إيران.. شرطة الأخلاق تواجه اتهامات جديدة بالاعتداء على فتاة وإدخالها في غيبوبة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أفاد ناشطون وجماعات لحقوق الإنسان، بأن "شرطة الأخلاق" في إيران اعتدت بالضرب على فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، وسط روايات متناقضة، في أحداث شبيهة بتلك التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، العام الماضي.
ووفقا لجماعة "هينغاو"، وهي منظمة حقوقية إيرانية تعمل من المنفى، فإن الفتاة، أرميتا غاراواند، تعرضت "لاعتداء جسدي شديد من قبل شرطة الأخلاق، لعدم امتثالها لقواعد اللباس" الصارمة في البلاد.
ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية، وموقع "أيه بي سي نيوز" الأميركي، عن صحفيين ومراقبين لحقوق الإنسان، أن "الطالبة غاراواند دخلت المستشفى في طهران بعد اعتداء مزعوم، الأحد، من ضباط شرطة في محطة مترو جنوب شرق العاصمة".
وذكرت منظمة "هينغاو" لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن غاراواند "دخلت الآن في غيبوبة".
My heart is broken. Right on the first anniversary of the murder of #MahsaAmini in the hand of morality police, this horrifying images, emerging of #ArmitaGaravand, the 16 year old girl who is in a coma in Iran after a reported confrontation with the morality police in Tehran.… pic.twitter.com/P14YmA15ZC
— Masih Alinejad ????️ (@AlinejadMasih) October 3, 2023ونقلت الناشطة الإيرانية الأميركية، مسيح علي نجاد، القصة، ونشرت "صورا مؤلمة" للفتاة المراهقة في المستشفى. وقالت نجاد في منصة "إكس"، إن "الخبر أثار غضبا كبيرا بين الإيرانيين".
وأضافت: "لا تزال ذكرى القتل الوحشي لمهسا أميني على يد شرطة الأخلاق مؤلمة. نحن النساء الإيرانيات سئمنا ليس فقط من شرطة الأخلاق، بل من النظام بأكمله، لأنه طالما أن هذا الفصل العنصري بين الجنسين في السلطة، فسيتم اعتقال النساء أو مضايقتهن أو إصابتهن أو قتلهن كل يوم".
وبدأت أخبار دخول غاراواند إلى المستشفى في الانتشار، الأحد، عندما كتب الصحفي الإيراني المقيم في لندن، فرزاد سيفيكاران، على منصة "إكس"، أن "الشرطة أوقفت الفتاة وصديقاتها بزعم عدم ارتدائها الحجاب".
وزعم سيفيكاران أن الشرطة "اعتدت على الفتاة مما أدى لسقوطها فاقدة للوعي".
وتظهر لقطات كاميرات المراقبة نشرتها وسائل إعلام تديرها الدولة، والتي يبدو أنها محررة، مجموعة من الفتيات المراهقات يصعدن إلى عربة القطار دون ارتداء الحجاب.
ثم يتم إخراج إحدى الفتيات من القطار ويبدو أنها فاقدة للوعي. وبعد قطع في اللقطات، يصل أول المستجيبين للطوارئ ويأخذون الفتاة الفاقدة للوعي بعيدا.
في المقابل، نفت السلطات الرسمية وقوع أي مواجهة مع رجال الشرطة، زاعمين أن الفتاة فقدت وعيها "بسبب انخفاض في ضغط الدم" وسقطت على الأرض.
والإثنين، ذكرت صحفية "شرق ديلي" الإيرانية أن الصحفية، مريم لطفي، اعتُقلت من قبل حراس الأمن بعد أن ذهبت إلى المستشفى الذي تعالج غاراواند.
وأفادت الصحيفة ذاتها خلال وقت لاحق، أنه تم إطلاق سراح لطفي في تلك الليلة. وذكرت وسائل الإعلام أن هناك إجراءات أمنية مشددة في المستشفى لمنع الوصول للفتاة.
ويأتي هذا الحادث بعد مرور أكثر من عام على وفاة الشابة الإيرانية المنحدرة من أصول كردية، أميني، التي بلغت من العمر 22 عاما، بعد أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" في طهران.
واتهم ذوو الشابة أميني شرطة الأخلاق بضربها على رأسها لعدم ارتدائها الحجاب، مما أدخلها في غيبوبة قبل وفاتها في أحد مستشفيات طهران.
وأثارت وفاة أميني في سبتمبر 2022 احتجاجات شعبية دامية في جميع أنحاء إيران على مدى أشهر، قبل انخفاض وتيرتها مؤخرا.
وتم اعتقال عشرات الآلاف، وقُتل أكثر من 500 شخص في الاحتجاجات، حسبما ذكرت جماعة إيران لحقوق الإنسان في أبريل الماضي. كما اندلعت الاحتجاجات ضد حكم رجال الدين في باريس وإسطنبول ومدن أخرى حول العالم.
واعتبارا من 1983، أصبح القانون في إيران يلزم الإيرانيات والأجنبيات بغض النظر عن دينهن، بوضع الحجاب وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة.
لكن العديد من النساء بجميع أنحاء البلاد يواصلن عصيانهن، من خلال عدم ارتداء الحجاب الإلزامي في الأماكن العامة.
والأسبوع الماضي، وافق النواب الإيرانيون على قانون مثير للجدل، يشدد العقوبة بحق النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس في الأماكن العامة، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وجاء مشروع القانون باقتراح من القضاء والحكومة في مايو، من أجل "حماية المجتمع وتعزيز الحياة الأسرية"، في أعقاب احتجاجات شعبية اندلعت بعد وفاة أميني.
ويقترح هذا النص، تشديد العقوبات وخصوصا المالية، ضد "أي امرأة تخلع حجابها في الأماكن العامة أو على الإنترنت".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الأماکن العامة لحقوق الإنسان شرطة الأخلاق قواعد اللباس فی إیران
إقرأ أيضاً:
نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة
في العيد نتحلّى باللّباقة الأخلاقيّة الَّتي نستمدُّها من اللياقة الروحَّية
العباداتُ التي يمارسها المسلم من الصِّيام والحجِّ والزَّكاة، عبارة عن تمارين روحيَّة وأخلاقيَّة، ولتألف النفس أن تحيا بأخلاق صحيحة، بدافع المثوبة والترغيب للطاعات، ملتمساً من التعود عافيةَ الروح وتدعيم التقوى وترويض النفس وسلامة الخلق، كما أنّها روافد للتطهُّر وتزكية النفس لتعلي معاني الصِّلة مع الله وبالخلق.
نحن في أيَّام العيد، وقد امتلأت نفوسنا وقلوبنا - بعد نفحات رمضان- بمحبّة الطاعات والإقبال على العبادات، لكن كيف بالإمكان المحافظة على لياقتنا الروحيَّة والأخلاقيّة؟ وهل بعد شهر من تزكية نفوسنا وتطهيرها سيبقى مفعول هذا الأثر سارياً باقياً نستمد منه الوقود لأيَّامنا الباقيَّة؟ ليتَنا جميعاً نحرصُ على أن تكون عباداتُنا مقبولةً كحرصِنا على أدائها في أوقات الصُّوم.
نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة الَّتي تجعل من هذه الهبات والعطاءات الجزيلة، من: رحمة ومغفرة وعتق من النيران، شحذاً للهمم وللعبادة، ولزاماً علينا أن نحوِّل الفيوضات الربَّانيَّة التي استقيناها في تلك الليَّالي الأخيِّرة إلى مواقف صالحة وشعور إيمانيٍّ ممتد، وعمل مستمر ودؤوب إلى الخير، والتَّوجّه نحو سبل التوبة والإنابة والإخبات، واستشعار حلاوتها، تلك هي اللياقة الرُّوحَّية، ترويض النَّفس البشريَّة والوصول بها إلى درجة الكمال والخير بعد رمضان، لتتحرّر أعمالنا من ربقة العادة إلى العبادة الخالصة، لا سيَّما الإخلاص من البواعث الَّتي تسوق المسلم إلى إجادة العمل في كلِّ حياته.
كي نحظى بالليَّاقة الروحيَّة لا بدَّ من الاستمراريَّة بالطَّاعات، وخلق الدافعيَّة لممارسة المناسبات الخيريَّة والمداومة عليها واستغلالها، إذن إنَّها عمليَّةٌ دؤوبة، لأنَّ مجاهدة النَّفس لا تنتهي إلّا بانتهاء الإنسان، وارتباط نماء الأعمال بالمداومة عليها، واستحضار الأجر، لتكوين الخلق الرَّوحيّ والمسلك المستقيم، في الحديث:((أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )).
في العيد نتحلّى باللّباقة الأخلاقيّة الَّتي نستمدُّها من اللياقة الروحَّية، لأنَّ الصَّيام ليس منع الشَّراب والطَّعام، ولكنَّه خطوة إلى حرمان النَّفس من شهواتها ونزواتها، لتصحيح اتجاهات القلب وضبط السُّلوك، عندما يدعو الله عباده إلى خير، أو ينهاهم عن شرٍّ، يجعل الباعث هو الإيمان في القلوب، لهذا فإنَّ تردِّي الأخلاق في المجتمعات مردُّه ضعف الإيمان في النُّفوس، لهذا أخبرنا نبيُّنا أنَّه ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن الخلق. جعل الله الأخلاق الغاية الأولى من بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام، حيث اعتبرت ركناً في الإيمان به، والطريق المبين في دعوته بقوله حين قال: “إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، حيث أفضل الأعمال إلى الله وأحبها "حسن الخلق"، وأثقلها في الميزان، وأقرب مجلساً إلى الرسول صلى الله وعليه وسلم، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم، وغيرها من الفضائل. لهذا رفع الإسلام من قيمة الأخلاق بحيث جعلها من كمال الإيمان، وأن سوء الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان أو فقدانه، وسئل: الرسول عليه الصلاة والسلام “أي المؤمنين أكملُ إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً".
إنَّ الإلمام بأصول التَّعامل مع الله، والتَّعامل الأخلاقيَّ مع الخلق، يحقِّق معانيَّ الكرامة للنَّفس البشريَّة، وذلك بالتَّسامي بالرُّوح والأخلاق للرَّفع من شأن الإنسان وكرامته، إذا أردنا أن نكون خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس.