بوابة الوفد:
2024-09-07@06:30:12 GMT

تعرف على الصحبة في القرآن الكريم

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

يقف المسلم بين يدي الله عز وجل في اليوم سبع عشرة مرة أو اكثر يردّد أمَّ القرآن فاتحةَ الكتاب يسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم الموصل إلى مرضاة الله وجنته. وإن الله عز وجل أمرنا بتكرار هذا الطلب والإلحاح فيه، وعرّفنا هذا الصراط بأن دلّنا على من سلكوه وخبروا وُعُورته وعقباته. والحقيقة أن صراطَ الله مستقيمٌ لا اعوجاج فيه ومحجة بيضاء ليلها كنهارها، لكن رعونات النفس وأهوائها ونزغات الشيطان ووساوسه وزخارف الحياة الدنيا وغرورها قد يعصف بالمسلم فيزيغ عن هذا الصراط فيكون من الهالكين.

لذلك أرشدنا الله عز وجل في أم الكتاب إلى التمسك بالمُنعَم عليهم واتباعهم. حكي عن أبي عثمان أنه قال: صراط الذين أنعمت عليهم بأن عرفتهم مهالك الصراط ومكايد الشيطان وخيانة النفس ولأن الله تعالى أنعم عليهم نعما كثيرة ندبنا لصحبتهم واتباع طريقهم لننال ما نالوا بإذن الله. وكأن الآية تقول لنا إذا كنتم تريدون الهداية إلى الطريق المستقيم فأنا أرشدكم إلى المستقيمين عليه، بصحبتهم والسير على نهجهم تنالون المرغوب.

 

جاءت هذه الوصية الإلهية في ثنايا وصايا لقمان لابنه ـ بعد أن حثت على برّ الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما في غير معصية الله ـ لتؤكد ضرورة اتباع سبيل المؤمنين المنيبين إلى الله الموصولة قلوبُهم به سبحانه، خصوصا عندما تنعدم شروط المحافظة على الفطرة في الأسرة.

إن في لفظي “الاتباع” و”السبيل” الواردين في الآية يعطيان إشارة واضحة إلى أن ثمة سير إلى الله وطريق تسلك إليه أولا بالقلوب “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” 3 ثم تأتي أعمال الجوارح ليتواطأ كيان الإنسان كله على السير الحثيث صعدا إلى ذرى الإحسان. وهذا السير يقتضي أن يكون ثمة تابعا ومتبوعا ـ كما تشير إليه الآيات ـ ولن يكون اتباع كامل إلا بمحبة صادقة، وتلك هي دعائم الصحبة وركائزها.

ج- «ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا…»

مشهد آخر يصوره لنا القرآن الكريم لمن كانت صحبته للغافلين عن الله المُضلين عن ذكر الله، يوم يستبد به الندم فيعَض على يديه أسفا وحسرة على ضياع فرصة الصحبة الصالحة في الدنيا التي ترقى به إلى الدرجات العليا في الآخرة. فإذا كانت هذه حال من كانت خُلّته لمن يُلهيه عن ذكر الله ويصده عن طريق الله، فكيف تكون فرحة وسعادة من ظفر بخِلٍّ يدُلّه على الله ويُعينه على ذكر الله. قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله. ولأمر ما أمرنا القرآن الكريم بصبر النفس على صحبة الداعين الله عز وجل المريدين وجهه قال تعالى: وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله عز وجل

إقرأ أيضاً:

رئيس أزهر سوهاج يشهد حفل تكريم الخاتمين للقرآن الكريم

شهد فضيلة الدكتور أحمد حمادي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، وبحضور فضيلة الشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، حفل تكريم حفظة القرآن الكريم، والمتميزين بفروع الرواق الأزهري بمحافظة سوهاج، والمقام بقاعة الإحتفالات الكبرى بديوان عام منطقة سوهاج الأزهرية.

وخلال الاحتفال أعرب رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية عن سعادته البالغة لمشاركته في حفل تكريم حفظة القرآن الكريم والمتميزين بفروع الرواق الأزهري بسوهاج مشيرًا إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يولي اهتماما كبيرا للجامع الأزهر والأروقة الأزهرية بمختلف فروعها والتي تعد امتدادا للجامع الأزهر على مستوى الجمهورية.

وأوضح الدكتور أحمد حمادي رئيس أزهر سوهاج مكانة حفظة القرآن الكريم في الدنيا والآخرة فهم أهل الله وخاصته مؤكدا على شرف علوم القرآن على سائر العلوم مختتمًا حديثه بتوجيه الشكر لفضيلة الشيخ حسن عبد النبي وكيل لجنة مراجعة المصحف لحرصه على حضور الحفل ومشاركة فرع الرواق الأزهري بسوهاج تكريم دارسيه.

من جانبه أعرب فضيلة الشيخ حسن عبد النبي عن سعادته واعتزازه بمشاركة أهل سوهاج أفراحهم واحتفالاتهم بتكريم حفظة القرآن الكريم والمتفوقين من الدارسين بفروع الرواق الأزهري واستعرض فضيلته كيفية اختيار المحفظين بالأروقة الأزهرية على مستوى الجمهورية ومراحل اختباراتهم وكذلك مراحل التوسع في افتتاح فروع للأروقة واختبارات المحفظين من خلال المقارئ المنتشرة والتي تنعقد للعام الثالث بالوجهين القبلي والبحري على مستوى الجمهورية.

حضر فعاليات الإحتفال الدكتور نور الرمادي مدير إدارة الرواق الأزهري بسوهاج والدكتور مصطفى الشيشي،مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر والدكتور إمام علي عيسى منسق مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر الذين تناولوا في كلماتهم فضل دراسة وحفظ القرآن الكريم وتجويده والعلوم الشرعية.

من جانبه قدم الدكتور نور الرمادي مدير إدارة الرواق بسوهاج الشكر لرئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية لدعمه المستمر ورعايته لفروع الرواق بالمحافظة والتي تشهد اقبالا كثيفا من الدارسين بمختلف الفروع يوما بعد يوم حتى قارب عدد الدارسين بفروع الرواق الأزهري بسوهاج من ٩ آلاف دارس على مستوى المحافظة.

مقالات مشابهة

  • "تعليم مكة" يعقد أول لقاء لمحكمي مسابقة القرآن الكريم الوزارية لعام 1446 هـ
  • السبت القادم.. إنطلاق مسابقة حفظ القرآن الكريم بأزهر الإسماعيلية
  • بعد رحيله عن عالمنا.. من هو أحمد همام كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم؟
  • رئيس أزهر سوهاج يشهد حفل تكريم الخاتمين للقرآن الكريم
  • وزير الشؤون الإسلامية: جهود المملكة مستمرة لدعم حفظ القرآن الكريم بكل أنحاء العالم
  • ما هي الحطمة؟.. أزهري يكشف دلالتها من القرآن الكريم
  • 10 نجوم تحت المجهر في «أيام الفيفا».. تعرف عليهم
  • رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: ذكرى المولد النبوي المنة الكبرى لأهل الأرض
  • رئيس جامعة الأزهر يلتقي عميد كلية القرآن الكريم
  • رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق عن ذكرى المولد النبوي: المنة الكبرى لأهل الأرض