وسط تهليلات وزغاريد أمهات الخريجين، ووسط دموع فرح الآباء، عاشت جامعة الأقصى أجواءً احتفالية رائعة في اليوم الثاني من حفل تخريج طلبتها (فوج الأقصى) ، حيث عم المكان أجواء السعادة التي ارتسمت على وجوه الطلبة، زينتها ابتسامات شفاههم، فرحاً وامتناناً لجامعتهم، التي أصرت على تتويج تخرجهم بهذا العرس الوطني الكبير رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة وكل فلسطين.

وذلك تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبو مازن)، ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د محمود أبو مويس، وبحضور ممثل السيد الرئيس د. أحمد أبو هولي، ورئيس الجامعة أ.د أيمن صبح، ونائب رئيس مجلس الأمناء أ. إسماعيل محفوظ، وعدد من الشخصيات الاعتبارية الوطنية والدينية، وأعضاء مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، بالإضافة لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، والطلبة الخريجين وذويهم.

فرحة الخريجات

أمارات الزطمة خريجة تخصص لغة إنجليزية وأساليب تدريسها عبرت عن فرحتها قائلةً : "أشعر بالسعادة والامتنان، سعيدة جداً بهذا اليوم الذي يختتم تعب أربع سنوات، وأشكر إدارة الجامعة وعمادة كلية التربية على جهودهم معنا خلال الأربع سنوات، وتتويجهم لهذه الجهود بهذا الحفل الرائع، الذي أدخل الفرحة على قلوبنا وقلوب أهالينا ".

فيما أوضحت حنين صقر خريجة لغة عربية وأساليب تدريسها أن فرحة التخرج لا توصف، وعبرت عن سعادتها وفرحها قائلة: " مسرورة جداً من هذه الأجواء التي صنعتها جامعة الأقصى من أجل طلبتها المتميزين والمخلصين لجامعتهم، جامعة الكل الفلسطيني"، ووجهت صقر الشكر للجان التحضيرية التي كان لها الدور الكبير في الإعداد للحفل وتدريب الخريجين، وتغطية الحفل إعلامياً.

أما الخريجة روز أبو شعير – تخصص لغة انجليزية وأساليب تدريسها فأكدت أنها لن تنسى هذا اليوم، وهذه الفرحة التي تحلم بها منذ اليوم الأول لها في جامعة الأقصى، وأبدت سعادتها من حجم التجهيز والإمكانيات التي وفرتها إدارة جامعة الأقصى لإتمام حفل التخرج، مما ينم عن اهتمام إدارة الجامعة وحرصها على إسعاد طلبتها، واختتمت أبو شعير كلامها بالتعبير عن شكرها وامتنانها للقائمين على الحفل.

عرس الخريجين

أحمد شعبان ، تخصص رياضيات قال: " اليوم من أجمل أيام الطلبة، فهو اليوم الذي انتظرناه منذ سنوات، وكنا نحلم به طوال فترة دراستنا" وأشار إلى أن هذه الفرحة اكتملت بالنسبة له بمشاركة والديه وعائلته وأصدقائه، وقدم شكره للجامعة قائلا: " أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجامعة الأقصى التي أتاحت لنا المشاركة في هذا الحفل، كما ونشكر الهيئة الأكاديمية بالجامعة الذين تميزوا بعطائهم، فاليوم ثمار غرسهم، واليوم جئنا لنقول لكم شكرا".

فيما أوضح الخريج هادي كراجة تخصص لغة عربية وأساليب تدريسها، أن لا شيء يصف فرحته بهذا اليوم، مؤكداً أنه حرص على المشاركة في الحفل بناء على طلب والديه وتابع: " هذه الفرحة التي نعيشها لمرة واحدة في حياتنا استطاعت أن تنسينا تعب وكد أربع سنوات من الدراسة، لذلك يحب أن أشكر إدارة الجامعة وكل من ساهم في تحضير وإنجاح هذا الحفل الكبير".

أما فؤاد النجار خريج قسم الدراسات الإسلامية فعبر عن مدى سعادته بهذا اليوم الذي يمثل له مسك الختام في مسيرته الدراسية، شاكراً إدارة الجامعة والهيئتين الأكاديمية والإدارية على الجهود التي بذلوها في خدمة الطلبة خلال دراستهم، وأهدى النجار تخرجه لأفراد عائلته خاصة والديه وزوجته.

فرحة كبيرة

نور أبو زايد شقيقة إحدى الخريجات لم تخفِ فرحتها مؤكدة أن مشاهد الفرح ومشاهد الوجوه السعيدة تبعث الأمل وتبعث في النفس مشاعر جميلة، وعن تنظيم الحفل قالت: " صدقاً لم أشاهد حفلاً من قبل بهذا التنظيم والإعداد، من مواكب، وبروتوكول وتغطية إعلامية، لذلك أشكر كل القائمين على الحفل".

فيما عبرت والدة الخريجة عبير جريش عن فرحتها قائلة: " نحمد الله أن رأينا هذا اليوم الذي تتوج فيه ابنتي خريجة متفوقة، بعد أن مرت بالعديد من المصاعب والأزمات واستطاعت التغلب عليها، ولا أخفيكم أتمنى هذه الفرحة لجميع الأمهات، وأتمنى أن تتوج بحصول الخريجين على وظائف تعينهم على مصاعب الحياة".

فيما أفصح والد الخريجة عبير غبون عن فرحته حيث لم يتمالك دموعه بعد رؤية ابنته في ثوب التخرج، قائلاً: " الجهود المبذولة في الحفل مميزة، ونشكر جميع موظفي الجامعة على خدماتهم التي يقدمونها للطلبة".

عرس وطني

بدوره وجه نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. رائد الحجار التحية للطلبة الخريجين وذويهم، وأكد أن إدارة جامعة الأقصى حرصت على تنظيم هذا المهرجان ليكون عرساً وطنياً كبيراً لتكريم الطلبة الخريجين تحت رعاية فخامة السيد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) حاملا اسم "فوج الأقصى"، لما له من رمزية في قلوب الشعب الفلسطيني، وحتى يبقى المسجد الأقصى حاضراً معنا في كل أفراحنا، منوهاً إلى أن سياسة إدارة الجامعة تتجه هذه المرحلة لتنفيذ احتفالات التخرج بشكل دوري.

وأوضح د. الحجار أن الجامعة تخرج اليوم طلبتها لتضعهم على مرحلة جديدة، ينتقلون بها من كونهم طلبة إلى أعضاء عاملين وفاعلين في المجتمع، كل في مجاله وتخصصه، منوهاً إلى أن الجامعة تسعى لتلبية احتياجات السوق الفلسطيني من تخصصات وبرامج مختلفة وتناسب كافة المستويات في الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتوفير المختبرات اللازمة والضرورية للكليات العلمية في الجامعة مثل كلية العلوم الطبية والمخبرية، وكلية الحاسبات والوسائط المتعددة والفنون والاعلام.

الكلية الأكبر

ومن ناحية أخرى شكر عميد كلية التربية أ.د فؤاد عياد كل الطواقم العاملة لإنجاح هذا الحفل، والتي أدخلت السرور على قلوب الطلبة، وأثنى على التجهيزات اللوجستية والفنية وأكد أنها أفضل ما يمكن تقديمه من إدارة الجامعة وطواقمها لطلبة الجامعة.

وأضاف د. عياد: " نسعى أن تكون احتفالات التخرج بشكل سنوي خلال الأعوام القادمة؛ حتى يكون لها مردوداً نفسياً ومعنوياً أفضل وأكبر على طلبتنا وذويهم، وإيصال رسالة الجامعة ورؤيتها إلى العالم الخارجي بشكل أفضل".

وتابع أ.د عياد: " هذا يوم كبير وعظيم، نشعر به بالسعادة والسرور أن قدرنا الله سبحانه وتعالى أن نُدخل البهجة على قلوب طلبتنا الخريجين وأن نجعل لهم هذا اليوم ليكون يوما مفصلياً وتاريخياً في حياتهم، يترك بصمة طيبة في ذاكرتهم عن مسيرتهم التعليمية وجامعتهم التي كانت معهم حتى اللحظة الأخيرة وسعت لإسعادهم وإدخال الفرح على قلوبهم".

وفي كلمته للطلبة قال د. عياد: "كلية التربية هي بيتكم، وجامعة الأقصى هي جامعتكم، فكلية التربية هي الأكبر على مستوى الوطن، وندعو الأهالي لإلحاق أبنائهم فيها ودمجهم في برامجها المتميزة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراة".

واختتم اليوم الثاني من الاحتفالات بتوزيع الشهادات على الخريجين من طلبة البكالوريوس في تخصصات وأقسام كلية التربية المختلفة.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: إدارة الجامعة کلیة التربیة جامعة الأقصى الیوم الذی هذا الیوم هذا الحفل

إقرأ أيضاً:

عضوية جنوب السُّودان في جامعة الدول العربية

بقلم: أتـيـم قـرنـق ديكويك

طالعتُ مقابلة صحفية مع سعادة السفير محي الدين سليم أحمد، رئيس بعثة الجامعة الدول العربية في جنوب السودان، منشورة في صحيفة الموقف الصادرة في جوبا يوم الخميس 12 ديسمبر 2024 العدد (2295)، و أستوقفني سؤال استفساري من الصحفي لسعادة السفير مفاده (هل سيتم منح جنوب السُّودان العضوية الكاملة بالجامعة العربية في المستقبل؟) و هو سؤال لم يأت من الفراغ و انما اراد الصحفي بذكاء وطني سبر غور صدقية ما تداولته وسائل الاعلام المحلية خلال السنوات الماضيه مؤداه ان جنوب السودان تقدم بطلب الانضمام لجامعة الدول العربية، الشئء الذي لم تنفيه او تاكده آنذاك اي جهة حكومية و بقي الموضوع يشغل عقول الكثير من المواطنين.

و اهمية هذه المقابلة الصحفية تكمن في أنها نفت بصورة قاطعة عدم تقديم اي طلب من دولة جنوب السودان لعضوية جامعة الدول العربية. و رد سعادة السفير كان واضحا و صريحا و بلا غموض علي النحو التالي: (حتي الآن العضوية المقترحة هي مراقب فقط و هي مسألة متاحة من خلال ما يعرف بسياسة الجامعة العربية تجاه الدول العربية المجاورة. هناك استراتيجية و سياسة اقترحتها جامعة الدول العربية منذ سنوات للدول المجاورة، لخريطة الدول العربية و جنوب السودان من الدول المجاورة للمنطقة العربية هنالك دول مجاورة للمنطقة العربية مثل تشاد و أثيوبيا و اريتريا سيتم ايضا منح تلك الدول عضوية مراقب) و بهذا الحديث يكون باب الإشاعات المغرضة بان جنوب السودان قد تقدم بطلب عضوية الجامعة العربية قد اغلق لابد الآبدين. فجنوب السودان لم يتقدم باي طلب سواء كان للعضوية او بصفة مراقب. و واضح ان الأمر المتاح لدول الجوار(غير عربية) هو إمكانية طلب صفة المراقب، و حتي هذه الإمكانية ما زالت في مرحلة الاقتراح لدي الجامعة العربية. .

ما نريد ان نشارك به هنا مع مواطنيننا هو ان جامعة الدول العربية هي منظمة تتوفر فيها عناصر الوحدة و القوة لأعضائها، لانها عبارة عن تجمع للدول يؤمن سكانُها بانهم ينتمون لاصل واحد و يتحدثون لغةً واحدة و يعتنقون ديانة واحدة و لديهم تأريخ مشترك، و يتمركزون في جغرافيا مشتركة و مترابطة، و مصيرهم واحد، و غيرها من اسباب الإتحاد و الوحدة. الا أن جامعة الدول العربية هذه، هي واحدة من أضعف و أوهن من بيت عنكبوت ومن أفشل التجمعات الإقليمية. تتميز علاقات الدول فيها بتوتر و تصارع ناتجة عن اختلافات عميقة في انظمة الحكم و الارتباطات الدولية المتعارضة، هذا من جانب، و من جانب اخر فإن الدول الغربيه و علي رأسها الولايات المتحدة الاميركية لن تسمح للدول العربية ان تكون قوية و موحدة لان ذلك تعني زوال اسرائيل؛ و ما يحدث الآن في الشرق الاوسط و ليبيا و السودان و الصومال هو دليل الوهن و الضعف الذي يستحكم في مفاصل جامعة الدول العربية و تستغلها الدول الغربية بصورة مدمرة.

جامعة الدول العربية وقفت ضد تطلعات شعب جنوب السودان منذ إنشائها في ١٩٤٥. كانت تتلغف و تصدق الدعاية العرجاء التي كانت تلوكها و تنشرها الحكومات المتعددة في السودان بان نضالات جنوب السودان هي ضد العروبة و الإسلام و هما عنصران مهمان من ثوابت مبادئ الجامعة. و علي ضوءً ترويج هذه الدعاية الكاذبة ساهمت العديد من الدول العربية في دعم المجهود الحربي ضد شعوب جنوب السودان منذ ١٩٥٥ حتي ٢٠٠٥ و علي رغم من انتهاء الحرب باستقلال دولة جنوب السودان فإن الجامعة لم تساندها علي الخروج من دمار الحرب الذي ساهمت فيه الدول العربية. كما لا يوجد اي استثمار عربي في جنوب السودان. النشاط الاقتصادي العربي في جنوب السودان عبارة عن أعمال تجارية صغيرة تقوم بها بعض المغامرين من مواطني دول الجامعة العربية المتواجدون في جنوب السودان، فهي عبارة عن تجارة مشبوهة لا تحمل صفة الاستثمار الاقتصادي و انما تنطوي علي غسيل اموال (و من المحتمل بعض الاموال المنهوبة من السودان) و و التي لا تساهم في تنمية أقتصاد جنوب السودان باي صفة اقتصادية.

لا أعتقد ان هناك مواطن واحد يريد ان يكون جنوب السودان عضواً في جامعة الدول العربية، و لو وجد من تراودهم مثل هذه الفكرة فهم افراد يعملون ضد وطنهم و يمكن تصنيف هذه الفكرة بأنها خيانة لسيادة الوطن؛ و أصحابها مثلهم مثل الذين وقفوا ضد إستقلال الوطن اثناء حرب التحرير. لا يوجد ما يمكن الاستفادة من عضويتنا في جامعة الدول العربية اقتصاديًا وسياسيا وعسكريا و تكنولجيا او دبلوماسيًا. اين ليبيا و العراق و سوريا و لبنان و الصومال و كيف هي الأوضاع في فلسطين (غزة/الضفة) و السودان و اليمن؟ و سوريا تحت الاحتلال الامريكى و الايراني و الروسي و الاسرائيلي و التركي، أين الجامعة العربية؟

و مَن مِن صفوة اهل جنوب السودان لم يسمع و لم يقرأ موقف جامعة الدول العربية من قضية سد النهضة الإثيوبي الافريقي التنموي؟ الجامعة العربية عبارة عن تجمع تعمل ضد الضعفاء، و نضال شعب جنوب السودان مثال حي علي ذلك. الجامعة ليست لديها وكالات متخصصة لمساعدة الدول، حتي من عضويتها التي تواجه ظروفًا انسانية صعبة، فهي ليست مثل الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر مثال رائع لتجمع قاري متين هادف، و ان تأبط الاستعمار الحديث في ثنايا المنح و الهبات، فهو يقوم بسند ملموس في مجالات الصحة و التعليم و المياه و الطرق و غيرها من مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تحتاجها الدول اثناء مواجهتها للكوارث.

نحن لا ننكر بعض المجهودات و الهبات النذرة التي قامت و تقوم بتقديمها، لشعب جنوب السودان، بعض الدول العربية بصفتها الفردية و أبرزها مصر. و تتركز تلك المساعدات في بعثات تعليمية و بعض العون الإنساني في مجال الصحة علي نطاق محدود جداً.

هناك الكثير من القضايا التي يمكن ان نتحدث عنها فيما يختص بالدور الهدام للجامعة العربية في حروب جنوب السودان و ما ترتبت علي ذلك الدور من معاناة و تشريد و موت الكثير من البشر.

انا مع التعاون التنموي و بناء علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية و دوبلوماسيه قوية مع كافة الدول العربية، كل دولة علي حدها. نحن شعوب تحتاج لتنمية اقتصادية مستدامة و اكتساب المعرفة و التكنولوجيا الحديثة، و نساهم سوياً في تحقيق السلام و الاستقرار الاقليمين والدولين

anyangjok@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالصور .. ندوة المطربة سلمى الجزائرية والمطرب سعيد عثمان بـ"البوابة نيوز"
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • وكيل تعليم الغربية يكرم أوائل الطلبة بقرية شبراملس
  • جامعة عين شمس ضمن أفضل 24% من جامعات العالم في تصنيف الاستدامة
  • للعام الثاني على التوالي.. جامعة جنوب الوادي تدرج في تصنيف QS الإنجليزي للتنمية المستدامة 2025
  • وظائف خدمة عملاء لحديثي التخرج دون خبرة.. إليك رابط التقديم
  • البابا تواضروس الثاني يشهد حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا
  • عضوية جنوب السُّودان في جامعة الدول العربية
  • فنادق الغردقة تستعد لاحتفالات الكريسماس.. نسبة الإشغالات تصل إلى 85%
  • تخريج 1477 طالبًا من الكليات الإنسانية في الحفل الثاني بجامعة السلطان قابوس