أثارت دعوة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، طلاب الجامعات للتبرع بـ"البلازما" مرتين كل أسبوع، التساؤلات حول أهدافه من "مشروع تجميع وتصنيع وتصدير البلازما" عبر 20 مقر يجري تدشينها بالبلاد، وما إذا كان لعلاج المصريين أم للتصدير وجلب العملات الصعبة؟، وكذلك مدى مخالفة الدعوة لبروتوكولات التبرع.



السيسي، وخلال مشاركته بمؤتمر "حكاية وطن"، من العاصمة الإدارية الجديدة، قال إنه كان يحلم بتنفيذ مشروع لجمع البلازما منذ أن كان وزيرا للدفاع (2012- 2013)، موضحا أنه تم التعاقد على بناء "مصنع مخصص للمشروع"، يعمل في 2026.

ولفت إلى أن "المشروع يهدف لإنتاج البلازما بجودة عالية تستوفي المعايير الدولية"، ملمحا إلى أنه "تم إنشاء 8 مراكز"، مبينا أنه يستهدف 20 و 50 و 100 مركزا، مؤكدا أن المشروع يجري بإشراف شركة إسبانية.

ودعا السيسي، طلاب الجامعات المصرية للتبرع مرة أو مرتين أسبوعيا للحصول على دخل جيد مقابل التبرع، وتوفير البلازما في مصر، مشيرا إلى اتخاذ الشركة الأسبانية معايير صارمة.


"التكوين والأهمية"

وبلازما الدم، سائل خفيف بالدم، 92 بالمئة منه عبارة عن ماء، والنسبة المتبقية تحتوي بروتينات وأجسام مضادة ومكونات الدم الكامل الأخرى، فيما يشكل 55 بالمئة من إجمالي حجم الدم بالجسم.

وبحسب الموقع الطبي الأمريكي "healthline"، يتكون الدم من خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، والبلازما، التي تقوم بوظائف رئيسية بجسم الإنسان، فيما أدرجت "منظمة الصحة العالمية" البلازما الطازجة المجمدة بقائمتها النموذجية للأدوية الأساسية.

وتقوم البلازما بإزالة النفايات وتنقلها إلى مناطق أخرى بالجسم مثل الكليتين والكبد ومن ثم التخلص منها، وذلك بجانب الحفاظ على درجة حرارة الجسم بامتصاص وإطلاق الحرارة حسب الحاجة، بحسب الموقع الطبي.

ويمكن الحصول على البلازما عبر التبرع بالدم، ليجري فصلها مخبريا، أو بالتبرع بالبلازما فقط، حيث يجري سحب الدم من الوريد إلى جهاز للطرد المركزي يقوم بفصل البلازما.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن التبرع في هاتين الحالتين مسموح به للأعمار بين (18 و69 سنة)، ولأصحاب الوزن أقل من 110 كيلوجرام، فيما يمكن للمتبرع تكرار الأمر 13 مرة في العام، بمعدل تكرار كل 28 يوما.

"قصة مشروع البلازما"

البداية الرسمية في 20 نيسان/ أبريل 2021، حين أصدر السيسي قانون رقم "8 لسنة 2021"، بهدف "تنظيم عمليات الدم وتجميع البلازما لتصنيع مشتقاتها وتصديرها"، والاكتفاء الذاتي منها محليا وتوفير مشتقات البلازما بالشرق الأوسط وأفريقيا والأسواق العالمية، بعد تصنيعها بمصر.

وهو الملف الذي تتولاه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وفقا للقانون، والتي يرأسها لواء جيش، حيث يصدر ترخيص تشغيل مركز تجميع البلازما، وتجديده بقرار من هيئة الدواء المصرية، بعد التنسيق مع هيئة الشراء الموحد.



لكن يظل حديث السيسي عن التبرع بالبلازما مقابل أجر مستغربا خاصة وأن "المادة 4" من القانون تقول إنه "يجب أن يكون التبرع بالدم تطوعا وبغير مقابل"، فيما أشارت المادة (11)، إلى تعويض مناسب للمتبرع مقابل نفقات الانتقال ومقابل التغذية وساعات العمل.

وتنظم المادة (13)، عمليات تصدير البلازما، حيث تقول: "للمصنع الخاضع لأحكام هذا القانون التصرف في مشتقات البلازما، بالبيع أو التصدير، وله استيراد بلازما الدم أو تصديرها في أي من مراحل التصنيع قبل صيرورتها منتجا نهائيا".

وذلك كله وفقا للأحكام والقواعد والإجراءات التي يصدر بها قرار من هيئة الدواء المصرية بعد التنسيق مع هيئة الشراء الموحد.

وإثر إصدار القانون، بدأ التحرك الحكومي واضحا من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي أكد بأكثر من مناسبة على اهتمام السيسي بهذا المشروع، الذي عُقد له عشرات الاجتماعات.

إحدى الاجتماعات كان 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، مع ممثلي شركة "جريفولز" الإسبانية لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، بحضور رئيس هيئة الشراء الموحد اللواء طبيب بهاء زيدان، ورئيس شركة "جريفولز ايجيبت" اللواء الدكتور مجدي أمين.

حينها، أبدى ممثل الشركة الأسبانية إعجابه بعزم الحكومة المصرية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، قائلا: "لأول مرة ألمس مثل هذا الإصرار"، مبينا أن مصر ستعد الرائدة بالقارة الأفريقية بحصولها على اعتماد الجودة من الاتحاد الأوروبي.

"تطورات المشروع"

يشمل المشروع إنشاء وتشغيل 20 مركزا لتجميع البلازما بالمحافظات، مع إنشاء مصنع للتجزئة والتنقية بطاقة مليون لتر بلازما سنويا، فيما يقام المصنع وجميع المنشآت الملحقة به على مساحة 105 ألف متر مربع بالمدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وفي 22 آب/أغسطس 2022، اجتمع مدبولي بذات القيادات والمسؤولين، لمتابعة مراكز المرحلة الأولى الـ6، في العجوزة، والعباسية، ودار السلام، بالقاهرة، وبالمنيا (وسط الصعيد)، وطنطا (وسط الدلتا)، والإسكندرية (شمال غرب).

وأعلن أن مراكز المرحلة الثانية في شبين الكوم (دلتا النيل)، وسوهاج (جنوب)، ودمياط (شمال الدلتا)، ستدخل الخدمة 2023، مع تدشين مراكز المرحلة الثالثة في بني سويف وأسيوط بالصعيد، ودمنهور (غرب الدلتا)، والقليوبية (شمال القاهرة)، والدقهلية وكفر الشيخ (دلتا النيل)، والقاهرة الجديدة بالقاهرة.

وزارة الصحة، من جانبها قالت إن مشروع التبرع بالبلازما انطلق 14 تموز/ يوليو الماضي، بـ6 مراكز بـ5 محافظات (القاهرة، الجيزة، المنيا، الغربية، الإسكندرية)، بطاقة 99 جهازا لفصل البلازما، وغرف تجميد بكل مركز بسعة 18 ألف لتر.

ما علاقة الجيش بالقصة؟

بداية يترأس مجلس إدارة شركة "جريفولز إيجيبت" لمشتقات البلازما، اللواء طبيب مجدي أمين، الذي أشار خلال لقائه والقائمين على المشروع برئيس الوزراء في 22 آب/أغسطس 2022 ، إلى دور هيئات وجهات تابعة للقوات المسلحة.

وأوضح أنه يتم التنسيق مع الهيئة المصرية للشراء الموحد -يديرها ضابط جيش- لتدبير الأجهزة الطبية والمستلزمات المعملية اللازمة لمختلف مراحل المشروع، بجانب التنسيق بين الهيئة والشركة الإسبانية و"جريفولز إيجيبت".

وأصدر السيسي، القانون رقم (151 لسنة 2019)، بإصدار قانون إنشاء الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية وهيئة الدواء المصرية التي يرأسها اللواء طبيب بهاء زيدان.

كما منح القانون رقم "8 لسنة 2021"، الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية وهيئة الدواء المصرية، الكثير من الصلاحيات في ترخيص المراكز والمصانع وتجميع وتصنيع وتصدير مشتقات البلازما.

"ماذا عن جريفولز إيجيبت؟"

شركة "جريفولز إيجيبت"، لمشتقات البلازما التي يرأسها اللواء طبيب مجدي أمين، تقوم على الشراكة بين الحكومة المصرية، من خلال "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" -أحد أهم الأذرع الاقتصادية للقوات المسلحة- وشركة "جريفولز العالمية"، الرائدة في مجال أدوية البلازما منذ أكثر من 110 أعوام.

ووفق موقع الشركة عبر "الإنترنت"، تعد هذه الشراكة الأولى من نوعها في صناعة البلازما، كما أن "جريفولز إيجيبت" أول عضو ومصدر مصري على الإطلاق في جمعية علاجات بروتينات البلازما.

دور "جريفولز الإسبانية"

"Grifols"، وبحسب موقعها عبر "الإنترنت"، شركة رعاية صحية عالمية تعمل منذ عام 1909، وهي رائدة بمجال الأدوية الأساسية المشتقة من البلازما وطب نقل الدم، وتقدم خدماتها بأكثر من 110 دولة بمجالات علم الأعصاب، والمناعة، وأمراض الكبد والرئة والدم، والأمراض المعدية.

لدى الشركة أكبر شبكة من مراكز التبرع في العالم، مع أكثر من 390 مركزا في أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط والصين، وبها 24 ألف موظف.

ويبقى التساؤل: هل المشروع بهدف علاج المصريين أم بهدف تصدير البلازما للخارج؟.

تستخدم البلازما بشدة في عمليات التجميل وزراعة الشعر، ما يجعلها سلعة هامة لأثرياء العالم وفي مصر، حيث أنه ووفق موقع ""Tajmeeli، تبلغ تكلفة الجلسة الواحدة لحقن بلازما الشعر في القاهرة من 500 جنيه إلى 4 آلاف جنيه، ما يعادل من 30 إلى 250 دولار أمريكي.

ومع انتشار جائحة "كوفيد 19"، نهاية العام 2019، وخلال 2020، لجأ الأطباء إلى العلاج ببلازما الدم للأشخاص الذين تعافوا من الفيروس، ما تسبب في ارتفاع سعر لتر البلازما حتى بلغ 20 ألف جنيه (1250 دولار) حينها، وهو العلاج الذي حُرم منه الفقراء حينها.

بل إن أمر الحصول على كيس دماء لمريض فقير بمستشفى حكومي صار صعبا وفق شكاوى بعض المرضى، خاصة وأن وزارة الصحة وفي أيار/ مايو الماضي، رفعت سعر أكياس الدم ومشتقاته، من 210 جنيهات إلى 325 جنيها للجهات الحكومية، و750 جنيها للجهات الخاصة، كما ارتفع سعر كيس الدم (SAGM) إلى 375 للجهات الحكومية، و800 جنيه للخاصة.

كما ارتفع سعر البلازما (FFP) إلى 60 جنيها للجهات الحكومية، و70 جنيها للجهات الخاصة، وكذلك زادت أسعار وحدة الصفائح المجمعة إلى 300 جنيه للجهات الحكومية، و2500 جنيه للجهات الخاصة (6 وحدات صفائح مجمعة).

ومع ذلك فإن وزارة الصحة المصرية أكدت أن مشروع تجميع وتصنيع البلازما يُعد نقلة نوعية لمصر، وأن 100 بالمئة من الأدوية المشتقة منه تنقذ الحياة، مبينة أن المشروع يحقق الاكتفاء الذاتي من البلازما لتوفير الأدوية لعلاج العديد من الأمراض.

"مص دماء الشعب"

وفي تعليقه، قال السياسي المصري الدكتور جمال حشمت، إن "خطط السيسي ومن خلفه تتكشف، فكل يوم بيع وتفريط وتوريط وإرباك، والتخلص من الشعب المصري الحي الرافض لمخططهم هو الهدف، وأن ما بدأه السيسي، منذ 2011، مستمر حتى الآن، إفقار وإذلال ثم استغلال أصحاب الحاجة الضعفاء".



وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الطبيب المصري، خطأ عرض السيسي، التبرع مرتين أسبوعيا بالبلازما، موضحا أنه "علميا الحد الأدنى للتبرع مرة كل شهر"، مشيرا إلى أنه "من الدم يُستخرج البلازما لعلاج أمراض نادرة، وصناعة منتجات غالية الثمن، لن يُعالج بها المصريون الغلابة".

ويرى أنه "من الواضح من شراكة جهاز الخدمات الوطنية –تابع للجيش- للشركة الإسبانية أنها سبوبة للعسكر وليست للشعب، وهو يحرض على مزيد من مص دماء الشعب والشباب الذي طاله الفقر واليأس من مستقبل مشرق".

وأضاف أنه "حتى آخر لحظة يمارس دوره القذر في بيع مقدرات الشعب حتي أعضائه ودمائه، ويطالب بعدم الشكوى من الجوع طالما الهدف بناء وتنمية مصر، وهو الكذوب".

ويعتقد حشمت في نهاية حديثه، أننا "وصلنا لآخر صفحة في تاريخ هذا الانقلاب البائس الدموي الفاشي الذي أفسد حياة المصريين في الحاضر والمستقبل، بعد أن محا وزور الماضي".

"خطأ السيسي"

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال أمين صندوق نقابة صيادلة مصر الأسبق الدكتور أحمد رامي الحوفي، إن "هناك مشروع لتجميع وتصنيع وتصدير البلازما وصدر قانون إحدى مواده تتحدث عن تصدير البلازما وتنظيمه وجعل هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد مسؤولة عن الأمر".

وأوضح أن "المدة الزمنية بين كل تبرع وآخر لا يجب أن تقل عن 28 يوما"، موضحا أنه "لا يصلح التبرع مرتين في الأسبوع"، لافتا إلى أن "السيسي، إلتبس عليه الأمر بين زمن انتهاء الآثار السلبية للتبرع وهي يومان، وبين ما يمكن أن يؤخذ منه تبرع ثاني وهو 28 يوما".

"صناعة عالمية"

وأكد تقرير لصحيفة "الجارديان" 2 آذار/ مارس الماضي، حجم التجارة العالمية للبلازما، موضحا أن أمريكا أكبر مصدر لبلازما الدم البشري وتوفر 70 بالمئة من الاستخدام العالمي، وبلغت قيمة صناعتها أكثر من 24 مليار دولار عام 2021.

وأوضح التقرير، أنه كل عام، يبيع نحو 20 مليون أمريكي البلازما الخاصة بهم، لألف مركز ربحي يعمل بشكل قانوني مقابل 40 دولارا لتبرعه الأول، ثم 50 دولارا لتبرعه الثاني، ويحصل على مكافأة إذا قدم 4 تبرعات بالشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما يتبرع الأشخاص بالدم لمنظمة الصليب الأحمر غير الربحية، فإنهم يقتصرون على مرة واحدة كل 28 يوما، أي 13 مرة سنويا، أما أولئك الذين يبيعون لمركز ربحي يمكنهم القيام بذلك 104 مرات في السنة، معتبرة أن ذلك التباين أمر مروع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري البلازما دماء التجارة مصر تجارة دماء بلازما تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهیئة المصریة للشراء الموحد هیئة الدواء المصریة هیئة الشراء الموحد للجهات الحکومیة مشتقات البلازما بالمئة من إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشواري حواء.. مشروع نسوي لقيادة سيارات الأجرة باليمن

في خطوة غير معهودة باليمن، اقتحمت عدة نساء مجال قيادة سيارات الأجرة لمواجهة أعباء المعيشة، بعدما كانت هذه المهنة حكرا على الرجال منذ ظهور المركبات قبل عقود في هذا البلد.

ففي العاصمة صنعاء التي تحوي ملايين السكان، أطلقت الشابة غدير الخولاني -وهي طالبة ماجستير في تخصص إدارة أعمال- مشروع تطبيق "مشواري حواء" قبل عام ونصف لنقل النساء والأطفال عبر سيارات أجرة تقودها شابات.

الخولاني أبدت سعادتها لتمكنها من تأسيس هذا المشروع، معتبرة أنه "إضافة نوعية لخدمة النساء والأطفال في اليمن".

ويعتمد المشروع على عدة مركبات معظمها تملكها نساء انضممن إلى المشروع بعد الإعلان عن طلب سائقات لقيادة سيارات أجرة.

إقبال متزايد

وقالت الخولاني: "بدأنا المشروع قبل عام ونصف بـ5 سائقات فقط، وبعد زيادة الطلب على الخدمة نشرنا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن سائقات، ولاقينا إقبالا كبيرا، ولدينا الآن 20 سائقة".

انطلق مشروع تطبيق "مشواري حواء" لنقل النساء والأطفال عبر سيارات أجرة تقودها شابات (الأناضول)

وأضافت: "الطلب على الخدمة كبير في العاصمة المكتظة بالسكان، وما زلنا نعمل جاهدين لتلبية الطلبات بقدر الإمكان".

وأفادت بأنه "عبر تطبيق خاص بالمشروع على الإنترنت تستطيع العميلة تقديم طلبها وتحديد موقعها ووجهتها التالية، ليتولى القائمون على الخدمة البحث عن السائقة المتوفرة والقريبة من المكان لتقديم الخدمة بكل سلاسة".

إعلان

وشددت على أن "هذه الخدمة نتجت من حاجة الشعب اليمني المحافظ إليها، إذ إن أكثرهم حين يُخرجون أطفالهم أو نساءهم إلى الجامعة أو المدرسة أو أي مكان آخر يشعرون بالأمان أكثر لو السيارة تقودها امرأة".

وعن المستحقات المالية، أوضحت الخولاني "في محاولة منا لمساعدة المجتمع، لا نأخذ أي فائدة وكل العائد يرجع للسائقات، ونأمل توسيع التطبيق أكثر".

ووفق الخولاني، لم يخلُ هذا المشروع من صعوبات، "فقد واجهنا بعض الانتقادات والتعليقات الرافضة لقيادة سيارة الأجرة من قبل النساء، والبعض يتهمنا بالسيطرة على أعمال الرجال، ولكن الحمد لله تخطينا هذه العقبة والذي كان ينتقدنا بات الآن يبحث عن تطبيق (مشواري حواء) للتواصل معنا".

وتأمل الخولاني أن يتوسع مشروعها ويصبح أكثر اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة: "لدينا خطة لتوسيع الفكرة واستخدام سيارات كهربائية مصاحبة للبيئة، والتوسع إلى محافظات أخرى بجانب العاصمة صنعاء".

مصدر رزق

وفي بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، يعد توفير وظيفة أو مصدر رزق بمثابة تحول إيجابي كبير للأسر.

تعمل 20 سائقة في مشروع "مشواري حواء" بالعاصمة اليمنية صنعاء في الوقت الحالي (الأناضول)

وفي السياق، قالت "أم عبد الرزاق" إحدى السائقات: "بدأت الشغل في هذا المشروع لتحسين دخلي وتلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي في ظل الأوضاع الصعبة".

وأضافت: "هذا المشروع بمثابة وظيفة لي ومصدر دخل.. وجدت فيه متعة في قيادة السيارة وفائدة كبيرة لكثير من الفتيات والنساء اللواتي وجدن فيه الأمان والراحة".

وتابعت أم عبد الرزاق "قيادة السيارة من قبل امرأة يعد أمرا جذابا ولافتا للنساء والفتيات اللواتي يجدن حريتهن وأمانهن في مشاويرهن الخاصة".

وأشارت إلى أنها لاحظت سعادة كبيرة لدى النساء اللواتي تنقلن عبر سيارات هذا المشروع "هن في أتم الراحة مع انبساط كبير خصوصا اللواتي يذهبن إلى صالات الأعراس وهن في كامل زينتهن، ما يجعل تنقلهن يمر من دون حرج أو خوف كون السيارة تقودها امرأة".

إعلان ترحيب وانتقاد

ويعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى اليمن، حيث لم يسبق لنساء قيادة سيارات أجرة، ما يجعل الأمر مثار جدل بين مؤيد ومعارض.

يتطلع القائمون على المشروع لاستخدام السيارات الكهربائية والتوسع إلى محافظات يمنية أخرى في المستقبل (الأناضول)

وعن الصعوبات التي اعترضت طريق أم عبد الرزاق، قالت: "واجهت العديد من الانتقادات من المجتمع، فبعض الناس لا يقبلون أن تكون المرأة سائقة، وهناك كثيرون يعترضون طريقنا ونسمع كلاما مزعجا، وحينها نتجاهل برفع زجاج السيارة أو التظاهر بعدم السماع".

لكنها في المقابل وجدت ترحيبا من معظم أرباب الأسر الذين أبدوا رضاهم الكبير عن هذا المشروع، كون هناك سائقات يوصلن نساءهم، ويشعرون بالأمان، خصوصا من بعض المحافظين الذين لا يسمحون لزوجاتهم أو بناتهم بالركوب مع سائقين.

وتابعت: "مع الظروف الصعبة في البلاد والمشكلات المحيطة بنا، ومع متعتنا في قيادة السيارة واندماجنا في الحديث مع المجتمع النسائي ننسى كل شيء".

وتأمل أم عبد الرزاق من المجتمع اليمني "أن يشهد مزيدا من الانفتاح ويتقبل حق المرأة بأن تكون سائقة سيارة خاصة لمشاوير نسائية".

كما تأمل "انتشار المشروع وتوسعه ليشمل مختلف محافظات اليمن، كونه يعد خدمة فريدة للنساء".

يعتمد "مشواري حواء" على عدة مركبات معظمها تملكها نساء انضممن إلى المشروع بعد الإعلان عن طلب سائقات لقيادة سيارات أجرة (الأناضول)

ويأتي هذا التحول بمسار العمل في وقت يعاني فيه اليمن ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث هناك نحو 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات وحماية أساسية في عام 2025 حسب الأمم المتحدة.

ومنذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة نسبية من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.

إعلان

ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين: الخطة المصرية لإعمار غزة تُعزز فرص تحقيق حل الدولتين
  • حزب المصريين: قمة إعمار غزة سيذكرها التاريخ للدولة المصرية بكل فخر
  • مشواري حواء.. مشروع نسوي لقيادة سيارات الأجرة باليمن
  • تعرف على خطورة مشروع قانون ضم المستوطنات في منطقة القدس
  • إنجاز 70% من ثاني مراحل مشروع تطوير سوق طوي الحارة بالرستاق
  • 387 ألف مستفيد.. جامعة الملك خالد تدشن مشروع "مبادرون"
  • نواب بالشيوخ  يطالبون الحكومة بضرورة تبسيط الإجراءات الجمركية لتسهيل تصدير المنتجات المصرية
  • وكيلة الشيوخ تدعو لتبسيط الإجراءات الجمركية لتسهيل تصدير المنتجات المصرية
  • علوم بيت المقدس.. مشروع معرفي وصل 25 دولة
  • تعز.. افتتاح مشروع مياه في "المواسط" بتمويل كويتي