حشرة الفراش «البق» تجتاح العاصمة والمدن الكبرى في فرنسا.. والحكومة تصارع لمكافحته قبل دورة الألعاب الأولمبية في منتصف 2024
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
اجتاحت حشرة الفراش "البق" العاصمة والمدن الكبرى في فرنسا، وهو أمر ليس غريبًا، فقد كان ظهورها منذ التسعينيات، كما أصبح منتشرًا من منزل واحد من كل عشرة منازل في فرنسا في السنوات الأخيرة.
وقد كلف القضاء عليها الأسر الفرنسية 230 مليون يورو سنويًا بين عامي 2017 و2022، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الوطنية للأمن الصحي.
السياحة السبب الأساسي
وكانت هذه الحشرات قد اختفت من الحياة اليومية في خمسينات القرن العشرين، قبل أن تعاود الظهور خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة في عدد من الدول المتقدمة، بسبب وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة لتسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية لديها.
ووفقا لدراسة أصدرتها الوكالة الوطنية لسلامة الصحة الغذائية والبيئية والمهنية، في يوليو الماضي، يعود انتشار "بق الفراش" بشكل كثيف إلى السياحة أساسا، إذ أشارت بشكل خاص إلى دور "الإيواء السياحي الجماعي أي الفنادق والنزل وبيوت الشباب" في تطور هذه الآفات.
حشرات طفيلية لونها أحمر
وبناء على المعلومات الواردة من "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، فإن بق الفراش عبارة عن حشرات طفيلية لونها أحمر مائل للبني تكون مسطحة صغيرة جدًا ليست لها أجنحة، تتغذى على دم الإنسان والحيوانات أثناء نومها، لكن يمكنها البقاء لعدة أشهر من دون وجبة الدم.
تعيش هذه الطفيليات غالبًا في الأماكن المأهولة بالسكان، مثل البيوت وغرف النوم والفنادق والقطارات والسفن، حيث إنها تختبئ أثناء النهار في أماكن مختلفة كإطار السرير أو الأثاث المنزلي أو أي قطعة من أدوات المنزل وتخرج من مخبئها بالليل.
وبينت الدراسات أنها تستطيع التحرك لمقدار 30 مترًا أثناء الليل، ولكنها ميّالة للبقاء على مسافة 3 أمتار تقريبًا من الإنسان.
تختلف ردة فعل الجسم على عضة البق، وتتراوح من عدم وجود أي علامة إلى تشكّل علامات خفيفة، ويمكن أن تصل لردة فعل تحسسية قوية، مع الأخذ بالعلم أن العضة لا تعتبر خطيرة فيما عدا التحسس الذي يمكن أن يحصل بسببها بعض الأحيان.
وتتواجد البق حشرات غالبًا في أماكن خفية مثل مثل إطارات السرير والأثاث وخلف الصور وتحت ورق الجدران، وكذلك الملابس.
كيف تتواجد في فرنسا؟
أبلغ مستخدمو العديد من الأماكن العامة في منطقة باريس عن وجود "البق" في الأسابيع الأخيرة.
وكانت أغلب الشهادات من مرتادي القطارات ودور السينما والمكتبات، كما أوردت صحيفة "لو باريزيان".
كما كانت هناك شكاوى من مرتادي مترو باريس وفي منطقة الانتظار بمطار رواسي، لكن لم تُثبت صحة كل هذه الحالات.
وشهد يوم الأربعاء الماضي مثلا، الإبلاغ عن "الاشتباه بوجود بقّ الفراش في مقصورة القيادة" في أحد قطارات الأنفاق، حسب هيئة النقل في باريس، لكن تبين بعد فحصه بأكمله أن النتيجة "سلبية".
وكانت بلدية باريس طلبت يوم الخميس من الحكومة وضع "خطة عمل" لمكافحة "بقّ الفراش"، معربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات "بكثافة".
ورأى إيمانويل غريغوار، النائب الأول لرئيس البلدية، بأن "على الدولة أن تعقد اجتماعا عاجلا لجميع المعنيين من أجل تنفيذ خطة عمل تتناسب مع حجم هذه الآفة فيما تستعد فرنسا بأكملها لاستضافة الألعاب الأولمبية".
دورة الألعاب الأولمبية على الأبواب
ستستضيف باريس في 2024 دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثالثة والثلاثين في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.
وقالت الحكومة الفرنسية في هذا الصدد، إنها ستلتقي الجهات الموفّرة لخدمات النقل لاتخاذ إجراءات "حماية" أفضل لمستخدميها قبل أقل من عام على استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية.
في السياق، قال وزير النقل الفرنسي كليمان بون على منصة إكس: "سأجمع الجهات المشغّلة لوسائل النقل.. للبحث في الإجراءات المتخذة والعمل بشكل أكبر لخدمة المسافرين وطمأنتهم وتوفير حماية أكبر لهم".
مؤشرات وجود البق
أحيانًا ما يشتم البعض رائحة غريبة بالفراش أو الأثاث المنزلي، ورغم التنظيف المستمر لا تُزال الرائحة بل تظل موجودة، وقد تكون مؤشرًا على وجود حشرة مزعجة للغاية بالمنزل.
وكشف باحثون عن أن انبعاث رائحة الكزبرة أو رائحة عطرية، تشير إلى وجود حشرة بق الفراش المزعجة، والتي تشكل لدغاها إزعاجًا كبيرًا وحكة مستمرة، حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" نقلًا عن صحيفة "إكسبرس" البريطانية".
وعادة عندما تكون هناك أعداد كبيرة من الحشرة المزعجة في المنزل، وتنبعث الروائح من فضلاتها، ووجودها على المدى الطويل، يؤدي إلى انتشار رائحة النعناع.
وذكرت هيئة الصحة البريطانية عدة علامات تشير إلى وجود حشرات البق في المنزل وهي كما يلي:
اللدغات
يستيقظ الأشخاص في بعض الأحيان وهم يشعرون بالحكة المؤلمة والمزعجة، مع وجود آثار لدغات في الوجه والعنق أو الذراعين.
بقع صغيرة
يخلف بق الفراش فضلات صغيرة بنية اللون، وتسبب بقعًا على الأثاث والفراش، لذا نصحت الهيئة البريطانية بضرورة كنس الفراش والأثاث باستمرار، خاصة في الأماكن الضيقة منعًا لتكون الحشرات، وغسل الملابس على درجة حرارة عالية، إضافة إلى تهوية المنزل باستمرار.
تقنية آمنة وغير كيماوية
تمكن باحثون أميركيون من تطوير تقنية سليمة وآمنة وغير كيماوية على البشر والحيوانات الأليفة لإيقاف بق الفراش أثناء سيره، والتقنية الجديدة عبارة عن شبكة مصنوعة من ألياف وخيوط دقيقة تقوم بصيد البق بالتصاقها على أرجله، مما يمنعه من الحركة، وبالتالي لا يستطيع التكاثر أو الحصول على التغذية.
كما أن التجارب المخبرية لتحرّي فعالية هذه التقنية على بق الفراش والنمل الأبيض نجحت، وهناك إجراءات قيد المباحثة قد تم طرحها في الأسواق، والأهم أنه لن يكون هناك تطور مقاومة من قبل الحشرات الطفيلية "البق" ضد الاستعمال المتكرر للتقنية.
الاستعانة بالكلاب البوليسية
في 2016 لجأ أصحاب الفنادق في النمسا إلى الاستعانة بالكلاب البوليسية في محاولة للقضاء على مشكلة انتشار "البق" التي باتت تؤرقهم، وذلك سيرا على نهج بدأ في الولايات المتحدة.
وذكر موقع "ذا لوكال" الإخباري الأوروبي أنه في معظم الحالات يكون السياح هم المسؤولون عن انتشار هذه الحشرة الدقيقة وهي من الطفيليات المزعجة التي تتغذى على دم الإنسان، في الفنادق من خلال حقائبهم، حيث تكثر خلال أشهر الصيف الدافئة.
وقال بنديكت سيجور كاباناك أحد خبراء مكافحة الحشرات إنه عادة ما يتم استدعاؤهم من قبل أصحاب الفنادق أنفسهم إما لأنهم يعرفون ما الذي يتعين البحث عنه حيث يشتبهون في أن لديهم حشرات الفراش، أو لأن نزيلا اشتكى بشأن تعرضه للدغ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حشرة الفراش فرنسا البق انتشار البق دورة الألعاب الأولمبية دورة الألعاب الأولمبیة بق الفراش فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
دبي تؤهل 6 رياضيين إلى «أولمبياد باريس»
دبي (الاتحاد)
أسهمت المبادرات والمنافسات الرياضية العديدة، التي تقام في دبي على مدار العام في تأهل 6 رياضيين، حتى الآن، من مواليد دبي والمقيمين فيها، لخوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية، التي تقام في باريس نهاية الشهر الجاري، وهم الهندية تانيشا كليفورد كراستو في الريشة الطائرة، والفلسطيني يزن البواب، والباكستاني محمد أحمد دوراني، والسودانية رنا سعد الدين، والأردنية كارين بلبيسي، والإريترية كريستينا راش، في رياضة السباحة.
وعبرت تانيشا المولودة في دبي عن سرورها بالتأهل لتمثيل وطنها الهند في منافسات الريشة الطائرة الأولمبية، كما عبرت عن امتنانها لجهود مجلس دبي الرياضي لإطلاق برنامج وقت الريشة دبي الذي منحها الفرصة للتدريب وممارسة هذه الرياضة والتطور فيها حتى نالت بطاقة المشاركة الأولمبية.
وذكر والدها أن توفر المنشآت التدريبية المصممة وفق أعلى المعايير والرعاية والدعم لقطاع الرياضة في الأكاديميات والمدارس إلى جانب جودة التعليم الممتازة والمناسبة لأوقات الطلبة التي ساهمت في منح ابنته الفرصة للتدريب لساعات عديدة يومياً، والاستفادة من توفر المنافسات طوال العام وعلى جميع المستويات، وكذلك وجود المدربين والمختصين الذين ساهموا في منح ابنته الخبرات اللازمة لتطوير مستواها.
وتتدرب السباحتان كارين بلبيسي وكريستينا راش منذ سن البراعم في أكاديمية هاميلتون دبي التي كانت تتخذ من مجمع حمدان الرياضي مقراً لها حيث تعلمتا السباحة فيه وتطورتا وصولاً إلى تمثيل بلدهما في الأولمبياد، كما يتدرب يزن البواب، ومحمد أحمد دوراني ورنا سعد الدين في أكاديمية سبيدو دبي منذ سنوات البراعم، وخاض السباحون الخمسة منافسات جميع الفئات العمرية حتى الآن التي تقام في مجمع حمدان الرياضي وفي المنافسات الخارجية.
وسجل الرياضيون المتأهلون عدداً كبيراً من الألقاب والميداليات من خلال الفوز مع الأكاديميات التي يتدربون معها في دبي بالبطولات المختلفة المحلية والإقليمية والدولية حتى تمكنوا من حجز بطاقة المشاركة في الأولمبياد.
وأصبحت دبي الوجهة المفضلة لأفضل الأكاديميات العالمية لتكون مقراً لها، كما تعد المحطة الرئيسية لأبطال العالم في مختلف الرياضات للتدريب وإقامة المعسكرات الدولية فيها استعداداً لخوض المنافسات في مختلف البطولات الدولية والأولمبياد، بفضل البنية التحتية القوية والمنشآت الرياضية المصممة وفق أعلى المواصفات الدولية.
مهرجان الفيلم العربي في تورنتو.. نافذة المهاجر على السينما العربية