اختار الجناح الوطني للإمارات الفنان الإماراتي عبدالله السعدي لتمثيل الدولة، خلال الدورة الـ60 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، الذي ينطلق خلال إبريل (نيسان) 2024، ويستمر حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وسيقدم السعدي معرضاً فردياً تحت رعاية القيّم الفني طارق أبو الفتوح.

ويعتُبر السعدي قامة إبداعية مرموقة ومساهماً رئيسياً في تطوير المشهد الفني المعاصر في الإمارات، وتتنوّع ممارساته الفنية بين الرسم والتشكيل التعبيري والنحت وعروض الأداء والتصوير الفوتوغرافي، مروراً بجمع المقتنيات وأعمال الفهرسة والأرشفة، وصولاً إلى ابتكار حروف أبجدية جديدة.


ويستلهم أعماله وإبداعاته الفنية من الطبيعة المحلية والتراث الوطني العريق وتاريخ عائلته، حيث يسلك في مساعيه الفنية دروباً نحو استكشاف العلاقات بين الأفراد وبيئتهم الطبيعية والاجتماعية، وقد واظب السعدي، ابتداءً من حقبة ثمانينيات القرن الماضي، على تطوير مجموعة شاملة ومتميّزة من الأعمال الفنية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناظر الطبيعية في شبه الجزيرة العربية.
وقال وزير الثقافة والشباب الشيخ سالم بن خالد القاسمي: "تكمن أهمية المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية في كونه منصّة دوليةً رئيسيةً لتبادل المعرفة والخبرات، وقد نجح الجناح الوطني منذ مشاركته الأولى عام 2009 في ترسيخ مكانته منارةً تُرشِد العالم إلى التراث الإماراتي وتُبرز تطورات المشهد الفني والثقافي المحلي".
وأضاف: "سنواصل دعم المبدعين من أبناء الإمارات ليكونوا سفراء في مد جسور التواصل الثقافي والإبداعي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، وبما ينسجم مع رؤية الإمارات ورسالتها".
وقال عبدالله السعدي: "تجول الأفكار والخواطر في مخيلتي، تنبعث شرارتها الأولى من رَحِم تجاربي الشخصية وتاريخ عائلتي والبيئة المحيطة، ولا أخفي سراً بأنني فخور بتمثيل بلدي العزيز وتقديم أعمالي الفنية في الجناح الوطني للإمارات في بينالي البندقية، حينما كنت طالباً، منذ ما يقرب من أربعين عاماً مضت، كان الفن رفيقي، تنعكس تجلياته في كافة تفاصيل حياتي اليومية."
ويمتلك السعدي قائمة طويلة من الأعمال الفنية الرائعة، من بينها "النعال الحجرية" (2013)، عبارة عن تشكيلة متنوعة من النعال المصنوعة من الأحجار ولوحات فنية، في محاولة منه لتقديم استعارة بصرية عن حياة الرحّالة الذي يتجوّل باستمرار بحثاً عن شيء يتوق إليه بشدة رغم أنه يظل بعيد المنال. هذا بالإضافة إلى عمله الفني "رحلة الخرير والحرير" (2017)، الذي شارك به في الدورة الـ 13 من بينالي الشارقة، وهو عبارة عن مخطوطات ولوحات مرسومة أنتجها خلال رحلات في البرية والبيئات المحلية.

ويأتي معرض الجناح الوطني للإمارات 2024، المُقام تحت رعاية طارق أبو الفتوح، وبمشاركة عبدالله السعدي، عقب تعاونهما مؤخراً في مشاركة عامة ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي من خلال عمل للفنان بعنوان "ترحال"، والذي يمثل نتيجةَ انغماس الفنان في الطبيعة الفريدة في الإمارات، وطوال الـ 25 عاماً الماضية، كرّس أبو الفتوح مسيرته المهنية في تطوير وبناء منصّات مؤسسية قادرة على توفير فرص للفنانين المعاصرين بالمنطقة من خلال مشاريع الأعمال الفنية التكليفية ومبادرات التعاون المشترك وتجوال المشاريع وغيرها من برامج الإقامات والفعاليات الفنية الأخرى.
وقال طارق أبو الفتوح: "لطالما اتسمت الممارسات الفنية للسعدي، طوال الأربعين عاماً الماضية، بالتفاعل والاندماج المستمر مع البيئات المتغيرة والتراث العائلي والموروث الثقافي، وهذا ما يجعله قادراً وبشكل دائم على رصد أوجه الالتقاء والانسجام بين هذه العناصر،
وذكرت المديرة التنفيذية لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان أنجيلا ميجلي: "ترتبط مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بعلاقة وطيدة مع الجناح الوطني للإمارات، وهو ما ينعكس جلياً في تعاوننا الثنائي عبر سلسلة واسعة من المعارض التي تُبرز أفضل الممارسات المعمارية والفنية في الإمارات أمام العالم".
وقالت مديرة التنسيق في الجناح الوطني للإمارات في بينالي البندقية ليلى بن بريك: "يتمتع السعدي بمكانة رفيعة ويتجلّى دوره المحوري في تاريخ الفن الإماراتي خلال مشاركته ضمن دورتين سابقتين من معرض الجناح الوطني الإماراتي، تحديداً في عامي 2011 و2015، وإنني سعيدة للغاية لمشاركته مرة أخرى بأعماله الفنية في النسخة القادمة من معرض الجناح الوطني ولكن هذه المرة ضمن معرض فردي ".
يرحب المعرض بزوّاره ابتداءً من شهر أبريل 2024 في المقر الدائم للجناح الوطني للإمارات الكائن في منطقة الأرسنال – سالي دي آرمي في البندقية، ويستمر المعرض حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أبو الفتوح

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان تبني مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم

 

 

 

قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع:” إن رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان هي رؤية طموحة مبنية على أسس التنمية وضمان الحياة الكريمة المستقرة والمستدامة، نتصور من خلالها مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته، ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم، ويحيون القيم والتقاليد التي كان وما زال لها عظيم الأثر في بناء مجتمع قوي جيلا بعد جيل”.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في جلسة بعنوان: “التوجهات في ملف التعليم والتنمية البشرية والمجتمع”، خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي اختتمت أعمالها اليوم بالعاصمة أبوظبي، وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وسرد سموه خلال كلمته قصة “حصة”، وهي فتاة تعكس الرؤية الاستشرافية للإنسان الإماراتي وما يتميز به من صفات تعكس التربية السليمة ضمن الأسرة المترابطة، والتعليم المتطور الشمولي الذي يمتد خارج الصفوف الدراسية ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، باعتبارها مثالاً للفتاة المتعلمة الطموحة التي نشأت على احترام القيم والمبادئ والموروث الثقافي في مجتمعها، والاستزادة من أصالة الأهل والحي الإماراتي وجعلهم النهج الذي بنيت عليه شغفها بحب العلم والتعلم حتى وصلت إلى مهنة تبدع فيها مع زملائها، بناء وتطويراً واستكشافاً، لتصبح عضوا فاعلاً في جعل النجاح والتقدم من سمات واقع الإمارات في الحاضر وفي المستقبل.
وأضاف سموه: ” لقد رسمنا من خلال قصة “حصة” لوحة جسدت واقعاً لمستقبل قادرين على توفيره لكل من يعيش على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين بتعاوننا جميعاً وعملنا بروح الفريق الواحد حتى نصقل شباب و شابات مثل حصة، يساهمون بشكل فعال في تنمية المجتمع وفي بناء مستقبل الدولة”.
وتابع سموه: “إن التحول الذي نحاول تحقيقه لا يقتصر على عناصر نظام التعليم فحسب، بل يتطلب تعاونا حقيقيا مع عناصر التنمية البشرية والمجتمع، بين الأسرة والمدرسة، وبين الجامعة وسوق العمل، وبين سوق العمل والمجتمع، والأهم من ذلك، تعاون بين كل مسؤول وزميله بطرق شمولية وإستراتيجية تركز على الأثر وليس فقط على المخرجات وتنتهج الطابع المحلي أساساً لها”.
وتحدث في الجلسة إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كل من: معالي شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، ومعالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وأدارتها معالي هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
من جانبها قالت معالي شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع: ” نرى أن التعاون والتكامل فيما بين قطاعات التنمية البشرية هما عاملان أساسيان في جعل قصة “حصة” واقعاً ملموساً، وفي زيادة تأثير التنمية لكل فرد، بداية من وضع رؤية مشتركة لأهدافنا وتحديد الفرص عبر القطاعات المختلفة، وتضمين قيمنا الإماراتية في كل ما نقوم به. علينا أن ننظر إلى تنمية المجتمع من خلال توفير فرص شاملة للجميع وإعادة بناء المهارات، وتعلم سبل إدارة الثروة، وتنمية المسؤولية المشتركة بين الجميع”.
وقالت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم: “تجسد قصة حصة طموحنا في تنشئة جيل إماراتي الهوية، ومؤهل على المستوى العالمي، ولديه المهارات اللازمة التي تواكب الطموحات العلمية والعملية لدى كل طالب. وهذا ما دفعنا لبناء نظام تعليمي محلي يزود الطلبة بالمهارات المستقبلية إلى جانب غرس القيم والمبادئ الإماراتية التي تبني شخصية الإنسان في دولة الإمارات.”
في ذات الإطار قال معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة: “تمنحنا قصة حصة إلهاماً حقيقياً ودفعة أكبر للعمل بشكل مضاعف لتحقيق أحلام أبنائنا وبناتنا. فالإنجازات الكبيرة هي ليست إنجازات تعليمية أو أكاديمية فقط، إنما هي إنجازات مجتمعية وفكرية واقتصادية وغيرها الكثير، وتنمية بشرية شاملة. وتعتبر القيم والهوية الإماراتية جزءا لا يتجزأ من توجهاتنا الإستراتيجية، وهو ما عودتنا عليه القيادة الرشيدة، بحيث لا تكون منفصلة إنما أساسية لنجاحنا”.
من جانبها قالت معالي هاجر الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع :” قصة حصة هي قصة توضح مسؤوليتنا المشتركة للعمل معا من أجل تطوير كوادر بشرية تتمتع بمهارات عالية ولا تقتصر إنجازاتهم على تحقيق نجاح أكاديمي وحسب، بل بتمسّكهم بالقيم والمهارات الاجتماعية، وبمهن هادفة ومثمرة. إن إعادة تشكيل المجلس يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن النهج الشامل للتنمية البشرية هو السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات التي رسمتها لنا قصة حصة”.
وتُشكل الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 الحدث الوطني الأبرز والأهم، الذي يشهد مناقشة تنفيذ الخطط التنموية والأولويات الوطنية لدولة الإمارات على مختلف المستويات خلال المرحلة المقبلة.
وتشهد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 تطورات جذرية في آلية تنظيمها، وأولوياتها، وأجندة فعالياتها، ومنطلقاتها، وأهدافها، والعديد من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، وبما يتماشى مع توجهات ورؤى القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني الهام، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الإستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، وتطوير العمل الحكومي وفق أفضل الممارسات العالمية.وام


مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الإسكندرية يهنئ الفنان علاء الباشا بمناسبة فوزه بجائزة بينالي
  • "المجلس الوطني" يبحث الاستدامة والحوكمة العالمية في قمة العشرين
  • الفن في مرآة السينما.. كيف تشكل الأفلام نظرتنا للنجوم ومراحلهم الفنية؟" تقرير
  • محافظ البحر الأحمر: الجناح المصري حقق نجاحا كبيرا في معرض لندن السياحي
  • عبدالله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان تبني مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم
  • الإمارات تعيد دعم فصائلها في اليمن وسط تحولات جديدة في المشهد السياسي والعسكري
  • عبدالله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان مبنية على أسس التنمية
  • سلطان الجابر: للإمارات مكانة راسخة متميزة في القطاع الصناعي
  • بنك الإمارات دبي الوطني مصر يحقق 4 مليارات جنيه صافي ربح خلال 9 أشهر
  • تعرف على تفاصيل الجناح المصري المُشارك في معرض بورصة لندن السياحية