لا مجال للشك بأن العالم يعيش معركة استقطاب حادة في كافة مناحي الحياة، وذلك مع عودة ثنائية القطبين، الأول يمثل دول الغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية على رأسها روسيا، مع  الصين والدول التي بدأت تتخلى عن الحياد وتميل تجاه هذا القطب، وفي أحدث معارك تلك الحرب الكبرى، بدأت أوروبا في اتخاذ إجراءات جديدة ضد ما أسموه الابتزاز الاقتصادي لهدف سياسي، وبالطبع فإن المستهدف الأساسي لهذا القانون  هو الصين.

ففي برلمان الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء، كان الأمر خطوة جديدة أكثر وضوحًا بشأن العلاقات مع الصين، فقد مهد برلمانيو الاتحاد الأوروبي الطريق أمام أداة تجارية جديدة، وذلك بعد أن صوت البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء بأغلبية 578 صوتا لصالح أداة تجارية للحماية من الابتزاز الاقتصادي، والفكرة من وراء ذلك هي إعطاء دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي الفرصة لحماية أنفسهم من الابتزاز الاقتصادي من قبل دول ثالثة لها هدف سياسي.

 

 

الاستبداد مقابل الديمقراطية

 

 

وبحسب ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية، فقد قالت سفينيا هان، عضو البرلمان الأوروبي عن FDP (مجموعة التجديد)، إن الصراع في عصرنا هو الاستبداد مقابل الديمقراطية، فالأنظمة الاستبدادية مثل الصين تعمل عمدا على بناء التبعيات حتى تتمكن من استخدامها كسلاح ضد الشركات أو دول الاتحاد الأوروبي، وقبل التصويت كانت القناعة لدى الجميع أنه يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على الدفاع عن نفسه ضد هذا، وعلى الرغم من أن القانون ينطبق على جميع البلدان الثالثة، إلا أن النزاع بين ليتوانيا وجمهورية الصين الشعبية ربما كان أيضًا الدافع وراء هذا القانون.

 

 

النزاع بين الصين وليتوانيا

 

 

وبعد أن سمحت تايوان، الدولة الواقعة في منطقة البلطيق، بفتح مكتب تمثيلي باسمها الخاص، اشتكت الشركات الليتوانية من القيود التجارية الهائلة، ووفقا لمفوضية الاتحاد الأوروبي، يُزعم أن التخليص الجمركي للسلع الليتوانية قد تم رفضه. بالإضافة إلى ذلك، تم الضغط على رواد الأعمال الآخرين لعدم معالجة المنتجات الليتوانية في سلسلة التوريد، وبدأت المفوضية الأوروبية إجراءات ضد الصين في منظمة التجارة العالمية العام الماضي، وربما لن ينطبق القانون على هذا بعد الآن، فمن حيث المبدأ، فقد أتيحت الفرصة للتدخل، ولكن فقط بعد استنفاد كافة السبل الأخرى.

 

وقال مقرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي بيرند لانج: "لقد أنشأنا سلة متنوعة من العقوبات المحتملة، وتشمل هذه الرسوم الجمركية الكلاسيكية، ولكن أيضًا القيود المفروضة على الوصول إلى الأسواق وإجراءات مراقبة الصادرات ورفع حماية الملكية الفكرية"، ولكي يتمكن الاتحاد الأوروبي من السحب من هذه السلة، لا يزال يتعين على الدول الأعضاء الاتفاق رسميًا.

 

 

لهجة قاسية ضد الصين

 

 

وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد أصبحت لهجة الاتحاد الأوروبي تجاه الصين أكثر قسوة لبعض الوقتن ففي خطاب رئيسي ألقته في مارس، حددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين المسار، ففي المقام الأول من الأهمية، فإن الأمر يتعلق بنزع فتيل العلاقة، المعروفة باسم إزالة المخاطر، وليس الانفصال عن الصين، وفي شهر مارس، قدمت المفوضية الأوروبية استراتيجية الأمن الاقتصادي الأوروبي، والهدف من ذلك هو تقليل المخاطر الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والتغير الفني المتسارع. وجزء أساسي من هذا هو تقييم مخاطر العلاقات الاقتصادية المتبادلة.

 

فيما قدمت مفوضية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء في ستراسبورغ مقترحات ملموسة لأول تقييم للمخاطر في مجال الأمن التكنولوجي، حيث ترغب مفوضية الاتحاد الأوروبي في العمل مع الدول الأعضاء لإجراء تقييمات المخاطر لتكنولوجيا أشباه الموصلات الحديثة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والكمية، وينبغي أن يتم تنفيذها بحلول نهاية العام، وبعد ذلك، يمكن بعد ذلك تحديد خطوات أخرى، فمن الممكن تصور ضوابط التصدير أو تقليل التبعيات في الإنتاج، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، لم يتم ذكر اسم الصين أو روسيا صراحة، لكن المرسل إليه كان واضحا.

 

 

التمسك بالتعددية

 

 

وكانت الصين أيضًا موضوعًا لسؤال في برلمان الاتحاد الأوروبي مع مفوض الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس أمس الثلاثاء، فقد أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن إجراء تحقيق في الدعم المقدم للسيارات الكهربائية الصينية، وخلال فترة الأسئلة، أكد المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد الأوروبي يواصل الالتزام بنظام التعددية - أي تعاون العديد من الدول، وخاصة في منظمات مثل منظمة التجارة العالمية، ومع ذلك، شددت المفوضة على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه عندما لا يتبع الآخرون القواعد.

ويرحب عضو البرلمان الأوروبي دانييل كاسباري بأداة العقوبات الجديدة من حيث المبدأ، لكنه يؤكد أيضًا على أنها بمثابة دعوة للاستيقاظ "لتعزيز النظام التجاري المتعدد الأطراف ومنظمة التجارة العالمية بشكل أكبر"، وشدد الديمقراطي المسيحي على أن التعددية للأسف لا تعمل بالطريقة التي يتخيلها الأوروبيون.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

"العجوز".. هل يسجل رونالدو اليوم ليصنع الحدث ويكتب التاريخ في "يورو 2024"؟

يمني عشاق الأسطورة كريستيانو رونالدو، النفس بأن يفتتح قائد منتخب البرتغال سجله التهديفي في "يورو 2024" عندما يواجه نظيره السلوفيني، اليوم الاثنين، في الدور ثمن النهائي للبطولة.

وحقق النجم المخضرم كريستيانو رونالدو (39 عاما)، رقمين قياسيين جديدين على الأقل في النسخة الحالية لنهائيات بطولة "يورو 2024" وتنتظره العديد من الأرقام الأخرى اليوم، في حال نجح في هز شباك سلوفينيا.

وأصبح كريستيانو رونالدو أكثر من صنع أهدافا في تاريخ نهائيات كأس أمم أوروبا لكرة القدم، مناصفة مع لاعب المنتخب التشيكي السابق كارل بوبورجسكي.

وصنع رونالدو الهدف الثالث لمنتخب بلاده خلال مباراة منتخب بلاده أمام نظيره التركي (3-0) التي جمعتهما مساء يوم السبت 22 يونيو الماضي، في الجولة الثانية لكأس أمم أوروبا 2024، بتمريرة على "طبق من ذهب" لزميله برونو فيرنانديز الذي اختتم الثلاثية في الدقيقة 56 من زمن اللقاء، الذي جرى على ملعب "سيغنال ايدونا بارك - Signal Iduna Park" بمدينة دورتموند.

إقرأ المزيد البرتغال تكتسح تركيا وتبلغ دور الـ16 الكبار لـ"يورو 2024".. فيديو

ووصل "صاروخ ماديرا" بذلك للتمريرة الحاسمة "أسيست" الثامنة في تاريخ البطولة ويعادل رقم بوبورجسكي.

كما تمكن الدون من معادلة رقم مواطنه لويس فيغو كأكثر من صنع في تاريخ منتخب البرتغال برصيد 36 تمريرة حاسمة.

ولكن رونالدو عجز حتى الآن في افتتاح سجله التهديفي في البطولة الحالية، ليس فحسب بل وخرج برقم سلبي من مباراة منتخب بلاده، الذي مني بهزيمة معنوية بقيادة "صاروخ ماديرا" في مباراته امام نظيره الجورجي (0-2) في ختام منافسات دور المجموعات.

فقد ذكر موقع "talkSPORT"، أن رونالدو فشل للمرة الأولى في مسيرته الدولية في تسجيل أي هدف في دور المجموعات ببطولة دولية كبرى.

وأضاف أن النجم البرتغالي سبق له أن سجل في مرحلة المجموعات بالبطولات الدولية العشر السابقة التي لعب فيها وهي بطولات كأس أوروبا (2004، 2008، 2012، 2016 و2020)، كما سجل في بطولات كأس العالم في نسخ (2006، 2010، 2014، 2018 و2022).

ويمني كريستيانو رونالدو النفس بنفض غبار تلك الهزيمة، وقيادة منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي للبطولة، على حساب نظيره السلوفيني، من خلال الفوز عليه في اللقاء الذي سيجمعهما مساء اليوم، على ملعب " دوتش بانك بارك - Deutsche Bank Park" بمدينة فرانكفورت.

وينتظر رونالدو عدة أرقام قياسية جديدة في حال نجح في هز شباك المنتخب السلوفيني.

ويطمح النجم البرتغالي، وهو اللاعب الوحيد الذي يشارك 6 مرات في نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، في أن يسجل في 6 بطولات أوروبية متتالية.

كما أن الدون هو اللاعب الوحيد الذي يشارك في 11 بطولة كبرى (6 مرات في كاس أمم أوروبا، و5 مرات في كأس العالم) وسجل خلال جميع البطولات الماضية.

وأحرز رونالدو 14 هدفا في نهائيات البطولة القارية حتى الآن، ويطمح في تعزيز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في البطولة الأوروبية المرموقة.

كما سيعزز "صاروخ ماديرا" رقمه القياسي كهداف تاريخي لكرة القدم الدولية للرجال، حيث سجل 130 هدفا حتى الآن، خلال 209 مباريات دولية.

كما سيصبح كريستيانو رونالدو، الذي أتم عامه التاسع والثلاثين في فبراير الماضي، أكبر لاعب سنا على الإطلاق يسجل في نهائيات كأس أمم أوروبا، ويحطم الرقم القياسي للاعب النمساوي إيفيك فاستيك، الذي سجل هدفا في مرمى بولندا خلال "يورو 2008" وكان في عمر 38 عام و257 يوما.

وسيكون رونالدو، مهاجم ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي سابقا والنصر السعودي راهنا، على بعد أربعة أهداف فقط للوصول إلى 900 هدف مع الأندية والمنتخب في رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الساحرة المستديرة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الهيدروجين حلبة صراع جديد بين الصين والغرب
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • خبير اقتصادي: الحكومة الجديدة قد تتخذ سياسات أكثر مرونة للتعامل مع الصدمات
  • أميركا والصين تستعدان لحرب كبرى تستمر لسنوات.. فلمن ستكون الغلبة؟
  • الجيزة تتخذ إجراءات صارمة: 10 محاضر لمحال غير ملتزمة بمواعيد الغلق
  • "العجوز".. هل يسجل رونالدو اليوم ليصنع الحدث ويكتب التاريخ في "يورو 2024"؟
  • وزير المالية: نتطلع إلى دعم الاتحاد الأوروبي في دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • «مدبولي»: تعميق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يعطي دفعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي
  • حرب اللافتات تشتعل بين الصين والهند على منطقة حدودية.. خناقة حارة على أرض قاحلة
  • الهجرة تتخذ إجراءات عاجلة لاستيعاب العوائل النازحة الراغبة بالعودة الطوعية في دهوك