البرهان والآلية الوطنية وخفايا الأجندة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
ألتقي وفد الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي برئاسة عائشة موسى العضو السابق في مجلس السيادة مع رئيس مجلس السيادة البرهان، بهدف التباحث حول تشكيل حكومة طواريء، و بعد تشكيل الحكومة يقع عيها عبء ترتيب أجتماع للقوى المدنية. لكن قبل الدخول في قضايا الحوار الذي دار بين وفد الآلية و البرهان يجب معرفة الإسماء التي قدمت للإلتقاء بالبرهان.
التكوين: عندما ظهر الخلاف بعد تشكيل حكومة حمدوك الأولى و انقسمت القوى السياسية، و خرج الحزب الشيوعي من تحالف قحت و جمد حزب الأمة نشاطه في التحالف، كون الشيخ أحمد الطيب زين العابدين تحالف يضم قيادات سياسية و مجموعات من لجان المقاومة سماه " المجلس التشريعي الثوري" الهدف منه إعادة لمسيرة قوى الثورة، و عندما اشتد الصراع بين القوى السياسية بعد انقلاب 25 أكتوبر كون الشيخ أحمد الطيب زين العابدين " الآلية الوطنية للتحول الديمقراطي" و كان مقرر هذه الآلية عادل المفتي و انضم إليها الدكتور منتصر الطيب و أحمد عثمان و غيرهم. و معروف أن الشيخ أحمد أحد الرموز الاتحادية في منطقة بحري " شمبات" و عادل المفتى من حزب الأمة، و بعد الحرب بدأ البعض يشتغل بأسم الآلية و لكن تم إضافة " دعم" و أصبح الإسم " الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي" و يستغل فيها اسم احمد الطيب زين العابدين بهدف أن يكون منفذا للقوى الاجتماعية خاصة " الطرق الصوفية و الإدارات الآهلية" لإتساع قاعدتها الاجتماعية. و احتفظ بعضوية عادل المفتي ليكون رمزا لحزب الأمة. رغم أن عادل المفتي كان يعمل في السعودية مديرا لشركة " ميداير أيرلاينز" المملكة إلي عبد الرحيم حمدي, و عندما فشلت الشركة تم تعينه مديرا لشركة " ناس بورت" للمناولة الأرضية. و بعد نجاح الثورة رشح ليكون وزيرا في حكومة حمدوك، و تم تعينه رئيس لجنة الطيران بلجنة تفكيك النظام البائد.
النشاط السياسي: تم إضافة عائشة موسى للآلية و هي التي كانت جزء من " تحالف الجذرية" للجموعة بهدف أيضا استغلال وظيفتها السابقة " عضو في مجلس السيادة" حيث طلب الآلية من الجهات الإدارية في بورتسودان أن تقيم ورشة في أركويت بشرق السودان كانت ممولة من دعم خارجي، و لكن صدرت الموافقة باسم ترك. رفضت الآلية التصديق و أقامت ورشتها عبر خدمة " ZOOM" و بدأت اللجنة تعمل بأسم " الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي" حتى لا يحتج الشيخ احمد الطيب زين العابدين باعتبار أن الأسم مغاير، لكن يعمل بالأسم الأول عندما تعجز الآلية على أختراق بعض المنافذ. لذلك استغلت أسم أحمد الطيب زين العابدين و الدكتور إبراهيم الأمين عندما طلبوا اللقاء مع البرهان، لذلك سألهم البرهان قبل أن يبدأ الاجتماع عن " زين العابدين و الأمين" لأنهم يمثلان رمزية سياسية لحزبين كبيرين، أن أهداف الآلية قد تغيرت بحكم الأعضاء الجدد الذين يحملون أجندة جديدة.
التكتيك و المراوقة: أن الآلية أختلفت مع قوى الحرية المركزي التي تنادي بحكومة انتقالية، و عضوية الآلية تعتقد إذا التقت في الأهداف مع (قحت المركزي) ربما تجد معارضة من قبل الشارع، و هي لا تريد ان تخسر الشارع، و لا تريد أيضا أن تخسر الجيش، و بالتالي طالبت البرهان أن تكون هناك حكومة طوريء. و عندما سئلت عائشة من قبل قناة " الجزيرة مباشر" هل الآلية سوف تفتح حوارا معا الإسلاميين قالت أنهم لا يتعاملون مع الذين كانوا يشاركون في النظام السابق. رغم أن (أحد أفراد الوفد كان جزءا من النظام السابق و له علاقة وطيدة مع رموز هذا النظام " عادل المفتي" ) الآلية الوطنية للتغيير الديمقراطي لا تختلف من حيث المبدأ كثيرا مع قحت لكنها كانت تعتقد توسيع قاعدة المشاركة لأكبر قاعدة اجتماعية مؤمنة بعملية التحول الديمقراطية هؤلاء يجب عليه الجلوس و الحوار للوصول لتوافق وطني، و كانت تراهن على القوى الجديدة " لجان المقاومة" باعتبارهم قوى جديدة صاحبة القدح المعلا في الثورة و يجب أن يكون الرهان عليها في أي عمل سياسي مستقبلا و ليس الركون للنخب القديمة.
تقسيم العمل: ذهبت عائشة موسى على رأس وفد أجتمع مع البرهان يحسه على تشكيل حكومة طواريء و توجيه سؤال له كيف تقف الحرب؟ معنى ذلك أن الآلية لا تحمل تصورا محددا لوقف الحرب لكنها تريد أن تكون مرجعية لاختيار أعضاء حكومة الطواريء، و ذهب منتصر الطيب إلي أديس أبابا للإلتقاء مع قيادة الجبهة الثورية و بعض قيادات قحت المركزي المتواجدين في أديس أبابا لمباركة المقترح الذي سوف يبعد الجيش عن المسرح السياسي، لكي تتنازل قيادة "قحت المركزي" عن قيادة العمل السياسي الذي يطالب بعملية التحول الديمقراطي إلي الآلية، و التي استطاعت أن تتواصل مع السلطة الحاكمة و إلتقاء رئيس مجلس السيادة و قطاع عريض من الشارع. و في نفس الوقت سوف يقوم الدكتور الشفيع خضر بإقناع المصريين أن يدعموا الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي، و محاولة إقناع المصريين تعني أن يتخلوا عن " قحت الديمقراطي" و بما أن الآلية وقعت في يد الجذرية كيف يستطيع الشفيع إقناع المصريين أن يخرج الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من المعادلة السياسية. الهدف من إقناع المصريين أن يكون هناك منبرا جديدا مدعوم من قبل دول الجوار الذي تقوده مصر لهذا التحول.
أجتماع الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي مع رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش، هو بمثابة دعاية للآلية و الجذرية" للتواصل مع الخارج و تقنعهم بإنها قادرة على أن تتخطى الحواجز خلافا للقوى السياسية الأخرى، و هي التي يجب الثقة فيها لطرح الحلول. فهل تنجح الآلية أم هذه أخر محطة لها؟ و هل دكتور الشفيع قادر على إقناع المصريين لدعمها؟ الأيام حبلى. نسأل الله حسن الخاتمة.
zainsalih@hotmail.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
«مصر القومي» و«الجيل الديمقراطي» يعقدان اجتماعا لتنسيق المواقف الحزبية
عقد حزب مصر القومي، برئاسة المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس الحزب، بمقر الحزب، لقاء موسعا مع حزب الجيل الديمقراطي، برئاسة ناجي الشهابي، وذلك لمناقشة عدد من القضايا المحورية والمستجدات على الساحة السياسية.
وفي مستهل الاجتماع، رحب نائب رئيس حزب مصر القومي بوفد حزب الجيل الديمقراطي، وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حداد على روح المستشار روفائيل بولس، رئيس الحزب ومؤسسه.
وأكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن المستشار روفائيل ترك إرثا سياسيا وقانونيا سيظل مفخرة لابناءه واحفاده، ولأعضاء حزبه قدم نموذجا حزبيا فريدا قلما يتكرر في الأوساط السياسية، وأن حزب مصر القومي بدأ عملاقا على يد مؤسسيه وسيستمر كبيرا بتجديد دماء شبابه على يد المستشار مايكل روفائيل، الذي نتوقع معه طفرة كبيرة في اداء وتنظيمات الحزب .
ودار النقاش حول العديد من القضايا الراهنة على الساحتين الداخلية والاقليمية، وتبادل الحضور الرؤى ووجهات النظر حول تلك القضايا.
وأكد خلال اللقاء دعم القيادة السياسية في كل القرارات التي يتخذها للحفاظ على الأمن القومي للبلاد، مشددا على رفض ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين من غزة، والدعوة لحل القضية الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس حزب مصر القومي، إن الحزبين «جسد واحد»، ونأمل استمرار روح التعاون المثمر بين الكياني، مؤكدا أن الحزب منفتح لجميع القوى السياسية التى تتفق وفقا لإيدولوجياته السياسية والفكرية.
وتطرق خلال اللقاء إلى القضية الفلسطينية مجددا وقوف الحزب خلف القيادة السياسية فى كل القرارات التي يتخذها من أجل الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، قائلا: «ما نشهده اليوم من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال مخططات التهجير القسري هو امتداد لسياسات استعمارية لم تتوقف منذ عقود، غير أن الرهان على كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو إجباره على مغادرة أرضه هو رهان خاسر، ما تدركه مصر جيدًا بحكم خبرتها العميقة في إدارة الصراعات الإقليمية».
وفي ختام الجلسة، أكد الشهابي استمرار التوأمة بين حزبه وحزب مصر القومي، مشيرا إلى الدعم المتبادل بين الحزبين على المستويين المركزي وبالمحافظات.