عربي21:
2025-01-10@07:06:59 GMT

السيسي يعيد الكرة

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

لكل رئيس مصري جمهوره: فبينما كان جمال عبد الناصر يخاطب جماهير محتشدة في القاهرة أو سواها من المدن الكبرى ويتفاعل معها في كل مناسبة هامة، خاطب عبد الفتّاح السيسي جمعاً من أزلام الدولة ومحاسيب القطاع الخاص في مسرح قائم في "العاصمة الإدارية الجديدة" النائية عن أي تركّز شعبي، وذلك كي يعلن ترشّحه إلى رئاسة الجمهورية لولاية ثالثة.

ومن المعلوم أن السيسي، إثر حصوله في "انتخابات" عام 2018 على 97 في المئة من الأصوات تماشياً مع تقاليد الانتخابات الصورية الماسخة للديمقراطية، نظّم "استفتاءً دستورياً" ليمدّد ولايته من أربع سنوات إلى ست، ويتيح لنفسه الترشح لولاية ثالثة، بعدما كان دستور عام 2014 قد حصر مدة الولاية الرئاسية بأربع سنوات وولايتين على غرار الدستور الأمريكي. ومن نافل القول إن التعديل الدستوري قد حصل على ما يناهز 90 في المئة من الأصوات…

جاء إعلان السيسي ترشّحه في ختام مؤتمر عُقد تحت تسمية "حكاية وطن، بين الرؤية والإنجاز" ودام ثلاثة أيام، من السبت الماضي حتى الإثنين. وكان المؤتمر مناسبة عسيرة على الهضم لعرض إنجازات عهد السيسي، وذلك بخطابات كان بعضها بالغ الطول (إلى حد يثير الشفقة على الحاضرين) ألقاها أعضاء الحكومة المصرية بدءاً برئيسها مصطفى مدبولي. وقد سبقها وتخلّلها واختتمها السيسي، الذي أراد بذلك أن يوحي بتمكّنه المحكَم من كافة مواضيع الحكم وشؤون البلاد. أما مداخلاته فقد تضمّنت بعض الأفكار العميقة التي عوّدنا عليها، على نحو الدُرر الفكرية التالية بالغة العمق، وهي مقتبسة مما نقلته "الهيئة العامة للاستعلامات" من كلام الرئيس: "البلاد لا تعيش ولا تنمو وتكبر إلا بالعمل والشقاء والتضحية والإخلاص والأمانة وليس بالكلام فقط"، و"إذا كان معدل النمو السكاني في مصر ثابتا ومعدل الوفيات مساويا لمعدل المواليد سيكون معدل الزيادة صفراً" (سبحان الله).

وفي الختام، وبعد تشويق حاد إثر تأكيده مرة أخرى على أنه قاد مصر إلى تحقيق "ملحمة تاريخية" ليس إلّا، ألقى السيسي بالخبر الذي طالما انتظره الشعب بتلهّف، فطمأن الحضور إلى ترشّحه: "كما لبّيت نداء المصريين من قبل، فإنني ألبّي اليوم نداءهم مرة أخرى، وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم، لاستكمال الحلم في مدة رئاسية جديدة". وهو كلام يوحي إلينا أن نقول فيه، تقليداً لقول المتنبّي المأثور: أحلامُ قومٍ عند قومٍ كوابيسُ! بيد أن السيسي، والحق يُقال، قد أوضح المقصود بالحلم، إذ دعا المصريين "بدعوة صادقة، أن يجعلوا هذه الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية تشهد تعددية وتنوعًا واختلافًا" (لاحظوا الاعتراف الضمني بأن مثل تلك الحياة السياسية لم تكن قائمة، أو أنها لم تكن حقيقية!).

وكل من اطّلع على ما جاء في "حكاية" العاصمة الإدارية ـ والتسمية موفقة بإيحائها بالحكايات الخيالية ـ لا بدّ أن يتساءل أمام عظمة الإنجازات، لماذا يحتاج أهل النظام، بعكس دعوة رئيسهم "الصادقة"، إلى الحؤول دون ترشّح منافسين جدّيين للسيسي، كما فعلوا في عام 2018، عندما لم يبقَ في الميدان سوى نصير السيسي موسى مصطفى موسى، الذي لا شك في أنه أدلى بصوته للسيسي هو نفسه لشدّة إعجابه بالرئيس (أنظر على هذه الصفحات "تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى"… 31/01/2018). فها أنهم أخذوا يعيدون الكرّة، بادئين بالحؤول دون تسجيل توكيلات الترشيح لدى مقرّات الشهر العقاري…

أفلا تكفي حكاية "الملحمة التاريخية" بإقناع شعب مصر بالتصويت طوعاً للسيسي بنسبة تناهز المئة في المئة؟ أم أن الحكم لا يثق بالشعب، ونحن أمام المنطق الذي لخّصه برتولت بريشت في قصيدة شهيرة، تساءل فيها متهكماً: إذا كان الحكم قد فقد ثقته بالشعب، "أوَليس من الأسهل أن يقوم الحكم بحلّ الشعب وانتخاب شعبٍ آخر؟" فإن منع ترشّح المنافسين الجدّيين وتزوير إرادة الشعب بحيث تُنسب إليه نسبٌ خيالية من تأييد الحكم، إنما هما بمثابة إلغاء لشعب مصر الحقيقي واختراع لشعب آخر.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصري السيسي انتخابات مصر السيسي انتخابات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الـCNSS يمنح المقاولات المدينة فرصة الإعفاء من ذعائر التأخير والغرامات

زنقة 20 ا الرباط

أعلن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، أن قباضاته ستفتح أبوابها بشكل استثنائي يومي 11 و12 يناير الجاري في مختلف جهات المملكة، وذلك في إطار عملية الإعفاءات الجزئية لفائدة المقاولات المدينة.

وأوضح بلاغ للصندوق أنه “نظرا للأهمية التي تكتسيها عملية الإعفاءات الجزئية لفائدة المقاولات المدينة، ينهي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى علم كافة منخرطيه أن قباضاته ستفتح أبوابها بشكل استثنائي يومي السبت 11 والأحد 12 يناير 2025 في مختلف جهات المملكة.”. وأبرز المصدر ذاته أن هذه المبادرة، التي تمتد صلاحيتها إلى غاية 15 يناير الجاري، تهدف إلى مساعدة المنخرطين المدينين على تسديد ديونهم وتمكين أكبر عدد منهم من الاستفادة من الإعفاء الجزئي من ذعائر التأخير والغرامات وصوائر تحصيل الديون.

وذكر الصندوق بأن هذا الإعفاء يخص جميع الديون المستحقة المتعلقة بفترة دجنبر 2024 وما قبلها، وذلك وفق نسب محددة حسب آجال الأداء.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه بالنسبة لأجل الأداء الكلي، تبلغ نسبة الإعفاء من ذعائر التأخير و صوائر التحصيل 60 في المئة، في حين تصل نسبة الإعفاء من الغرامات 90 في المئة، أما بالنسبة لأجل الأداء 24 شهر أو أقل، فتبلغ الأولى 50 في المئة، بينما تبلغ الثانية 80 في المئة.

وخلص البلاغ إلى نسبة الإعفاء من ذعائر التأخير و صوائر التحصيل بالنسبة لأجل الأداء 25 شهرا أو أكثر، تبلغ 40 في المئة، فيما تصل نسبة الإعفاء من الغرامات 70 في المئة.

مقالات مشابهة

  • دراسة طبية: حصيلة الشهداء في غزة أعلى بنحو 40 في المئة من أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة- (صور)
  • مسؤولة إسرائيلية تشارك في تنصيب رئيس غانا وتحذر من إيران
  • أحمد موسى يدعو الرئيس السيسي لافتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب..مدبولي يعلن خبرا هاما بشأن الثانوية العامة| أخبار التوك شو
  • أحمد موسى: أتمنى أن يفتتح الرئيس السيسي معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • كم بلغ عدد الشركات المصرية التي تصدر منتجاتها للاحتلال الإسرائيلي؟
  • أحمد موسى يدعو الرئيس السيسي لافتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • الـCNSS يمنح المقاولات المدينة فرصة الإعفاء من ذعائر التأخير والغرامات
  • تنصيب جون ماهاما رئيساً لغانا
  • بيان لاتحاد الكرة بعد تعرض الحكم الدولي حسين فلاح لـاعتداء سافر
  • بالفيديو.. الكنيسة الأرثوذكسية: فرحتنا تزداد بمشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد الميلاد