحاجة إلى تطوير أساليب التعامل الأمني مع المجتمع بمكوناته المختلفة، ومن ثم القول بأن أحد المتطلبات الرئيسة للعمل الأمني المعاصر تتمثل في إيجاد قنوات للاتصال بالمجتمع بقواه وعناصره وفئاته المختلفة من أجل إيجاد الأرضية المشتركة بين الأجهزة المعنية والمجتمع والمواطنين.وتواصلت دراسة الدكتور عاصم الحضيف إلى مجموعة من النتائج، أبرزها بتأكيدها على أن المحتوى المهدد للأمن الوطني عبر منصة (X) لا يمثل تهديدًا حقيقيًا، إذ يعتمد في الغالب على إعادة نشر الشائعات والمعلومات المضللة، وتضخيم القضايا الهامشية، وتكرار محتوى قديم دون أدلة أو براهين واضحة.
وأكدت فقدان الشباب السعودي للثقة في هذا المحتوى، حيث أدرك الشباب السعودي طبيعة هذه المنشورات المضللة، وأهدافها، والجهات التي تقف خلفها، ولا يرون أنها قادرة على إحداث تأثير فعلي على الأمن الوطني، إضافة للدور الذي يلعبه الشباب في التصدي للمحتوى المهدد للأمن الوطني من خلال وعيه العالي، وسلوكياته الاتصالية التي تساهم في تقويض انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة.
وتكتسب هذه الدراسة أهمية كبيرة، نظرًا لقلة الأبحاث الإعلامية المتخصصة في هذا المجال داخل المملكة، كما أنها تسلط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه الشباب السعودي في تعزيز الأمن الرقمي ومواجهة المخاطر الإعلامية.الجدير بالذكر بأن الدراسة أوصت بضرورة تكثيف الجهود التوعوية لتعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب السعودي، وتمكينهم من أدوات كشف التضليل الإعلامي، ورفع مستوى الوعي حول تأثير الشائعات على الأمن الوطني، وتعزيز الوعي الإعلامي لدى الشباب السعودي حول طرق تحليل المحتوى الرقمي والتأكد من مصداقية المصادر بالإضافة إلى الاعتماد على المصادر الوطنية الرسمية للحصول على المعلومات والأخبار، وإطلاق حملات توعوية رقمية بالتعاون مع الجهات الرسمية والإعلامية لمكافحة انتشار الشائعات والمعلومات المضللة والكشف عن أساليب التلاعب والتضليل الإعلامي، وطرق الكشف عنها ومواجهتها.
كما أوصت الدراسة بتعزيز الشراكة بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية لإعداد برامج تدريبية تهدف إلى تمكين الشباب من مهارات التحقق من المعلومات والتصدي للحملات الإعلامية المغرضة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل المحتوى المضلل على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديد مصادره وأهدافه.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب