اكتشف علماء الآثار شعارات سياسية على الجدران بين أنقاض مدينة بومبي الإيطالية التي دمرها البركان عن بكرة أبيها سنة 79 للميلاد.

ووجدوا أن أحد المباني الواقعة على طول شارع "فيا دي نولا"، أحد أطول شوارع بومبي، به "نقوش انتخابية" على الجدران يعود تاريخها إلى ما يقارب 2000 عام.

ويبدو أن الدهانات تشير إلى مرشح لمنصب حكومي يُدعى أولوس روستيوس فيروس، والذي يقول الخبراء إنه ربما قام برشوة الناخبين مقابل الخبز.

Iscrizioni elettorali all’interno di una casa emergono dagli ultimi scavi nell’area centrale dell’antica Pompei, come riportato nella rivista scientifica on-line del Parco, l’E-Journal degli Scavi di Pompei ( https://t.co/JhqkjLWLiG e https://t.co/0sIpvpOaX8) pic.twitter.com/Y433OpAeO0

— Pompeii Sites (@pompeii_sites) September 28, 2023

ويعتقد علماء الآثار أن الانفجار الكارثي لجبل فيزوف في عام 79م قضى على فيروس وأنصاره.

وأطلق البركان تدفقات سريعة الحركة من الغاز والجسيمات البركانية، كانت ساخنة جدا لدرجة أنه من المحتمل أن تبخير الضحايا.

وتم الإعلان عن النقوش الجديدة من قبل حديقة بومبي الأثرية، وهي الهيئة المدعومة من الحكومة والتي تشرف على بقايا المدينة السابقة والحفريات الجارية ي الموقع.

ووُصفت الكتابات على الجدران بأنها "المعادل القديم للملصقات والبطاقات الانتخابية اليوم".

وعادة خلال الفترة الرومانية، كانت النقوش السياسية التي تحاول التأثير على الناخبين توضع على السطح الخارجي للمباني، لجعلها مرئية للمارة. وحقيقة وجودها على الجدران الداخلية للمبنى أمر غير معتاد، لكنه ليس غير قابل للتفسير.

إقرأ المزيد تحليل بالأشعة السينية لعظام ضحايا بومبي يحل لغزا عمره ألفا عام

وقالت حديقة بومبي الأثرية في بيان: "عادة، يتم العثور على هذه الكتابات على الواجهات الخارجية للمباني، حيث يمكن للناس قراءة أسماء المرشحين لقضاة المدينة. وكان التواجد داخل المنزل محتملا لمناسبات مثل حفلات العشاء لدعم المرشحين بهدف الترويج للحملة الانتخابية لضيوفهم".

وفي هذه الحملة بالذات، كان المرشح أولوس روستيوس فيروس يترشح لمنصب "aedile" - وهو منصب قاض مسؤول عن صيانة المباني العامة.

وبالفعل، تم العثور على نقوش أخرى حول بومبي تحمل اسمه، ما يشير إلى أنه كان شخصية مهمة وتم انتخابه بنجاح.

وقال الدكتور أندرو سيليت، محاضر الكلاسيكيات في جامعة أكسفورد، إن الشخصية القديمة كانت نشطة في المدينة خلال الستينيات بعد الميلاد، ولكن ما كان يفعله بالضبط وقت ثوران البركان هو مجرد تكهنات.

وتم اكتشاف النقوش السياسية الجديدة في الغرفة التي تضم اللاريوم (lararium)، وهو المذبح العائلي للمنزل وضريح للأرواح.

وأتاح التحليل الجديد التعرف على آخر القرابين التي تم تقديمها للأرواح في اللاريوم، وتتمثل في التين والتمر، والتي تم حرقها.

ويوجد أيضا في المبنى بقايا فرن كبير، وهو مؤشر على أنه كان يضم مخبزا في السنوات التي سبقت الثوران المميت في عام 79.

إقرأ المزيد العثور على غرفة "تكشف أسرار حياة العبيد في بومبي" قبل الثوران البركاني المدمر عام 79

وقد يبدو وجود مخبز في مقر الحملة الانتخابية أمرا عرضيا، لكن العلماء يعتقدون أنه يسلط الضوء على الممارسات السياسية في ذلك الوقت.

ومن المرجح أن السكان المحليين حصلوا على الخبز مقابل أصواتهم، وفقا لماريا كيارا سكاباتشيو، أستاذة اللغة اللاتينية في جامعة فيديريكو الثاني في نابولي.

وتُعرف هذه الممارسة السياسية بأنها "تصويت متبادل" وهي غير قانونية إلى حد كبير، ولكنها في ذلك الوقت كانت "الأمر السائد".

ويُعتقد أن أولوس روستيوس فيروس قام بتمويل المخبز حتى يتمكن من توزيع الأرغفة على الناخبين، مستفيدا من الطلب على الخبز.

وتهدف المزيد من الحفريات إلى تحسين ظروف الحفاظ على المنازل والمحلات التجارية على طول شارع فيا دي نولا - وربما تكشف المزيد عن الحياة في وقت ثوران بركان جبل فيزوف.

ودمر الحدث الكارثي مستوطنات بومبي، وكذلك مستوطنات هيركولانيوم وتوري أنونزياتا وستابياي، ما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 16 ألف شخص.

وبعد ثوران البركان، تم حفظ جثث الضحايا في بومبي في قشرة واقية من الرماد قبل أن تتحلل في النهاية.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، تم ملء الفراغات التي خلفتها هذه الجثث خلفها في النهاية بقوالب الجبس لإعادة إحياء لحظاتها الأخيرة.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا آثار اكتشافات براكين معلومات عامة مواقع اثرية ثوران البرکان على الجدران

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: منع الصحافيين الدوليين سلاح إسرائيل لطمس أدلة الإبادة في غزة

اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بمواصلة تنفيذ سياسةٍ منهجية لطمس الأدلة الميدانية على جرائم الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر منع دخول الصحافيين والمحققين الدوليين، وعرقلة كل محاولات التوثيق الميداني المستقلّ، في ما وصفه بأنه “تواطؤ مؤسسي” داخل أجهزة الدولة الإسرائيلية لحماية مرتكبي الجرائم ومنع المساءلة الدولية.

وأوضح المرصد، في بيان صدر السبت، أنّ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأخير بمنح الحكومة مهلة إضافية قبل السماح بدخول الصحافيين المستقلين إلى غزة، "يعكس حالة التناغم بين القضاء والمؤسسة العسكرية والحكومة في تغطية الجرائم وتوفير غطاء قانوني لسياسات تهدف إلى منع الشفافية وطمس الأدلة".

وبيّن المرصد أنّ استمرار منع دخول الصحافيين الدوليين يشكّل جزءًا من سياسة متكاملة تتبعها إسرائيل لإبقاء الجرائم خارج نطاق الرصد والمساءلة الدولية، مشددًا على أنّ هذه السياسة مستمرة منذ بدء العدوان على غزة، وتهدف إلى "حرمان العالم من رؤية الحقيقة الميدانية لما جرى ويجري داخل القطاع".

وأشار إلى أنّ إسرائيل، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما تزال ترفض السماح بدخول الصحافيين المستقلين إلا عبر جولات محدودة تشرف عليها الرقابة العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل ما يُنشر من مشاهد ميدانية "خاضعًا بالكامل للسردية الرسمية الإسرائيلية ومجرّدًا من التغطية الحرة والمستقلة".

وذكر المرصد أنّ إسرائيل قتلت أكثر من 254 صحافيًا فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب، في وقت تمنع فيه دخول وسائل الإعلام الأجنبية، ما يعكس ـ بحسب البيان ـ "سياسة متعمدة لإخفاء الحقيقة واحتكار الرواية"، تهدف إلى "طمس الذاكرة الجمعية الفلسطينية وتبييض الجرائم أمام المجتمع الدولي".

كما حذر المرصد من أنّ إسرائيل تمنع دخول لجان التحقيق الدولية وفِرق الطب الشرعي وخبراء الأنثروبولوجيا الجنائية، الذين يُفترض أن يتولوا فحص مسارح الجرائم وتوثيق الرفات البشرية وجمع الأدلة البيولوجية، مشيرًا إلى أنّ هذا المنع "يُقوّض أي إمكانية لإجراء تحقيق جنائي مستقلّ، ويهدف إلى إتلاف الأدلة قبل فحصها".

وأوضح البيان أنّ السلطات الإسرائيلية تواصل احتجاز مئات الجثامين الفلسطينية دون تحديد هوية أصحابها أو الكشف عن ظروف وفاتهم، فيما أظهرت بعض الجثث التي سُلّمت لعائلاتها علامات على "الإعدام الميداني والتعذيب"، وهو ما يُعدّ ـ وفق المرصد ـ انتهاكًا صارخًا للمادة (130) من اتفاقية جنيف الثالثة.

وأكد المرصد أنّ إسرائيل نفذت عمليات محوٍ كامل لمدن ومخيمات في قطاع غزة، عبر تسوية الأراضي المستهدفة بالأرض ونقل الركام إلى أماكن مجهولة، في محاولة لإزالة أي أثر مادي للجريمة. وأشار إلى أنّ صور الأقمار الصناعية وشهادات ميدانية تُظهر عمليات تجريف واسعة، يُعتقد أنها تهدف إلى إخفاء بقايا الذخائر والجثامين ومسارات الانفجارات التي يمكن أن تشكل أدلة إدانة في المستقبل.

وأضاف أنّ إسرائيل تسيطر عسكريًا على ما يقارب نصف مساحة قطاع غزة، وتحوّل أجزاء واسعة إلى مناطق محظورة الوصول، فيما تُنشئ مواقع عسكرية جديدة فوق أنقاض المباني المدمرة والأراضي الزراعية، في "محاولة لإعادة تشكيل الجغرافيا وطمس المشهد الميداني للجرائم الجماعية".

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني ولقرار محكمة العدل الدولية الذي يلزمها بالحفاظ على الأدلة ومنع تدميرها، معتبرًا أن "حرمان الضحايا من العدالة ومنع العالم من معرفة الحقيقة هو امتداد مباشر لجريمة الإبادة نفسها".

ودعا المرصد الأمم المتحدة وهيئاتها الحقوقية إلى ضمان دخول الصحافيين الدوليين وفرق الطب الشرعي إلى غزة فورًا، وتمكينهم من العمل بحرية دون إشراف عسكري، لتوثيق الأدلة قبل ضياعها أو العبث بها، مشيرًا إلى أن أي عملية إعمار لا تراعي حفظ الأدلة "ستتحول عمليًا إلى أداة لمحو الحقيقة".

وطالب المرصد المحكمة الجنائية الدولية بتوسيع نطاق تحقيقها في الوضع بفلسطين ليشمل جريمة الإبادة الجماعية وطمس الأدلة، وإنشاء مكتب ميداني خاص في غزة لجمع الأدلة وضمان الرقابة الدولية على سير التحقيقات.

واختتم المرصد تحذيره بالقول إنّ "أي تأخير في التدخل الدولي سيمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت لاستكمال محو الأدلة والشواهد المادية، ما يمثل إخلالًا جسيمًا بواجب المجتمع الدولي في حماية الحقيقة وصون العدالة".

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى "68 ألفا و519 شهيدا، و170 ألفا و382 مصابا".

جاء ذلك في تقرير إحصائي يومي صدر عن الوزارة، وقالت فيه إنها أضافت "220 شهيدا للإحصائية التراكمية ممن اكتملت بياناتهم واعتمدتهم اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين".

ولمدة عامين، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في 8 أكتوبر 2023، ألحقت أضرارا بنحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بالقطاع ، بخسائر تقدر بحوالي 70 مليار دولار.


مقالات مشابهة

  • مؤسسة غزة الإنسانية متشبثة بلعب دور جديد في القطاع المدمر
  • صور| الإعصار ميليسا يواصل اجتياحه المدمر لمنطقة البحر الكاريبي
  • إنذار مزدوج في بومبي الإيطالية: سائحان أجنبيان حاولا سرقة قطع أثرية تاريخية
  • أدلة إدانة المتهم بصفع مسن السويس تقوده للسجن.. إنفوجراف
  • الأورومتوسطي: منع الصحفيين الدوليين سلاح إسرائيل لطمس أدلة الإبادة في غزة
  • الأورومتوسطي: منع الصحافيين الدوليين سلاح إسرائيل لطمس أدلة الإبادة في غزة
  • الصحة العالمية تُحذر من استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال في اليمن
  • غزة تنهض من الرماد وتبحث عن وجهها المفقود
  • تعليق مفاجئ من إمام عاشور بعد تحليل فيروس A .. ماذا قال؟
  • تركيا وقطر تؤكدان دعم العملية السياسية وإجراء انتخابات حرة وشاملة في ليبيا