الحديدة.. احتشاد مليوني بمناسبة المولد النبوي وتفويض لقائد الثورة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
التغييرات الجذرية التي أعلنها قائد الثورة ترسم ملامح المرحلة المقبلة للدولة اليمنية الحديثة اهتمام قائد الثورة بإحداث تغييرات جذرية يأتي من منطلق حرصه على مواكبة ما تم تحقيقه من انتصارات ميدانية على أرض الواقع وهج وألق الاحتفال بالمولد زاد مع تجاوز المسيرة مرحلة الاستضعاف وبلوغها بفضل الله وقوته وعونه وتأييده مرحلة التمكين تنفيذ المرحلة الأولى من التغيير الجذري يحتاج إلى الالتفاف الرسمي والشعبي حول القيادة لإنجاحها والمضي في تنفيذها
احتفل الشعب اليمني الأربعاء الماضي بمناسبة المولد النبوي الشريف، بحشود جماهيرية غير مسبوقة احتضنتها ساحات الاحتفالات الكبرى في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، ليتصدر المشهد عربيا وإسلاميا وعالميا ويرسم لوحة جمالية وفرائحية بهيجة، ويوصل للعالم أجمع مشهدا عظيما يعكس عظمة صاحب المناسبة صلوات الله عليه وآله وسلم.
وعكس هذا الاحتشاد الملاييني مستوى التفاعل الشعبي مع مضمون كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، والتغييرات الجذرية التي اعلنها في المناسبة، والمرتكزات التي تستند عليها التغييرات، أبرزها القرآن الكريم كدستور تشريعي للدولة، والهوية الإيمانية كمنظومة من المبادئ والقيم والأخلاق الحياتية، والتمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى، ووحدة الشعب اليمني وما حظي به من تفويض شعبي كبير للتغييرات.
“الثورة” التقت عدداً من قيادات محافظة الحديدة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمشايخ والاعلاميين حول المناسبة، وما حظيت من بشائر خير على اليمنيين .. وخرجت بالحصيلة التالية :
الثورة / استطلاع / أحمد كنفاني
▪بداية أوضح محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، أنه منذ ساعات الظهيرة الأولى شهدت جميع مداخل الحديدة طوابير من السيارات التي تحمل على متنها الآلاف من ضيوف رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من مختلف مديريات المحافظة الشمالية والشرقية والجنوبية، الذين حرصوا على الحضور مبكرا إلى ساحة الشهيد الصماد للاحتفالات والعروض لنيل شرف إحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وذكر أنه إتماما للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم بها على البشرية، وإكمالا للفرحة الغامرة التي ابتهجت بها السماوات والأرض، وتحقيقا وترجمة عملية للبهجة والسرور الذي تزدان به الحديدة وغيرها من المحافظات اليمنية في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، أكمل أنصار الرسول الأعظم، أحفاد الأوس والخزرج عصر الاربعاء في مختلف الساحات المعتمدة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لهذا العام، فكان المشهد بديعا مذهلا للأعداء.
وأكد أن الحشود المشاركة في احتفالات المولد النبوي لهذا العام كانت هي الأضخم في تاريخ اليمن خاصة والمنطقة العربية عامة.
لافتا إلى أن القلوب العاشقة لرسول الله كانت حاضرة بكل لهفة وشوق للمشاركة في إحياء وتعظيم شعيرة من شعائر الله، شعيرة ارتبط تعظيمها بيمن الإيمان وشعب الأنصار مع بزوغ فجر المسيرة القرآنية.
مؤكدا أن وهج وألق الاحتفال بالمناسبة زاد مع تجاوز المسيرة مرحلة الاستضعاف وبلوغها بفضل الله وقوته وعونه وتأييده مرحلة التمكين، حيث باتت الأنظار تتجه في كل عام مع حلول هذه المناسبة نحو اليمن لمشاهدة عبق العشق اليماني والمحبة اليمانية.
وأشار المحافظ قحيم، إلى تفويض الجماهير الحاشدة، التي حضرت الاحتفالات المركزية بذكرى المولد النبوي في عموم المحافظات، وتأييدها الكامل والمطلق لقائد الثورة لإعلانه التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة.
واصفا إياها أنها ترسم ملامح المرحلة المقبلة للدولة اليمنية القوية.. وثمن دعوة السيد القائد للأمة بالرجوع إلى القرآن الكريم كمنهج حياة ودستور تشريعي، ومنطلقا في التغييرات الجذرية.
“المولد النبوي وإعلان التغييرات الجذرية”
▪فيما أشار وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري إلى أن اجتماع اليمنيين بتلك الحشود المليونية يوم الثاني عشر من ربيع الأول مثل صورة العزة والحرية وأغاظ أعداء الله.
وقال «ما أجمل هذه المشاهد الحاشدة للشعب اليمني والتي صدحت بصوت واحد بشعارات الولاء والتلبية لرسول الله وتعطر أفواهها بالصلاة والسلام عليه وآله، وتحلق في أفياء مولده الأغر لترسم أروع صور الولاء الصادق والمحبة الفطرية النابعة من صميم القلب والوجدان لخير الأنام الرحمة المهداة، والنعمة المعطاة والقدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء والأتقياء وسيد المرسلين الصادق الأمين، خير البرايا أجمعين المبعوث رحمة للعالمين البشير النذير والسراج والقمر المنير، صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داع إلى المنهج القويم والصراط المستقيم، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين”.
وأشاد وكيل أول المحافظة بحنكة وقدرة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقيادته الحكيمة لليمن والشعب اليمني، خلال سنوات العدوان، رغم كل التحديات والظروف الصعبة التي مر بها اليمن أرضا وإنسانا ..مؤكدا أهمية الوقوف إلى جانب القيادة الثورية في هذه المرحلة سيما فيما يتعلق بإحداث التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة والتي تأتي من منطلق حرصها على مواكبة ما تم تحقيقه من انتصارات ميدانية في المجالات العسكرية والأمنية، وامتلاك اليمن لقوة ردع كفيلة بانتزاع حقوق الشعب اليمني وحقه في الحرية والاستقلال ودحر الغزاة والمحتلين من كل شبر من أرض اليمن، خاصة بعد ما يقارب تسع سنوات من العدوان والحصار.
وأضاف “نريد أن تستمر أصوات الملايين في تفويض قائد الثورة، في إحداث التغييرات الجذرية لإصلاح مؤسسات الدولة، التي لا محالة ستكون لمصلحة الشعب اليمني وفي خدمته، طالما أنها تستمد من القرآن الكريم كدستور ومنهج قوي للشعب”.
عظمة وحضور مشرف
▪من جانبه قال وكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية محمد النهاري: «يا لها من عظمة ويا له من حضور يشرف اليمن واليمنيين يتباهى به الله ورسوله أمام ملائكته، مشهد الفرح اليماني المحمدي في مختلف ساحات الرسول الأعظم كان الأكبر والأعظم بلا منازع، أبهج وأفرح وأسعد وأبهج كل اليمنيين، من الميادين والساحات هتف فيها أحباب رسول الله من اليمنيين واليمنيات كبارا وصغارا بعبارات الصلاة عليه والمديح فيه، وارتفعت راياتهم الخضراء المحمدية مرفرفة بالنصر المبين».. وأكد أن الحضور المهيب رشف من معين الشمائل المحمدية للرسول الأعظم وأخلاقه القرآنية من كل الجوانب.
لافتا إلى أن الجميع من صعدة والجوف وحجة ومارب وعمران والحديدة والمحويت وريمة وصنعاء وذمار والبيضاء وإب وتعز والضالع، رسموا لوحة يمانية إيمانية هي الأجمل والأروع في عيد مولده الأغر، جسد يمن الأنصار عمق ارتباطهم الوثيق برسول الله، وجددوا له الولاء، وعبروا عن شكرهم لله على نعمة الرسول الأعظم ، الذي يدينون له بالفضل الكبير في هدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، وتوج المشهد بكلمة السيد القائد وما أعلنه من تغييرات جذرية تتطلبها المرحلة الراهنة ومباركة كافة أطياف الشعب اليمني لها.
“ التمسك بالمنهج المحمدي”
▪بدوره هنأ مستشار المحافظة لشؤون الخدمات والتنمية الشيخ ثابت إبراهيم المعمري، قائد الثورة وأعضاء مجلس الدفاع الوطني والشعب اليمني العظيم الكريم والمؤمن الذي نصر رسول الله.
وأكد أن احتفال اليمنيين بالمولد النبوي ليس للسفور والفجور وإنما لتجسيد قيم أخلاق ومبادئ الرسول العليا وميلاد الرسول يوم يماني إيماني عظيم تجسد في الحضور الهائل للحشود اليمانية المؤمنة المرتبطة بالرسول الأعظم.
واضاف «ينبغي على الشعب اليمني أن يسجد شكرا لله على المظهر اليماني والإيماني والمشهد الاستثنائي، وهذا الحضور إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإيمان بكل ما تعنيه الكلمة هو يماني، كما قال النبي صلوات الله عليه وآله «الإيمان يمان والحكمة يمانية».. وأشار إلى أن هذا المشهد الذي رأيناه وهذا الترتيب والحشد والحضور والصبر تحت حرارة الشمس الشديدة، هذا الصبر والثبات والوعي يدل على أن الشعب اليمني قادر على أن يصبر ويثبت وينتصر في كل المعارك والتحديات وأن ميادين العزة والكرامة ستمتلئ كما هذه الميادين ممتلئة برجاله.
وشدد على ضرورة أن يعيي العدو المجرم ويفقه رسالة اليوم جيدا وأن يعرف أن الشعب اليمني اليوم قد أصبح معتصما بالله ومتمسكا برسول الله ومنتصرا بإرادة الله.
واشار الى انه ما علينا إلا أن نحمد الله كثيرا ونشكر الله كثيرا مع الشكر الجزيل لهذا الشعب اليمني الوفي الشامخ المؤمن ونحمد الله الذي أظهر عظمة الولاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الاحتفال والحشد والحضور الكبير الذي فاق كل التوقعات.
وبارك المعمري ما أعلنه قائد الثورة عن التغييرات الجذرية .. مؤكدا أن الشعب اليمني في ظل قيادته الثورية قادر على صنع المزيد من الإنجازات والتحولات في مختلف المجالات.. مشيرا إلى أن اعلان قائد الثورة للمرحلة الأولى من التغيير الجذري، حظي بمباركة رسمية وتفويض وتأييد شعبي، لا لشيء إلا لأن المرحلة الراهنة تستدعي المضي في إحداث تغييرات جذرية لإصلاح مؤسسات الدولة، خاصة وأن التغيير الجذري في مرحلته الأولى يحظى بإشراف من قائد الثورة.
“المشهد اليماني العظيم وتجسيد الهوية الايمانية”
▪من جهته قال رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد أحمد الاهدل «تضيع الكلمات وتتبعثر الحروف ويجد المرء صعوبة بالغة في وصف المشهد اليماني المحمدي في كرنفال الاحتفاء والاحتفال والفرح البهيج».. مباركا كل الجهود التي بذلت في الإعداد والتحضير والمشاركة التي تليق بمقام الرسول الأعظم.. واستعرض موجهات قائد الثورة فيما يتعلق بالتغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، التي مثلت أبرز ما تحدث به في خطابه أمام الحشود المليونية بمناسبة المولد النبوي.
وأشار إلى أهمية مرحلة التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، التي كان متوقعا أن تتم بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، ولكنها لم تتم بسبب العدوان والحصار على اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات.. لافتا إلى ما حققته الثورة المباركة من إنجازات ملموسة سيما فيما مجال التصنيع العسكري والإنتاج الزراعي، وغيرها في الخدمات.
وتطرق الدكتور الأهدل إلى عدد من المفاهيم والإجراءات والأهداف، التي تضمنتها موجهات قائد الثورة، فيما يتعلق بأهمية التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، وما كانت عليه هذه المؤسسات من مظاهر سلبية أثرت بصورة مباشرة على المواطن، ومن أبرزها غياب معيار الكفاءة في قيادات الدولة.
وأوضح أن المرتكزات، التي تستند عليها التغييرات الجذرية، أبرزها القرآن الكريم كدستور تشريعي للدولة والهوية الإيمانية كمنظومة من المبادئ والقيم والأخلاق الحياتية؛ كونها هوية متجذرة في حياة الشعب اليمني، والتمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني، وإعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات.
وبيَن متطلبات التغييرات الجذرية في هذه المرحلة، والمتمثلة بالثقة المطلقة، والتسليم الكامل للقيادة، ومواجهة الدعايات، وكشف الشبهات والمرجفين والمنافقين، والصبر الذي لا بد أن يتحلى به الشعب اليمني مع هذه التغييرات، التي تتطلب وقتا ومراحل لتنفيذها على أرض الواقع.
وأكد أهمية تفويض قائد الثورة، وأنه على الجميع الوقوف معه وتأييده بشكل مطلق لإحداث التغييرات الجذرية، التي هي في غاية الأهمية.. محذرا في هذه المرحلة من دسائس العدو، ونشره الفبركات والمغالطات من أجل عرقلة مشروع التغييرات الجذرية.
“عظمة الفرحة”
▪من جانبهما أكد عضوا مجلسي النواب عبدالله حسن خيرات والشورى عبدالرحمن مكرم، عظمة الفرحة والبهجة الغامرة في نفوس ووجدان أبناء الشعب اليمني، بذكرى مولد نور الهدى وسيد الكونين، محمد المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأشارا إلى أن الخروج المهيب والأكبر بالمحافظات توج زخم الاحتفالات الواسعة وغير المسبوقة لهذا العام، ونجاح الفعاليات والأنشطة المختلفة والاستعدادات والتحضيرات المكثفة التي شهدتها عموم المحافظات وكافة مديرياتها ومكاتبها التنفيذية وعلى مستوى الأحياء والحارات والمساجد والمدارس، والتي استمرت لأكثر من شهر بما يليق بعظمة ومكانة المناسبة في قلوب اليمنيين، وتجسيد حبهم وولائهم للرسول والسير على نهجه.. وثمنا تجديد الحشود المحتفلة، تأييدها وتفويضها الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فيما أعلنه من خطوات أولى للتغيير الجذري الذي يعتمد على الهوية الإيمانية والتمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني، وتلبية تطلعاته وتحقيق أهداف ثورته المجيدة الحادي والعشرين من سبتمبر.. كما أكدا أن تنفيذ المرحلة الأولى من التغيير الجذري، يحتاج إلى الالتفاف الرسمي والشعبي، حول قائد الثورة لإنجاحها والمضي في تنفيذ المراحل اللاحقة من عملية التغيير للوصول إلى الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة بعيدا عن الوصاية والارتهان للخارج.
“التعظيم والتوقير والتنفيذ الفعلي لمسارات التغييرات الجذرية”
▪من جهتهم أوضح عدد من مشايخ مربع المدينة ومديريتي المراوعة وبيت الفقيه وإعلاميي ومراسلي وسائل الإعلام المختلفة بمركز المحافظة، أن الاحتفال بمولد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمر عظيم ومقدس ويحمل دلالة على الابتهاج والاعتراف بمنة الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع.
وأشاروا إلى أن يمن الإيمان والحكمة بفضل الله تعالى عبر الأجيال السابقة والحاضرة يجعل من هذه المناسبة محطة سنوية لاكتساب الوعي، وشحذ الهمم، واقتباس النور، وتعزيز الولاء للرسول والرسالة، والتعبئة المعنوية ضدّ أعداء رسول الله، أعداء الحق، وبالرغم من الجهود والمساعي والمؤامرات التي يبذلها الأعداء والوهابية والقوى الظلامية في تغيير هذه السجية الطيبة وهذا الانتماء الأصيل ليمن الإيمان والحكمة إلا أنهم بفضل الله تعالى ثم بفضل أئمة وأعلام الهدى وحكمة اليمانيين لم يفلحوا في تحقيق مساعيهم ومؤامراتهم الهادفة إبعادنا وفصلنا عن نهج نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسنته وسيرته ومبادئه وقيمه وخلقه العظيم، بل باءت وستبوء تلك المؤامرات الشيطانية بالفشل والخسران المبين عليهم في الدنيا والآخرة، كما أن معاناة شعبنا من العدوان السعو صهيو أمريكي الغاشم لم ولن تثنيه عن الاحتفال بهذه الذكرى في كل عام وإلى أن تقوم الساعة إن شاء الله لأنها مناسبة تربطنا بها وشيجة الإيمان، وتزيد الأحداث والتحديات من أهميتها.. ولفتوا إلى أن زخم وعظمة المناسبة تزامنت هذا العام ما مع وضعه قائد الثورة من محددات للمرحلة الأولى من التغيير الجذري بدءا من تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية وتحديث الهيكل المتضخم في الحكومة مرورا بتغيير الآليات والإجراءات المعيقة وصولا إلى تصحيح السياسات وأساليب العمل في خدمة الشعب وتعزيز التكامل الرسمي والشعبي في العمل على النهوض بالبلاد ومعالجة المشاكل الاقتصادية.. معتبرين التغييرات الجذرية لإصلاح مؤسسات الدولة ومساراتها المتعددة لا تستهدف فئة أو مكوناً بعينه وإنما تخضع لمعايير الاعتماد على الهوية الإيمانية للشعب اليمني وتعزيز الشراكة الوطنية بين مختلف المكونات الوطنية.
منوهين إلى أهمية التنفيذ الفعلي لهذه التغييرات وما حوته من مفاهيم تصب في خدمة الوطن ومصلحة الشعب اليمني العظيم الصابر الصامد.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأولى من التغییر الجذری بمناسبة المولد النبوی محمد صلى الله علیه الله علیه وآله القرآن الکریم الرسول الأعظم لقائد الثورة الشعب الیمنی قائد الثورة هذا العام رسول الله بفضل الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
في محاضرته الرمضانية التاسعة.. قائد الثورة: من ثمرة اليقين أن يمتلك المؤمن الحُجّة المقنعة والحرص على هداية الآخرين
الثورة /
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
قبل أن ندخل في موضوع المحاضرة، لنا وقفةٌ تجاه ما يجري هذه الأيام في سوريا.
حيث تقوم الجماعات التكفيرية بارتكاب جرائم إبادةٍ جماعية، للمئات من المواطنين السوريين المدنيين، المسالمين، العُزَّل من السلاح، وتوثِّق تلك الجماعات التكفيرية- هي بنفسها- جرائمها بالفيديوهات، وتقوم بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتباهى بذلك، ويظهر في نفس الفيديوهات، التي تقوم تلك الجماعات بنشرها، كيف أنها تقوم بكل وحشية وإجرام بقتل المواطنين- كما قلنا- المسالمين، العُزَّل من السلاح، البعض يخرجونهم من منازلهم ويقومون بإعدامهم، والبعض في الشوارع (في المدن، وفي الريف).
ما يرتكبونه من إجرامٍ هو مدان، ويجب أن يستنكره الجميع، وأن يسعى كل من بقي له ضميرٌ إنسانيٌ لوقف تلك الجرائم.
هو يكشف أيضاً إصرارهم على الاستمرار في المسلك الإجرامي الوحشي، بقتل الأبرياء، والمدنيين، والمسالمين، بأفظع أشكال القتل والإبادة.
ويشاركهم في المسؤولية عن تلك الجرائم رُعاتهم، الداعمون لهُمْ بالمال، والدعم السياسي، والدعم العسكري، ولـذلك عواقبه السيئة عليهم جميعاً؛ لأنهم يعتبرون أنهم قد أمَّنُوا نفسهم لدى أمريكا ولدى أوروبا، وبالتالي يطلقون لهم اليد ليفعلوا ما يشاءون ويريدون، نسوا الله، نسوا الله، نسوا أنه يعاقب، وأنه يؤاخذ، وأنه يجازي، وأن للإسراف في دماء الأبرياء عواقب وخيمة ومؤكدة.
هم يقدِّمون بجرائمهم تلك، وعدوانيتهم، تجاه فئة واسعة من أبناء الشعب السوري، واستهدافهم للمسالمين، العُزَّل من السلاح، المواطنين العاديين، هم يقدِّمون خدمةً كبيرةً للعدو الإسرائيلي، وللأمريكي؛ بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وبالتوحش والإجرام تجاه أبناء الشعب السوري؛ لأن ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي، أن يُقدِّم كلٌ منهما نفسه كمنقذ وحامٍ للشعب السوري، في مقابل الاحتلال.
فالإسرائيلي أعلن حمايته للدروز في (السويداء)، وفعلاً لأنه قد أعلن ذلك؛ لم تجرؤ تلك الجماعات التكفيرية على أن تَمَسَّهُم بسوء، بل هي تحترمهم، وتتفاهم معهم، وتتعامل بتواضع كبير معهم، لماذا؟ لأن الإسرائيلي قد أعلن حمايته لهم، وهدد إن مَسُّوهُم بسوء.
والأمريكي كذلك يُقدِّم نفسه كحامٍ للأكراد، في المناطق التي هم فيها، وَيُسَلِّحهم، ويُجنِّدهم؛ وبالتالي عندما يتعرضون لأي هجوم يقاتلون بشراسة، وفي موقع الاستناد والاحتماء بالأمريكي.
ولذلك يرى البقية أنفسهم- من أبناء الشعب السوري- مستهدفين؛ لأنهم ليسوا في حماية الأمريكي كحال الأكراد، ولا في حماية الإسرائيلي كحال الدروز، فيرون أنفسهم يُستباحون ويُقتلون بكل دمٍ بارد، بكل بساطة، وليس هناك من حتى يعترض، أو ينتقد في العالم العربي والإسلامي، الكل يتفرج، وليس هناك موقف تجاه ذلك، يرون أنفسهم في حالةٍ من الاستباحة التامة، لماذا؟ لأنهم ليسوا في حماية الأمريكي، ولا في حماية الإسرائيلي.
ولـذلك يتضح أن تلك الوحشية، وذلك الإجرام، لتلك الجماعات التكفيرية، هي هندسة أمريكية إسرائيلية صهيونية يهودية، هم من فرَّخوهم، وأنشأوهم، وأعدُّوهم لذلك الدور، قاموا بإعدادهم ليكونوا بذلك المستوى من الوحشية والإجرام والعدوانية تجاه المسالمين، تجاه العُزَّل من السلاح، تجاه الذين لا يقاتلون، من ليس لديهم أي تحرك عسكري، مع ذلك يقومون بإبادتهم، وقتل الأطفال، والنساء، والكبار، والصغار، والإبادة الجماعية، لماذا؟ هي هندسة أمريكية إسرائيلية تخدم الأهداف اليهودية الصهيونية:
• أولاً: في تشويه الإسلام، تلك الجماعات تُقدِّم نفسها على أنها جماعات متدينة وجهادية، ثم تتَّجه بكل وحشية وإجرام لقتل الأبرياء المسالمين، العُزَّل من السلاح.
• وتفكيك الشعوب من الداخل، وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
• وكذلك تقديم الأعداء كحماة ومنقذين؛ لأجل القبول باحتلالهم، لأجل القبول باحتلالهم.
ولذلك نرى- بشكلٍ واضح- أن تلك الجماعات التكفيرية، من بعد سيطرتها على سوريا، لم تُطلق ولا رصاصةً واحدة ضد العدو الإسرائيلي، ولا رصاصة واحدة، بالرغم من اجتياحه لجنوب سوريا، في ثلاث محافظات سورية، وبالرغم من احتلاله لمناطق شاسعة، وغاراته المستمرة التي يُدَمِّر بها مقدرات سوريا، التي هي للشعب السوري؛ ومع ذلك هي لا تقوم بأي ردة فعل، بل إنها عَمَّمَت على وسائلها الإعلامية وناشطيها الإعلاميين، بألَّا يستخدموا مفردة (العدو) في توصيف العدو الإسرائيلي، ألَّا يقولوا: (العدو الإسرائيلي)، إلى هذه الدرجة حتى تسميته بالعدو، ما بالك بأي موقف عملي! بينما هي تتعامل بكل وحشية، وعدوانية، وإجرام، ضد المدنيين المسالمين، العُزَّل من السلاح، وتقوم بإبادتهم إبادة جماعية، وتعرض جرائمها وكأنها بطولات، بطولات، ويتفاخرون بها، ويتباهون بها!
ولـذلك ما يحصل هو مؤسفٌ جدًّا، والعرب ساكتون، والعالم الإسلامي ساكت، لماذا؟ ليكون من يتحدث فقط هو الإسرائيلي والأمريكي، كما قلنا: من أجل أن يُقَدَّم الأمريكي والأوروبي، وتُقدِّم إسرائيل نفسها، العدو الإسرائيلي يُقدِّم نفسه، أنهم هم الحماة للشعوب.
ما يحدث فيه درسٌ كبيرٌ- أيضاً- لكل شعوب أمتنا، عن حقيقة تلك الجماعات، عن إجرامها، والإسلام بريءٌ من إجرامها ووحشيتها، الإسلام بريء، الجهاد في سبيل الله هو عنوانٌ مقدّس، بريءٌ من جرائمها، ليست لا مجاهدة، لو كانت تجاهد لواجهت العدو الإسرائيلي، وليست متدينة، بل هي مجرمة، تدين بالباطل وليس بالهدى والحق، وعدوانيتها واضحة.
من يشك أو يشكك في كلامنا، فليشاهد بنفسه تلك الجرائم، التي وثَّقتها تلك الجماعات بنفسها، وتنشرها بنفسها، وتتباهى بها، وتتفاخر بها، بالرغم من أن رعاتها الإقليميين، الذين يُقدِّمون لها الدعم المادي، يحاولون أن يُقدِّموا في وسائلهم الإعلامية صورة مغايرة، ويحاولون أن يصوروا تلك الجماعات أنها دولة، وأنها أمن، وأنها جيش… وغير ذلك، ولكن الأمور واضحة تماماً، وما يحدث في هذه الأيام فظيعٌ جدًّا، السكوت عنه جريمة، السكوت عنه يتنافى مع المسؤوليات الدينية والإنسانية، وما يحدث خطير، وعواقبه خطيرة على تلك الجماعات، وعلى رُعَاتِهم، في العقوبة من الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، ودرسٌ مهمٌ جدًّا لشعوبنا.
ندخل إلى موضوع المحاضرة.
كُنَّا تحدثنا بالأمس على ضوء قول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، في قصة نبيه، ورسوله، وخليله إبراهيم «عَلَيْهِ السَّلَامُ»: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}[الأنعام:80].
في الآية المبارَكة تحدثنا عن جملةٍ من العناوين، كان من ضمنها: أهمية أن يكون المستند للإنسان في دينه ومعتقده هو هدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وأن يكون حريصاً، يتأكد من أنه يتَّجه في طريق الهدى، يعرف كيف هي سنة الله في الهداية، وطريق الهدى، وهل هو يسير في طريق الهدى، وهذه مسألة مهمة للإنسان.
ثم أيضاً عندما يتوفق للسير في طريق الهداية، أن يكون مُعتزّاً بانتمائه إلى هدى الله، بسيره في طريق هدى الله، أن يدرك أن ذلك نعمة عظيمة عليه، وشيءٌ عظيمٌ جدًّا يعتز به، يحافظ عليه، يحرص عليه، يسعى ويحرص للاستقامة عليه، أن يكون مستقيماً على هدى الله، وهذه مسألة مهمة جدًّا؛ فالإنسان الذي لا يُقدِّر نعمة الهدى قد يستبدل به: إمَّا شيئاً من الدنيا، فيكون ممن يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، أو شيئاً من دعاوى الضلال، التي ينخدع بها، يغْتَرُّ بها، ويَتَّجِهُ إليها، وهذه مسألة خطيرة؛ لأن الإنسان حينما يضِلُّ بعد الهدى، ويزيغ قلبه بعد أن كان في طريق الحق، هذا هو من أخطر أنواع الضلال، وأشد أنواع الضلال على الإنسان؛ قد يُخْذل، الإنسان عندما يزيغ قلبه عن الحق، بعد أن وُفِّق للسير في طريق الحق، ويضلّ عن طريق الهدى، فالضلال بعد الهدى خطيرٌ جدًّا على الإنسان، قد يؤدي إلى أن يُخذل، ثم لا يتوفق أبداً للعودة إلى طريق الهداية.
تحدثنا فيما يتعلق بمسألة الخوف، فيما ورد في الآية المباركة، في قوله: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، تحدثنا عن أهمية هذه المقارنة، وعن حاجتنا إليها في هذا الزمن بشكلٍ كبير جدًّا، حيث معظم المسلمين مُكَبَّلون بالخوف من غير الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، مكبَّلون بالخوف من أمريكا، من إسرائيل، من طغاتهم وجبابرتهم الذين يوالون أمريكا وإسرائيل، هذه المقارنة هي مهمة في تحرير الإنسان من المخاوف الأخرى، أن يعرف ما يجب أن يكون خائفاً منه، حينما يكون في ما هو عليه، حينما يكون مذنباً، متحملاً للوزر الكبير، في محل المؤاخذة، بالعقوبة الإلهية التي هي أشد مما بيد الناس كلهم، حينما يكون خصمه هو الله، حينما يكون في مشكلة مع الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى».
ونبَّهنا في سياق ذلك على ضوء قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، كذلك من خلال هذه المقارنة، وأنك عندما تخاف من عذاب الله، فتتَّجه فيما يرضيه لتأمن من عذابه، قد يقيك هو «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» من ضُرِّ الآخرين ومن شرهم؛ أمَّا الله فلا أحد يستطيع أن ينقذك منه، أو أن يَقِيَك من عذابه وبأسه، لا يستطيع أحد، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}، {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ}[يس:23]، فليس هناك من يستطيع أن يُخلِّصك، أو يُنقذك، أو أن يدفع عنك بأس الله، وعذاب الله.
طريق الأمن وطريق الهداية، كما قال عنها نبي الله إبراهيم «عَلَيْهِ السَّلَامُ»: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:82]، هذا هو طريق الأمن للإنسان وطريق الهداية: الذي يؤمن إيماناً صحيحاً صادقًا، الإيمان بعناوينه الكاملة بمصداقية، وعناوينه الكاملة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والاستقامة على أساس ذلك، فالإنسان إذا اتَّجه هذا الاتِّجاه، بالإيمان الصادق الكامل، اتَّجه في طريق الهدى ولم يلبس إيمانه بظلم، بل كان إيماناً صافياً من الشوائب، يتَّجه ليصفِّي مسيرته العملية والتزامه العملي من الشوائب، شوائب الظلم، والظلم هو عنوانٌ واسع، هو عنوانٌ يشمل كل أنواع التعدي لحدود الله، كل أنواع التعدي لحدود الله:
• في معاملتك مع الناس، لا تظلمهم، لا تتجاوز الحق في تعاملك معهم، أي تجاوز للحق في تعاملك معهم، في أي نوعٍ من أنواع المعاملة، هو ظلم، التجاوز للحق هو ظلم، فيما تأخذه عليهم من حقوقهم، فيما تسيء به إليهم بغير حق، فيما تعتدي به عليهم… في أي شكلٍ من أشكال تجاوز الحق، والتعدي لحدود الله التي رسمها في التعامل مع الناس.
• وهكذا في علاقتك بالله، فيما يتعلق ببقية الالتزامات الإيمانية، ألَّا تتجاوز فيها حدود الله، لا تتعدى فيها حدود الله، التعدي هو ظلمٌ، يعتبر من الظلم.
هذه المسألة هي مهمة أيضاً، مهمةٌ جدًّا للإنسان في انطلاقته الإيمانية والجهادية في سبيل الله تعالى: أن يحرص على أن يكون بعيداً من الظلم في كل أشكاله، في تعامله مع الناس، في كل أنواع التعامل، أن يكون حريصاً جدًّا- هذا من الإيمان- حريصاً جدًّا ألَّا يقع في الظلم، ألَّا يتورط في الظلم؛ لأن هذا يُحبط عملك، وفي نفس الوقت تفقد القيمة الإيمانية، لا يبقى لانتمائك الإيماني قيمة، ولا يبقى سبباً لنجاتك، ولا يبقى قُربةً لك إلى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، لماذا؟ لأنك أحبطته بالظلم، بالتعدي لحدود الله، والإنسان في انطلاقته الإيمانية الجهادية، إذا لم يكن مرسِّخاً في نفسه لذلك، فقد يستهتر بهذه المسألة، البعض من الناس يستهترون، وفي المسيرة الإيمانية لأُمَّةٍ مؤمنةٍ مجاهدة يُمكِّنها الله، تعتبر المسؤولية كبيرة جدًّا، ويجب ترسيخ هذا المفهوم بشكلٍ كبير: ضرورة الحذر من الظلم، من أن تشوب إيمانك، تشوب جهادك، بالظلم للآخرين؛ لأن هذا- فعلاً- يفقدك القيمة الإيمانية لانتمائك الإيماني، لا يبقى له أي إيجابية، ولا قيمة، ولا يبقى يمثِّل قربةً إلى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى».
الحالة الخطيرة على الناس هي في: الأطماع، والطغيان، كل أشكال الطغيان، لاسيَّما في مراحل التمكين؛ ولـذلك نجد أن الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» يخاطب نبيه محمداً «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ» بقوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا}[هود:112]، يكون الناس مُعَرَّضون للطغيان في مراحل التمكين، البعض- فعلاً- حينما يتمكن يطغى، حينما يصبح له نفوذ، قدرة، قوة، إمكانية، يرى أنه يستند فيما يفعل إلى قدرة عسكرية، أو إمكانية، أو نفوذ، أو وجاهة اجتماعية… أو غير ذلك، يطغى فيظلم، يتجرأ على الظلم، ينسى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وبذلك يُبْطِل أعماله، جهاده، إيمانه، فهو في حال ما هو عليه من ظُلم هو مُعَرَّض للمؤاخذة الإلهية، هو مهددٌ من الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، ينطبق عليه الوعيد الإلهي، والله سيعذبه، لا أمان له من عذاب الله، لا أمان له من عذاب الله، وعلى الإنسان المؤمن أن يراجع نفسه، أن يُقيِّم نفسه؛ لأن البعض من الناس إمَّا بدافع الأطماع- وهي خطيرةٌ جدًّا على الناس- قد يطمع في أراضي الناس، في أملاكهم، فبدافع الطمع يستند إلى نفوذه، إلى قدرته، إلى إمكانياته؛ فيطغى ويظلم، يظلم الآخرين، ويتكبر، يجمع بين التكبر، يكون متكبراً، ظالماً، طاغية، ولو أنه يبقى في انتسابه انتساباً إيمانياً وجهادياً، لكن لا يمكن للإنسان أن يخادع الله؛ فبالتالي هو مُعَرَّض لأنواع من المؤاخذة الإلهية: قد يُخْذَل، فلا يتوفق أبداً في بقية حياته، تأتيه عقوبات متنوعة، والله يعاقب ويؤاخذ، مهما اغتر المتكبرون والطغاة، الذين ينحرفون إلى طريق الطغيان عن طريق الإيمان.
لـذلك على الإنسان أن يحرص على أن يحافظ على إيمانه من الشوائب، شوائب التعدي لحدود الله، ثمرة الإيمان هي: الاستقامة، والعمل الصالح، وأهمية أن يسعى الإنسان لتنقية إيمانه باستمرار من الشوائب مسألةٌ مهمةُ جدًّا.
الإنسان حتى في اطمئنانه فيما هو عليه، فيما بينه وبين الله، هذا مهمٌ له، يشعر بالأمن، بالاطمئنان؛ لأن الإنسان محتاجٌ إلى الله، محتاجٌ إلى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، البعض قد ينسى هذه الحقيقة في فترة التمكين، ولكن عندما تأتيه المؤاخذة الإلهية يقهره الله، ويُذِلُّه الله، كما أَذَلَّ غيره من الجبابرة؛ لأن البعض ينسى حتى أخذ الدروس من حال الآخرين، من حال الآخرين.
ولـذلك كثيراً ما نقول لإخوتنا في مسيرتنا القرآنية: لا ترثوا الظلم من الظالمين، لا تقتدوا بهم، يحذر الإنسان لا يتحول إلى بلطجي، يسطو على أراضي الناس، على أملاكهم؛ لأنه يريد أن يقتدي بضابطٍ كان مجرماً من المجرمين، كان طاغيةً من الطغاة، هذه مسألة خطيرة على الإنسان، الله سَيُذِلُّك كما أذلَّهُ، مهما اغتررت بنفسك، ليس لك حصانة عند الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى».
الأسماء، والعناوين، والأنساب… وكل شيءٍ مما قد يَغْتَرُّ به الإنسان، لا يعطي الإنسان حصانةً بينه وبين الله، حينما يظلم هو معرَّضٌ للمؤاخذة والعقوبة الإلهية، ولا أمان له من عذاب الله؛ لـذلك الإنسان هو بحاجة إلى الله، بحاجة إلى أن يُنَقِّي إيمانه من الظلم، فلا يتحول إلى ظالم، غشوم، معتدٍ، متكبر، وأن يسعى لحماية إيمانه، أنت بحاجة إلى الله، وإلَّا إذا أصررت على غرورك وتكبرك سترى، سترى كيف يؤاخذك الله، ويأخذك أخذ عزيزٍ مقتدر، كما أخذ غيرك، ممن يَغْتَرُّوا كما أنت مغتر، وتجاهلوا كما أنت متجاهل.
يقول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}[الأنعام:83]، (وَتِلْكَ): هذه البراهين التي عرضها نبي الله إبراهيم «عَلَيْهِ السَّلَامُ» على قومه، عرضها عليهم، وهي حجج دامغة، تُزهق باطلهم، تُفَنِّد ما يحاولون أن يستندوا إليه من الشُّبَه والزخارف، زخارف القول، وهذا الهدى، هذه الحجة المقنعة، القوية، التي يقدِّم من خلالها لهم الحق بطريقة مقنعة، مُزهقةٍ للباطل، هذا هو من هدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، الله «جَلَّ شَأنُهُ» حينما قال: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[الأنعام:75]، كان مما أراه الله من الآيات، ما يزيده نوراً، ويعطيه حُجَّةً، ويَدُلُّه أيضاً على وسائل مقنعة ومفيدة ومؤثِّرة: وسيلة لمحاججة قومه، وسيلة لهدايتهم، وسيلة للوصول بهم إلى الحقيقة، براهين ليعرضها عليهم، هذا هو من عطاء الله، من هدايته، جزءٌ مهمٌ من هداية الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: أن يمنحك مع الحقِّ الحُجَّة الدامغة، التي تستند إليها في تقديمك لهذا الحق إلى الآخرين، هو جزءٌ من رعاية الله وهدايته.
أيضاً من ثمرة اليقين، والوعي الراسخ: أن يمتلك الإنسان المؤمن المهتدي بهدى الله الحُجَّة النيِّرة، والمُفحمة، والمقنعة، وأن يمتلك قوة التقديم للحق، مع الحرص على هداية الآخرين، والثبات على الثوابت بنفسها؛ لأن المسألة ليست مسألة أنه يسعى لقهرهم، أو لتحطيمهم؛ بل يسعى لتحطيم فكرة الباطل، فكرة الشرك، في أنفسهم، وإنقاذهم منها، وإيصال الحقيقة النيِّرة إليهم؛ لتكون واضحةً لهم، وهذه مسألة مهمة جدًّا.
قوله تعالى: {وَتِلْكَ}، تشير إلى أن المقام من أوله هو مقام عرض براهين وسعي لهدايتهم؛ ولهـذا نجد أنه انتقل ما بعد العرض نفسه، العرض التأملي في مسألة (الكوكب، والقمر، والشمس)، انتقل معهم في النقاش إلى الحديث عن الله بشكل مباشر، بشكل مباشر، يعني: ليس إنساناً جاهلاً بالله، ومتخبطاً يبحث له عن إله، لا، هو قدَّم ذلك العرض التأملي في صورة البحث عن الحقيقة، وعلى الفور انتقل هو وأياهم في الحديث عن الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ}[الأنعام:80]، والحديث عن الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، عن أن طريق الأمن هي في الإيمان به، وغير ذلك.
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}[الأنعام:83]، من هدى الله: أن تملك أنت عندما تسير على هدى الله قُدرةً في الاحتجاج على الآخرين، في الحديث مع الآخرين وتبيين الحق لهم، في الدعوة للآخرين إلى هدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى».
الحجة، والبرهان، والدليل، هذا ما يعتبر مستنداً للحق، ودليلاً عليه، وأن ذلك الذي تُقدِّمه هو حقٌّ من الله، هذه قضية أساسية تحدثنا عنها، فأن تمتلك الحجة، أن تمتلك أيضاً الوعي والمعرفة، والقدرة على تقديم الحق بما يزهق الباطل، هذا هو سلاحٌ مهمٌ في مواجهة الضلال والباطل، ووسيلةٌ أساسية في السعي لهداية الناس، وإنقاذهم من الضلال والباطل.
ولـذلك فالإنسان المؤمن، المهتدي بهدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، ينبغي أن يكون حريصاً في معرفته بالحق، أن يمتلك الحُجَّة، الدليل، البرهان، وأن يمتلك القدرة أيضاً على تقديم الحق، ولاسيَّما من يتحرك في إطار مسؤوليات في هداية الناس، كأنشطة تعليمية، تثقيفية، إعلامية، إرشادية، هذا يتطلب أن يكون لدى الإنسان وعيٌ راسخ، وإيمانٌ صادق، يستوعب في هدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» الحُجَّة، الدليل، البرهان، ويستوعب الحق بنفسه، ويمتلك القدرة على التقديم الواضح، البيِّن، الذي يُزهق الباطل من نفوس الناس؛ لأن بإزهاق الباطل من نفوس الناس، الإزهاق له من واقع الحياة.
والباطل- كما قلنا- له امتداد في حياة الناس بشكل جرائم، مظالم، مفاسد، ليس مسألة تبقى في أفكار الناس محبوسةً في أذهانهم، أو حبيساً في دفاترهم وكتبهم، أو يبقى في نطاق محدود كطقوس معيَّنة؛ ينزل إلى واقع الحياة، انظروا إلى تلك الجماعات التكفيرية، بوحشيتها وإجرامها تجاه الشعب السوري، بِذُلِّها وخنوعها المخزي جدًّا، المعيب، تجاه الإسرائيلي، هذا شكل من أشكال الضلال، يتجلى في الواقع، في السلوك، يتحول الإنسان إلى بطل، شجاع، إذا كان أمامه إنسان أعزل من السلاح، مواطن عادي، لا يتَّجه لقتاله، لا يمتلك إرادةً في القتال؛ فيقتله بكل وحشية، ويتباهى بذلك، ويتفننون في قتل الناس بشكل بشع جدًّا؛ أمام العدو الحقيقي الفعلي للإسلام والمسلمين، والكافر الحقيقي الإسرائيلي، يظهرون أذلاء، متواضعين، خانعين، لا يجرؤون حتى على وصفه بالعدو، هذا شكلٌ من أشكال الضلال والباطل.
في هذا الزمن هناك حملات رهيبة جدًّا من أعداء الإسلام والمسلمين، يُنظِّم اليهود حملة، بكل الفئات التي تخدمهم، بكل التشكيلات الموالية لهم، من كل فئات أهل الضلال والباطل؛ لأن اليهود هكذا يشتغلون، يعني: لهم أعوانٌ كثر، هم أكثر نفيراً في هذا العصر، نَفِيراً: معهم موالون كُثر، وأصوات كثيرة، وكثيرٌ من الفئات التي تخدمهم تتحرك بأسماء وعناوين متنوعة: البعض منها باسم الإسلام، البعض منها في اتجاهات أخرى، وتحت عناوين أخرى؛ لكنها تتحرك في حملات رهيبة؛ للإضلال، للإضلال، كما حذَّر الله منهم في القرآن الكريم: أنهم يعملون على إضلال الناس، ويودُّون لو يُضِلُّونكم، وأنهم يريدون أن تَضِلُّوا السبيل، كم في القرآن الكريم من تحذير وتنبيه: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}[آل عمران:69]، {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100]، هناك حملات رهيبة ووسائل، وسائل في هذا العصر:
• الإنترنت وسيلة تصل إلى الكثير من الناس وتؤثِّر عليهم.
• القنوات الفضائية وسيلة تصل إلى الكثير من الناس وتؤثِّر عليهم.
ولـذلك من واجب المنتمين إلى الحق بصدق، والمهتدين بهدى الله، أن يدركوا أن جزءاً مهماً وأساسياً من جهادهم، هو: في تقديم هدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، وأن يستوعبوا هدى الله، يستوعبوا فيه الحُجَّة، الدليل، البرهان، الذي يُفَنِّد الباطل، يكشف زيف الضلال، الذي يُزهق الباطل من نفوس الناس، وأن يمتلكوا القدرة على التقديم لهدى الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»، هذه مسألة مهمة جدًّا.
وفي نفس الوقت، من لا يمتلك القدرة على تقديم هدى الله، ولا يمتلك الحُجَّة، ولا يستوعبها، عليه أن يكون حذراً من التَّطَفُّل في مقامات لا ينبغي أن يَتَطَفَّل فيها.
مثلاً: البعض قد يشارك في نقاشات في الإنترنت، لكنه هو- في نفسه- ليس بالمستوى الذي قد استوعب هدى الله، استوعب الحُجَّة، استوعب الدليل، البرهان، فتكون أطروحاته ضعيفة وركيكة، ويتأثر من شُبه الآخرين؛ لأنها شُبه أقوى مما يقدمه هو؛ لضعفه، لضعف وعيه، لنقص وعيه، لنقص معرفته، هذا هو أسلوبٌ خاطئ، عندما يتطفل الإنسان، وهو لا يمتلك الحُجَّة، وهو ضعيف، عنده قناعة مبدئية، جيد، لكن لا يتفضول، لا يتطفَّل، يترك المسألة إلى الآخرين، من يقدرون على أن يقوموا بهذا الدور بشكل صحيح.
البعض قد يشارك في برامج تلفزيونية، أو يتصل ببرنامج حواري، ويشارك فيه بضعف، وكذلك هذا أسلوب خاطئ، من لا يمتلك الخلفية اللازمة، فالمفترض به أن يكتفي بمقاطعة وسائل الضلال، ومنابر الضلال، دعاة الضلال، كما نبَّهنا على ذلك في المحاضرات الماضية، على ضوء قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}[الأنعام:68].
يقول الله «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى»: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[الأنعام: 83].
نكتفي بهذا المقدار، ونكمل- إن شاء الله- ما بقي في المحاضرة القادمة.
نَسْألُ اللَّهَ «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛