نوبل للفيزياء 2023.. أسرع ومضة ضوء في التاريخ كله
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
كان ليلاند ستانفورد حاكما أسبق لولاية كاليفورنيا الأميركية ويُعد أحد أشهر وأكبر مالكي الخيول في البلاد كلها، شاركت أحصنته في العديد من المنافسات، وهو نطاق يشيع فيه الرهان على الأحصنة وأي أمر متعلق بها، نحو منتصف عام 1878 دخل ستانفورد في رهان مع بعض أصدقائه الأغنياء حول سؤال بسيط: أثناء جري الحصان، هل يرفع أقدامه الأربعة عن الأرض أم يترك واحدة منها على الأقل ملامسة للأرض؟ كان ستانفورد يرى أن الحصان يرتفع بكل قوائمه.
كانت الكاميرات في ذلك الوقت لا تزال ضعيفة، وبالتبعية لم توجد طريقة للإجابة عن هذا السؤال، لكن بإيعاز من ليلاند قام إدوارد مويبريدج، وكان مصورا بارعا في التقاط صور للمناظر الطبيعية، وقتها بالتقاط مجموعة من الصور لحصان يجري بأحد الحقول، للوصول إلى النتيجة المرجوة استخدم صديقنا فكرة بسيطة لكنها ذكية جدا، حيث قام بوضع 12 كاميرا لتلتقط كلٌّ منها صورة للحصان وهو يجري، ولكن بفارق زمني يسير جدا بين عمل كل كاميرا والأخرى، ثم بعد ذلك قام بدمج الصور معا لعمل أول فيلم صامت قصير في التاريخ، ليؤكد بالفعل أن الحصان يرفع حوافره الأربعة عن الأرض أثناء الجري، ويربح ليلاند الرهان.
12 صورة من 12 كاميرا التقطها مويبريدج ليثبت أن الحصان يرفع حوافره الأربعة عن الأرض. (مواقع التواصل)وصلت سرعة كاميرات مويبريدج أثناء التقاطها للصور إلى واحد من ألفي جزء من الثانية، الأمر الذي تطور مع الزمن عبر نحو قرن ونصف وصولا إلى الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث حصل الفرنسي بيار أغوستيني والهنغاري النمساوي فيرينس كراوس والفرنسية السويدية آن لويلييه على جائزة نوبل في الفيزياء، وذلك لبنائهم طرق تجريبية ذكية جدا ودقيقة جدا تولد نبضات ضوئية بسرعة "الأتوثانية" (Attosecond) لدراسة الإلكترونات القابعة فى تركيب المادة! فقط تخيل أن خيول ستانفورد هي الإلكترونات التي تتحرك داخل الذرات وما بينها، وأن كاميرا مويبريدج هي نبضات الضوء السريعة تلك، لكن مع فارق هائل لا تتصور حجمه.
أصغر من أصغر شيء تعرفهأول شيء ينبغي الإشارة إليه هو أن الذرات صغيرة جدا، صغيرة لدرجة أنك لو قمت بقياس عرض شعرة واحدة من رأسك لوجدت أنه يساوي نحو 500 ألف ذرة كربون، تتكون الذرات من جسيمات تقع داخلها، ولو مثَّلنا الذرة الواحدة وكأنها قاعة أوبرا ضخمة ثم وضعنا حبة أرز على طاولة بمنتصف القاعة، فإن هذه الحبة تُمثِّل نواة الذرة، بينما تجري الإلكترونات على جدران القاعة بحجم حبات رمل غير مرئية من صغر حجمها.
ومثل حجمها، فإن النطاق الزمني لحركة الإلكترونات قصير بشكل لا يصدق، حيث يحدث في نطاق الأتوثانية، وهي وحدة زمنية تساوي 1 على ألف على ألف على ألف على ألف على ألف على ألف جزء من الثانية، الأتوثانية قصيرة جدا لدرجة أن عددها في الثانية الواحدة هو عدد الثواني نفسه الذي انقضى منذ ظهور الكون قبل 13.8 مليار سنة. ولو أن ومضة من الضوء مرت عبر نافذة حجرتك الآن فإنها ستستغرق عشرة مليارات أتوثانية!
يذكرنا ذلك بإنجاز العالم المصري أحمد زويل، ود لو يعرف كيف تتم التفاعلات بين الجزيئات الكيميائية في نطاق الفيمتو ثانية، وكان للتقنية التي طورها وحصل بسببها على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 تطبيقات واعدة، لأنها مكّنت العلماء من رصد التفاعل الكيميائي أثناء حدوثه، لكن دراسة حركة الإلكترونات أمر أدق، احتاج العلماء بالتبعية إلى نطاق أدق من الفيمتو ثانية وهو الأتوثانية، ولفهم الفارق بينهما فالفيمتو ثانية تحتوي داخلها على ألف أتوثانية! كان يُنظر إلى هذه الفيمتو ثانية منذ فترة طويلة على أنها الحد الأقصى لنبضات الضوء التي يمكن إنتاجها، لكنّ الفائزين هذا العام أجروا تجارب فتحت المجال البحثي الجديد أمام فيزياء الأتوثانية.
موجات الضوءتعلمنا في المدارس صغارا أن الضوء يجري في صورة موجات تشبه موجات البحر، لو أنك الآن تقف على الشاطئ لوجدت أن هناك أنواعا عديدة من الموجات، فبعضها مرتفع وبعضها منخفض، وبعضها يأتي بتردد سريع فيضرب قدميك كل ثانية والبعض الآخر يضرب قدميك كل عدة ثوانٍ، وتسمى المسافة بين قمتي موجتين في الفيزياء بالطول الموجي.
ومثلما تضرب الموجات قدميك بتردد مختلف، فإن الضوء كذلك يتكون من سبعة ألوان، ولكلٍّ من تلك الألوان تردد مختلف أيضا، فكما أن هناك موجة تضرب قدميك كل ثلاث ثوان، فستضرب موجات اللون الأحمر قدميك بمعدل أربعمئة وثلاثين ألف مليار مرة في الثانية تقريبا، وكما أن المسافة بين قمة الموجة وقمة الموجة التالية هي نحو 3 أمتار، فإن موجات الضوء الأحمر لو كانت في البحر فإن المسافة بين قمتين متتاليتين للضوء الأحمر تساوي تقريبا 700 نانومتر (مليمتر واحد يحتوي مليون نانومتر).
لكن للوصول إلى أسرع نبضة ضوء في التاريخ (في نطاق الأتو)، احتاج العلماء إلى تقصير طول موجة الضوء إلى مستوى دقيق جدا، أدق بكثير مما ذكرناه قبل قليل، وهو مستوى ظن العلماء في السبعينيات والثمانينيات من القرن الفائت أنه غير ممكن، لكن آن لويلييه في عام 1987 توصلت إلى أن من الممكن إنتاج موجات قصيرة كفاية لتدخل في نطاق الأتوثانية بطريق غير مباشر، عبر تمرير شعاع ليزر من الأشعة تحت الحمراء في غاز خامل كالأرجون أو النيون، تتفاعل ذرات هذا الغاز مع ضوء الليزر فتصنع "نغمات متجاوزة"، يشبه الأمر ما يحدث في حالة الغيتار، هل جربت أن تعزف على هذه الآلة من قبل؟
حينما تضرب وتر الغيتار فإنك تسمع نغمة محددة جميلة، لكن إذا وقفت بإصبعك على مكان ما على هذا الوتر فإن النغمة يتغير صوتها، وإذا غيرت موضع يديك على الوتر فإن صوت النغمة يتغير، يحدث ذلك لأن الصوت يتناسب مع الموجات المتجاوزة التي صنعتها للتو بيديك على وتر الغيتار، وكلما وضعت يديك على أي موضع مختلف على الوتر، فإنك تقوم بصناعة نغمات إضافية متجاوزة، فمثلا وضع يديك في منتصف الوتر يحول الموجة الكبرى للوتر إلى موجتين، وهكذا يمكن صناعة ثلاث أو أربع نغمات مختلفة بالطريقة ذاتها.
قفزات الإلكترون المتوتر!أسست لويلييه عبر هذه التجارب التي استمرت خلال التسعينيات من القرن الفائت لفيزياء الأتوثانية، لكن كانت هناك حاجة إلى تطوير التقنيات المتعلقة بهذا الأمر، ولفهم ما تلا ذلك دعنا نرجع إلى ألبرت أينشتاين، الذي قال قبل أكثر من مئة عام إنه حينما تكون الذرات مُثارة، فإنها تعود لحالاتها الطبيعية عبر فقد حزمة من الضوء، نسميها الفوتونات.
نتخيل (فقط لغرض التقريب لأن الواقع ليس كذلك أبدا) أن الإلكترونات حول نواة الذرة هي أشخاص يقفون على درجات سلم، بعضهم قريب من الأرض وبعضهم يقف على مقربة من سطح المنزل، وكلٌّ منهم لا يمتلك من الطاقة ما يدفعه للصعود درجة إضافية، لكن هب أننا أعطينا مشروب طاقة للشخص الذي يقف في الدرجة ما قبل الأخيرة، هنا قد يمتلك قدرا من الطاقة ليصعد درجة للأعلى، لكنه يتوتر بسبب مشروب الطاقة وينتظر حتى يهدأ ويفقد تلك الطاقة، ومن ثم يعود إلى موضعه.
الذرات كذلك، حينما تقدم لها قدرا من الطاقة (بسبب شعاع ليزر مثلا) فإن الإلكترونات في مداراتها حول النواة تمتص تلك الطاقة وتصعد من مدار أقل إلى مدار أعلى، لكنها بعد فترة (وهي قصيرة للغاية بحيث لا يمكن تخيلها) تهدأ وتفقد تلك الطاقة ويعود الإلكترون من جديد إلى مداره. في أثناء عودته يطلق الإلكترون تلك الطاقة التي اكتسبها، في صورة حزم من الضوء في نطاق الأشعة فوق البنفسجية، هي المسؤولة عن ظاهرة النغمات المتجاوزة التي تحدثنا عنها قبل قليل.
وبمجرد صدور هذه النغمات المتجاوزة من الإلكترونات العائدة لمداراتها، وبصورة كثيفة خلال التجارب، فإنها تتفاعل مع بعضها بعضا، ليصبح الضوء أكثر كثافة عندما تتزامن قمم الموجات الضوئية، لكنه يصبح أقل كثافة عندما تتزامن قيعان الموجات الضوئية، وفي الظروف المناسبة تتطابق النغمات بحيث تصدر سلسلة من نبضات الضوء فوق البنفسجي، يبلغ طول كل نبضة بضع مئات من الأتوثانية.
فهم بيير أغوستيني ومجموعته البحثية في فرنسا دور النغمات المتجاوزة في إنتاج نبضات ضوئية في نطاق الأتوثانية، وطورها لتصبح نبضات متتالية تشبه في تتابعها عربات القطار، ومن خلال تجاربه في بدايات الألفية استطاع الحصول على نبضات ضوء استمرت 250 أتوثانية فقط.
في الوقت نفسه، كان فيرينك كراوس ومجموعته البحثية في النمسا يعملون على تقنية يمكنها انتقاء نبضة واحدة فقط، مثل فصل عربة عن قطار وتحويلها إلى مسار آخر، واستمرت النبضة التي نجحوا في عزلها لمدة 650 أتوثانية. والآن، بناء على ما قام هذا الثلاثي بإنجازه، أصبحت فيزياء الأتوثانية أكثر دقة، وحاليا يمكن للعلماء إنتاج نبضات ضوئية تصل مدتها إلى بضع عشرات من الأتوثانية فقط.
على أكتاف مَن سبقوني
فتحت نبضات الضوء في نطاق الأتوثانية الباب لرصد حركة الإلكترونات، التي توجد في كل شيء بالكون بما في ذلك أجسامنا نفسها. وبالتبعية يمكن استخدام نبضات الأتوثانية لاختبار العمليات الداخلية للمادة أيًّا كانت صورتها، وبذلك فتحت الباب لتطبيقات جديدة واعدة في نطاقات عدة، فقط تخيل أن الإلكترونات كانت صندوقا أسودَ مغلقا لم يتمكن أي إنسان من فتحه، وفي كل مرة ظهرت فيها الإلكترونات في تفاعل ما أو معادلة رياضية واجهنا قصورا في الفهم، لأننا نجهل ما يحدث داخل هذا الصندوق، الآن انفتح هذا الصندوق وتمكّنّا من تحقيق بعض الفهم للسلوك فائق السرعة للإلكترونات داخل الذرات والجزيئات.
يعني ذلك تطورا في نطاقات عدة، فمن خلال فهم نقل الإلكترون وآليات التحكم فيه على المستوى الذري يمكن تطوير مفاتيح وترانزستورات فائقة السرعة تعتمد على تفاعلات تحدث في نطاق الأتوثانية. وبالطبع سيؤثر ذلك في التشخيص الطبي، حيث يمكن بناء صور أدق لأجهزة الجسم عبر تتبع حركة الإلكترونات في كل ذراته، وبناء صور أشعة هي الأدق في التاريخ.
هذا بالإضافة إلى تقنيات القياس، حيث يمكن للقياس الدقيق للفترات الزمنية على مقياس الأتوثانية أن يعزز قدرتنا على قياس الثوابت الفيزيائية الأساسية بدقة، ويمكن استخدام ليزر الأتوثانية لتسريع الجسيمات إلى طاقات عالية عبر مسافات قصيرة جدا، مما قد يُحدث ثورة في مسرعات الجسيمات. وكذلك تساعد دراسة الظواهر المغناطيسية في نطاقات زمنية كهذه على فهم كيفية استجابة المواد المغناطيسية للمحفزات الخارجية، ويمكن أن تؤدي إلى تقدم في تكنولوجيا تخزين البيانات.
ومن خلال التحكم في التفاعلات الكيميائية بدقة الأتوثانية، من الممكن معالجة مسارات التفاعلات الكيميائية وفتح الباب لتطبيقات مختلفة مثل اكتشاف الأدوية الجديدة، وبالطبع يمكن أن تساهم القدرة على التعامل مع الحالات الكمومية على نطاقات زمنية تبلغ الأتوثانية في تطوير أجهزة حاسوب كمومية أسرع وأكثر كفاءة.
هل تلاحظ ذلك؟ إنها خطوة صغيرة لثلاثة باحثين، لكنها قفزة كبيرة للبشرية جمعاء ما زلنا في بدايات تطبيقاتها الواعدة، واللافت للانتباه في هذا السياق أن العلم لا يقف، ما زلنا عاما بعد عام نحتفل بإنجازات أحمد زويل، لكننا الآن في مواجهة مَن تلاه وحقق نتائج أدق اعتمادا على ما بناه زويل، الذي اعتمد هو نفسه على ما بناه سابقوه، أو كما قال نيوتن ذات مرة: "لقد رأيت أبعد من غيري لأنني أقف على أكتاف العمالقة من العلماء الذين سبقوني".
____________________________________________
مصادر:
1- The Nobel Prize in Physics 2023
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی التاریخ تلک الطاقة على ألف ألف على ضوء فی
إقرأ أيضاً:
المشاط: توسيع نطاق الشراكة مع المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص ICD
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الإسلامي للتنمية، أن توقيع برنامج العمل السنوي بين حكومة جمهورية مصر العربية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لعام 2025، يأتي ضمن الاتفاقية الإطارية الموقعة مع المؤسسة، والتي تستهدف تعزيز دعمها للاقتصاد المصري من خلال مجموعة من برامج العمل المتنوعة.
جاء ذلك خلال حفل توقيع برنامج العمل السنوي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ITFC، وبرنامج العمل السنوي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص ICD، مع حكومة جمهورية مصر العربية، بحضور الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس هاني سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ومسئولي هيئة السلع التموينية والهيئة العامة للبترول، والقطاع الخاص.
وأوضحت أن توقيع برنامج العمل السنوي اليوم مع المؤسسة يعد بمثابة خطوة جديدة في سجل الشراكة التنموية الناجحة مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بصفة عامة، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة على وجه الخصوص والتي ساهمت على مدار 17 عاماً وتحديداً منذ انطلاق أعمالها في عام 2008 وحتى الآن في دعم توفير السلع الاستراتيجية بالسوق المصري من خلال ضخ تمويلات بقيمة 18.7مليار دولار، من خلال توقيع 5 اتفاقيات إطارية كان آخرها الاتفاقية الإطارية الموقعة عام 2018 والتي تم الحصول على تمويلات في إطارها بنحو 11.4 مليار دولار، خلال الفترة (2018 : 2024) بواقع 6.6 مليار دولار لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، و4.7 مليار دولار لصالح الهيئة المصرية العامة للبترول، فضلاً عن توجيه تمويل بقيمة 5 ملايين دولار لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وأضافت أن برنامج عمل المؤسسة لعام 2025 يهدف إلى دعم الأمن الغذائي، وتحديداً على صعيد توفير السلع الأساسية والاستراتيجية، فضلاً عن توفير البترول للهيئة المصرية العامة للبترول على نحو يعزز من معروض المنتجات البترولية والطاقة في السوق المصري، ويساهم في تنويع مصادر التمويل الأجنبي الموجه لتوفير هذه السلع الاستراتيجية والهامة، لافتة إلى أن هذا البرنامج سيساهم في توفير تمويل قدره 1.5 مليار دولار بواقع 800 مليون دولار للهيئة العامة للبترول، و700 مليون دولار لهيئة السلع التموينية، مشيرة إلى أنه خلال عام 2024، وقعت الحكومة مع المؤسسة برنامج عمل بقيمة 1.5 مليار دولار، في حين أنه تم منح تمويلات فعلية بنحو 2.133 مليار دولار، وهو ما يعكس الدور الكبير الذي تقوم به في الاقتصاد المصري.
وأشادت "المشاط" بالدور الفعّال الذي تقوم به المؤسسة في دعم التجارة الخارجية وقطاع التصدير على وجه الخصوص، حيث يتم تنفيذ برامج استراتيجية تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية، ومن بينها برنامج "جسور التجارة العربية الأفريقية" والذي سيقوم بإطلاق برنامج قطري لعام 2025-2026 لدعم المصدرين المصريين للوصول إلى أسواق خارجية جديدة بالتعاون مع الجهات المصرية المعنية، بالإضافة إلى مبادرة "المساعدة من أجل التجارة للدول العربية" (الأفتياس 2) والتي يتم تنفيذ مجموعة من المشروعات والبرامج المتنوعة في إطارها أهمها؛ مشروع "المرأة في التجارة العالمية- المرحلة الثانية" (She Trades 2).
بالإضافة إلى المرحلة الثانية من برنامج "التدريب خطوة نحو التصدير" (STEP 2) لدعم صغار المصدرين وأصحاب المشروعات الصغيرة في النفاذ للأسواق الدولية على نحو يعزز من تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية ويعطي دفعة للتصنيع المحلي الموجه للتصدير والذي يساهم في توفير النقد الأجنبي وتعزيز استقرار الاقتصاد، وكذلك مشروع إنشاء مركز التميز للصناعات الزراعية بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO).
من جانب آخر، أضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن توقيع برنامج المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص لعام 2025، ويأتي ضمن خطة الحكومة لتعزيز دور القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية، لافتة إلى أن البرنامج الجديد يتضمن تقديم الخدمات الاستشارية في قطاع الصكوك لدعم جهود الحكومة في تنويع مصادر التمويل وجذب الاستثمارات الخارجية.
وأكدت مواصلة الشراكة الناجحة من خلال برنامج العمل السنوي للمؤسسة في جمهورية مصر العربية لعام 2025 ، والذي يتضمن دعم القطاع الخاص في عدة أوجه مختلفة ومتنوعة، حيث ستقوم المؤسسة بإتاحة 100 مليون دولار، للمؤسسات المالية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك تمويل شركات القطاع الخاص الكبري التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية التي تمثل بعداً هاماً في التنمية الاقتصادية، وخاصة قطاعي الصناعة والزراعة التي تستهدف خطة الإصلاحات الهيكلية في الدولة تعزيز مساهمتهما في الناتج المحلي الإجمالي.
كما أكدت أن الحكومة ستواصل جهودها في ملف دعم القطاع الخاص سواء المحلي أو الأجنبي وإجراء كافة الإصلاحات الهيكلية وتقديم الحوافز اللازمة لتعزيز بيئة عمل القطاع الخاص في مصر، وسنواصل خططنا الهادفة لتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.