بالأرقام.. تقرير يكشف حجم الكارثة التي خلفتها القنابل العنقودية في اليمن
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
الجديد برس:
كشفت صنعاء، الثلاثاء، عن حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها القنابل العنقودية للتحالف السعودي الإماراتي طيلة التسع السنوات الماضية في اليمن.
وأطلقت وزارة حقوق الإنسان والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، في مؤتمر صحفي بصنعاء، التقرير التوثيقي تحت عنوان “القنابل العنقودية ومخلفات العدوان ..
جرائم حرب ودمار شامل”.
وأكد المدير التنفيذي للتعامل مع الألغام علي صفرة، أن طائرات التحالف شنت أكثر من 2932 غارة عنقودية طوال التسع السنوات الماضية، مبيناً أن إجمالي عدد الضحايا المدنيين من استخدام القنابل العنقودية منذ بداية الحرب بلغ قرابة 9000 ضحية، معظمهم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن طائرات التحالف استخدمت أكثر من (3.187.630) ذخيرة عنقودية أمريكية بريطانية باكستانية وبرازيلية منتشرة في معظم محافظات الجمهورية اليمنية.
ولفت إلى أن المركز وثق آثار الاستخدام العشوائي والمفرط لهذه الأسلحة الفتاكة في 119 مديرية بـ 19 محافظة، مؤكداً أن التحالف تعمد استهداف المناطق والتجمعات السكنية والأودية وممرات السيول؛ بقصد نشرها في مختلف المناطق وخاصة الأراضي الزراعية.
وأبدى صفرة استغرابه “مما تم نشره من قبل بعثة اتفاق الحديدة “الأونمها” بأن حكومة صنعاء والفريق الوطني لإعادة الانتشار لا يتعاونون مع البعثة فيما يخص الألغام”.
وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ومنها إيقاف الدعم من قبل الأمم المتحدة للشهر الثالث على التوالي، والصعوبة التي تواجه الفرق الميدانية في احتواء المشكلة الإنسانية والحد من آثارها ومخاطرها على المواطنين.
وأشار إلى الآثار السلبية للقنابل العنقودية المختلفة المستخدمة في اليمن، وما سببته من قتل وإصابات وتشوهات وعرقلة لجهود الإغاثة وإعادة الإعمار وتهديد حياة النازحين، والخطورة على الزراعة والرعي ومصادر المياه والثروة الحيوانية.
واعتبر صفرة ما ارتكبه التحالف من مجازر واستخدام لمختلف أنواع القنابل العنقودية وقنابل الطيران، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخرقاً فاضحاً لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المعاهدات والمواثيق الدولية التي أقرها القانون الدولي والشرعية الدولية.
وحمّل دول التحالف، مسؤولية الخسائر البشرية والأضرار المادية والآثار الكارثية الصحية والبيئية والعواقب الإنسانية الناتجة عن الاستخدام الكبير للألغام الأرضية والقنابل العنقودية.. مطالباً المجتمع الدولي بمساندة ضحايا الألغام والقنابل العنقودية وقنابل الطيران في اليمن ومحاسبة مرتكبيها ووضع حد للانتهاكات المروعة للقانون الدولي التي ترتكبها دول التحالف بحق المدنيين.
من جهته، وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء علي الديلمي، أوضح أن “معظم القنابل العنقودية استخدمت في أوساط التجمعات السكانية بمحافظات صعدة وحجة وصنعاء”.
وقال الديلمي: “لاحظنا في التقارير الدولية التغييب المتعمد في ذكر المستخدم للقنابل العنقودية في اليمن وهي دول تحالف العدوان، ولا تزال الكثير من القنابل العنقودية موجودة في أماكن الاستهداف وتشكل انبعاثاتها الإشعاعية خطرا على المجتمع بأكمله”.
ونوه إلى أن استهداف التحالف للقطاعات الخدمية تسبب في تفاقم الوضع الإنساني لملايين المواطنين وأصبح الكثير منها غير آمن؛ بسبب انتشار القنابل العنقودية بها.
وقال الديلمي إنه “في كثير من الهجمات كانت دول التحالف تعترف باستخدامها للذخائر العنقودية في اليمن أمام الأمم المتحدة وهيئاتها، إلا أن الأخيرة لم تتخذ أي إجراء من أجل ضحايا تلك القنابل، بل غضت الطرف حتى اللحظة، وما تزال تتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم خاصة ما يتعلق بالقنابل العنقودية، فيما أغفلت تقارير الأمم المتحدة خاصة المفوضية السامية لحقوق الإنسان وفريق الخبراء الإشارة إلى الجرائم والانتهاكات التي طالت المدنيين جراء القنابل العنقودية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: القنابل العنقودیة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تقرير فرنسي يكشف سياسة الوجهين الإماراتية تجاه قطاع غزة
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن السياسة ذات وجهين التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة في غزة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دولة الإمارات تتظاهر بالانضمام إلى الإجماع العربي بشأن قيام دولة فلسطينية، وتحرص على إظهار مساعداتها الإنسانية في قطاع غزة، لكنها تعمل في نفس الوقت على تطوير شراكتها الإستراتيجية مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة، الذي قال إنه لا توجد "أي بدائل حقًا" لخطة دونالد ترامب التي تهدف إلى تحويل قطاع غزة إلى "الريفيرا الفرنسية في الشرق الأوسط"، بمجرد تهجير السكان الفلسطينيين منه.
وقد استطاع العتيبة، منذ توليه منصبه في سنة 2008، إقامة علاقات وثيقة مع القادة الأمريكيين من مختلف التوجهات السياسية، ونفذ حملة ترويجية ضخمة لدولة الإمارات. وكان في قلب مفاوضات اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل والإمارات، الموقّع في أيلول/سبتمبر سنة 2020 في واشنطن ضمن اتفاقيات التطبيع. وخلال تلك الفترة، نسج علاقات وثيقة مع دونالد ترامب وفريقه، وصلت إلى ذروتها الآن.
إجماع شكلي
وتشير الصحيفة إلى العلاقة الجيدة التي تجمع السفير العتيبة برئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، وشقيقه الأصغر عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي. وعليه، فإن تصريحاته لا تعتبر مجرد زلّات لسان، بل تعكس التوجّه العميق لدولة الإمارات، حتى لو انضمّت رسمياً، كما حدث خلال القمة العربية الأخيرة في القاهرة، إلى الإجماع الداعم لإقامة دولة فلسطينية.
إن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات لا تتضمن أي إشارة إلى إقامة دولة فلسطينية، بل تتماشى تمامًا مع "رؤية السلام" التي طرحها دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كانون الثاني/يناير سنة 2020. وقد جاءت هذه الرؤية كإنذار نهائي للطرف الفلسطيني، الذي رفض بالإجماع ضمّ أجزاء من الأراضي المحتلة في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وكانت خطة ترامب في سنة 2020 تتضمن، على الأقل، إمكانية استعادة السلطة الفلسطينية في رام الله السيطرة على قطاع غزة بعد نزع سلاح حركة حماس. لكن في الوقت الراهن، يرفض نتنياهو بشكل قاطع تحقق هذا السيناريو، حتى لو صب ذلك في خدمة مصالح حماس بشكل غير مباشر.
وأوردت الصحيفة أن الإمارات تسعى إلى تقويض نفوذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة من خلال دعم منافسه محمد دحلان، وهو من أبناء غزة ويقود تيارًا منشقًا داخل حركة فتح؛ حيث تعود الأعلام التي ترفعها عناصر فتح في مخيمات اللجوء داخل غزة إلى أنصار دحلان، الذي يعيش في الإمارات، لكنه لا يجرؤ على العودة إلى وطنه، رغم الدعم الكبير الذي يحظى به هناك.
ذريعة العمل الإنساني
وأفادت الصحيفة أن التحركات الإماراتية، التي تتمتع بتمويل سخي، تؤدي فقط إلى زيادة حالة الفوضى داخل حركة فتح، العامل الذي يخدم مصلحة حماس، التي تسمح فقط لمساعدي دحلان بالعمل داخل غزة في مهام إغاثية بحتة. وبسبب غياب شركاء فلسطينيين سياسيين، قررت الإمارات، في شهر آذار/مارس سنة 2024، التعاون مع منظمة أمريكية غير حكومية، "وورلد سنترال كيتشن"، لإرسال شحنات غذائية إلى غزة عبر البحر من قبرص، لنقل المساعدات الغذائية من قبرص إلى السكان المهددين بالمجاعة.
وكان الهدف من فتح هذا الممر البحري الحفاظ على الحصار الإسرائيلي المشدد على المعابر البرية المؤدية إلى قطاع غزة، في وقت كانت فيه جميع المنظمات الإنسانية تطالب بإعادة فتح هذه المعابر. لكن انتهى رهان الإمارات على "وورلد سنترال كيتشن" بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت المنظمة في الأول من نيسان /أبريل سنة 2024، وأدت إلى مقتل ثلاثة متطوعين دوليين وثلاثة من حراس الأمن البريطانيين وسائق فلسطيني.
بعد ذلك، أصبحت الإمارات تنفذ عملياتها الإنسانية في غزة تحت رايتها الخاصة، من خلال حملة تحمل اسم "الفرسان النبلاء". وقد أتاحت هذه المبادرة إدخال 2500 شاحنة من المساعدات عبر مصر، خلال عام واحد، وهو رقم يبدو كبيرًا، لكنه لا يغطي سوى خمسة أيام من الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وقد حاول المسؤولون الإماراتيون الحد من جشع الوسطاء المصريين، لكن دون جدوى.
وأشرف محمد بن زايد على نقل مئات المرضى والجرحى من غزة إلى أبو ظبي، وهو عدد كبير لكنه لا يقترب من الحاجات الفعلية، التي تتطلب إجلاء حوالي 12 ألف حالة للعلاج.
وفي الختام نوهت الصحيفة بأنه رغم هذا النشاط الإنساني، التزمت الإمارات الصمت منذ استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في 17 آذار /مارس الجاري، وهو صمت يرقى إلى مستوى الموافقة، خاصة أن الشيخ طحنون بن زايد، مستشار رئيس الدولة وشقيقه، زار البيت الأبيض بعد يوم واحد فقط، حيث حضر مأدبة عشاء مع دونالد ترامب، دون أن يلمح إلى الوضع الكارثي في غزة، وقا لـ"لوموند".