قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، والذي تولى المنصب خلفا للسيناتور بوب مينينديز، والذي استقال بعد فضحية رشاوى من النظام المصري، بعث برسالة مهمة إلى القاهرة بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، حيث سيوقف مساعدات عسكرية وافقت عليها إدارة بايدن قبل أسابيع.

وتعتبر الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النظام في مصر حاول إفساد العملية التشريعية في أمريكا، مشيرة إلى أنه "من المهين لدافعي الضرائب الأمريكيين أن يكتشفوا أن مصر، التي كوفئت منذ عام 1978 بأكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية و30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية، تحاول تخريب جانب رئيسي من الديمقراطية الأمريكية برشاوى تافهة".

اقرأ أيضاً

خليفة مينينديز يشير لتحولات سياسية أمريكية محتملة بشأن مصر وتركيا.. ماذا سيفعل؟

على السيسي أن يسمع

وأعلن السيناتور بن كاردين أنه سيمنع 235 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأجنبية التي وافقت عليها إدارة بايدن قبل أسابيع، وأنه سيسعى إلى حظر المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة المستقبلية إذا لم تتخذ مصر "خطوات ملموسة وهادفة ومستدامة" لتحسين الوضع الإنساني.

وتضيف الصحيفة: "سيتعين الآن على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يستمع، بعد أن أفلت، ولفترة طويلة، من المساءلة عن تحويل مصر إلى زنزانة، واحتجاز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين وقمع حرية التعبير والتعبير بلا هوادة".

ويلفت التقرير إلى سجن السلطات المصرية للمعارض والناشر السابق، هشام قاسم، والذي انتقد الحكم العسكري لمصر في وقت تمر به البلاد بأزمة عميقة، حيث تم اتهامه بالتشهير والقذف ضد وزير سابق في الحكومة، والاعتداء اللفظي على ضباط في مركز الشرطة.

وتمضي "واشنطن بوست" بالقول إن هذه القضية ليست سوى جزءا صغيرا من الهجوم الواسع الذي دام عقدًا من الزمن على المجتمع المدني في مصر، والذي يتضمن استخدام الحبس الاحتياطي لاحتجاز المتظاهرين والصحفيين والمعارضين لفترات طويلة دون توجيه اتهامات رسمية على الإطلاق.

اقرأ أيضاً

ذا هيل: المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بمهب الريح بعد فضيحة مينينديز

انتهاكات الحقوق بالتناوب

وتتابع الصحيفة: "يرأس السيد السيسي نظامًا متناوبًا لانتهاكات الحقوق، حيث يطلق سراح بعض المسجونين ثم يعتقل المزيد, كما حاول تبييض القمع المستمر من خلال الإعلان عن (الحوار الوطني) مع المعارضة، والذي يقول الناشطون إنه استبعد أي نقاش حول حقوق الإنسان".

وبموجب القانون، فإن 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية الخارجية الأمريكية لمصر مشروطة بتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان. وتشمل المعايير: حماية "حريات التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي"؛ والسماح لوسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان "بالعمل دون تدخل"؛ و"الإفراج عن السجناء السياسيين وتوفير الإجراءات القانونية الواجبة للمحتجزين".

وقالت إدارة بايدن في 14 سبتمبر/أيلول إنها ستصدر تنازلاً يتعلق بالأمن القومي يسمح لمصر بتلقي 235 مليون دولار من المساعدات المشروطة، مع حجب 85 مليون دولار فقط. إن إعلان السيد كاردين يوم السبت، والبيان الموازي الذي أدلى به جريجوري ميكس (نيويورك)، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، يمنع فعليًا مبلغ 320 مليون دولار. وبشكل عام، تتلقى مصر 1.3 مليار دولار سنويًا من الولايات المتحدة، وهي واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الأمريكية.

اقرأ أيضاً

القضية الأكثر حساسية.. مصر تطلب من مينينديز معلومات عن موظفي سفارة واشنطن بالقاهرة

فضيحة مينينديز

وتشير الصحيف إلى أن تهديدات الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين تأتي بعد تورط النظام المصري  في مخطط فساد سياسي بالولايات المتحدة، حيث تشير وثائق  الاتهام إلى أن مصر طلبت مساعدة السيناتور بوب مينينديز مقابل رشاوى مثل "مئات الآلاف من الدولارات على شكل شيكات ونقود وذهب".

وفي المقابل، وبحسب لائحة الاتهام، وافق مينينديز على استخدام نفوذه للضغط من أجل الحصول على مساعدات عسكرية لمصر من الولايات المتحدة.

ويُزعم أن السيناتور نقل إلى الحكومة المصرية معلومات "حساسة للغاية" حول تشكيل السفارة الأمريكية في القاهرة؛ وقدم للقاهرة معلومات حول قرارات مبيعات الأسلحة الأمريكية؛ وحرر سرا "رسالة نيابة عن مصر تسعى إلى إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الآخرين بالإفراج عن 300 مليون دولار من المساعدات المقدمة للبلاد".

اقرأ أيضاً

رشاوي مينينديز.. دعوات متصاعدة بواشنطن لاستقالته وحجب المساعدات العسكرية لمصر  

تخريب الديمقراطية الأمريكية

وتعتبر "واشنطن بوست" أن ما فعلته القاهرة كان محاولة لإفساد العملية التشريعية الأمريكية، وأنه من المهين لدافعي الضرائب الأمريكيين أن يكتشفوا أن مصر، التي كوفئت منذ عام 1978 بأكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية و30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية، تحاول تخريب جانب رئيسي من الديمقراطية الأمريكية برشاوى تافهة.

ومضت بالقول: "تتطلب هذه الأحداث أن تقوم مصر بمحاسبة المسؤولين الذين يحتمل أن يكونوا متورطين في الصفقات القذرة المزعومة وتقديم محاسبة عامة شاملة للولايات المتحدة، لكن هذا وحده لن يكون كافيا لتبرير تحرير الأموال التي جمدها كاردين.. لقد انتهك قادة مصر لفترة طويلة حقوق الإنسان لشعبهم، وأرهبوا معارضتهم، واعتدوا على وسائل الإعلام المستقلة".

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات المصرية الأمريكية عبدالفتاح السيسي الكونجرس بوب مينينديز دولار من المساعدات العسکریة ملیون دولار من المساعدات ملیار دولار من المساعدات حقوق الإنسان واشنطن بوست اقرأ أیضا أن مصر

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يدعو إلى التحقق من المساعدات العسكرية لأوكرانيا

دعا وزير تحسين كفاءة الحكومة الأمريكية إيلون ماسك اليوم السبت، الى التحقق لزاماً من تخصيص المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عقب مشادة ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض.

وقال ماسك عبر حسابه على منصة "إكس": "حان الوقت لمعرفة ما الذي حدث بالفعل لمئات المليارات من الدولارات التي تم تحويلها إلى أوكرانيا".

وتعقيبا على منشور لأحد مستخدمي المنصة الذي اقترح أن تقوم DOGE بمراجعة المساعدات التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا، قال ماسك: "سيكون ذلك مثيرا للاهتمام".

وفي وقت سابق، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن القيادة الأوكرانية لا تستطيع تقديم تقرير عن نصف المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة، وقال إن فلاديمير زيلينسكي "ذكر أنه لا يعرف أين اختفى نصف الأموال".

وغادر رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض بعد الخلاف الذي تم بثه على الهواء، وتم إلغاء حفل التوقيع والمؤتمر الصحفي المخطط له. وقال مسؤولون أمريكيون إن اتفاق المعادن -الذي اعتبره ترامب خطوة ضرورية لسداد الدعم الأمريكي في سعيه للتوسط في اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- لم يتم التوقيع عليه قبل مغادرة زيلينسكي.

وعقب انتهاء الاجتماع بين الرئيسين، كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "تأكدت أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك فيه، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات"، حسب رأيه.

البيت الأبيض يهاجم زيلينسكي بعد شجاره مع ترامب: أساليبه وقحةبعد المشادة العنيفة.. زيلينسكي يرفض الاعتذار لـ ترامبزيلينسكي يعلق على إمكانية إنقاذ العلاقات بين أمريكا وأوكرانيابعد مشاجرة ترامب.. زعيم حزب ألماني يؤكد دعمه لـ زيلينسكيميدفيديف: زيلينسكي حصل على "صفعة مناسبة" في واشنطنبعد مشاجرة البيت الأبيض .. ترامب يكشف شرطه للقاء زيلينسكي مجدداوزير الخزانة: زيلينسكى أفسد الاجتماع مع ترامب ولم يحترم الشعب الأمريكى

وأضاف ترامب: "أنا لا أريد ميزة، أنا أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأمريكية في المكتب البيضاوي المقدس بالنسبة لها. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام"، على حد تعبيره.

ردود فعل غاضبة

وأثارت تصريحات زيلينسكي ردود فعل غاضبة من ترامب ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، اللذين أشارا إلى أن انتقاداته -التي ألقاها في المكتب البيضاوي- كانت تفتقر للاحترام، وأن وجهة نظره المطلقة تجاه موسكو تعيق المفاوضات التي يمكن أن تنهي الحرب الدموية التي استمرت ثلاث سنوات.

وقال ترامب مخاطبًا زيلينسكي: "سيكون من الصعب للغاية التوصل لصفقة بهذه الطريقة.. عليك أن تكون ممتنًا بشكل أكبر". وأضاف أنه غير متأكد من قدرة زيلينسكي على التوصل إلى اتفاق. وقال أيضاً "إما أن تبرموا اتفاقاً، أو سنترككم وحدكم".

ومن جهته، قال نائب ترامب لزيلينسكي: ليس من الاحترام أن تأتي إلى واشنطن وتهاجم إدارتنا.

وقال زيلينسكي إن "بوتين لن يتوقف أبدًا، وسيذهب إلى أبعد من ذلك"، مضيفًا أن الزعيم الروسي "يكره الأوكرانيين" ويريد تدمير البلاد. وأضاف عن الصفقة: "يمكننا أن نمضي قدمًا بها، لكن هذا ليس كافياً".

مقالات مشابهة

  • بعد مشادة ترامب وزيلينسكي.. هل توقف أمريكا المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • إيلون ماسك يدعو إلى التحقق من المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • ‏سيناتور أمريكي يلزم الموظفين تغيير اسم الضفة الغربية إلى يهودا والسامرة
  • "يونيسيف" تتجه لتقليص برامج التغذية في لبنان بعد خفض المساعدات الأمريكية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة اليونيسيف لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم بقيمة 200 مليون دولار أمريكي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع مذكرة مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم صندوق العيش والمعيشة التابع للبنك الإسلامي للتنمية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة الصحة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم بقيمة 300 مليون دولار أمريكي
  • واشنطن بوست: وزراء دفاع أمريكيون سابقون يطالبون الكونجرس بالتحقيق في إقالة قيادات الجيش
  • بسعر 2220.. البنك المركزي يعلن بيع 12 مليون ونصف المليون دولار أمريكي
  • المركزي الإسرائيلي يوصي بتخصيص 841 مليون دولار لمساعدات الحرب