تعرف على تفسير قول الله “واتبع سبيل من أناب إليّ”
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وجاءت هذه الوصية الإلهية في ثنايا وصايا لقمان لابنه ـ بعد أن حثت على برّ الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما في غير معصية الله ـ لتؤكد ضرورة اتباع سبيل المؤمنين المنيبين إلى الله الموصولة قلوبُهم به سبحانه، خصوصا عندما تنعدم شروط المحافظة على الفطرة في الأسرة.
إن في لفظي “الاتباع” و”السبيل” الواردين في الآية يعطيان إشارة واضحة إلى أن ثمة سير إلى الله وطريق تسلك إليه أولا بالقلوب “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” 3 ثم تأتي أعمال الجوارح ليتواطأ كيان الإنسان كله على السير الحثيث صعدا إلى ذرى الإحسان.
مشهد آخر يصوره لنا القرآن الكريم لمن كانت صحبته للغافلين عن الله المُضلين عن ذكر الله، يوم يستبد به الندم فيعَض على يديه أسفا وحسرة على ضياع فرصة الصحبة الصالحة في الدنيا التي ترقى به إلى الدرجات العليا في الآخرة. فإذا كانت هذه حال من كانت خُلّته لمن يُلهيه عن ذكر الله ويصده عن طريق الله، فكيف تكون فرحة وسعادة من ظفر بخِلٍّ يدُلّه على الله ويُعينه على ذكر الله. قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله. ولأمر ما أمرنا القرآن الكريم بصبر النفس على صحبة الداعين الله عز وجل المريدين وجهه قال تعالى: وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.
إن هذه الآيات ـ وغيرها في القرآن كثير ـ لتؤكد أن للصحبة ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم ارتباط الفرع بأصله والمدلول بالدال عليه.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. الشيخ عبد الباسط يتلو برواية "ورش عن نافع" على إذاعة القرآن الكريم
استقبل الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد ، والذي أهدى الهيئة نسخة من ختمة كاملة للقرآن الكريم برواية ورش عن نافع .
36 عامًا على رحيل صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبدالباسط عبدالصمدوكان قيثارة السماء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قد قام بتسجيل القرآن الكريم برواية ورش في المملكة المغربية قبل رحيله.
وبذلك يصبح المصحف المرتل برواية ورش للشيخ عبد الباسط ثاني مصحف مرتل تم اعتماده برواية ورش بعد الشيخ محمود خليل الحصري.
وتبدأ إذاعة القرآن الكريم بث التلاوة النادرة في الأول من يناير ٢٠٢٥ حيث ذكري ميلاد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
يذكر أن رواية ورش عن نافع هي إحدي الروايات المتواترة التي يقرأ بها القرآن الكريم ، وبينما تنتشر رواية حفص عن عاصم في مصر والمشرق العربي .. تنتشر رواية ورش عن نافع في شمال وغرب أفريقيا وبعض مناطق آسيا .
الشيخ عبد الباسط عبد الصمدويعد الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد سليم داود، الذي تأتي ذكرى وفاته اليوم، أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، حيث تمتع بشعبية هي الأكبر في أنحاء العالم لجمال صوته ولأسلوبه الفريد، وقد لُقب بالحنجرة الذهبية وصوت مكة.
مولده ونشأته:
ولد القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد، ونشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم، حفظًا وتجويدًا، فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن، حفظًا وتجويدًا، أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا.
التحق عبدالباسط، وهو في السادسة من عمره بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت، فاستقبله شيخه أحسن استقبال؛ لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يُتلَى بالبيت ليل نهار بكرةً وأصيلًا.
لاحظ الشيخ على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملةٍ من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع.
الشيخ عبد الباسط عبد الصمدانهالت على الشيخ عبدالباسط بعد وصوله الـ12 من عمره، الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا، خصوصًا أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم، الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه، وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعًا، وبعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة في القاهرة مع أسرته التي نقلها معه إلى حي السيدة زينب، ودخل الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.
الشيخ عبد الباسط عبد الصمدعُين الشيخ عبدالباسط قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا.
وترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتوفي في 30 نوفمبر 1988.