وسط إهمال حكومي.. صيادون ينقذون السلاحف من الانقراض في اليمن
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
في ظل غياب السلطات الرسمية، تحرّك صيادون بسطاء للقيام بحماية السلاحف البحرية العملاقة في محافظة المهرة اليمنية من بشر يأكلون لحومها وبيضها، وكلاب تلاحق صغارها، ومهربين ينتقون أنواعاً منها لبيعها بثمن بخس خارج البلاد.
ومن هؤلاء حفيظ كلشات الذي أخذ على عاتقه مهمة حماية السلاحف المهددة بالانقراض، ويقول إن السبب وراء عمله التطوعي في حماية السلاحف في أثناء خروجها من البحر إلى الساحل لوضع بيضها هو أنها «غير قادرة على الدفاع عن نفسها».
وقال الصياد، الذي بات يُعرف في منطقته بالمراقب البيئي المتطوع، والذي يتصدى لهذه المهمة منذ عام 2012، في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» إن «السلاحف البحرية بمجرد قلبها على قوقعتها تبات كما هي حتى تنقر الطيور عيونها وتقتلها حرارة الشمس».
ويتجول كلشات، الذي يمتهن الصيد منذ الصغر، بقاربه الخشبي الصغير في البحر والشواطئ القريبة من منزله في منطقة محيفيف في جنوب غربي مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، ويراقب أماكن وجود السلاحف على ساحل المنطقة الذي يمتد لمسافة 18 كيلومتراً منذ خروجها من البحر بعد غروب الشمس حتى عودتها إليه مع الشروق.
ويشير إلى أنه يحمي السلاحف من البشر الذين يقبلون على ذبحها وأكل لحومها، والصيادين الذين يبيعونها، والكلاب التي تتسابق على أكل السلاحف الصغيرة، كما يعمل على حمايتها من الشباك أو أي أشياء تعرقل مسيرتها من مخلّفات الإنسان على الشاطئ.
ويقول كلشات إن الوقت المناسب لخروج السلاحف نحو البر يأتي مع حلول الظلام، حيث تزحف ببطء لمسافات قصيرة على رمال الشاطئ الرخوة، وتعمل على إحداث حفر متفاوتة الأعماق في مناطق على الساحل تختارها بعناية لوضع بيضها التي تصل إلى نحو 200 بيضة، ثم دفنها والعودة إلى البحر، مشيرا إلى أن السلاحف تضع بيضها مرتين كل عام.
والسلاحف الخضراء هي النوع الأكثر شيوعاً على شواطئ المهرة، لكن توجد أنواع أخرى بكميات أقل، ومنها السلاحف ضخمة الرأس، ومنقار الصقر والزيتونية. وتضع السلاحف بيضها على شواطئ المهرة في الفترة التي تمتد من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول).
وأكبر سلحفاة خضراء عُثر عليها في العالم بلغ طولها 152 سنتيمترا ووزنها 395 كيلوغراما، ولكن أوزان هذا النوع من السلاحف تتراوح في المعتاد بين 110 و190 كيلوغراما وطولها بين 83 و114 سنتيمترا.
ويعمل كلشات على حماية السلاحف في مناطق تشهد زحفاً عمرانياً من قبل مستثمرين، وقال إنه لا يتلقى دعماً ولا مساندة من أي جهة.
ودعا الصياد اليمني السلطات المعنية بحماية البيئة في المهرة إلى إعلان ساحل السلاحف محمية طبيعية، وتوفير حراسة دائمة له من اعتداءات البشر.
يعد مستشار محافظ المهرة للشؤون البيئية، استيطان السلاحف لسواحل المهرة مهما «لأن السلاحف ثروة بيئية تحافظ على التوازن البيئي، كما تحافظ على نقاوة البحر، وتتغذى على العوالق المائية، كما أن محمياتها تمثل مناطق سياحة متميزة، وهي أيضاً تمثل مخزوناً غذائياً احتياطياً لاستخدامه في أثناء الأزمات الكبيرة».
وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إنه في ظل التجاهل الحكومي لحماية السلاحف، نشأت ثقافة لدى كثير من الشباب، على غرار كلشات، الذين يعملون بشكل تطوعي لحماية السلاحف في المناطق القريبة منهم دون الحصول على أي دعم أو مساعدة من قبل السلطات.
وتستوطن السلاحف سواحل المهرة منذ سنوات طويلة، وتهاجر إلى مختلف المناطق في البحر طيلة العام، ثم تعود إلى المهرة للتعشيش ووضع بيضها، لما توفره سواحل المنطقة من رمال رطبة تساعد السلاحف على الحفر ودفن البيض.
على شفا الانقراض
من جانبها، قالت إيمان باعمر، مديرة مكتب وزارة المياه والبيئة بمحافظة المهرة، في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» إن الاحتباس الحراري يؤثر على البيئة البرية والبحرية بشكل متزايد، مما زاد من أهمية حماية البيئة في المحافظة التي تعاني إهمالا وتدميرا بشريا.
وحذرت إيمان من أن السلاحف على شفا الانقراض بفعل الصيد الجائر وغياب الدعم والتمويل الحكومي لتوفير حماية دائمة للمحميات الخاصة بالسلاحف.
ووفقاً للمسؤولة الحكومية، أدت أعمال بناء متنزهات في محمية السلاحف بمنطقة الدمر إلى تدمير مناطق تعشيش السلاحف.
ووصفت الجهود التطوعية التي يبذلها شباب من أمثال كلشات بأنها بسيطة وحلول لا تفي بالغرض.
وأشارت إيمان إلى أن الزحف العمراني في المهرة، التي تشهد اتساعاً حضرياً يوماً بعد يوم، جاء على حساب البيئة البحرية ويهدد بقاءها، خاصة في محمية السلاحف ومحمية حوف.
وترى المسؤولة الحكومية أن يدها مغلولة، قائلة إن دور مكتب المياه والبيئة في المهرة هو دور إشرافي فقط.
وأضافت «مكاتب الهيئة العامة لحماية البيئة نزعت دور مكاتب وزارة المياه والبيئة، لكنها لا تقوم بواجبها في حماية البيئة، خصوصاً في المهرة».
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: حمایة البیئة فی المهرة
إقرأ أيضاً:
إشادة عمانية ببطولات مغاوير اليمن وتأييد صيني رسمي
الوحدة نيوز:
أشاد مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي، ببطولات مغاوير اليمن ضد قوى الاستكبار العالمي، تزامناً مع تأكيد القوات المسلحة، استمرار العمليات العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني حتى إيقاف الحرب على غزة ولبنان.
وقال الشيخ الخليلي في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، “لله در مغاوير اليمن الأبطال الذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة تفت الصخر الصلاد، وتهد الشم الرواسي؛ فقد لقنوا الصهيونية ومن وراءها دروسًا لن ينسوها”.
وأضاف: “حزب الله وجنوده الأبطال يصبّون الويل على العدو الصهيوني، وكذلك يلقى العدو من غزة العزة وشباب الضفة الغربية المحتلة من الموت الزؤام”.
يأتي ذلك، فيما قالت وزارة الخارجية الصينية إن أزمة البحر الأحمر، امتداد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، داعيةً الأطراف إلى أن تحترم بشكل فعال سيادة وسلامة أراضي الدول المطلة على البحر الأحمر بما في ذلك اليمن.
وكانت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، أكدت أن الهجمات اليمنية أظهرت نقاط الضعف الخطيرة التي تعيب أسطول البحرية الأمريكية السطحي في البحر الأحمر.
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تقر بأن ما حققته القوات المسلحة اليمنية أمر غير مسبوق.