الجديد برس:
كشفت صنعاء، الثلاثاء، عن حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها القنابل العنقودية للتحالف السعودي الإماراتي طيلة التسع السنوات الماضية في اليمن.
وأطلقت وزارة حقوق الإنسان والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، في مؤتمر صحفي بصنعاء، التقرير التوثيقي تحت عنوان “القنابل العنقودية ومخلفات العدوان ..
جرائم حرب ودمار شامل”.
وأكد المدير التنفيذي للتعامل مع الألغام علي صفرة، أن طائرات التحالف شنت أكثر من 2932 غارة عنقودية طوال التسع السنوات الماضية، مبيناً أن إجمالي عدد الضحايا المدنيين من استخدام القنابل العنقودية منذ بداية الحرب بلغ قرابة 9000 ضحية، معظمهم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن طائرات التحالف استخدمت أكثر من (3.187.630) ذخيرة عنقودية أمريكية بريطانية باكستانية وبرازيلية منتشرة في معظم محافظات الجمهورية اليمنية.
ولفت إلى أن المركز وثق آثار الاستخدام العشوائي والمفرط لهذه الأسلحة الفتاكة في 119 مديرية بـ 19 محافظة، مؤكداً أن التحالف تعمد استهداف المناطق والتجمعات السكنية والأودية وممرات السيول؛ بقصد نشرها في مختلف المناطق وخاصة الأراضي الزراعية.
وأبدى صفرة استغرابه “مما تم نشره من قبل بعثة اتفاق الحديدة “الأونمها” بأن حكومة صنعاء والفريق الوطني لإعادة الانتشار لا يتعاونون مع البعثة فيما يخص الألغام”.
وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ومنها إيقاف الدعم من قبل الأمم المتحدة للشهر الثالث على التوالي، والصعوبة التي تواجه الفرق الميدانية في احتواء المشكلة الإنسانية والحد من آثارها ومخاطرها على المواطنين.
وأشار إلى الآثار السلبية للقنابل العنقودية المختلفة المستخدمة في اليمن، وما سببته من قتل وإصابات وتشوهات وعرقلة لجهود الإغاثة وإعادة الإعمار وتهديد حياة النازحين، والخطورة على الزراعة والرعي ومصادر المياه والثروة الحيوانية.
واعتبر صفرة ما ارتكبه التحالف من مجازر واستخدام لمختلف أنواع القنابل العنقودية وقنابل الطيران، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخرقاً فاضحاً لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المعاهدات والمواثيق الدولية التي أقرها القانون الدولي والشرعية الدولية.
وحمّل دول التحالف، مسؤولية الخسائر البشرية والأضرار المادية والآثار الكارثية الصحية والبيئية والعواقب الإنسانية الناتجة عن الاستخدام الكبير للألغام الأرضية والقنابل العنقودية.. مطالباً المجتمع الدولي بمساندة ضحايا الألغام والقنابل العنقودية وقنابل الطيران في اليمن ومحاسبة مرتكبيها ووضع حد للانتهاكات المروعة للقانون الدولي التي ترتكبها دول التحالف بحق المدنيين.
من جهته، وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء علي الديلمي، أوضح أن “معظم القنابل العنقودية استخدمت في أوساط التجمعات السكانية بمحافظات صعدة وحجة وصنعاء”.
وقال الديلمي: “لاحظنا في التقارير الدولية التغييب المتعمد في ذكر المستخدم للقنابل العنقودية في اليمن وهي دول تحالف العدوان، ولا تزال الكثير من القنابل العنقودية موجودة في أماكن الاستهداف وتشكل انبعاثاتها الإشعاعية خطرا على المجتمع بأكمله”.
ونوه إلى أن استهداف التحالف للقطاعات الخدمية تسبب في تفاقم الوضع الإنساني لملايين المواطنين وأصبح الكثير منها غير آمن؛ بسبب انتشار القنابل العنقودية بها.
وقال الديلمي إنه “في كثير من الهجمات كانت دول التحالف تعترف باستخدامها للذخائر العنقودية في اليمن أمام الأمم المتحدة وهيئاتها، إلا أن الأخيرة لم تتخذ أي إجراء من أجل ضحايا تلك القنابل، بل غضت الطرف حتى اللحظة، وما تزال تتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم خاصة ما يتعلق بالقنابل العنقودية، فيما أغفلت تقارير الأمم المتحدة خاصة المفوضية السامية لحقوق الإنسان وفريق الخبراء الإشارة إلى الجرائم والانتهاكات التي طالت المدنيين جراء القنابل العنقودية”.

المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية:
القنابل العنقودیة
فی الیمن
إقرأ أيضاً:
طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ سباق التسلح لـ"حزب الله" يواجه سلسلة من العقبات، مشيراً إلى أنَّ الإيرانيين لن يستسلموا بسرعة أمام الواقع الجديد الذي طوّق قدرتهم على تسليح الحزب في لبنان. ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24"، فقد تحدث العقيد إحتياط
الإسرائيلي كوبي ماروم عبر إذاعة "FM103" عن الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية على خلفية انسحاب
الجيش الإسرائيليّ من جنوب
لبنان والاستعدادات لعودة سكان مُستوطنات شمال
إسرائيل المُحاذية للبنان إلى منازلهم، وأضاف: "لا يوجد أي تناقض بين الإنجازات الدرامية التي حققها الجيش الإسرائيليّ واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه فعلياً. لم يكن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الإنجازات دراماتيكية إلى هذا الحد، والجمهور في إسرائيل أقل وعياً بمدى الضرر الذي لحق بحزب الله. من ناحية أخرى، من المستحيل تجاهل أزمة الثقة القائمة في إسرائيل، لأنه بعد هجوم 7 تشرين الأول 2023، يطرح الجمهور أسئلة صعبة وهي: كيف سمحتم لحزب
الله وفرقة الرضوان ببناء مثل هذه البنية التحتية العسكرية على الحدود الشمالية، في حين أن إسرائيل تعلم ولا تفعل شيئاً؟.. لهذا السبب تظل أزمة الثقة قائمة". وفي سياق حديثه، تابع ماروم في إشارة إلى البؤر الاستيطانية الخمس التي سيحتفظ بها جيش الإسرائيلي في لبنان: "حقيقة أنه في المستقبل القريب سيكون هناك خمس بؤر استيطانية على طول الحدود هي مهمة من حيث الشعور بالأمن. عندما يعود سكان المطلة، سيشاهدون العلم الإسرائيلي داخل لبنان، لكن إسرائيل لا تسيطر على قطاع واحد، فقد انسحبت إسرائيل من معظم الأراضي. في الواقع، فإننا نسيطر على 5 نقاط على طول الحدود خلال المستقبل المنظور حتى ينهي الجيش اللبناني مهمته". وأردف: "إن توقعاتنا بأن الجيش اللبناني سوف يتحول بين عشية وضحاها إلى قوة تقاتل حزب الله، لا أساس لها من الصحة. بمعنى آخر، فإن الجيش اللبناني يفاجئنا، ويتخذ خطوات مستقلة، ويتوسع، ويدمر البنية التحتية، ولكن ليس إلى الحد الذي ينص عليه الاتفاق. لذلك، فإنَّ لدى إسرائيل سبب وجيه للإصرار على البقاء في هذه النقاط الخمس داخل لبنان". وأضاف: "الواقع على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل أكثر أماناً بكثير مما كان عليه في السادس من تشرين الأول 2023. أولاً وقبل كل شيء، هناك الضرر الشديد الذي لحق بحزب الله في كل التشكيلات، والجيش الإسرائيلي على استعداد كامل سواء في المناطق أو على الحدود بشكل كبير". وأكمل: "إن الجيش الإسرائيلي، على النقيض من سياسته عشية الحرب، يتبنى سياسة عدوانية في الرد على أي انتهاك، وأفضل دليل على ذلك هو أنه منذ وقف إطلاق النار قبل 3 أشهر، تم القضاء على نحو 60 مُقاتلاً من حزب الله، فيما تم استهداف 24 مدنياً أرسلهم حزب الله لاختراق حواجز الجيش الإسرائيلي، ولم يرد حزب الله على ذلك، وهذا أمر دراماتيكي". وفي سياق حديثه، تحدَّث ماروم عن "حزب الله" قائلاً: "إنه منظمة ضعيفة منهكة. أضف إلى ذلك التغييرات التي طرأت على الساحة الداخلية اللبنانية، والتي تُظهر أن حزب الله أصبح ضعيفاً، وهناك حكومة مستقلة تظهر تصميماً ضد الحزب. العملية طويلة، لكن تأثير الأميركيين والسعوديين واضح، وضعف الإيرانيين وحزب الله واضح أيضا. هذه اتجاهات إيجابية للغاية. خلاصة القول هي أن الوضع الأمني أفضل بكثير". وعن سبب وجود المواقع الـ5 في لبنان، قال ماروم: "إن الجيش اللبناني يظهر حزماً، ولكن ليس بالوتيرة التي نريدها. لذلك، يجب أن يُمنح الوقت للتوسع وتدمير البنية التحتية أيضاً. إن وجود الجيش الإسرائيلي على تلك الأراضي الخاضعة للسيطرة أمر مهم سواء من حيث السيطرة على أراضي جنوب لبنان أو من حيث الشعور بالأمن". وعن إطلاق "حزب الله" طائرات مُسيرة باتجاه إسرائيل، قال ماروم إن "ما قام به التنظيم اللبناني هو جزء من إشاراته بعدم الهجوم ولكن لتحدّي الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية وإحداث الذعر". وتابع: "ما زال حزب الله يحتفظُ بعشرات الآلاف من المقاتلين، ولا يزال لديه الكثير من القدرات، على الرغم من أن معظمها تضرر. لقد تعرض لضربة، وعلى إسرائيل أن تكون على أهبة الاستعداد". وأكمل: "أنا لا أثق بالجيش اللبناني أو قوات الأمم المتحدة الموجودة شمال المطلة. أنا أثق بالجيش الإسرائيلي والتحدي الكبير ليس اليوم، بل ما سيحدث بعد عامين أو ثلاثة أعوام، لأننا نتذكر إلى أين أوصلتنا سياسة الاحتواء الذي مارستها إسرائيل ضد لبنان خلال السنوات الماضية".
معضلة أمام إيران واعتبر ماروم أنَّ "خروج سوريا من اللعبة يشكل ضربة قاسية لما يسمى محور المقاومة في المنطقة وإيران"، وأضاف: "لقد كانت سوريا حلقة وصل مركزية في عملية التسليح، ولن يستسلم الإيرانيون بهذه السرعة، وسوف يحاولون بحراً وجواً لنقل الأسلحة إلى الحزب، وبالتالي فإن إحدى معضلات الإيرانيين هي كيف يتمكنون من إعادة تسليح حزب الله. هناك حكومة في سوريا معادية لإيران أيضاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"