شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر المحروسة وقد سهلت للمدارس السودانية المهاجرة أن تهبط بسلام في أرض الكنانة وكانت بلسما لنا طلابا ومعلمين شفينا به من وجع اللجوء وعاد لنا توازننا والثقة بالنفس أطلت من جديد وكلمة لاجئ بمصر لم تعد متداولة

بعد رقاد وسهاد امتد لمدة اربعة اشهر ونيف منذ خروجنا من بلادنا الحبيبة بسبب الجراد الصحراوي الذي غزا بيوتنا وأكل اخضرها ويابسها .

.. وقد بلغ بنا الياس مداه ، شعور بالاحباط وحزن واسي وتلفت يمنة ويسري بحثاً عن أي عمل يسد به الرمق ويقام به الاود والفرص ضيقة حتي لأهل البلد المضيف بسبب الحالة الاقتصادية القابضة بخناق العالم وحتي الدول الكبري تشكو مر الشكوي من ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات مما اشعل من الاحتجاجات وزاد من اشهار سلاح الإضرابات في فرنسا وبريطانيا وحتي في أمريكا المواطن بدأ يتذمر من تصرفات بايدن العجوز الذي صرف أموالهم كدافعي ضرائب في حرب عبثية روسية أوكرانية ليس من ورائها غير الدمار وافقار العالم الذي بدأ يحس بوطاة النقص في الغذاء وموانئ التصدير علي البحر الأسود محاصرة أحياناً تضرب بالصواريخ وتارة بالطائرات المسيرة !!..
المهم لاحت بوارق الامل وفكر بعض أهل المدارس الخاصة في نقل نشاطهم للقاهرة وفعلاً رأت هذه المدارس النور ومع اول العام الدراسي في الأول من أكتوبر رن جرسها واصطف فيها الطابور وامتلات الفصول الدراسية بالطلاب وباشر المعلمون والمعلمات مهامهم في التربية والإرشاد والتقويم وعادت البسمة للجميع !!..
مدرسة خاصة في الخرطوم ، أقيمت في أحد الأحياء الراقية كان لها إشعاع وجاذبية توفر الراحة وتبذل النفيس من أجل أن تكون مخرجاتها باهرة مثل الذهب النضار ...
هذا الصرح الشامخ أفتتح فرعاً له في القاهرة في مبان رائعة مصممة أن تكون بيئة تعليمية بحق وحقيق ، والمدهش أن الإدارة كانت من الحنكة والقوة بمكان ونادت علي المعلمين من أبناء السودان الموجودين في القاهرة أن هلموا فإن هنالك اماكن شاغرة من الأساس وحتي الثانوي ...
ولكن الشيء الجميل الرائع أن قبول المعلم كان يتم بشروط صارمة مع الخبرة في التدريس وليس هنالك محاباة ولاصلة قرابة تشفع في الاختيار وقد زودت لجان المعاينات بتربويين سودانيين يعملون في جامعات القاهرة حتي يعين المعلم بالطرق السليمة مافيها شق ولاطق !!..
وتقدمت للمعاينة ورغم خبرتي التي نيفت علي نصف قرن في التدريس ورغم مروري علي مفخرة المعاهد بخت الرضا ورغم التخرج في حنتوب واجتياز دبلوم الترجمة في ( سلتي ) ورغم العمل في كافة المراحل من الأساس وحتي الثانوي والتدريس في المعاهد العليا والعمل بالترجمة لسنين طويلة خارج البلاد ورغم عملي متجولا في طول وعرضها في المرحلة الوسطي القديمة وفي الثانويات ... رغم كل هذا اخضعوني للمعاينة التي ليس فيها ( يمة ارحميني ) وقد كنت سعيداً بذلك ولو طبق هذا المبدأ الصارم في مدارس السودان لما تسرب لهذه الوظيفة الخطيرة فاقدو التأهيل الذين بهم مازال السودان يعاني من التخلف والجهل الوبيل .
المهم وكما قلت لصديقي الاستاذ الموسوعة بالجامعات الأمريكية أمام أحمد ... قلت له وقد كنت جد مسرور هذا اليوم الاثنين الثاني من اكتوبر وقد استلمت مهام عملي كمدرس لغة إنجليزية لأول مرة خارج الوطن الحبيب وكنت في قمة السعادة لاني عدت للقب أحبه واتفاءل به ، لقب معلم مخضرم !!.
شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر التي سهلت افتتاح المدارس السودانية بكل أريحية وكرم وشكراً لمدرستي الجديدة التي أعادت لي عبق حنتوب وكل عبق مدارس البلاد في الزمن الجميل !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم في مصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم يلتقى بوفد الجمعية الألمانية العربية للصداقة

عقد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى لقاءً مع وفد من الجمعية الألمانية العربية للصداقة (DAFG) وويلفروم هاتس رئيس اتحاد الصناعات بولاية بفاريا الألمانية، لبحث آفاق وفرص تعزيز التعاون مع الجانب الألماني فى مجال تطوير التعليم قبل الجامعي.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على العلاقات التاريخية بين مصر وألمانيا، مشيرا إلى علاقات التعاون المثمرة التي تربط البلدين في مختلف المجالات، وعلى كافة الأصعدة، ولا سيما في المجال التعليم قبل الجامعى.

ولفت وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى حرص مصر على الاستفادة  من الخبرات  الألمانية خاصة فى تطوير التعليم الفنى والمهنى،

وشهد الاجتماع عدة نقاشات ومحادثات لتعميق التعاون بين الجانبين، خاصة فى مجال التعليم الفنى، ومناقشة الخطوات المستقبلية لتبادل الخبرات بين وزارة التربية والتعليم وبين ولاية "بافاريا" الصناعية لرفع كفاءة التعليم الفني وتعزيز المهارات التعليمية وتبادل أفضل الممارسات، مما ينعكس على خريجين بمهارات تلبي متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.

وتمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين، فى مجال التعليم المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، وتبادل الخبرات والمعارف المتعلقة بتقديم الرعاية والدعم لهذه الفئة، مما يتيح فرصًا أفضل لتأهيلهم وتمكينهم من الاندماج في سوق العمل، مما يسهم في تحسين نوعية حياتهم وزيادة فرصهم في النجاح المهني.

مقالات مشابهة

  • التربية والتعليم تطلق برنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة لطلاب الابتدائي
  • وزير التربية والتعليم يشارك في "المؤتمر العلمي الدولي الأول للتربية الإيجابية"
  • أنشطة مكثفة لوزارة التربية والتعليم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • وزير التربية والتعليم يبحث تطوير التعليم الفني في ألمانيا
  • وزير التربية والتعليم يلتقى بوفد الجمعية الألمانية العربية للصداقة
  • وكيل وزارة التربية والتعليم: ندوة حول رؤية تعليم مطروح المستقبلية
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توافق على توصية وزارة التربية والتعليم والخدمات باستئناف الدراسة بشكل كامل
  • التربية والتعليم: طي العقوبات الامتحانية المفروضة سابقاً بحق طلبة ‏الشهادات العامة بحرمانهم دورتين امتحانيتين ‏
  • وزير التربية والتعليم يزور مدرسة "كومينيوس" في ألمانيا