انتخابات مصر.. كيف يستعد السيسي لولاية ثالثة؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
بالتزامن مع استعدادات مصر للانتخابات الرئاسية، اعتقلت السلطات عشرات الشخصيات المعارضة، وفقا لصحيفة وال ستريت جورنال، التي نقلت أيضا عن منافسين للرئيس السيسي قولهم إنهم يواجهون عقبات في الوصول إلى صناديق الاقتراع.
كما تقول إن بعض المصريين تلقوا قسائم غذائية مقابل دعمهم للسيسي.
ويسعى السيسي، الجنرال البالغ من العمر 68 عاما والذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري قبل 10 سنوات وأعلن هذا الأسبوع عزمه على الترشح مرة أخرى، إلى تعزيز موقفه وسط اقتصاد مشلول وتضخم مرتفع ودين وطني كبير وخفض المساعدات من الولايات المتحدة.
وقال السيسي، الاثنين، أمام حشد من مؤيديه في العاصمة الإدارية الجديدة الواقعة شرق القاهرة "كما لبيت نداء الشعب من قبل، إنني باذن الله ألبي نداءهم مرة أخرى وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم لاستكمال الحلم بمدة رئاسية جديدة".
وفي حال فوزه المرجح هذه المرة أيضا، ستمتد ولايته حتى العام 2030.
وأظهرت مشاهد بثتها محطات تلفزة موالية للحكومة آلاف الأشخاص يحتفلون بالإعلان على منصات أقيمت مسبقا في مختلف أنحاء البلاد.
في مارس 2018 أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية بأكثر من 97 بالمئة من الأصواتالتحديات أمام السيسيوتقول وال ستريت جورنال إنه على الرغم من أن التوقعات تشير كلها لفوز السيسي، لكن الرئيس المصري يمر "بأكثر اللحظات تحديا في حكمه، حيث يؤثر تضخم أسعار الغذاء بمعدلات تجاوزت 70 بالمئة على قاعدته من المصريين من الطبقة العاملة، مما يؤدي إلى انتقادات علنية نادرة من أشخاص كانوا موالين للنظام في السابق وشعور بين المعارضة بأن موقفه غير مستقر".
ومن شأن ولاية ثالثة أن تعزز موقف السيسي لمدة ست سنوات أخرى، مما قد يكسبه الوقت لإطالة فترة ولايته أكثر من خلال تعديل الدستور، كما فعل في الماضي.
وحجب المشرعون الأميركيون مؤخرا 235 مليون دولار من المساعدات لمصر بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان.
كما أصبحت موثوقية السيسي كحليف للولايات المتحدة موضع تساؤل منذ غزو روسيا لأوكرانيا، حيث تفكر القاهرة في إرسال ذخيرة لموسكو للحرب، وفقا للصحيفة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إنها "تواصل العمل والتشاور" بشكل وثيق مع الكونغرس والحكومة المصرية بشأن تقديم حزمة التمويل العسكري الأميركية لمصر.
وكان من المقرر أن تنتهي ولاية السيسي في أبريل، لكن محللين سياسيين قالوا إن السلطة الانتخابية قدمت موعد الاقتراع لضمان إعادة انتخابه قبل أن تسن السلطات سياسات اقتصادية من شأنها أن تسبب المزيد من الألم المالي للمصريين العاديين.
ومن بين التغييرات المتوقعة تخفيض قيمة الجنيه المحلي الذي سيقلل من القوة الشرائية للناس.
ونقلت الصحيفة عن محمد لطفي، المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، وهي منظمة حقوقية قوله إن "جميع الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام والمؤسسات تعمل من أجل السيسي"، مضيفا أن أي "انتخابات يشارك فيها السيسي كمرشح لن تكون حرة ونزيهة".
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات في بيان على صفحتها على فيسبوك، ردا على اتهامات من مرشحين بمواجهتهم عراقيل لجمع التوكيلات اللازمة للترشح إنها قامت بإصلاح "مشكلات فنية" في عدد من مكاتب كاتب العدل الحكومية التي تدير عمليات تقديم التوكيلات، وقالت أيضا إنها مددت ساعات العمل لمعالجة الاكتظاظ.
لكن الصحيفة تقول إن، أحمد طنطاوي، وهو صحفي ونائب سابق ينظر إليه على أنه المنافس الأكثر تأثيرا للسيسي، يواجه أكبر قدر من المضايقات وفقا لنشطاء تحدثوا للصحيفة، ولم يحصل حتى الآن على الموافقات اللازمة. وألقي القبض على أكثر من 80 عضوا في حملته في الأسابيع الأخيرة.
وتحدث مؤيدون لطنطاوي للصحيفة عن حالات اعتقال وتعطيل وتأخير قالوا إنها متعمدة، خلال محاولتهم توقيع التوكيلات.
السيسي يلقي باللوم في المشكلات الاقتصادية على صدمات خارجيةمؤيدو السيسيونظم مؤيدو السيسي مسيرات في القاهرة ومدن كبرى أخرى، ونظم حزبان مؤيدان للسيسي فعاليات شارك فيها نجوم كرة القدم والموسيقى.
ومن بين الشعارات التي تم ترديدها "تحيا مصر" و"نحبك يا سيسي".
ونقلت فرانس برس عن المعلمة سحر عبد الخالق التي رافقت حافلة تنقل طلابا إلى تجمع حاشد لدعم ترشح السيسي، "انهارت البلدان في كل مكان حولنا ولم تتعاف أبدًا.. أما نحن فنتقدم إلى الأمام بسبب رئيسنا وجيشنا".
مع هذا تقول الوكالة إن من الواضح أن القاعدة الشعبية للمشير السيسي لم تعد كما كانت، وكذلك موقعه على الصعيد الدولي، خصوصا مع توجيه اتهامات له بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ توليه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي وشن السلطات حملة قمع واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.
ويرجح محللون تحدثوا للوكالة أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة طابعا أقرب إلى الاستفتاء مثلما حدث في النسختين السابقتين من الانتخابات، وكما كان يحصل خلال عقود حكم الرئيس الراحل حسني مبارك الذي أسقطته ثورة يناير في 2011.
وتمتع السيسي بشعبية كبيرة في أوائل سنوات حكمه، حيث لقب بال"المنقذ" بسبب إطاحته بالإسلاميين الذين أوصلتهم الثورة الى الحكم، كذلك ساهمت حملة "100 مليون صحة" التي أطلقها على مدار الأعوام الماضية في تعزيز شعبيته وسط الطبقات المحدودة الدخل، إذ ساهمت الحملة في علاج ملايين المرضى.
استراتيجية للبقاءتلمح وول ستريت جورنال، نقلا عن شهود، إن حملات الدعم التي تجوب الشوارع تأييدا للسيسي قد لا تكون عفوية مئة بالمئة.
وتقول إن الموظفين الحكوميين يتعرضون لضغوط لحضور مسيرات الدعم "بل ويضطرون إلى تسليم بطاقات هويتهم الوطنية لتأييد السيسي"، كما تقول حنان طنطاوي، عالمة الصيدلة في المركز القومي للبحوث المملوك للدولة في القاهرة، للصحيفة.
والإثنين، خلال مسيرة حزب مستقبل وطن المؤيد للسيسي ، قالت امرأة تعمل مدبرة منزل إنها ومعظم الآخرين من حولها كانوا يحضرون من أجل "المال والمنح" دون الخوض في تفاصيل.
ومنذ وصوله إلى السلطة، يصف السيسي الذي تخرج من الكلية الحربية عام 1977، نفسه بأنه "أب لكل المصريين"، ويقوم بتوجيه النصائح والإرشادات للمصريين في معظم المناسبات والمحافل العامة ويطالبهم بمزيد من "التضحيات" لتجاوز الأزمة الاقتصادية.
وقد قال في مؤتمر عام السبت "إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، إياكم يا مصريين أن تقولوا نأكل أفضل". وضرب مثلا بدولة لم يسمها - كان واضحا أنها الصين - أصبحت "قوة عظمى" بعد أن مات "25 مليون من شعبها جوعا".
ويعتبر السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في العام 2011، مع انطلاق الربيع العربي، وكان عضوا في المجلس العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك، أن الثورة خطأ وأن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها إيجابيا.
وأثار هذا الكلام انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي التي عادة ما يستخدمها المصريون بحرص خشية بطش النظام.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ضابط للسيسي: هوّن على نفسك.. والرئيس يرد : هما يومين على وش الدنيا وربنا يتقبلني .. فيديو
وكالات
وجه فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماعه مع عدد من قادة القوات المسلحة بالعاصمة الإدارية الجديدة، التحية للحضور، وطلب من أحد الضباط وهو المتحدث العسكري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، أن يسدي له نصيحة، بقوله: “تنصحني بإيه؟”، ليرد الأخير “هون على نفسك يا فندم”.
ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على المتحدث العسكري، حابسا دموعه، قائلا: “شوف واسمع.. هما يومين على وش الدنيا، وبعد كده هنموت، وتحت بقى يا رب يقبلني”.
وأكمل الرئيس السيسي: “عارف يا غريب لما تعرف وتفهم الحكاية اللي موجودين عليها على وش الأرض، مش هتهون عليك أبدا”، مستكملا: “عندما جاءت السيدة فاطمة أثناء وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت له واكرباه.. فقال لها الرسول وهو ينتقل إلى الرفيق الأعلى: لا كرب بعد اليوم على أبيكِ”.
ضابط للرئيس السيسي: هون على سيادتك يا فندم.. والرئيس يرد: هما يومين على وش الدنيا وتحت الأرض ربنا يتقبلني#العربية_مصر pic.twitter.com/ZTy52k2ToN
— العربية مصر (@AlArabiya_EGY) November 21, 2024