جماعة الحوثي تعترف رسميًا بأن ”التغييرات الجذرية” لزعيم الجماعة ستكون فوق الدستور وتتعدى النظام الجمهوري و”تعتمد على القرآن فقط”
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
اعترفت جماعة الحوثي السلالية، أن ما يسمى بالتغييرات الجذرية، التي تحدث عنها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، تتعدى النظام الجمهوري والدستور والقانون اليمني والأطر السياسية والمكتسبات الوطنية.
"تتعدى النظام الجمهوري والدستور اليمني"
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة، علي القحوم، في حوار صحفي نشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس، واطلع عليه المشهد اليمني، إن التغييرات الجذرية التي بدأ بها عبدالملك الحوثي "تتعدى كل الأطر المذهبية والمناطقية والعنصرية والحزبية والنظام الجمهوري والدستور والقانون اليمني".
وأضاف أن "الأحزاب السياسية" مع عبدالملك الحوثي وكل توجهاته، ويقصد بالأحزاب، جناح حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، الذي أعلن في بيان سابق، تأييده لقرارات "التغييرات الجذرية" مع تأكيد الحزب على أن لا تمس مبادئ النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.
ولاحقا أصدرت شخصيات واجهات سياسية شكلية ليس لها أي وجود على الأرض، بيانا تأيد فيه ما ذهب إليه الحوثي فيما يسمى بالتغيير الجذري.
وقال القحوم إن تلك الأحزاب، ستكون "مرادفة ومشاركة وفاعلة ومفوضة لقائد الثورة في مراحل التغيير الجذري الذي يحقق المصلحة الوطنية ويوسع الشراكة الوطنية الحقيقية التي ستنبني عليها كل مسارات البناء والاصلاح وعودة اللحمة الوطنية وبناء الدولة اليمنية لكل اليمنيين." على حد تعبيره.
"سيكون أساسها القرآن"
وتوجه الصحفي "مجدي عقبة" للقيادي الحوثي بالسؤال: "أثير الكثير من اللغط حول موضوع التغييرات الجذرية ومدى مواءمتها مع الدستور… هل ما زال دستور الجمهورية اليمنية صالحا وهل تتمسكون به؟".
وفي إجابته، قال القحوم إن من يثير هذا اللغط يحاول أن يصطاد في الماء العكر ويشوه توجهات التغييرات الجذرية وهو "لا يدرك عظمة وحكمة قائد الثورة وتوجهاته الوطنية وجهوده الكبيرة في النهوض باليمن وشعبها العظيم وبناء الدولة اليمنية".
وأضاف أن "أي تغييرات في مسارات البناء والإصلاح ستكون مبنية على اسس على القرآن الكريم كتاب الله وهو جامع لليمنيين ولا يثير مخاوف الاخرين فهو كتاب الله ولا قلق من ذلك وايضا ستكون مبنية على قاعدة وطنية جامعة مشتركة تؤسس لشراكة وطنية حقيقية".
لكنه عاد للمغالطة بالقول: "ولهذا كل الحديث عن تغييرات للدستور هي كاذبة وغير صحيحة ومحاولات فاشلة في التقليل من الانجاز الكبير في تاريخ اليمن في التغييرات الجذرية وبناء الدولة اليمنية التي تحقق الامن والعدالة والمساواة والشراكة الوطنية الحقيقية والنمو الاقتصادي والانتاج الصناعي والزراعي وتنقل اليمن الى مصافي الدول العظمى".
يشار إلى أن القيادي السلالي علي القحوم، يقدم نفسه على أنه "معتدل" ومسؤول التنسيق مع الشخصيات السياسية والمكونات في مناطق سيطرة جماعته.
وتسخر الجماعة السلالية على مدى تاريخها، شخصيات تعمل على تخدير الحلفاء والخصوم، ومحاولة الظهور بأكثر من وجه ضمن ما يُعرف بـ"التقية السياسية" في أدبيات الجماعة.
تأجيل التغييرات الجذرية
وكان الكهنوت عبدالملك الحوثي، أعلن الأربعاء الماضي، إقالة حكومة الانقلاب غير المعترف بها، وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة أخرى، ضمن ما يسميه المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية.
وأكد مراقبون ومحللون سياسيون أن ما شهدته العاصمة صنعاء من انتفاضة سبتمبرية عارمة، عشية ويوم عيد الثورة المجيدة، تنديدًا بتنديس مليشيات "عبدالملك بدرالدين" للعلم الجمهوري، واحتفالا بثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي أطاحت بنظام "بيت حميد الدين" الإمامي الكهنوتي، قد أرغم الحوثي على تأجيل قرارات كان يعتزم اتخاذها تستهدف النظام الجمهوري في المقام الأول.
وتحدثت مصادر مؤكدة، عن نوايا حوثية مؤجلة، للإطاحة بمؤسسات الدولة وإحلال مؤسسات بديلة، وفرض تعديلات دستورية تطيح بمكتسبات الثورة الخالدة، وتُبقي على الجمهورية كمسمى فقط على غرار النظام الإيراني.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: التغییرات الجذریة عبدالملک الحوثی النظام الجمهوری جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
الحوثي: هاجمنا 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً
أعلن زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، الخميس، مهاجمة 162 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر الماضي، وأقر بتلقي جماعته 19 غارة غربية خلال أسبوع، وذلك في سياق الضربات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة.
وتشن الجماعة الموالية لإيران هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي للشهر الثامن؛ إذ تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، كما تدّعي، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت حديثاً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنّت هجمات في موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.
162 سفينةالحوثي زعم في خطبته الأسبوعية أن قوات جماعته استهدفت خلال أسبوع 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية الهجمات إلى 162 سفينة، وقال إن هجمات هذا الأسبوع نفذت بـ20 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورقاً.
وفي حين لم تشر تقارير الأمن البحري إلى أي هجمات تعرضت لها السفن في الأيام الماضية، اعترف زعيم الحوثيين بتلقي 19 غارة وصفها بـ«الأميركية والبريطانية» خلال أسبوع، دون أن يتحدث عن سقوط قتلى أو جرحى.
القيادة المركزية الأميركيةومع توعد الحوثي باستمرار الهجمات ومزاعمه التفوق على القوات الغربية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، الأربعاء، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير موقعي رادار للحوثيين المدعومين من إيران في المناطق التي يسيطرون عليها، إلى جانب تدمير زورقين مسيرين في البحر الأحمر.
وطبقاً للبيان الأميركي كانت مواقع الرادار والزوارق تمثل تهديدات وشيكة للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، حيث تم تدميرها لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.
وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.
الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيينوبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير الماضي، نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وأعطت الهجمات الحوثية المتلاحقة في الشهر الماضي انطباعاً عن فاعليتها، خاصة مع غرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر، لتصبح ثاني سفينة تغرق بعد السفينة البريطانية «روبيمار»، وتهديد سفينتين على الأقل بمصير مماثل، لتضاف إلى السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» منذ نوفمبر الماضي.
وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 28 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان، حيث أدى هجوم في 18 فبراير إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور» التي استهدفت في 12 يونيو الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ليست ذات جدوى لتحييد الخطر الحوثي على الملاحة، وأن الحل الأنجع هو دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.
ويستبعد مراقبون يمنيون أن ينتهي الخطر الحوثي البحري بانتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تتربص الجماعة المدعومة من إيران ببقية المناطق اليمنية المحررة، خاصة بعد أن تمكنت من تجنيد عشرات الآلاف من بوابة «مناصرة فلسطين».