سجون الاحتلال - صفا

بدأ الأسرى الإداريون في كافة سجون الاحتلال يوم الأربعاء، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام ليوم واحد، دعمًا وإسنادًا للأسير المضرب عن الطعام منذ 63 يومًا كايد الفسفوس.

واعتبرت وزارة الأسرى والمحررين، الإضراب خطوة تحذيرية لإدارة السجون للاستجابة لمطالب الأسير الفسفوس.

وأكدت في بيان وصل وكالة "صفا"، أن هذه الخطوة سيتبعها خطوات أخرى في قادم الأيام، "في حال استمرار تعنت إدارة السجون في تحديد سقف زمني لاعتقاله الإداري".

وأمس أعلنت اللجنة الوطنية العليا للحركة الأسيرة، عن بدء خطوات نضالية مساندة للأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام لليوم الـ 63 على التوالي.

وأكدت أن الحركة الأسيرة بكافة أطيافها وفي كل السجون لن تقف مكتوفة الأيدي، "ولن تسمح بتكرار ما حصل مع الشهيد خضر عدنان بأي حال من الأحوال".

وحذرت الاحتلال ومخابراته من المساس بحياة الأسير كايد الفسفوس، وحملتهم المسؤولية الكاملة عن سلامته.

والفسفوس (34 عامًا) من مدينة دورا جنوب الخليل، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 63 يومًا، رفضًا لجريمة اعتقاله الإداريّ، وسط مخاوف كبيرة على حياته.

وترفض سلطات الاحتلال حتّى اليوم الاستجابة لمطلب الفسفوس، والمتمثل بإنهاء اعتقاله الإداريّ التعسفيّ.

ونفذت أجهزة الاحتلال بما فيها إدارة السّجون، والمحاكم العسكرية منذ شروع الفسفوس بالإضراب، إجراءات تنكيلية ممنهجة بحقه سواء بعزله في ظروف قاسية وصعبة في زنازين سجن "النقب"، والتنكيل به عبر عمليات التفتيش المتكررة لزنزانته وتهديده، ثم نقله لزنازين سجن "عسقلان"، ولاحقًا لـ "عيادة سجن الرملة".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: اعتقال أسير إضراب الفسفوس عن الطعام

إقرأ أيضاً:

سميح عليوي.. قاوم الاحتلال 4 عقود وارتقى شهيدا في سجونه

نابلس - خاص صفا

قبل نحو 4 عقود من الزمن، انخرط الشاب سميح عليوي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع انطلاقة الانتفاضة الأولى، لتبدأ مبكرا رحلته مع الاعتقالات التي اختتمها شهيدا في سجون الاحتلال؛ حبيس القيد والإهمال الطبي.

وأعلن صباح الجمعة الماضي عن استشهاد القيادي بحركة "حماس" الأسير سميح عليوي (61 عاماً)، بعد معاناته مع مرض السرطان وما لقيه من إهمال طبي في سجون الاحتلال.

وقبل استشهاده بأسبوع، تدهورت الحالة الصحية للأسير عليوي الذي كان يقبع في سجن النقب، ونقل إلى المستشفى فاقداً الوعي.

ومن خلال أحد الأسرى المفرج عنهم حديثا، علمت عائلة عليوي بوضعه الصحي، إذ سلمهم الأسير المحرر بنطالاً وقميصاً يخصان الأسير عليوي، في إشارة منه أنه يشعر بدنوّ أجله، بعد أن انتشر السرطان في جسده وماطلت إدارة السجون في علاجه.

وأكد الأسير المحرر أن إدارة السجون لم تسمح بنقله إلى المستشفى إلا قبل فترة وجيزة، وقد فقد أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه، رغم أنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله الأخير في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان وزنه يزيد عن 110 كيلوغرامات.

وكان عليوي قد خضع لعمليات جراحية عدة، منها قص جزء من أمعائه بعدما أصيب بورم حميد، وكان من المفترض أن يجري عملية جراحية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2023 لكن علاجه توقف بعد اعتقاله ما فاقم وضعه الصحي، وصار لا يستطيع تناول الطعام ولو قطعة صغيرة منه.

وقبل استشهاده، أكد عليوي لمحاميه أنه تعرّض للتنكيل واعتداءات متكررة، خاصة أثناء نقله للعيادة التي كان يخرج منها مقيدا، وأنه لم يحصل على أي علاج منذ اعتقاله، ولم يعد يستطيع تناول الطعام، رغم تدخل مؤسسات حقوقية مختصة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له.

ويقول معتصم، نجل الشهيد سميح عليوي، "الحمد لله على كل حال، هذه الشهادة هي ما كان يسعى لها أبي، فمن سار في هذا الدرب لا بد وأن ينالها".

سيرة قائد مقاوم

كان الشهيد عليوي عصامياً، فقد توفي والده في صغره، فنشأ وكبر تحت رعاية والدته التي ربته وعلمته ودعمته حتى صار تاجر ذهب كبيرا.

ومع انطلاقة حركة "حماس" عام 1987، كان عليوي من أوائل الملتحقين بها، فقد عُرف بتدينه وارتياده المساجد منذ صغره، وتزامن ذلك مع اندلاع الانتفاضة الأولى، فنشط في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واشتهر بجرأته وإقدامه، ما جعله هدفاً للملاحقة والاعتقالات.

ومنذ أن خاض معركة الدفاع عن أرضه وشعبه، غيبته السجون سنوات طويلة عن أهله وعائلته، وخسر الكثير من أمواله وممتلكاته، فاعتقل وخضع للتحقيق مرات عدة، وتنقل في سجون الاحتلال وهو ثابت على مبادئه، وشارك إخوانه الوقوف في وجه الاحتلال حتى من داخل السجون.

وبدأت رحلة عليوي مع الاعتقال عام 1988، والتي استنزفت من عمره ما أكثر من 10 أعوام على فترات متفرقة، يضاف إليها قرابة 4 أعوام أمضاها في سجون السلطة الفلسطينية.

كان عليوي خلال اعتقالاته يعتبر نفسه خادما لإخوانه الأسرى دون تكبّر أو تمنن، كما يؤكد من رافقه في أسره.

ويقول الأسير المحرر فؤاد الخفش، إن عليوي كان خادما لإخوانه بشكل كبير، وكان يجد نفسه بخدمة إخوانه لا يتكبر عن فعل كل شيء أو أي شيء.

ويضيف: "كان يمضي ساعات طوال يحضر الطعام وحده لإخوانه، وجبة الإفطار والوجبة الرئيسية دون تعب أو كلل أو ملل، مع كل ذلك لا ينتظر شكر أي أسير، بل يعتبر ذلك واجباً.. يحضر الطعام وهو يرسل النكات والابتسامات والتعليقات التي تخفف عن الأسرى وتدخل السرور عليهم".

في خدمة الشيخ أحمد ياسين

كانت حركة "حماس" تخصص أسيرين في كل فترة لخدمة مؤسسها الشيخ القعيد أحمد ياسين، خلال اعتقاله في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه عام 1997، فوقع الاختيار في إحدى المرات على الشهيد عليوي، الذي أمضى عاماً كاملاً في الغرفة ذاتها.

وفي لقاء صحافي سابق للشهيد عليوي تم تداوله بشكل واسع عقب استشهاده، وصف تلك الفترة بأنها "أجمل أيام حياته"، حيث تعلم من الشهيد ياسين الصبر والحكمة والتواضع.

وقال عليوي في اللقاء الصحفي: "تشرفت بأن أعيش مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين، كنت أعد له الطعام الشهي ويحدثني بأجمل الكلام ويخفف عني بدلاً من أن أخفف عنه". 

وأضاف: "كنا نشعر أننا نحن بحاجة الشيخ، وليس هو من يحتاج لنا.. كنا بحاجة لعلمه وهو لا يحتاج لنا إلا في تناول الطعام والشراب".

وأشار إلى أنه تعلم من الشيخ ياسين أن الإنسان ليس له عذر للقعود حتى لو كانت لديه إعاقة، فعليه أن يعمل، وأن الإنسان يستطيع أن يقدم لأمته حتى لو بالكلمة، وهذا ما كان عليه الشيخ الشهيد أحمد ياسين.

حكاية جيل فلسطيني قديم

ويقول أحد من عملوا بجانب الشهيد عليوي، إنه "حكاية من فلسطين لجيل قديم تربى على الصدق والعمل دون مقابل".

ويستفيض في ذكر مناقب الشهيد عليوي، مبينا أنه "تقي، ورع، يقوم الليل، وكثير الذكر لله، لا ينسى الشهداء ويتحدث عنهم، يحب أهل بيته ويتحدث عن أولاده وعن صفاتهم".

ويضيف أن عليوي كان يدفع من جيبه لدعم العمل الدعوي والتنظيمي، ودفع ثمن ذلك باهظاً، فقد لاحقه الاحتلال في عمله ولقمة عيشه، وأغلق متجر الذهب الذي يملكه، وصادر كل محتوياته، ما كبّده خسائر فادحة أعادته لنقطة الصفر، لكنه قابل ذلك راضيا محتسبا.

وأشار إلى معاناته من تضييق الأجهزة الأمنية الفلسطينية عليه، والتي اعتقلته عدة مرات، وصادرت مركبته وأمواله، وأغلقت محل الذهب الذي يملكه، وكان ذلك أول مرة عام 2008 ثم في 2012.

مقالات مشابهة

  • "الخارجية الفلسطينية": قرار إسرائيل بإلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على الإرهاب
  • بيان عاجل لـ فلسطين بعد إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين
  • إسرائيل توقف أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين
  • الاحتلال يجدد "الإداري" للقيادي في حماس عدنان الحصري
  • الاحتلال يجدد الاعتقال الإداري للقيادي في حماس عدنان الحصري
  • الاحتلال ينهي استخدام الاعتقال الإداري بحق مستوطنين في الضفة
  • قرار إسرائيلي بوقف الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية
  • هيئة الأسرى الفلسطينية: المعتقلون يواجهون البرد القارس في سجون العدو الصهيوني
  • سميح عليوي.. قاوم الاحتلال 4 عقود وارتقى شهيدا في سجونه
  • الهيئة: المعتقلون يواجهون البرد القارس بسجون الاحتلال