مبادرة خفض أسعار السلع الأساسية.. الحكومة والتجار يتفقون على توفير احتياجات المواطنين برعاية البنك المركزي.. وخبراء: الدولة طورت من أدواتها للسيطرة على السوق بتوافر المعروض
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تضع الحكومة المصرية نصب أعينها قضية السيطرة على الأسعار في السوق والحد من الارتفاعات المتتالية، في ظل أزمة تضخمية تعصف بالعالم أجمع، ومن هنا تعمل الجهات المعنية على التعاون من الأطراف ذات الصلة من أجل توفير الاحتياجات والسلع الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة، ومن هذا المنطلق جاء اجتماع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع أعضاء اتحاد الصناعات المصرية والغرف التجارية والبنك المركزي، من أجل صياغة آليات الازمة لضبط الأسعار بمشاركة مجتمعية مع كافة الأطراف المعنية.
وتناول الاجتماع متابعة موقف توافر السلع الغذائية في الأسواق وضبط الأسعار، حيث أكد رئيس الوزراء أنه تم رصد ارتفاعات شديدة في أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه سبق أن اجتمع برئيس اتحاد الغرف التجارية، وتم الاتفاق على عقد اجتماع موسع يضم محافظ البنك المركزي، والوزراء المعنيين لعرض بعض المطالب، ولذا تسم التنسيق لعقد هذا الاجتماع.
موعد انطلاق مبادرة خفض الأسعار للسلع الأساسيةوقال الدكتور مصطفى مدبولي: "سنعمل معا على أن تكون هناك وفرة في مختلف السلع بالأسواق، بما يسهم في انخفاض الأسعار، خاصة السلع الغذائية، وسنعمل بالتنسيق مع البنك المركزي على توفير المكون الدولاري المطلوب، وسنتشارك معًا في وضع حلول تضمن انخفاض أسعار السلع الأساسية".
وخلال الاجتماع، تم استعراض مختلف الجوانب الخاصة بمبادرة خفض الأسعار للسلع الأساسية، وتم التوافق على أن يتم الإعلان الأسبوع المقبل عن كافة التفاصيل الخاصة بها، بالتنسيق مع البنك المركزي، والوزارات المعنية.
من جانبه، أشار وزير التموين إلى ما تم عقده من اجتماعات مع مختلف الجهات المعنية، وذلك بهدف تحديد عدد من السلع الأساسية المطلوب توفيرها بأسعار مناسبة، لافتا في هذا الصدد إلى أنه سيتم العمل على توفير أي مكون دولاري يتم الاحتياج إليه، بالتنسيق مع البنك المركزي، بهدف تخفيض أسعار هذه السلع، موضحًا أنه سيتم الاتفاق مع مختلف السلاسل التجارية فيما يتعلق بهذا الشأن، تحقيقًا لهدف أن يشعر المستهلك بتخفيض حقيقي في الأسعار.
ولفت أحمد الوكيل، خلال الاجتماع، إلى ما يتم من تعاون وتنسيق مع مختلف الوزارات المعنية، والبنك المركزي، واتحاد الصناعات، لتنفيذ عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم في توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة، مؤكدًا أن ذلك يأتي تنفيذًا للتوجيهات المستمرة بضرورة توفير السلع الأساسية بالكميات والأسعار المناسبة.
أزمة ارتفاع أسعار السلع في الأسواقأكد المستشار سامح الخشن المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الحكومة تسعى إلى حل أزمة ارتفاع أسعار السلع في الأسواق بسبب الموجة التضخمية التي تؤثر على كافة دول العالم في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال الخشن في مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج " يحدث في مصر " المذاع على قناة " إم بي سي مصر": "الحكومة ستتخذ تدابير لازمة للتعامل مع ارتفاع أسعار السلع".
وأضاف: "اجتماع رئيس الوزراء ضم كافة الجهات المعنية من الوزراء واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية وممثلي شركات الأغذية".
وتابع الخشن:" يتم العمل على صياغة آليات لازمة لضبط الأسعار بمشاركة مجتمعية مع كافة الأطراف المعنية".
وأكمل: "نعمل على صياغة خارطة طريق للتعامل مع ارتفاع الأسعار بشكل سريع كي نصل لمستوى أسعار مناسب ومقبول في الشارع المصري".
من جهته، قال كمال الدسوقي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إن اجتماع رئاسة الوزراء اليوم ضم العديد من الوزراء ومحافظ البنك المركزي، وغرفة الصناعات الغذائية، والغرف التجارية، وكل الجهات المعنية؛ لوضع الحلول العلمية المضبوطة وترتيب الأولويات والتمويل اللازم للمكون الدولاري للمواد التي سيتم استيرادها من الخارج.
وأكد الدسوقي خلال تصريحات تلفزيونية، مساء اليوم الثلاثاء، أنه سيتم رفع طاقة المصانع لتلبية حاجة السوق، لافتا إلى أنه لا يوجد أي تكدس لأي سلع في الموانئ المصرية ولكن نبحث مع وزارة المالية تخفيض الرسوم التي تفرض على السلع حتى تقل التكلفة عليها ويتم مراقبة الأسواق حتى تنخفض الأسعار، وأشار الى أن أثر هذا الاجتماع سينعكس على السوق من الغد.
وأضاف أنه بعد مخرجات حكاية وطن، يوجد توجه من القيادة السياسية بأن ينعكس هذا على المواطنين.
وأشار الدسوقي، إلى أن هذه الأيام تشهد العديد من الاحتفالات كذكرى أكتوبر وكلها تبعث على السعادة والاطمئنان للشعب المصري.
خبراء: الدولة طورت من أدواتها للسيطرة على الأسعار في السوق المصريةوفي هذا السياق، قال الدكتور على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن السيطرة على الأسعار تكون من خلال عدة محاور رئيسية، ومن أبرزها توافر المعروض من السلع عبر إقامة معارض لتوفير لاحتياجات الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة، وهى خطوة مهمة من الدولة من أجل خلق منافسة فى السوق ومواجهة جشع التجار، وإعطاء مساحة لعرض منتجات شركات القطاع الخاص الأمر الذى ينعكس على الرواج لهذه المنتجات بأسعار عادلة وأقل من السوق.
وأكد "الإدريسى فى تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إن مصر تعانى من أزمة تضخم كبيرة ومن هنا كان على الدولة التحرك لمواجهة هذه العشوائية فى الأسواق، وتحقيق الاستقرار".
ودعا الخبير الاقتصادي إلى أهمية العمل على تطوير آليات السيطرة على الأسعار وتسويق معارض السلع الأساسية عبر أفكار خارج الصندوق، ولأن هذه المعارض تخلق قدرا كبيرا من التنافسية بسبب توافر السعر العادل، ومن هنا من الممكن جدا أن تطلق وزارة التموين تطبيقا على الهواتف المحمولة أو موقع إلكترونى يوفر السلع بالأسعار العادلة ويتيح التوصيل للمنازل، وهو الأمر الذى سيحقق مبيعات تاريخية للعارضين من شركات القطاع الخاص، كما أنه على المدى القريب يحقق استقرارا للأسواق ويخفض السلع عند التجار".
وقال: "فكرة التطبيق أو الموقع سهلة وبسيطة للغاية حال الشروع فى تنفيذها، وسوف تربح الدولة منها الملايين، بالإضافة إلى ترويج منتجات القطاع الخاص، وهو أبهى صور الشراكة، كما تحقق حجم إقبال كبير جدا نظرا لتغطية العديد من الشرائح التى لم تتمكن من الذهاب للمعارض، كما توفر الآلاف من فرص العمل غير المباشرة من خلال خدمة التوصيل".
وتابع: "لدينا على الأقل ١١ مليون مواطن فى سن المعاش، ولا يقدرون على الذهاب إلى المعارض، إلى جانب شريحة كبيرة من المواطنين أصبحت تعتمد على طلب المنتجات عبر الهاتف أو التطبيقات، وبالتالى تستهدف شرائح جديدة تزيد من الإقبال على هذه المعارض، وتثرى خزينة الدولة بملايين الجنيهات، والآلاف من فرص العمل للشباب سواء فى المصانع المنتجة للسلع، أو فى خدمات التوصيل".
كما اقترح الخبير الاقتصادى أن تستمر المعارض على مدار السنة من خلال إدخال سلع كمالية وأجهزة كهربائية وسلع معمرة، من أجل خلق المنافسة فى الأسواق، وحماية المستهلك من جشع التجار، لأن الأداة الأساسية للحفاظ على الأسعار هى خلق المنافسة والقضاء على الاحتكار ".
وأكمل: "وإلى جانب توفير السلع فى الأسواق، يجب تفعيل الرقابة على الأسواق، من خلال وزارة التموين والداخلية وحماية المستهلك، وتطبيق إجراءات حقيقية لحماية المواطنين من المغالاة، من خلال تحديد أدوار لكل الجهات المعنية وتكثيف الرقابة على الأسواق من خلال تضافر هذه الجهات، كذلك التفاعل السريع مع الشكاوى الخاصة بالتلاعب فى الأسعار".
من جهته، قال د. مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن توفير كل السلع والمنتجات بكثرة فى الأسواق وزيادة المعروض، من خلال زيادة عدد المنافذ تهدف إلى عمل توازن فى السوق، من خلال تعدد المنافذ ما بين منافذ للقوات المسلحة والداخلية والتموين والزراعة وإتاحة السلع بكميات كبيرة.
وأضاف "أبوزيد" فى تصريحاته لـ"البوابة" أن "الدولة تراعى هذا الاتجاه إتاحة السلع والمنتجات، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة المعروض وثبات نسبى فى الأسعار، يؤدى إلى التراجع على المدى البعيد. وتابع: "إلى جانب إتاحة السلع هناك مجموعة من الإجراءات التى يجب أن تنفذها الدولة للسيطرة على الأسواق، من خلال زيادة الأدوات الرقابية والمتابعة على الأسواق، عبر كل من جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى الرقابة الشعبية والمشاركة من جانب المواطن أداة فعالة للرقابة المجتمعية فى تنفيذ الخطة الأمر الذى يؤدى إلى تراجع الأسعار والثبات النسبى فى الأسعار على المدى القريب".
وأكمل: "لابد أن يكون لدى المواطن المعلومات الكافية عن أسعار السلع، من خلال إتاحة الأسعار عبر قائمة تحدد الحدين الأدنى والأقصى لأسعار السلع الأساسية، ومن هنا يمكن للمواطن الحكم على الأسعار إذا كانت أسعارا معقولة ومقبولة أو مبالغ فيها، وهذا يؤدى لحماية المواطن من الارتفاعات المتتالية وغير المبررة".
وأوضح الخبير الاقتصادى أن تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية من جانب الدولة والمواطن من أجل تحقيق المعادلة الصعبة وهى السيطرة على الأسعار من خلال تزويد المعروض وتحقيق توازن فى السعر وعلى الجانب الآخر سد الثغرات عبر الرقابة الفعالة على الأسواق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحكومة السلع الأساسية اتحاد الصناعات المصرية التجارية البنك المركزي السیطرة على الأسعار الجهات المعنیة السلع الأساسیة البنک المرکزی على الأسواق أسعار السلع فى الأسواق الأمر الذى ومن هنا من خلال من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا ثبت البنك المركزي أسعار الفائدة اليوم؟
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب.
كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
على الصعيد العالمي، واصلت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة خفض أسعار العائد تدريجيا في ضوء استمرار تراجع معدلات التضخم، مع الإبقاء على سياسات التشديد النقدي، إذ إن معدلات التضخم المحققة لا تزال تتجاوز المستويات المستهدفة. ويتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير وتشير التوقعات إلى أنه سوف يستمر عند مستوياته الحالية، وإن كان لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، تظل توقعات النمو عُرضة لبعض المخاطر ومنها التأثير السلبي للتشديد النقدي على النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الأساسية، فقد شهدت تقلبات طفيفة في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات بانخفاض محتمل في أسعارها، وخاصة منتجات الطاقة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك اضطرابات التجارة العالمية والتأثير السلبي لأحوال الطقس على الإنتاج الزراعي.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل حوالي 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها:
تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني،
وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا
إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط ، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.