حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أكد خبراء مشاركون في فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2023) أن الإمارات تمثل نموذجاً لتحقيق التوازن بين أمن الطاقة واستدامتها على المستوى العالمي، مؤكدين أن جهود الدولة مستمرة لضمان زيادة القدرة الإنتاجية من الطاقة، خاصة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مع تعدد المبادرات التي تستهدف استدامة الطاقة وإزالة الكربون.

 
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن الشركات العاملة في الدولة تعمل على إرساء عمليات وممارسات متقدمة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وتدعم منظومة الطاقة العالمية نحو مستقبل منخفض الكربون من خلال حلول تشمل تقنية التقاط الكربون وتخزينه بشكل أمن واقتصادي، والطاقة الجيوحرارية المتولدة من الحرارة الداخلية للأرض، مشيرين إلى أن الإمارات تسعى من خلال مجموعة من المبادرات الطموحة والشراكات الاستراتيجية، إلى ترسيخ مكانتها كلاعب أساسي في مسيرة التنمية المستدامة عالمياً. 

أبرز التحديات
وتفصيلاً، قال طارق رزق، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة أس أل بي (SLB): إن تحقيق التوازن بين أمن الطاقة واستدامتها أصبح من بين التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم اليوم، لذا نتطلع إلى مشاركة رؤيتنا مع مجتمع أديبك بشأن الحلول القائمة على التكنولوجيا لمواجهة هذا التحدي، مؤكداً التزام الشركة بمساعدة عملائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديداً على إرساء عمليات وممارسات متقدمة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وتدعم منظومة الطاقة العالمية نحو مستقبل منخفض الكربون، من خلال حلول تشمل تقنية التقاط الكربون وتخزينه (CCUS) والطاقة الجيوحرارية المتولدة من الحرارة الداخلية للأرض.

وذكر رزق أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) يعد أحد الفعاليات الأكثر تأثيراً في العالم في مجال صناعة النفط والغاز، لذا نعتبر مشاركة أس أل بي، شلمبرجير سابقاً، شركة التكنولوجيا العالمية الرائدة في مجال الطاقة والتي تعمل في أكثر من 100 دولة، فرصة مثالية للتفاعل والتواصل مع عملائها والشركاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومع شركات الطاقة العالمية. 
وأعلن أن الشركة ستعلن في «أديبك» هذا العام عن حلين مهمين، الأول عبارة عن تقنية مبتكرة ستسهل على المشغلين توسيع نطاق مراقبة غاز الميثان في منشآتهم بسرعة وسهولة أكبر، بجانب الإعلان عن حل لفحص وتصنيف مخزون الكربون ليساهم في دعم النمو المتسارع لمشاريع التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بشكل آمن واقتصادي، مشيراً إلى أن الشركة ستقدم عدداً من العروض التقديمية في «أديبك» حول حلول التنمية المستدامة للنفط والغاز من خلال التقنيات الرقمية ومحفظة تقنيات الانتقال الخاصة التي تتمتع بميزة خفض الانبعاثات القابلة للقياس الكمي، ومبيناً في الوقت ذاته أنه في عام 2022، وفرت تقنيات الانتقال الخاصة بالشركة أكثر من 700 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عمليات عملائها على مستوى العالم.

تعاون استراتيجي
وفيما يخص الحلول المصممة خصيصاً للأسواق المحلية في دولة الإمارات، أفاد رزق، بأن الشركة لديها حلول مصممة خصيصاً لدولة الإمارات، وأبرز مثال على ذلك التعاون الاستراتيجي مع «أدنوك» لتطوير حل رقمي مبتكر لنمذجة المكامن النفطية. 
وأشار إلى أن التكنولوجيا الرقمية تلعب دوراً محورياً في تعزيز الكفاءة التشغيلية والاستدامة وأداء الأفراد، ولذا نعمل بالتعاون مع «أدنوك» على تطوير مشروع النمذجة الذكية المتكاملة تحت سطح البحر (IISM)، وهو مشروع رائد يسخر قوة الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تسريع الخطط الخاصة بالتطوير الميداني وتقليص الوقت المطلوب لإنجاز المشروع من سنوات إلى أشهر، ما يساهم في تسريع مسار تسليم المشروع، وكذلك تحسين أداء الأشخاص عبر تمكين الفرق من التركيز على المهام ذات القيمة الأعلى.

أخبار ذات صلة خبراء لـ«الاتحاد»: توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتقليل الانبعاثات الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد»: 65% حصة الطاقة من عقود «الجرافات البحرية الوطنية»

تقدم ملحوظ
ومن جهته قال آندرو باكنغهام، نائب الرئيس والمدير العام لشركة كوكاكولا في منطقة الشرق الأوسط، إن دولة الإمارات أحرزت تقدماً ملحوظاً من حيث إبراز مكانتها كدولة رائدة في مجال الاستدامة، وذلك في ظلّ تأكيد التزامها برفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتحقيق الحياد المناخي وخفض انبعاثات الكربون، لتسهم بذلك في تحفيز التغيير الجذري على نطاق عالمي، مؤكداً أن الإمارات تسعى من خلال مجموعة من المبادرات الطموحة والشراكات الاستراتيجية، إلى ترسيخ مكانتها كلاعب أساسي في مسيرة التنمية المستدامة عالمياً.
وذكر باكنغهام، أن دولة الإمارات أعلنت عام 2023 «عام الاستدامة» في دلالة واضحة على التزامها بالجهود الهادفة إلى تعزيز الاستدامة في مختلف جوانب الحياة. 
وأضاف أن التزام الإمارات الراسخ بتحقيق الاستدامة يظهر عبر مجموعة من الابتكارات والتوجهات الرائدة والحملات العامة التي تعكس الأهمية الإقليمية والعالمية لهذه القضية، بما في ذلك مبادرة تنمية الطاقة المُستدامة التي تهدف إلى زيادة نصيب الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة الحالي إلى 50% بحلول العام 2050، فضلاً عن استثمار أكثر من 160 مليار درهم في مشاريع الطاقة المتجددة للسنوات القليلة القادمة، مشيراً إلى التزام الدولة بتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 23.5% بحلول العام 2030، وذلك من خلال تحسين كفاءة الطاقة وتعزيز استخدام النقل العام وزيادة الاستدامة في القطاع الصناعي، علاوةً على أن القطاع الزراعي يشهد نهضة كبيرة لدعم الزراعة المُستدامة وتعزيز إنتاج الأغذية المحلية، حيث تستهدف الإمارات تحقيق 30% من احتياجاتها الغذائية من الإنتاج المحلي بحلول العام 2030.

أهداف الاستدامة
وعن دور الشركات الخاصة العاملة بالدولة في تحقيق أهداف الاستدامة، أجاب باكنغهام، بأن شركة «كوكاكولا»، تعتز بالشراكة مع دولة الإمارات في رحلتها نحو تحقيق الاستدامة. وقال: إنه كجزء من هذا الالتزام، أسهمت الشركة في تأسيس جمعية الإمارات للتغليف المستدام برعاية وزارة التغير المناخي والبيئة، التي تهدف إلى تعزيز استدامة التعبئة والتغليف وتشجيع تدوير النفايات البلاستيكية. 
وأضاف:«كما أبرمت شركة كوكاكولا «الأهلية للمشروبات» في دولة الإمارات شراكة مع شركة «إميرج»، وهي مشروع مشترك بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» وشركة كهرباء فرنسا «إي دي إف»، لإنشاء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1.8 ميجاواط في منشأة التعبئة والتوزيع التابعة للشركة في العين، إضافة إلى أن الشركة تعد أيضاً عضواً في تحالف إعادة تدوير الألمنيوم في دولة الإمارات، منوهاً بأنه تم إطلاق شراكة مع «ريكاب» في نوفمبر 2022 التي توفر للأفراد والشركات حلاً رقمياً مبتكراً لإعادة التدوير.

أولوية عالمية
قال المهندس أنس الجعيدي، الرئيس التنفيذي لشركة «إم إم إي سي مانسمان»، إن الحياد الكربوني يمثل أولوية عالمية أساسية، باعتباره هدفاً عالمياً للاستدامة التزمت به معظم الدول، داعياً الجهات الحكومية والخاصة إلى تكثيف الجهود للوفاء بتعهداتها في سبيل تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية عبر القطاعات الرئيسية. 
وأضاف أن «إم إم إي سي مانسمان» تعد شركة إماراتية رائدة بقطاع النفط والغاز والتعدين والطاقة المتجددة، وتهدف الشركة إلى استعراض حزمة المشاريع التي تعمل عليها على مستوى الدولة، إلى جانب الخدمات التي تقدمها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أديبك الإمارات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول معرض أبوظبي الدولي للبترول مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول منطقة الشرق الأوسط خفض الانبعاثات دولة الإمارات أن الشرکة من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء ومسؤولون يناقشون تعزيز الهوية الوطنية خلال ملتقى «مفكرو الإمارات»

ناقش الخبراء والمسؤولون في النسخة الثانية من ملتقى «مفكرو الإمارات» الذي عقد أمس، أهمية تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية وسبل التعامل مع التحديات المستقبلية.
وتناول المشاركون دور الشباب في تحقيق رؤية الإمارات 2071، مؤكدين ضرورة دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجالات التنمية المستدامة.
وشددوا على أهمية التعليم المستمر وتطوير المهارات لتلبية احتياجات سوق العمل مع الدعوة إلى تكاتف الجهود الوطنية لتحقيق أهداف مئوية الإمارات.
وأكد سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، خلال مشاركته في الجلسة الأولى بعنوان «إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031”، أن دولة الإمارات أصبحت وجهة رئيسية للشركات العالمية في مجال الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن الدولة تسعى إلى الاستثمار في مراكز بيانات ضخمة لدعم تطوير حلول نقل مستدامة، مشيرا إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تركز على تقليل استهلاك الطاقة المفرط وخفض الانبعاثات الكربونية باستخدام سيارات كهربائية، بهدف بناء مدن المستقبل النظيفة والمستدامة.
وأوضح أن الوزارة تستهدف أن تكون 50% من وسائل التنقل بحلول عام 2050 عديمة الانبعاثات.
وفي جلسة بعنوان»الهوية الإماراتية.. التوازن الوطني والعالمي«، أدارها الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، شدد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والخارجية والداخلية في المجلس الوطني الاتحادي، على ضرورة تعزيز القيم المشتركة التي توحد المجتمعات، مثل العدالة والدين والتراث، مؤكداً أنها الأساس في بناء مجتمع متماسك.
وأوضح أن بعض التحديات التي تواجه المجتمعات قد تكون نتيجة لأجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار.. وقال «إن هناك حاجة إلى تعزيز دور القدوات الوطنية في تشكيل الهوية الإماراتية».
وفي الجلسة نفسها، أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن الهوية الوطنية الإماراتية هي بصمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مشيراً إلى ضرورة تركيز المناهج الدراسية على الهوية الوطنية، والثقافة المحلية، وتاريخ الدولة، لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب، مما يعزز المساهمة في رفعة الوطن.
وأضاف أن الخدمة الوطنية أسهمت في إعداد جيل يتحلى بالمسؤولية تجاه وطنه، وقادر على مواجهة التحديات بروح وطنية صادقة.
وفي جلسة «الشباب.. التعليم المستمر وسوق العمل»، أدارها الدكتور سلطان محمد النعيمي، أكد عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، أن المسؤولية الأساسية للتعلم المستمر تقع على عاتق الفرد نفسه، وهو أمر يجب ترسيخه منذ المراحل المبكرة عبر جهود الأسرة والمدرسة.
وأوضح أن مؤسسات التعليم العالي يجب أن تتبنى نهجاً مرناً لمواكبة التغيرات، مشيرا إلى أن سوق العمل في دولة الإمارات شهد نمواً ملحوظاً في الفترة الأخيرة بفضل السياسات الحكومية الداعمة لبيئة الأعمال.
كما تحدث الدكتور سلطان النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، في الجلسة نفسها عن أهمية امتلاك الشباب ثلاث صفات رئيسية: المهارات الرقمية، والقدرات التحليلية والتفكير النقدي، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية مثل الذكاء العاطفي.
وأكد أن من أبرز التحديات التي تواجه الخريجين الجدد هي توافر الخبرة، مشيراً إلى ضرورة أن تركز جهات التوظيف على المهارات الشخصية بدلاً من عدد سنوات الخبرة.
وفي جلسة «شيخوخة المجتمع.. أين نحن الآن؟»، تحدث الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، عن اهتمام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقضايا المجتمع. مشيراً إلى مشكلة انخفاض معدل الخصوبة التي تؤدي إلى شيخوخة المجتمع.
وأضاف أن دولة الإمارات طبقت الكثير من المبادرات لمواجهة هذه الظاهرة، مثل «نافس»، «مديم»، و«عُونية العرس»، التي تهدف إلى تشجيع الشباب على الزواج.
وأكد الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن الحظ حالف الملتقى بأن يتزامن مع تغريدة لصاحب السموّ رئيس الدولة، بإعلانه عام 2025 «عام المجتمع».
وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى الخروج بأفكار وطنية خلاقة تسهم في إحداث أثر حقيقي في مجتمع الإمارات، وأضاف أنه يسعى إلى الإضاءة على الفكر الإماراتي عالمياً، وإبراز جهود الدولة في دعم الكفاءات الوطنية، ما يرسخ موقعها كمنارة فكرية إقليمية ودولية.
كما أكد أهمية دور الشباب في تحقيق رؤية الإمارات المستقبلية بإشراكهم في حوارات استراتيجية تساهم في صياغة حلول مبتكرة.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات للألمنيوم» تحصل على شهادة إدارة سلسلة التوريد
  • "الإمارات للألمنيوم" تنال شهادة إدارة سلسلة التوريد
  • تعرف على شهادات الكربون وكيفية الحصول عليها في خطوات
  • دولة أوروبية تحظر تطبيق "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي
  • ملتقى "نموذج الرعاية" يستقطب 19 ألف ممارس صحي من 35 دولة
  • خبراء ومسؤولون يناقشون تعزيز الهوية الوطنية خلال ملتقى «مفكرو الإمارات»
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • الشرقية.. "حاضنة ابتكار خضراء" لدعم الاستدامة البيئية
  • ألمانيا تخطط لإرسال خبراء حدود إلى معبر رفح
  • ألمانيا ترسل خبراء إلى رفح لدعم مراقبة المعبر