أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إصدارة جديدة ليضيفها إلى سلسلة إصداراته المعرفية المتنوعة في مختلف المجالات، وذلك بعنوان «نشرة المستقبل بعيون الذكاء الاصطناعي».

أشار المركز إلى أن النشرة الجديدة التي صدر منها العدد الأول ستكون دورية -تصدر شهريًا- لتسلط الضوء على التطورات الكبيرة والمتسارعة للذكاء الاصطناعي واستخداماته في مختلف المجالات الأمنية، والطبية، والتعليمية، والصناعية، والتجارية، وغيرها من المجالات، كما ستهدف إلى استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتحليل أبعاده وانعكاساته محليًّا وعالميًّا، وخاصة في ظل التطور المذهل في تقنياته، وستضم النشرة مجموعة من أبرز الأخبار والمعلومات والأحداث المتناولة عن الذكاء الاصطناعي حول العالم، وأهم المصطلحات والمفاهيم التعريفية عنه، وآراء ورؤى أبرز الشخصيات والخبراء عن الذكاء الاصطناعي وتداعياته المستقبلية.

تضمن العدد الأول من الإصدارة التوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، حيث أشارت أنه فمن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى 407 مليارات دولار بحلول عام 2027، وأن يشهد نموًّا كبيرًا من إيراداته المقدرة بـ 86.9 مليار دولار في عام 2022، مشيراً إلى تقرير شركة الاستشارات الإدارية "ماكينزي" من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يضيف ما يتراوح بين (2.6 و 4.4) تريليونات دولار للاقتصاد العالمي عبر 63 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي التوليدي تغطي 16 وظيفة مختلفة، وهو ما يعادل تقريبًا حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة في 2021، ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة صافية كبيرة بنسبة 21٪ في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بحلول عام 2030، مما يُظهر تأثيره على النمو الاقتصادي، وقد كشفت حكومة بلدية بكين عن خطة طموحة لتدريب 10 آلاف موهبة سنويًّا في قطاعات التكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والبيانات الضخمة.

سلًطت الإصدارة الضوء على حصاد الذكاء الاصطناعي وذلك على النحو التالي:

- أولًا: حصاد التطبيقات الحديثة، حيث أشارت أنها شملت العمل على تطوير تطبيق للذكاء الاصطناعي لمساعدة الصحفيين وناشري الأخبار في إنشاء نصوص للمقالات وعناوين رئيسة مما يلقي الضوء على كيفية تغير قطاع الصحافة باستخدام هذه التكنولوجيا، وإطلاق منظومة رصد وتتبع الأعطال التقنية، وإصدار جديد لتحسين جودة الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإطلاق أداة ذكاء اصطناعي تُنشئ الصور بناء على أوامر باللغتين الصينية والإنجليزية، وإصدار نموذج لغة جديد من جوجل يساعد على تحويل الكلمات والصور إلى أفعال للروبوتات ويمكن أن ينقل كمية كبيرة من البيانات وأن يمكن الروبوتات من القيام بأعمال لم يسبق لها أن دربت على القيام بها، ويفهم التوجيهات بلغات أخرى غير الإنجليزية، وإصدار نموذج جديد لإنشاء تعليمات البرمجة، وبناء نموذج جديد للجغرافيا المكانية، وقيام باحثو شركة آي بي إم بتطوير شريحة ذكاء اصطناعي تناظري مختلطة الإشارات مصممة خصيصًا لمهام استدلال الشبكات العصبية العميقة، وإطلاق أضخم حاسوب فائق في العالم لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن إضافة شركة تليكوم كوريا الجنوبية ميزة تسمى (Chat T) إلى بوت الدردشة الخاص بها والتي تمكن المستخدمين من التحدث إلى البوت مثل صديق مقرب، وتوصل باحثو مختبر "لوس ألاموس" الوطني بالولايات المتحدة إلى استخدام تقنية جديدة تعزز أداء التعلم الآلي الكمومي في المهام التي تستعصي على أجهزة الحاسوب التقليدية، وتقدم شركة أوبن إيه آي بطلب لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي للحصول على علامة تجارية لتشات (GPT - 5) الإصدار التالي من نموذجها اللغوي الكبير (GPT - 4)"، وإضافة اللغة العربية إلى بوت الدردشة الشهير (Bard)"، وإغلاق شركة مايكروسوفت تطبيق المساعد الرقمي كورتانا للتركيز بشكل أكبر على التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي.

- ثانيًا: الحصاد الاقتصادي: والذي شهد رغبة شركة أمازون في الانضمام كمستثمر رئيس في الطرح العام الأوَّلي المرتقب لشركة "أرم" المتخصصة في تصميم الرقائق"، ووصف غاري غينسلر رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ورئيس الهيئة الناظمة الأهمّ في وول ستريت بأن تقنيات الذكاء الإصطناعي هي الأقدر على إحداث نقلة في هذا الجيل"، بالإضافة إلى إبداء 83% من الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة استعدادها لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها التشغيلية وتوظيف هذه التقنيات في خدماتها وعروضها الحالية، وقيام شركة آي بي إم بدراسة استخدام شريحة ذكاء اصطناعي صممتها داخل الشركة لخفض تكاليف تشغيل خدمة الحوسبة السحابية، وارتفاع أسهم شركة مايكروسوفت بنسبة 5.8% بعد الإعلان عن خدمة اشتراك جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

- ثالثًا: الحصاد السياسي: وشهد تحذير خبراء من أن انتخابات العام المقبل في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تتميز بموجة من المعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفرض الولايات المتحدة حظرًا على الاستثمارات الخارجية للشركات الأمريكية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وخصوصًا الذكاء الاصطناعي في بعض الدول وفي مقدمتها الصين".

- رابعًا: الحصاد القانوني والمؤسسي وشهد قيام الصين بوضع قواعد لحوكمة الذكاء الاصطناعي، وقلق الشركات الكبرى من قانون الذكاء الاصطناعي المقترح في أوروبا، وتسبب أخطاء شات جي بي تي في أزمة قانونية بالولايات المتحدة الأمريكية، وإطلاق شركة مايكروسوفت مبادرة جديدة لمهارات الذكاء الاصطناعي، واقتراح قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي لمعالجة تضارب المصالح.

- خامسًا الذكاء الاصطناعي والطب: وقد شهد هذا المجال، اكتشاف ثلاثة أدوية في علاج الشيخوخة من نباتات عشبية بالاستعانة بنموذج تعلم آلي، واكتشاف نوع جديد من المضادات الحيوية المضادة للبكتيريا المقاومة لأدوية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، و"حصول شركة نيورالينك على موافقة لإجراء أول تجربة سريرية على البشر باستخدام غرسة دماغية وروبوت جراحي، ومساعدة خوارزمية ذكاء اصطناعي مبتكرة في تحسين أداء أخصائي الأشعة في الكشف عن سرطان الرئة، ومنصة ذكاء اصطناعي يمكنها تحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف المبكر عن الأمراض.

- سادسًا: الذكاء الاصطناعي والتعليم: وقد شهد بوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ويمكنها تعليم الأطفال القراءة خلال 18 شهرًا بدلًا من سنوات، وإعلان جامعة هارفارد أنها ستستخدم أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب على الفهم دون تلقينهم الإجابات الجاهزة، وتقدم شركة الخدمات التعليمية اليابانية خدمة جديدة لمساعدة طلاب المدارس الابتدائية في مشاريعهم البحثية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي خال العطلة الصيفية.

- سابعًا: الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى مثل قطاع المركبات والذي شهد توسع شركة (تويوتا) وشريكتها (بوني إيه آي) في إنتاج سيارات أجرة روبوتية، وتوسع شركة (كروز) في السيارات ذاتية القيادة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار السعودية وشركتي "ريجال كابيتال" و"كليفون تك" للاستثمار في السيارات والمركبات ذاتية القيادة، وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والأمن والخصوصية فقد شهد هذا القطاع، "إجراء باحثون بريطانيون دراسة خلصت إلى أن الميكروفونات قادرة على كشف أنماط النقر على لوحة المفاتيح، حيث تطور الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنه بات قادرًا على سرقة كلمات المرور الخاصة بالأجهزة والحواسيب وذلك عبر الاستماع لصوت النقر على لوحة المفاتيح"، "وتطوير تقنية جديدة يمكنها منع التلاعب غير المصرح به في الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي"، "تطوير نظام للكشف عن الكذب والخداع باستخدام الذكاء الاصطناعي".

وقد تضمنت الإصدارة مقالًا للمهندس محمد شريف نائب رئيس شركة دوزين الأمريكية بعنوان "قوة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي: انعكاسات على مستقبل التعليم"، والذي أوضح من خلاله أنه بالنظر إلى منصات التعلم الافتراضية، والتي تمكنت مؤخرًا من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التغلب على الفجوة المعرفية الناتجة عن عدم إتقان كثير من المتعلمين لمهارات اللغة الإنجليزية، وهي اللغة المهيمنة على شبكة الإنترنت العالمية، ويستخدمها أكثر من 54% من مواقع الويب العالمية في مجال النشر العلمي والمجلات العلمية العالمية، وبذلك يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي كسر حاجز اللغة لكثير من التلاميذ المصريين ممن لا يجيدون القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية بشكل جيد، فقد تمكنت الهند على سبيل المثال من توليد حصيلة معرفية كبيرة في مجال الحوكمة ونقل المعرفة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الهندية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الترجمة الفورية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحكومة مجلس الوزراء معلومات الوزراء الوزراء الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التولیدی باستخدام الذکاء الاصطناعی تقنیات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی اصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

بين "ستارغيت" و"ديب سيك"..ترامب يعيد تشكيل سباق الذكاء الاصطناعي

يشهد سباق الذكاء الاصطناعي تحولات غير مسبوقة مع دخول قوى جديدة على الساحة، فبينما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع "ستارغيت" باستثمارات ضخمة لتعزيز الهيمنة الأمريكية، فاجأت الصين الأسواق بنموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" المتطور ومنخفض الكلفة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل المنافسة التكنولوجية.

وتقول الباحثة إيزابيلا ويلكنسون، في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني تشاتام هاوس، إن 2025 تثبت بالفعل أنها سنة التقلبات في القفزات والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. وفي 19 يناير (كانون الثاني)، أعلنت الصين صندوقاً استثمارياً للذكاء الاصطناعي، ينظر إليه على أنه رد على تشديد الولايات المتحدة للرقابة على تصدير الرقائق.
وفي 21 يناير (كانون الثاني)، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع "ستارغيت"، وهي شركة قال إنها ستستثمر مبلغاً غير مسبوق يبلغ 500 مليار دولار في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، بدعم من شركات التكنولوجيا "أوبن إيه آي"، و"أوراكل"، والبنك الياباني "سوفت بنك"، وشركة الاستثمار الإماراتية"إم جي إكس".
وفي الأسبوع التالي، تسبب نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض الكلفة وقليل الاعتماد على الرقائق "ديب سيك" بقدرات استدلالية، في فوضى في الأسواق، بعدما اتضح أنه يمثل تحدياً للمنافس الأمريكي "أو 3"  لـ"أوبن إيه آي". وتكبدت شركة تصنيع الرقائق العملاقة إنفيديا خسائر بـ 600 مليار دولار من قيمتها السوقية عند افتتاح الأسواق في 27 يناير (كانون الثاني).  قنبلة "ديب سيك" ترسل "ميتا" إلى "غرفة الحرب" - موقع 24تعيش شركة ميتا حالة من الأزمة بعد أن أطلقت شركة ديب سيك، الصينية، نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي بتكلفة ضئيلة مقارنة مع منافسيه. اضطراب

وأحدث "ديب سيك" اضطراباً في الافتراضات حول من يملك القدرة على تطوير الذكاء الاصطناعي القوي، وأعاد إشعال الشكوك في فعالية القيود الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير الرقائق.
لكن، إلى جانب تصعيد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، تشير هذه التطورات إلى تحول جذري في حوكمة التكنولوجيا داخل الولايات المتحدة، يتمثل في تركز السلطة في القطاع الخاص لتطوير التكنولوجيا وصياغة جدول أعمالها، وهو اتجاه يتسم بالانقسام وصعوبة التنبؤ.
وحسب الباحثة ويلكنسون، تمثل هذه الحقبة الجديدة تحدياً كبيراً لصناع القرار في أوروبا، لكنها قد توفر أيضاً فرصاً محدودة لإظهار القيادة.
وألغى الرئيس دونالد ترامب مع توليه منصبه نهج إدارة سلفه جو بايدن في تنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث ألغى أمراً تنفيذياً حول الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، والذي كان ينظر إليه على أنه حجر الأساس لنهج الولايات المتحدة في حوكمة الذكاء الاصطناعي محلياً وعالمياً على أساس إدارة المخاطر. كما استخدم سلطته التنفيذية لتعليق ما يعرف بـ"حظر تيك توك"، وأصدر مجموعة من الأوامر التنفيذية الأخرى، التي سيطعن في العديد منها أمام المحاكم. وفجأة، أصبحت القدرة على التنبؤ بسياسة التكنولوجيا الأمريكية في أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وستشعر الشركات الأمريكية بمزيد من الجرأة بفضل مكانتها المتميزة، وبدعم من هجمات إدارة ترامب على ما تعتبره تنظيماً مفرطاً من بروكسل.
وفي الوقت نفسه، يكشف الحجم الهائل لمشروع "ستارغيت" التداخل المتزايد بين الأمن القومي والبنية التحتية ومصالح وادي السيليكون. ويبدو أن المخطط الاقتصادي لـ"أوبن إيه آي"  لإعادة التصنيع الأمريكي، والذي يعتقد أنه عنصر أساسي في تشكيل "ستارغيت"، يتمتع بنفوذ استثنائي. فهو يدعو إلى إنشاء منشآت سرية لتقييم أمان النماذج، إضافة إلى تطوير موارد طاقة جديدة لتبريد مراكز البيانات.
ويتجاوز إعلان ترامب عن شركة خاصة أيضاً العقبات التشريعية المرتبطة بتطوير مشروع ممول من القطاع العام بهذا الحجم، خاصة في ظل الحاجة الملحة إلى توسيع قدرة مراكز البيانات لمواكبة الطلب المتزايد.
وعلى الصعيد الدولي، أحدث هذا النظام الناشئ صدى واسعاً. فبينما تعمل بروكسل على توضيح القواعد الجديدة في الذكاء الاصطناعي، وتطبيق حزمة الخدمات الرقمية، ستزيد جرأة الشركات الأمريكية بفعل مكانتها الاستثنائية، وبدعم من هجمات إدارة ترامب على اللوائح الأوروبية المشددة، مثل تهديدات نائب الرئيس جيه دي فانس عن مشاركة ناتو، إذا لم تحترم أوروبا "حرية التعبير".
وتقول ويلكنسون إنه على مدى العقد الماضي، تزايدت المطالبات بمساءلة عمالقة التكنولوجيا، مع موجة من الإجراءات التنظيمية والعديد من الشركات التي أعادت تفسير أدوارها في الحوكمة بما يتجاوز حدود التكنولوجيا.
ومنذ عام، تعهدت أكثر من 20 شركة تكنولوجية بالتصدي لمحتوى الذكاء الاصطناعي المضلل في الانتخابات، مثل تقنية "التزييف العميق". ووعدت تلك الشركات معاً بالحفاظ على نزاهة انتخابات 2024، والعمل على تعزيز ثقة الجمهور. وكان هذا الإعلان ضعيفاً عن الإجراءات التعاونية القابلة للقياس علنا، لكنه رسم صورة متفائلة عن منافسين يتحدون لحماية الديمقراطية من تهديدات المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي.
لكن هذا التفاؤل أصبح الآن مجرد ذكرى بعيدة، حيث يتنافس عمالقة التكنولوجيا على النفوذ في نظام سياسي يتعهد بإزالة الضوابط على المحتوى المضلل وغير الآمن، وهو المحتوى نفسه الذي التزموا سابقاً بمكافحته.

سقوط القناع 

وتقول ويلكنسون إن البعض قد في يرى هذا التحول لحظة "سقوط القناع"، بينما يراه آخرون مجرد تجل طبيعي لانتهازية مدفوعة بالربح، وخوف الولايات المتحدة من فقدان تفوقها أمام الصين. وفي الحالتين، يضيف هذا السياق بعداً جديداً للصورة اللافتة التي جمعت بين عمالقة التكنولوجيا، بعضهم من المتبرعين السابقين للحزب الديمقراطي، وهم يجلسون في حفل تنصيب ترامب.
في زمن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كانت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عموماً حليفين في حوكمة الذكاء الاصطناعي. ورغم التوترات، خاصة مع الجدل المستمر حول عرقلة بروكسل للشركات الأمريكية، فقد تبنيا نهجاً قائماً على إدارة المخاطر وتشاركا بنشاط في الهيكل الناشئ لحوكمة الذكاء الاصطناعي عالمياً.
والآن، على الحكومات الأوروبية التعامل مع نهج الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تفضل تحرير تطوير الذكاء الاصطناعي من القيود التنظيمية، وتعطي الأولوية لمبدأ "أمريكا أولاً"، مع تجاهل التعاون الدولي. كما عليها مواجهة ائتلاف متزايد الجرأة من عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين الرافضين للتنظيم، والذين يعملون في أسواقها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى جذب استثماراتهم.
ومع ذلك، يكشف "ديب سيك" حقيقة مهمة تتعرض للتغاضي عنها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، إذ يُمكن تحقيق المزيد بموارد أقل. فاستثمار "ستارغيت" الهائل، نصف تريليون دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، قد يبدو بالفعل منفصلاً عن الواقع. 

بـ500 مليار دولار.. ترامب يطلق مشروع "ستارغيت" للذكاء الاصطناعي - موقع 24كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع ضخم لإنشاء بنى تحتية للذكاء الاصطناعي بقيادة مجموعة "سوفت بنك" اليابانية وشركتي "أوراكل" و"أوبن آي" وذلك بعد يوم فقط من تنصيبه.

علاوة على ذلك، ومع تراجع الولايات المتحدة عن إعطاء الأولوية للتعاون التكنولوجي العالمي واحتمال تقليص دور "معهد أمان الذكاء الاصطناعي" الأمريكي، ستنشأ فجوة في قيادة السلامة العالمية للذكاء الاصطناعي.
وترى ويلكنسون أنه يمكن للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي اغتنام الفرصة. فالمملكة المتحدة تتمتع بميزة نادرة في مجال أمان الذكاء الاصطناعي، بعد أن نسقت "إعلان بليتشلي" في 2023، الذي ضم الصين والولايات المتحدة، وأطلقت أول معهد في العالم لأمان الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • بين "ستارغيت" و"ديب سيك"..ترامب يعيد تشكيل سباق الذكاء الاصطناعي
  • الإمارات.. قمة عالم الذكاء الاصطناعي تختتم فعالياتها بمشاركة 500 شركة
  • أخبار التكنولوجيا| جوجل تضيف علامات خفية لصور الذكاء الاصطناعي.. أحدث إصدارات سامسونج Galaxy F تغزو الأسواق قريبا
  • 125 ممارسًا يختتمون برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي
  • 125 ممارسًا صحيًا يختتمون برنامج تمكين الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي
  • مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • لأول مرة .. فك غموض المخطوطة الرومانية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • رغد الغامدي: الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص وظيفية جديدة في سوق العمل
  • رؤية مستقبلية للغة العربية.. ندوة بمعرض الكتاب عن دور الذكاء الاصطناعي في التطوير