الصين ترحب بزيارة وفد الكونغرس الأمريكي
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أعلنت الصين، الأربعاء، ترحيبها بزيارة سيجريها زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، وعدد من زملائه، آملة في أن تعزّز "فهمهم" للبلاد.
والموعد المتوقع الأسبوع المقبل سيكون الأحدث في سلسلة زيارات لمسؤولين أمريكيين إلى الصين في الأشهر الماضية، وذلك في وقت تحاول القوتان العظميان إدارة التباينات بينهما في مجالات أمنية واقتصادية عدة.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية "ترحيبها" بهذه الزيارة، آملة في أن تعزز "فهم الكونغرس الموضوعي للصين".
US Senators to Seek Xi Meeting, Discuss Micron on China Trip https://t.co/kjANriXR88
— Yahoo News Tech (@YahooNewsTech) October 3, 2023وأملت في بيان بأن "تروّج للحوار والتبادلات بين المؤسسات التشريعية في البلدين، وتبثّ عوامل إيجابية في تطوير العلاقات الصينية الأمريكية".
وسيكون أبرز أعضاء الوفد شومر والسناتور الجمهوري مايك كرابو، وفق وكالة "بلومبرغ".
وأوضحت وسائل إعلام أمريكية أن الوفد يأمل بلقاء الرئيس شي جين بينغ، وسيثير في بكين مسائل عدة منها مناخ الأعمال للشركات الأمريكية وحقوق الإنسان.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مكاتب أعضاء الكونغرس المعنيين بالزيارة، أن الوفد سيحلّ أيضاً في كوريا الجنوبية واليابان.
وتأتي زيارة الوفد الأمريكي إلى الصين في أعقاب خطوات مماثلة قام بها مسؤولون من واشنطن، أبرزهم وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والخزانة جانيت يلين ومبعوث المناخ جون كيري.
Senate Delegation to Travel to China During Congressional Recess #AndyVermautFromBelgiumLovesNewYorkTimes https://t.co/liAI9yCBne pic.twitter.com/BRlpOxME6p
— Andy Vermaut (@AndyVermaut) October 3, 2023وكان شومر ومشرّعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أعلنوا في مايو (أيار) خطة لمواجهة النفوذ المتزايد للصين عبر الحد من تدفق الاستثمارات، وتصدير التقنيات المتطورة الى ثاني اقتصاد في العالم.
وقال شومر في حينه "الحكومة الصينية لا تضع أي حدود في سعيها إلى السيطرة على القرن الحادي والعشرين، وإذا ما استرحنا نحن الأمريكيين على أمجادنا، وتركنا الحزب الشيوعي الصيني يهزمنا، فستكون لهذا عواقب وخيمة على الدول الديمقراطية في العالم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الكونغرس الأمريكي الصين
إقرأ أيضاً:
ضغوط في الكونغرس تطالب ترامب بوقف العدوان على اليمن: حرب غير دستورية تُهدد بتصعيد إقليمي كارثي
يمانيون../
في تطور لافت يكشف حجم التململ داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية، وجّه أكثر من 30 مشرّعًا ديمقراطيًا في الكونغرس رسالة رسمية إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبين بوقف فوري للضربات الجوية على اليمن، ورافضين ما وصفوه بـ”الانخراط في حرب غير دستورية وغير مبررة” ضد حركة أنصار الله.
الرسالة، التي حملت لهجة تحذيرية غير معهودة، قادها عدد من النواب البارزين من بينهم براميلا جايابال، ورو خانا، وفال هويل، وشددت على أن أي استخدام للقوة العسكرية من دون تفويض قانوني صريح من الكونغرس يُعد خرقًا للدستور الأمريكي، ويشكّل انتهاكًا لصلاحيات السلطة التشريعية في إعلان الحروب أو تفويض استخدام القوة.
وقالت الرسالة: “بينما نشارك القلق بشأن الملاحة في البحر الأحمر، فإننا نرفض من حيث المبدأ اتخاذ قرارات بالحرب من طرف واحد دون العودة للكونغرس، ونرى أن الاستمرار في العمليات العسكرية ضد اليمن يُنذر بانزلاق خطير نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط”.
وطالبت الرسالة البيت الأبيض بتوضيحات بشأن طبيعة الأهداف العسكرية، والخطوات المتخذة – إن وُجدت – لتفادي وقوع ضحايا مدنيين، خصوصًا بعد تزايد التقارير التي تؤكد سقوط عشرات الضحايا في صفوف الأبرياء، في هجمات طالت مناطق مأهولة ومنشآت خدمية حيوية.
فضيحة سيجنال غيت وتصدّع داخل إدارة ترامب
وتأتي الرسالة في سياق أزمة سياسية متفاقمة داخل واشنطن، بعد تسريبات عُرفت إعلاميًا بـ”سيجنال غيت”، والتي تضمنت محادثات داخلية لموظفين حكوميين عبر تطبيق “سيغنال”، كشفت عن نية مسبقة لاستهداف اليمن بشكل موسّع، دون وجود استراتيجية واضحة أو تقدير للنتائج، ما أثار شكوكًا عميقة حول شرعية وأهداف هذه الحملة العسكرية.
ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن هذه التسريبات أعادت إلى الأذهان كوابيس “حروب بلا نهاية” خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وسط مخاوف حقيقية من أن تكون اليمن هي المستنقع الجديد الذي يستهلك القدرات الأمريكية بلا طائل.
وفي موقف موازٍ، وجّه عضوا مجلس الشيوخ، راند بول (جمهوري) وجيف ميركلي (ديمقراطي)، رسالة منفصلة أعربا فيها عن قلقهما العميق من أن تؤدي الحملة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، وطالبا الإدارة بالكشف عن الكلفة الفعلية للعمليات الجارية، وجدواها السياسية والعسكرية.
فشل عسكري وتكلفة باهظة
بالتوازي مع التصعيد في الكونغرس، كشف موقع MintPressNews الأمريكي في تقرير استقصائي موسع أعده الصحفي روبرت إنلاكيش، أن الحملة الجوية التي أطلقها الرئيس ترامب على اليمن منذ منتصف مارس الماضي، كلّفت دافعي الضرائب الأمريكيين ما يقارب مليار دولار خلال ثلاثة أسابيع فقط، دون تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض.
وأشار التقرير إلى أن الغارات الأمريكية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 130 مدنيًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، في عمليات استهدفت منشآت مياه ومرافق خدمية، فضلًا عن مناطق سكنية، وسط غياب تام لأهداف عسكرية معلنة، مما يعزز الشكوك بشأن الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة.
كما كشف التقرير فشل قاذفات بي-2 النووية التي نشرتها واشنطن في قاعدة دييغو غارسيا، في تدمير منشآت عسكرية تابعة لأنصار الله خلال عملية سابقة في أكتوبر 2024، رغم تكلفتها الباهظة التي قُدّرت بمئات الملايين من الدولارات، ما يضع علامات استفهام كبرى حول فاعلية الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.
الحصار البحري: فعالية يمنية ومأزق أمريكي
وفي الوقت الذي تدّعي فيه إدارة ترامب أن عملياتها تهدف إلى “حماية الملاحة الدولية”، تؤكد تقارير عديدة أن السفن التي تتعرض للهجمات اليمنية في البحر الأحمر تابعة للكيان الصهيوني أو على صلة مباشرة به، بينما تواصل السفن التابعة لدول محايدة إبحارها بشكل طبيعي دون اعتراض، ما يدحض المزاعم الأمريكية ويكشف الطابع الانتقائي للحملة.
ويرى مراقبون أن الهجمات اليمنية – التي فرضت حصارًا فعليًا على الموانئ الصهيونية منذ أكثر من 16 شهرًا – كانت أكثر فاعلية في تغيير قواعد الاشتباك البحري من أي حملة غربية مشتركة، وهو ما دفع الكيان الصهيوني نفسه إلى طلب “وقف مؤقت” للضربات الأمريكية، حسب تقارير إعلامية غربية.
نحو مستنقع جديد؟
وحذّر تقرير MintPressNews من أن الحملة الأمريكية بقيادة ترامب، قد تتجاوز في تكلفتها وتعقيداتها العمليات العسكرية التي نفذتها إدارة بايدن، والتي بلغت كلفتها الشهرية نحو 600 مليون دولار، لافتًا إلى أن استمرار العمليات دون تفويض شعبي أو قانوني يجعل منها واحدة من أكثر الحملات تكلفةً ولا شعبيةً في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.
ويخشى محللون في واشنطن من أن تتفاقم تداعيات هذه الحرب غير المعلنة على اليمن، لتتحول إلى أزمة داخلية تُضعف موقف ترامب في الانتخابات القادمة، وتزيد من الضغوط القانونية والسياسية على إدارته، خصوصًا في ظل وجود ائتلاف متنامٍ من أعضاء الكونغرس الرافضين للتورط العسكري خارج الأطر الدستورية.