الدعم الغربي لأوكرانيا يتصدّع في ظل حرب طويلة الأمد
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
لاتزال الرايات الزرقاء والصفراء ترفرف في ساحات لندن ومبانيها، لتؤشر إلى تضامن لا يتزعزع ودائم، مع المجهود الحربي لأوكرانيا.
هل مرت خمس دقائق ولم تطلب فيها مساعدة بمليار دولار
ومع ذلك، تقول صحيفة "غارديان" البريطانية إنه يمكن تلمس التعب التدريجي الذي يخنق بهدوء المشاعر الجياشة التي سادت في الأيام الأولى للحرب.
وقفز الرأي العام البريطاني بسرعة من الافتراض بأن كييف لا يمكنها الصمود ضد الجيش الروسي القوي، إلى فكرة بدت غير واقعية بالقدر نفسه، وهي أن أوكرانيا الشجاعة يمكنها تحقيق انتصار في مواجهة قوة عظمى يتآكلها الصدأ، في غضون عام. ويمكن التعامل مع الارتفاع الصاروخي لفواتير الغاز في الشتاء، إذا ما كان ذلك هو الثمن الذي يتعين دفعه من أجل السلام في أوروبا. وسيكون هذا الشتاء الثاني من دون تدفئة مركزية، ولم تعد القصص الواردة من الخطوط الأمامية تتحدث عن مزارعين أوكرانيين يسحبون الدبابات العالقة بجراراتهم، بل عن حرب استنزاف طاحنة قد تستمر عقداً من الزمن. اللحظات الأكثر خطورة
وتقول "الغارديان" إنها اللحظات الأكثر خطورة بالنسبة لأوكرانيا، التي علق جنودها في هجوم عسكري حاسم، والتي يواجه مدنيوها شتاءً قاسياً آخر، مع محاولة روسيا تجميدهم حتى الاستسلام، عن طريق مهاجمة بناهم التحتية للطاقة.
لكنه الغرب، وليس أوكرانيا من تظهر عليه علامات التعثر الأكثر إثارة للقلق، مع تراجع الجمهوريين في الكونغرس عن المصادقة على صفقة مساعدات عسكرية طلبها الرئيس جو بايدن، ومع الفوز الذي حققه الأسبوع الماضي شعبوي مؤيد لروسيا في الانتخابات السلوفاكية، كان وعد بوضع حد للدعم المقدم لأوكرانيا. وفي بريطانيا، هناك رئيس وزراء حريص على منح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما يريده، لكن خلفه "صقر اقتصادي" غير عاطفي معروف بمراقبة كل قرش، تحت ضغوط سياسية هائلة من أجل خفض الضرائب.
As the war in Ukraine grinds on, western support is beginning to crack | Gaby Hinsliff https://t.co/7fIuRLD8lK
— Guardian Opinion (@guardianopinion) October 3, 2023
ولم يكن من قبيل المصادفة، أن وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس، قد اختار الصباح الذي كان يلقي فيه وزير المال جيريمي هانت خطابه أمام مؤتمر الحزب، كي يكشف أنه طلب من سوناك 2.3 مليار جنيه أخرى من أجل أوكرانيا قبيل تقديم استقالته الضيف الماضي. وكتب والاس أنه في الحرب "الشيء الأثمن الذي يمكن تقديمه هو الأمل"، وأنه من واجب بريطانيا الحفاظ على هذا الأمل بالنصر حياً، عن طريق بذل المزيد من الجهود.
إن السياسيين البريطانيين كان يساورهم القلق سراً حول كيفية توفير الدعم في واشنطن للحرب منذ أوائل الربيع، وسط تصاعد الرفض لدى اليمين الجمهوري والشكوك بأن دونالد ترامب سيغلق باب المساعدات، في حال فاز في الانتخابات المقبلة. وقال ترامب أمام ناخبين محتملين في نيوهامبشير في مايو (أيار) عندما سئل عما إذا كان سيواصل مساعدة أوكرانيا :"لقد قدمنا الكثير من العتاد، ونحن لا نملك ذخيرة لأنفسنا في الوقت الحاضر". لكن آراءً مشابهة بدأت تتسرب إلى بعض السياسيين في بريطانيا أيضاً. وسأل نايجل فراج مشاهدي برنامجه جي بي نيوز في وقت سابق من هذه السنة، عما إذا كانت بريطانيا قد أعطت "الكثير" وخاطرت بجعل نفسها بلا دفاع، علماً أن كل الهدف من تسليح أوكرانيا هو تجنب الدول الأعضاء في الناتو الدفاع عن أنفسهم ضد أي تهديد قد تختاره روسيا المنتصرة، بعد ذلك.
The Guardian: still banging the war drum and to hell with the poor. https://t.co/pVtOLirf16
— Pete Hendy (@PeteHendy) October 3, 2023
وبينما يروج أمثال الكوميدي البريطاني راسل براند لنظريات المؤامرة حول أوكرانيا والناتو وصندوق النقد، فإن فكرة أنه لا يمكن تحمل مواصلة دعم أوكرانيا في دوائر الشعبويين اليمنيين، تكتسب زخماً قوياً. ونشر إيلون ماسك على حسابه في موقع إكس للتواصل الاجتماعي عبارة "هل مرت 5 دقائق ولم تطلب فيها مساعدة بمليار دولار"، في ما بدا أنه سخرية من زيلينسكي.
وكتب والاس في صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية، أنه "لدينا فرصة لإنهاء الأمر، إن الجيش الروسي يتصدع". لكن يحدث هذا فقط في حال لم تتصدع السياسات الغربية أولاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
إيغور كيريلوف.. قائد قوات الدفاع الإشعاعي الروسية الذي اغتالته أوكرانيا
إيغور كيريلوف جنرال روسي قاد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية. ولد في عام 1970، واشتهر بتصريحاته حول تورط الولايات المتحدة بتطوير برامج عسكرية بيولوجية على الأراضي الأوكرانية، وخضع لعقوبات من أوكرانيا وكندا وبريطانيا، واتهمته لندن بـ"المساعدة في ممارسة أنشطة محظورة تتعلق بالأسلحة الكيميائية". اغتيل في موسكو يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2024 بانفجار عبوة ناسفة.
المولد والنشأةولد كيريلوف يوم 13 يوليو/تموز 1970 في مدينة كوستروما على نهر الفولغا، وتلقى تعليمه المدرسي فيها.
التحق عام 1987 بالقوات المسلحة السوفياتية، وتخرج في مدرسة القيادة العسكرية العليا للدفاع الكيميائي في كوستروما عام 1991.
التجربة العسكريةمنذ عام 1991، خدم في ألمانيا ضمن مجموعة القوات الغربية التابعة للجيش السوفياتي التي كانت في ذلك الوقت تخضع لعملية تصفية (تم الانتهاء منها بشكل نهائي عام 1994). وبعد عودته من ألمانيا، خدم في منطقة موسكو العسكرية.
عام 1995، بدأ الخدمة في قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي قائد فصيل، إلى أن تخرج عام 2007 من الأكاديمية العسكرية للإشعاع والدفاع الكيميائي والبيولوجي، وبحلول عام 2009 رقي إلى رتبة قائد وحدة عسكرية.
في عام 2009 نقل إلى إدارة رئاسة قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي.
وفي عام 2016، رقي كيريلوف إلى رتبة لواء، قبل أن يعين قائدا لقوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي عام 2017، ثم يرقى إلى رتبة فريق.
وقوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي هي قوات خاصة مصممة لحماية المدنيين والعسكريين من التلوث الإشعاعي أو الكيميائي أو البيولوجي، والتحذير من عواقب استخدام أسلحة الدمار الشامل وغيرها من التهديدات المماثلة، وهي جزء من القوات البرية، ومن بين أبرز مهامها:
إعلان تقييم الوضع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي، وكذلك حجم وعواقب تدمير الأجسام الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الخطرة. حماية التشكيلات والوحدات العسكرية من آثار أسلحة الدمار الشامل. تصفية عواقب الحوادث في المنشآت الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الخطرة. إلحاق خسائر بالعدو باستخدام المواد الحارقة وقاذفات اللهب (جهاز ميكانيكي حارق يستخدم لقذف سيل طويل من اللهب قابل للتوجيه). وهي قوات ذات مهام مزدوجة، تشارك في حل المهام العسكرية والمشاركة في القضاء على نتائج الحوادث والكوارث في وقت السلم.شاركت هذه القوات (كانت تسمى القوات الكيميائية) في تصفية آثار الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية عام 1986، وكذلك في مكافحة انتشار فيروس كورونا، وعلى وجه الخصوص في تطهير المراكز الطبية.
اتهامات لأميركا وأوكرانيامنذ ربيع عام 2022، بات كيريلوف يعرف بتصريحاته المثيرة للجدل، التي اتهم فيها الولايات المتحدة بتطوير برامج عسكرية بيولوجية على أراضي أوكرانيا.
وقال كيريلوف أيضا إن الولايات المتحدة تقف وراء تفشي تجارب إنفلونزا الطيور والموت الجماعي للطيور في مدينة خيرسون الأوكرانية عام 2021.
وفي مارس/آذار 2022، اتهم كيريلوف الولايات المتحدة وحلفاءها بمحاولة إنشاء "عوامل حيوية قادرة على إصابة مجموعات عرقية مختلفة بشكل انتقائي"، ولا سيما السلافيين.
في يونيو/حزيران من العام نفسه، أعلن كيريلوف أن المختبرات البيولوجية الأوكرانية التي تشرف عليها الولايات المتحدة تصنع الفيروسات التي تنتقل عن طريق بعوض الزاعجة (أخطر أنواع البعوض).
في أغسطس/آب 2022، أعلن كيريلوف، في مؤتمر صحفي، أن روسيا "تدرس إمكانية تورط الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في ظهور فيروس كورونا"، قائلا إن هذه الوكالة الأميركية منذ عام 2009 مولت برنامج "بريديكت" الذي يدرس الأنواع الجديدة من الفيروسات التاجية.
إعلانفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال كيريلوف إن أجهزة المخابرات الأوكرانية "ربما تخطط لارتكاب استفزازات باستخدام أسلحة بيولوجية تحت حجج زائفة".
في يناير/كانون الثاني 2024، صرّح كيريلوف بأن رئيسة وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابقة جينا هاسبل ووزير الصحة الأميركي أليكس عازار عرقلا التحقيق حول فيروس كورونا، كما تلاعبا بالرأي العام لمصلحة شركات الأدوية.
في أغسطس/آب 2024، قال إن "واشنطن حريصة على الحصول على المواد الحيوية من مواطني روسيا وأوكرانيا ودول ما بعد الاتحاد السوفياتي الأخرى".
وأضاف كيريلوف أن أوكرانيا صدرت ما يصل إلى 16 ألف عينة حيوية إلى مختبرات الأبحاث الغربية، واستخدمت هذه العينات لاحقا "في الأبحاث البيولوجية العسكرية، التي تدرس العوامل البيولوجية الأكثر خطورة على سكان منطقة معينة".
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، اتهم كيريلوف القوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الكيميائية الغربية "تحت ستار قذائف الدخان" في مدينة سودجا بمنطقة كورسك، وقال إن أكثر من 20 جنديا روسيا أصيب بسبب "دخول كمية كبيرة من الهباء الجوي المحتوي على مادة الكلور إلى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي، إضافة إلى مواد سامة ذات تأثير خانق".
الاغتياللقي كيريلوف مصرعه في موسكو صباح يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، إثر انفجار دراجة نارية مفخخة كانت مركونة قرب بوابة البناية التي يقيم فيها، ووقع الانفجار أثناء مغادرته المدخل برفقة مساعده.
وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد فقط من اتهام الأمن الأوكراني له بـ"إعطاء أوامر باستخدام الأسلحة الكيميائية" ضد القوات المسلحة الأوكرانية.
وأعلنت هيئة التحقيق الروسية يوم 18 ديسمبر/كانون الأول عن توقيف مواطن أوزبكي في موسكو للاشتباه بتورطه في اغتيال كيريلوف.
وقالت هيئة التحقيق الروسية إن المشتبه به اعترف أثناء الاستجواب بأن الاستخبارات الأوكرانية جندته لتنفيذ العملية، وإنه تسلم العبوة الناسفة من الأجهزة الأوكرانية ووضعها على دراجة كهربائية متوقفة بالقرب من مكان إقامة كيريلوف.
إعلان