اعتبر الدكتور مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن تصاعد وتيرة اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، يأتي في إطار محاولة خلق واقع جديد عبر تثبيت التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وضم الأعداد القليلة من كبار السن الفلسطينيين المسموح لهم بالصلاة فيه إلى دائرة الحرمان من ذلك.

ولفت إلى أن الاقتحامات الأخيرة، شملت ملامح جديدة مع تزايد عدد المقتحمين، بالإصرار على تضمنها صلوات تلمودية وحركات استفزازية لفرض واقع ديني يهودي على المسجد الأقصى، وكذلك بإخلائه من المرابطين والمرابطات بهدف الوصول إلى إخلاء كامل له من المصلين أثناء تواجد المستوطنين خلال عمليات اقتحامه.

جاء ذلك خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/10/3) لتصاعد وتيرة اقتحام المستوطنين والمتطرفين اليهود باحات المسجد الأقصى في رابع أيام عيد العُرش اليهودي، والقيام برقصات وجولات استفزازية، مستفيدين من حماية أمنية مشددة، ودعم عالي الصوت من قبل وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو.

في مقابل ذلك، حذرت الرئاسة الفلسطينية، من التداعيات الخطيرة لمحاولة الاحتلال خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، فيما اعتبرت حماس ما يحدث تصعيدا خطيرا للحرب الدينية، مشددة على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بذلك، كما شددت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ جرائم الاعتداء على المصلين بالمسجد الأقصى لن تمر دون رد.

وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن الواقع الجديد الذي يحاول الاحتلال فرضه في المسجد الأقصى، وما وراء ردود أفعال السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وتحذيراتهم من مآلات التصعيد الإسرائيلي، وموقف واشنطن من المشهد في القدس بصفتها راعية لعملية السلام.

مخطط عنصري

وفي حديثه لما وراء الخبر، أكد البرغوثي أن هذه الاقتحامات هي جزء من المخطط العنصري لتهويد فلسطين والمسجد الأقصى، وقد وصلت إلى حد خطير وغير مسبوق، فلم يعد الأمر مقتصرا على تزايد أعداد المقتحمين وإنما شمل استهداف المرابطين وحرمان الفلسطينيين من التواجد في الأقصى.

ورفض البرغوثي حديث ضيف الحلقة الأميركي، عن الشراكة بين اليهود والمسلمين في المسجد باعتباره مكانا مقدسا لكليهما، مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها ازدواجية واضحة، ففي الوقت الذي جندت فيه دول العالم لمحاربة ما اعتبرته احتلالا روسيا لأوكرانيا تتجاهل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وخرقها الواضح للقانون الدولي.

وشدد على أن خطورة الأوضاع في القدس لا تعني الفلسطينيين فحسب، وإنما لابد للمسلمين والعرب أن يتحركوا لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أنه على الفلسطينيين توحيد صفهم على برنامج وطني مقاوم، وعلى الدول العربية وقف التطبيع مع الاحتلال.

رسالة بايدن

في المقابل، يرى الدكتور إدوارد جوزيف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز الأميركية، أن الطريق الوحيد لمعالجة الأوضاع المتأزمة، يأتي عبر احترام جميع الأطراف لمسؤولياتهم تجاه القدس، مشددا على أن هذه الرسالة التي تنقلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للأطراف المعنية، على حد تعبيره.

وزعم في حديثه لما وراء الخبر، أن الحديث عن اقتحامات مستوطنين ومتطرفين يهود للمسجد الأقصى تحت حماية جنود إسرائيليين، يعبر عن آراء خاصة لأصحابها لا يجد لها تأكيدا في وسائل إعلام دولية، مشددا على أنه لن يخضع لطلبات تأكيد أو إنكار ما تنقله وسائل الإعلام العربية عن هذه الاقتحامات.

ويرى أن ما يحدث يتوافق مع القواعد المتفق عليها مع إدارة الوقف الأردنية للدخول إلى المسجد الأقصى، حيث يقع ذلك ضمن مسؤولية وسيطرة إسرائيل، على حد زعمه، مشددا على أن إدارة بايدن لا تريد الذهاب إلى مواجهة كبيرة حول الأقصى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسجد الأقصى ما وراء الخبر على أن

إقرأ أيضاً:

40 ألفا فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.

وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.

وأفادت مصادر محلية لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان واعتدت عليهم ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.

وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى باحات المسجد.

وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.

وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.

 

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43799 شهيدًا
  • الخارجية الفلسطينية تتهم إسرائيل بالعمل على هدم "حي البستان" بالقدس
  • 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفا فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • رحماء بينهم حملة بالقدس لتعزيز السلم الأهلي
  • ارتفاع الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43736
  • تصعيد في القدس ونابلس.. مستوطنون يقتحمون الأقصى ويهاجمون مزارعي الزيتون