اليوم يحل ذكرى وفاة الكاتب والمفكر الأمريكي وعالم المستقبليات، آلفين توفلر، الذي توفي في نفس هذا اليوم، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات العالمية، وكانت له أفكار كثيرة تتناول نظريته في المجتمع والتحولات التكنولوجية.

تميز توفلر في أعماله بقدرته على الابتعاد عن التيار السائد، سواء في اختيار مواضيعه أو في الطريقة التي يناقش بها تلك المواضيع، لفت انتباه العالم عندما تناول مواضيع مثل الثورة الرقمية وثورة الاتصالات وثورة الشركات والتطور التكنولوجي،حقق نجاحًا كبيرًا عندما عمل نائبًا لرئيس التحرير في مجلة فورتشن الشهيرة.

صدمة المستقبل

كان توفلر يركز في كتاباته المبكرة على التكنولوجيا وتأثيرها على الناس، ولكنه تحول لاحقًا لدراسة ردود الفعل والتغيرات في المجتمعات، أصبح من أهم علماء الاجتماع في التاريخ بفضل كتابه "صدمة المستقبل" الذي ترجم إلى عشرين لغة وبيع منه 15 مليون نسخة في خمسين دولة. في هذا الكتاب، تناول توفلر موضوع التغيير الاجتماعي المستقبلي في الدول المتحضرة، قام بكتابة العديد من الكتب الأخرى بالتعاون مع زوجته هايدي توفلر، وكان يعتبر واحدًا من أبرز المستشرفين في العصر الحديث، أصبحت استشاراته مطلوبة من قبل قادة العالم والأثرياء في مجال الاجتماع ودراسات المستقبل.

دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبى تنظم الدورة رقم 6 من القمة الثقافية 2023 آلان فورنييه.. الكاتب الذي كتب روايته الوحيدة مولن الطويل وتوفي فما قصته؟ ثقافة ليبتون: كيف صنع رجل أعمال فقير إمبراطورية الشاي

تمكن توفلر من التنبؤ بدقة كبيرة في التطورات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة، بما في ذلك ظهور وتطور التكنولوجيا المتعلقة بالاستنساخ والحواسيب الشخصية والإنترنت، كما تناول التأثيرات الاجتماعية التي ساهمت هذه التطورات فيها، مثل العزلة الاجتماعية وانهيار الأسرة التقليدية وزيادة معدلات الجريمة واستخدام المخدرات وتغيير القيم الاجتماعية والأخلاقية السائدة.

أظهر توفلر رؤية استثنائية للمجتمعات الحديثة، حيث أشار إلى الحاجة للعناية بكبار السن والرحمة والصداقة بين الأفراد، أكد أيضًا أن المجتمع يحتاج إلى مجموعة متنوعة من المهارات والمعارف، وأنه لا يمكن الاعتماد فقط على التكنولوجيا والأوراق في الحفاظ على المجتمع.

اعادة التفكير في المستقبل

وفي كتابه "إعادة التفكير في المستقبل"، وصف توفلر أمية القرن الحادي والعشرين على أنها ليست مجرد عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل هي عدم القدرة على التعلم والتكيف مع التغييرات السريعة.

وتنبأ توفلر في كتابه الشهير "الموجة الثالثة" بتحول المجتمع إلى ثلاث موجات متتالية. واعتبر المجتمع الزراعي هو الموجة الأولى، والمجتمع الصناعي هو الموجة الثانية، وتوقع وجود مجتمع جديد يعتمد على الأسرة النووية والتعليم المصطنع والمؤسسات التجارية كمكونات رئيسية في الموجة الثالثة.

انهيار الاتحاد السوفيتي

في عام 1987، توقع توفلر انهيار الاتحاد السوفيتي، وهذا التنبؤ تحقق بعد ثلاث سنوات. وفي نهاية الكتاب، توقع أيضًا احتمالية انهيار الولايات المتحدة الأمريكية بعد 25 عامًا على انهيار الاتحاد السوفيتي.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي، شهد العالم عدة حالات تفكك، مما يؤكد انتشار هذه الظاهرة عالميًا. ولا يزال خبراء السياسة والاجتماع يدرسون توقعات توفلر، وتبقى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من إمكانية حدوث هذا التفكك في الواقع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الثورة الرقمية العصر الحديث مستقبل البشر انهیار الاتحاد

إقرأ أيضاً:

خبراء: لولا الحماية الاجتماعية لزاد الفقر

أكد عدد من الخبراء أهمية التدخلات التى نفذتها الحكومة فى ملف الحماية الاجتماعية، موضحين أنه لولا هذه التدخلات لترتبت مجموعة من التداعيات والآثار الاجتماعية المحتملة على الفقراء ومحدودى الدخل؛ كتزايد معدلات الفقر والفقراء فى المجتمع، ما يؤثر سلباً على مستوى المعيشة وظروف العمل، وزيادة المخاطر الاجتماعية المتوقعة فى المجتمع المصرى نتيجة تزايد معدل الفقر سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع.

الإصلاحات الاقتصادية تمنع الفجوة بين الأغنياء والفقراء

وقال الدكتور علاء على الزغل، أستاذ التخطيط الاجتماعى، إنه انطلاقاً من كفالة الدستور المصرى 2014 للحق فى الحماية الاجتماعية، وتنفيذاً لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، تبنت الحكومة المصرية حزمة من سياسات الحماية الاجتماعية، التى تتواكب مع طبيعة المرحلة التنموية التى تعيشها مصر الآن، وتتمثل فى توفير برامج متعددة لتوفير الحماية الاجتماعية للمستحقين من فئات المجتمع بهدف الحد من الفقر وتمكينهم من تحقيق مستوى معيشى لائق، والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، شملت برامج الدعم السلعى والنقدى وأنظمة الضمان الاجتماعى والتأمينات الاجتماعية.

وأضاف «الزغل»، لـ«الوطن»، أن أهمية هذه التدخلات تظهر فى كونها تمثل منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية مبنية على الحقوق والواجبات أكثر شمولاً وتكاملاً واستدامة، تحقق ثلاثة أهداف مثل الإنصاف، أى المساعدة على الحماية من الفقر المدقع، وخسائر رأس المال البشرى الكارثية التى لا يمكن تعويضها، والفرص، أى تعزيز تحسين فرص الصحة والتعليم وتنمية المهارات للمستفيدين، والتمكين، أى تقديم خدمات أساسية شاملة فى قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للأفراد المحتاجين ضمن أسرهم ومجتمعاتهم.

وأوضح أستاذ التخطيط الاجتماعى أنه لو لم يتم اتخاذ مثل هذه النوعية من التدخلات لتزايد التفاوت الاجتماعى، فقد تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يؤدى إلى زيادة التوترات الاجتماعية وعدم الاستقرار المجتمعى، وقد تؤدى الظروف الاقتصادية الصعبة إلى زيادة معدل الجرائم، مما يمثل تهديداً للأمن والاستقرار المجتمعى، لافتاً إلى أنها ساعدت على تحقيق نتائج مهمة؛ وهى الحماية من الفقر المدقع والتخفيف من الفقر إلى حد ما، وتعزيز قدرة الأسر على التعافى من تأثير الصدمات الاقتصادية على الفقراء، وتمكين الاستثمار فى رأس المال البشرى مثل دعم الحضور المدرسى والتغذية الأفضل للأطفال، بما يعزز الاستقرار المجتمعى من منطلق العدالة والإنصاف. وقال: «من دون تدخلات الحماية الاجتماعية الحالية، فقد تغرق الأسر الفقيرة أكثر فأكثر فى حلقة الفقر، وقد تلقى الصدمات الاقتصادية بثقل أكبر على الأسر ذات الدخل المتدنى»، لافتاً إلى أنه لا تزال الحماية الاجتماعية فى مصر تحتاج إلى مزيد من البرامج الداعمة لاستمرار تراجع معدلات الفقر، مما يتطلب ذلك ضرورة فرض إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية جذرية لمواجهة الفقر والحد من الآثار المترتبة عليه، خاصة على الفئات الضعيفة والهشة، وذلك من خلال منظومة حماية اجتماعية رشيدة تستهدف المستحقين، وتعمل ليس فقط على حمايتهم من المخاطر والأزمات التى قد تعصف بهم، ولكن أيضاً على بناء قدراتهم لتمكينهم من أجل تحقيق حماية اجتماعية مستدامة؛ لأن أخطر ما يواجه المجتمع المصرى هو أن يصبح الفقر متوارثاً يتناقله أفراد الأسر، وأن أهم طريقة لكسر حلقة الفقر تستند على تنمية رأس المال البشرى، بما يضمن الوصول إلى العدالة وتكافؤ الفرص.

«مصطفى»: التدخلات كانت ضرورية

من جانبه، أكد الدكتور حسن مصطفى، أستاذ التخطيط الاجتماعى، أن تدخلات الحماية الاجتماعية، التى نفذتها الدولة خلال الفترة الأخيرة، كانت ضرورية بكل أشكالها من دعم المرتبات وزيادة الحد الأدنى للأجور، إلى سلع تموينية، إلى مبادرات رئاسية عديدة فى شتى الخدمات مثل «حياة كريمة» التى تخدم أغلبية المصريين، موضحاً أنها كلها إجراءات كانت ضرورية لتخفيف حدة الفقر وتحسين نوعية الحياة ومساندة الطبقة الفقيرة بل والمتوسطة، وتخفيف حدة الأعراض الجانبية لبرامج الإصلاح الاقتصادى وشعور المواطن بأن الدولة بجانبه وزيادة انتمائه.

مقالات مشابهة

  • خبراء: لولا الحماية الاجتماعية لزاد الفقر
  • مصر تؤكد دورها المحوري في تعزيز التنمية البشرية ودعم العدالة الاجتماعية
  • أمير الجوف يفتتح مبنى فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة
  • أمير الجوف يفتتح مبنى فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ويدشن عددًا من الفروع التابعة له بالمنطقة
  • «صوتك مسموع وواصل للمسؤول» في ندوة لأمانة العلاقات الحكومية بمستقبل وطن بقنا
  • تعز تستعد لإحياء ذكرى رحيل علي عبدالله صالح .. وطارق وشمسان يبحثان الترتيبات اللازمة
  • تقني عسير يطلق مبادرة “تمكين” بالتعاون مع فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة
  • في ذكرى رحيل الشيخ الحصري.. أول من سجل المصحف الصوتي بالعالم
  • في ذكرى رحيل الشيخ المعلم.. ما سر بقاء صوت الحصري خالدا في القلوب؟
  • صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز 3 مليارات يورو لشهر سبتمبر لأول مرة منذ ستة أشهر