أكد السيد في معرض كلمته في الخطاب التمهيدي لذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ، ان ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي أهميتها من كون صاحبها قدوة للفلاح والفوز والوعي، وتصلنا بأعظم رمز لنا، تصلنا بالإسلام والقرآن، وتزيدنا طاقة إيجابية في عزمنا وإيماننا وانطلاقتنا العملية، واحتفاء شعبنا يعبر عن انتمائه الإيماني الأصيل، وفيما يتعلق بالمناسبة العزيزة في تعزيز الإيمان والوعي لهذه الفعالية تعزيز مصاديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانية) والمسلمون اليوم أحوج ما يكونوا للاقتداء بالرسول مع حركة الصهيونية العالمية في احتواء المسلمين واختراقهم، وهذا الخطر يتفاقم، وإذا سيطر أعداء الأمة على أفكار وثقافة وقيم وأخلاق وإيمان أبنائها، وتمكن أعداؤها من السيطرة عليها، والأمة بحاجة لاستعادة دورها في العالم بترسيخ هذا الانتماء والأسس التي تربطها برسول الله صل الله عليه وعلى آله، والبعض لا يروق لهم هذا الأمر بسبب الغباء أو بسبب اليأس، والبعض يريدون ان يأمنوا أنفسهم بأمريكا، والخطر هي أمريكا نفسها، ومشكلة الكثير من المثقفين والسياسيين هي في النظرة الخاطئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم ، وجعلهما في نطاق محدود وضيق، فالمهمة الأساسية وحركة الرسول الأساسية هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

.
والرسول صل الله عليه وآله وسلم وعلى تحرك في اطار هذه المهمة الإلهية، والنور الإلهي هو الاقتداء برسول الله، والتحرك ضد الاقتداء القرآني يعني العيش في دائرة الظلام ، ومناسبة ذكرى المولد هي عملية تقييم لشؤون حياتنا وتزكيتنا وصلاح الواقع، وهذا لابد منه لتحقيق التغيير، والتغيير الجذري، كان ضرورة من البداية، لكننا انشغلنا بالتصدي للعدوان، وحجم العدوان معروف، الذي حدد ان الأولوية هي التصدي له، ولذلك فإن مسألة التغيير الجذري ليست مسألة طارئة، والخلل قديم بالمظاهر السلبية، ومواقف الشعب من ذلك كانت ثورته في الـ21 من سبتمبر، ولذلك فالخلل يعود للعمق وهناك الكثير من الأنظمة واللوائح والمفاهيم والسياسات الخاطئة في الأداء الرسمي، وهي غير سليمة في المسئولية التي تذهب للمصالح والامتيازات، وغياب معيار ومؤهلات الكفاءة، حتى في منصب الرئيس، أهم منصب في الدولة، فالمشكلة قديمة وليست طارئة، وكذلك القضاء، والحرمان من الخدمات، وإهدار الثروة الوطنية وسرقتها على مدى عشرات السنوات، وفي بعض الحسابات طلع الرقم بشكل هائل كان بالإمكان بناء بنية تحتية هائلة..
والبعض أراد أن تحقق مؤسسات الدولة كل ذلك في ظل الحرب والعدوان والحصار ما لم تقدمه تلك الحكومات في عشرات السنين، وهذا بهدف تفكيك الجبهة الداخلية، والتماسك لمؤسسات الدولة في حد ذاته إنجاز، والاختلالات قائمة وعميقة ومؤثرة سلبا، وحجم الإنجاز الكبير في القوات العسكرية يأتي بالأمل لهذا الشعب العظيم بإمكانية التغيير الكبير في كافة مؤسسات الدولة، والبعض يأتي ليذر الملح على العيون ويحمل كل المسؤولية والملامة لمؤسسات الدولة، وبالأمل والعزم والإرادة والوعي والإيمان بالله سوف يتم تحويل وضع شعبنا الاقتصادي بشكل تام، والتغيير الجذري يجب أن يكون هناك تحرك شعبي مصاحب له، والتغيير لا يعني الحكم على المسؤولين انهم غير اكفاء، و مشكلتهم هي في الظروف التي يعيشونها في ظل الحرب والعدوان والحصار، وهناك من خدموا البلاد بشكل كامل ويجب انصافهم، والتوجه للتغيير تأتي دعايات وزرع مخاوف والحديث عما يتحدث به الأعداء، ومنها الخطر على الجمهورية، وليس لدينا مشكلة مع الجمهورية التي نريدها ان تجسد الانتماء الإيماني لشعبنا وان تحقق العدالة والرخاء والاستقلال والحرية، وهذا ما نسعى له بالتحديد، ومن يعتبر ذلك مشكلة فهو إدانة له هو، والبعض يقلق من الحديث عن الهوية الإيمانية وهذا هو توجه الأعداء..
لشعبنا اليمني خصوصية في انتمائه الإيماني منذ فجر الإسلام ونماذج هويته التاريخية متجذرة وحديثنا عنها حديث فخر وهي مسئولية ومنظومة من المبادئ والقيم والأخلاق، والهوية الإيمانية من مبادئها المبادئ التحررية، ويأبى أن يضام أو يهان أو تصادر حريته، وهي مسألة مهمة جدا في كل الاعتبارات، ولن نقبل ان نكون شعب بلا هوية، وهي شيء يبنى عليه حضارة وخير، وفي إطار التغيير هناك أولويات منها التخلص من العدوان والحصار وإعادة اللحمة الوطنية والسعي لتحويل البلد إلى منتج، بكافة الوسائل المتاحة، والسعي لتنمية الإيرادات، ومسار التغيير سوف يتوافق معه الكثير من معالجة الكثير من السلبيات، ومتوقع ان يحاربه الأعداء، فلا يلتفت اليهم شعبنا الكريم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطاب الداخل

السياسة لعبة المصالح. ليس فيها صداقة أو عداوة دائمة. وخير شاهد على ذلك تبدلت مواقف غالبية دول العالم ذات التأثير في الشأن السوداني. إذ هناك شبه إجماع على دعم الدولة السودانية وإدانة مرتزقة الشتات. جاء ذلك في كلمات مندوبي تلك الدول في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بخصوص السودان. ولكن ما يهمنا في المقام الأول ترتيب البيت الداخلي. وهذا ما أشار إليه خطاب السودان في تلك الجلسة. حيث قال: (سنبتدر عملية سياسية شاملة بعد وقف الحرب ولا دور للمليشيا في مستقبل السودان مع التأكيد على الإلتزام بعدم الإفلات من العقاب بحق المنتهكين وسفاكي الدماء). وأضاف أيضا: (الديمقراطية جزء أصيل في الثقافة السودانية وسترون ما سيفعله الشعب السوداني بالارتباط بها وفي تعزيز مساراتها ووحدته الوطنية). وختم قوله: (مطالبا بتفعيل كل ما من شأنه أن يقوي القدرات في الحفاظ على أمن وحماية المدنيين. وأن يتم إعتماد ذلك ضمن الملكية السودانية لصنع السلام. وطالب بتشكيل آلية رصد للانتهاكات وبالأخص اعتداءات مليشيا الدعم السريع والمرتزقة الأجانب). وخلاصة الأمر نؤكد بأن خارطة طريق واضحة المعالم وضعتها الدولة أمام الجميع. إذن على القوى السياسية والحادبة على مصلحة الوطن أن تترفع عن الصغائر والمصالح الذاتية. الأوطان تبنى بتضافر جهود الأبناء المخلصين. كفاية تعنت ومعاكسات. لقد ضاعت منا حتى الآن (٦٩) سنة من عمر الدولة السودانية سدي. وإن لم نغيير من تعاطينا للسياسة وفق المنهجية القديمة. سوف تضيع مثلها أيضا. لتضع تلك القوى نقطة سطر جديد في دفتر حضورها المنهجي. حينها سودان يشار إليه بالبنان.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٤/١٢/٢١

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تركيا ومشروع “العثمانية الجديدة”
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • خطاب السيد جعفر الميرغني ؟: من وراء رسالة الختمية!
  • خطاب الداخل
  • المحويت تشهد فعاليات نسائية إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • جنبلاط التقى القائد العام للادارة السوريّة.. وهذا ما أكّده الشرع عن العلاقة مع لبنان
  • وادي زرق من مناطق دار زغاوة استولى عليه حميدتي وحوله الى أكبر قاعدة عسكرية للدعم السريع
  • من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات
  • رجال السيد القائد يحطمون أسطورة البحار
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم