عربي21:
2025-04-24@15:09:31 GMT

هل يبتز الأردن العرب بالملف السوري؟

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

هذا رقم مذهل جدا، أي الرقم الذي تحدث عنه وزير الداخلية قبل أيام في لقاء تلفزيوني، حين أشار إلى أن الأردن ضبط 24 ألف شخص في قضايا تتعلق بالمخدرات خلال العام الحالي.

معنى كلام الوزير أن رقم 24 ألفا هو للشهور التسعة الأولى، وما زال أمامنا ثلاثة أشهر، أي أن الرقم سوف يرتفع، هذا فوق الحالات التي لم يتم إلقاء القبض عليها، وتورط أعداد أكبر في ملفات المخدرات، لم يتم الوصول إليها بعد، بما يقول إننا أمام كارثة أسوأ من الحروب.



نعم هذه كارثة أسوأ من الحروب لأن ضحايا المخدرات على مستوى الأفراد والعائلات، من حيث الدمار الصحي والاجتماعي والاقتصادي، يفوق أي حرب، ولو زدنا عدد جرحى وقتلى حوادث السير، لاكتشفنا أن لدينا حرباً يسقط ضحاياها كل يوم، دون ضجيج مرتفع، ودون صوت رصاص أو قنابل أو صواريخ، وكأنّ هناك من تسلط على البلاد والعباد بهذه الابتلاءات التي يراد منها إضعاف الأردن، داخليا، وتحويله إلى بلد هش، على مستوى تماسكه الداخلي.

على مدى 378 كيلو مترا هي طول الحدود مع سورية، تتدفق شحنات المخدرات، ولولا الجهود المبذولة لغرقت البلد أكثر في المخدرات، ولولا وجود شبكات عميلة وشريكة في الأردن تنتظر وصول المخدرات لما أرسلت العصابات هذه الشحنات، والوزير ذاته يقول بكل صراحة إن  الأردن يفترض أن كل شاحنة قادمة من سورية تدخل عبر معبر جابر تحمل مخدرات إلى أن يثبت عكس ذلك، مؤكدا إجراء التفتيش الدقيق والمكثف في المعبر دون استثناء أي مركبة.

من الأفضل إغلاق المعابر البرية كليا، وعدم السماح بدخول أي شاحنات، ولتذهب الحركة التجارية إلى الجحيم، والبديل هنا هو الطيران، فقط، خصوصا، أن إبقاء السفر من خلال الطيران، يخفض أخطار تدفق المخدرات، وفيما يخص الحدود البرية فقد بات واضحا أن الأردن عليه أن يدعو اليوم إلى تدخل عربي وشراكة إقليمية في هذا الملف، كون 80 بالمائة من شحنات المخدرات التي يتم ضبطها في الأردن تكون معدّة للتصدير إلى الخارج.

الذي لا يقوله الرسميون في الأردن يتعلق بالمخاوف غير المعلنة من شحنات المخدرات التي قد تتدفق قريباً من العراق، ومصدرها الأصلي هو إيران، وهذه جبهة قد تفتح بواباتها في أي لحظة، بما يعني أن كل حدود الأردن الشمالية والشرقية، باتت مهددة من جانب هذه العصابات التي تدرك أن الأردن بوابة لعدة دول عربية، وبدون المرور من الأردن، لا يمكن الوصول إلى الأهداف النهائية، ونقل المخدرات، والسلاح ربما، وهذا الكلام لا يأتي على محمل المبالغات، أو التهويل، أو تصنيع الأزمات، بقدر كونه يؤشر على المخاطر الكبيرة التي نواجهها هنا.

يختلف كثيرون مع منطوق الوزير الملطف، حين أشار إلى أن الأردن يتحدث باستمرار مع الجانب السوري بخصوص التعاون والتنسيق في مجال مكافحة المخدرات، ويؤكد الوزير أنهم يستجيبون بالقدر الممكن لكن قدرتهم على السيطرة على حدودهم في حدودها الدنيا.

ومصادر المعلومات من داخل مناطق سورية كلها تؤكد أن عمليات الصناعة والتخزين والتهريب، تجري برعاية رسمية من السوريين، والأردن ذاته قدم معلومات حساسة في لقاء رباعي على مستوى عال، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات بحق أسماء محددة، فيما خصوم النظام يعتقدون هنا أن الأردن أمام عملية ثأرية انتقامية بسبب ما تعتبره دمشق الرسمية شراكة أردنية في تثوير الجنوب السوري بدايات الربيع العربي، وأن الأردن عليه اليوم أن يدفع ثمن تدخله، من خلال ملف الأشقاء السوريين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، ومن خلال ملفات تهريب المخدرات والسلاح على طول الحدود البرية بين الأردن وسورية، ومن خلال المعابر البرية.

أسوأ الآراء التي سمعتها في حياتي كان يقول إن الأردن يريد ابتزاز العرب بقصة المخدرات، ويريد استجلاب الدعم المالي، عبر التهديد بترك موجات التهريب لتصل إلى عدة دول عربية، والكلام يعبر هنا عن سفاهة عزّ نظيرها، خصوصا، أن عشرات آلاف الأردنيين يقعون سنويا في شباك المخدرات، أولا، مهربين وموزعين ومدمنين، فهي مشكلة أردنية أولا لها وجه عربي خطير، ولا تخضع للتوظيف الرخيص هنا، ولا للاستثمارات السياسية عبر الحدود.

الغد

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المخدرات سوريا الاردن مخدرات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن الأردن من خلال

إقرأ أيضاً:

الأردن يعلن إحباط محاولة تسلل وتهريب بواسطة طائرة مسيرة من الأراضي السورية

عمان- أعلنت قوات حرس الحدود الأردنية إحباط، محاولة تسلل وتهريب مواد مخدرة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.

وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية: "إن قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الجنوبية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، تمكنت من إحباط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة حاولت اجتياز الحدود"، موضحاً أنه "تم تطبيق قواعد الاشتباك بعد رصدها ومتابعتها"، حسب وكالة الأنباء الأردنية - بترا.

وأضاف أنه "تم التعامل معها وإسقاطها داخل الأراضي الأردنية، وتحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة"، مؤكدا أن "القوات المسلحة الأردنية ماضية في تسخير قدراتها وإمكاناتها المختلفة، لمنع جميع أشكال عمليات التسلل والتهريب للمحافظة على أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية".

وأعلن الجيش الأردني، في مارس/ آذار الماضي، قتل 4 مهربي مخدرات خلال اشتباك بين قواته ومجموعة مسلحة على الحدود الأردنية السورية.

جاء ذلك في بيان للجيش الأردني، أشار فيه إلى أنه تم قتل المسلحين بواسطة قوات حرس الحدود، التي تمكنت أيضا من ضبط كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة، بحسب وكالة "عمون" الإخبارية.

وتابع: "كان المسلحون يحاولون اجتياز الحدود الشمالية للمملكة قبل أن تتصدى لهم قوات حرس الحدود، حيث أجبرت الباقين للعودة إلى داخل الحدود السورية".

ولفت إلى أن المهربين حاولوا الاستفادة من حالة الطقس السيئ، لكن يقظة حرس الحدود مكنتهم من التصدي لهم.

وتشهد الحدود الأردنية السورية محاولات تهريب مستمرة للمخدرات والأسلحة منذ عام 2011 بسبب الاضطرابات والحرب الداخلية التي شهدتها سوريا.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، اتفق الأردن مع سوريا على اتخاذ خطوات فعالة لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • الأردن يعلن إحباط محاولة تسلل وتهريب بواسطة طائرة مسيرة من الأراضي السورية
  • الأردن يحبط عملية لـ«تهريب المخدرات» باستخدام طائرة مسيرة
  • القبض على 17 مخالفًا لتهريبهم 306 كيلوجرامات من نبات القات بجازان
  • القبض على 20 شخصًا لتهريب وترويج مواد مخدرة
  • في الكورة.. ضبط ممنوعات وكمية من المخدرات وتوقيف 4 أشخاص
  • حرس الحدود بمنطقة عسير يحبط تهريب (500) كيلوجرام من نبات القات المخدر
  • بالصور.. احباط عمليّة تهريب كميّة كبيرة من المخدرات إلى خارج لبنان
  • القوات البرية الكورية الجنوبية تجري تدريبات بالذخيرة الحية لأول مرة منذ 7 سنوات
  • مخطط الاحتلال لمنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر على الحدود مع الأردن
  • تنظيم القاعدة يتبنى الهجمات التي استهدفت جيش بنين