ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل يحاسبنا الله تعالى على الأفكار السيئة التي تدور في عقولنا ولا نتلفظ بها أو نخرجها لأرض الواقع؟

أعلى الدرجات.. خطيب المسجد النبوي يكشف مراتب الصابرين في الإسلام فضل عاشوراء.. 3 مراتب لعظمة اليوم المبارك

وقال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الله تعالى لا يحاسبنا على الأفكار السيئة التي تدور في عقولنا، منوها أن من رحمة الله تعالى ألا يحاسب الإنسان إلا على ما فعله.

وذكر أن مراتب القصد خمسة: الهاجس، الخاطر، حديث النفس، الهم، العزم، منوها أن الإنسان لا يحاسب على الأنواع الأربعة الأولى، أما المرتبة الأخيرة وهي العزم التي يحاسب عليها.

مراتب القصد

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن مراتب القصد خمس: هَاجِسٌ ذَكَرُوا * فَخَاطِرٌ فَحِديثُ النَّفْسِ فَاسْتَمِعَا، يَلِيهِ هَمٌّ فَعَزْمٌ كُلُّهَا رُفِعَتْ * سِوَى الْأَخِير فَفِيهِ الأَخْذُ قَد وَقَعا.

وأضاف علي جمعة، في تصريح، أن الإنسان إذا قصد شيئاً مر بهذه المراحل الخمسة في نفسه من الداخل - في باطنه-.

وأشار إلى أن "الهاجس" وهو ورود صورة الشيء في الذهن سواء هذا الشيء كانت طاعة أو كانت معصية إذا ما تأكدت الصورة وثبتت يسمونه "خاطر" إذا ما تكلم الإنسان وتردد مع نفسه في الفعل وعدم الفعل هل يقدم على هذا الفعل سواء أكان طاعة أو معصية يسمونه "حديث نفس" إذا ما مالت نفسه إلى الفعل فإنهم يسمون هذه المرحلة مرحلة "الهم".

أما "العزم" وهو القصد المؤكد وهو أن يصمم الإنسان على فعل هذا الشيء من هنا يبدأ الحساب بالثواب أو بالعقاب.

وأوضح، أن الأمور بمقاصدها أي أن النية معتبرة أما الهم وما قبله فقد عفا الله سبحانه وتعالى عنا في حصول مثل هذه الأشياء التي ترد في الذهن، فقد يخطر في بال الإنسان فعل المعصية لكن لا تميل نفسه الميل المؤكد والعزم المؤكد عليها فإذا نوى الإنسان معصية ثم لم يفعلها ومنع نفسه منها فإنه يثاب على ذلك ، فإن فعلها عوقب عقابًا واحدًا، وإن نوى على فعل الخير ولم يفعله يثاب على ذلك ثوابًا واحدًا فإن فعله أثيب على ذلك عشرة من أمثالها من فضل الله علينا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الازهر الشريف هيئة كبار العلماء الله تعالى

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر من مؤتمر الإفتاء: الربط بين الفتوى والأخلاق عطاء قرآني وتطبيق نبوي

ألقى أ.د محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، اليوم كلمة في افتتاح المؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالنيابة عن الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والذي يقام تحت عنوان«الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع».

جاء ذلك بحضور أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء.

في بداية كلمته، نقل الدكتور الضويني صادق دعوات الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، إلى الشعب الفلسطيني الصامد الذي يتمسك بأرضه، ويقف بكل بسالة وبطولة في وجه الآلة الصهيونية المتغطرسة، وتأكيد فضيلته أن استهداف المدنيين وقصف المؤسسات جريمة حرب مكتملة الأركان، ووصمة عار يسجلها التاريخ بأحرف من خزي على جبين الصهاينة ومن عاونهم.

وأكد أن مؤتمر اليوم يعد حلقة في سلسلة الوعي الذي تعمل عليه المؤسسة الدينية في مصر؛ لمناقشة القضايا المعاصرة في إطار شرعي يستجيب للواقع، وفي الوقت نفسه لا يخرج عن الثوابت، ويحفظ على الناس الضروريات الخمس، التي تدور حولها أحكام الشريعة.


وأوضح وكيل الأزهر، أن عالمنا اليوم يمر بخطوات متسارعة بالغة الخطورة، 
تظهر في اقتحامه شتى مجالات الحياة: اعتقادا، واجتماعا، واقتصادا، وسياسة، وفي انتقال آثار هذا التسارع والتغير إلى كثير من بقاع الأرض دون نظر لقواعد إيمانية أو مكونات هوية أو حدود جغرافية، مضيفا أن من مظاهر هذا التسارع العجيب هذه «اللوثة» التي تسعى لإصابة المجتمع في نواته الصلبة، وتحاول أن تستبدل بالأسرة الشرعية وبالعفة شذوذا يعارض ناموس الطبيعة والفطرة، يسمونه زورا مثلية، أو حرية، بالإضافة إلى المعاملات الاقتصادية التي تخالف منهج السماء، وتضر بالأفراد والمجتمعات على السواء، وتلك السياسة التي تقيم حروبا ظالمة تتجاوز آثارها أطراف الحرب، إلى بلاد السلام، التي لا ناقة لها في الحرب ولا جمل، وإنما تصطلي بنارها، دون جريرة أوذنب.

وكشف وكيل الأزهر عن جانب آخر من التسارع الديني الذي يدور في فلك ناحيتين كلتاهما تطرف: إما تشدد وانغلاق، يضيق على الناس حياتهم، وإما إلحاد وانفلات يهدد العقائد، ويهدر الثوابت، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي اقتحم حياتنا حتى صار يفتي الناس دون أن يحسن صناعة الفتوى، ولا الإحساس بالمستفتي فأوقع الناس في حرفية ونصية ضيقة وملبسة.

ونوه وكيل الأزهر أنه إذا كنا نوقن أن الناس في حاجة إلى الفتوى التي تضبط حركة حياتهم؛ فإن حاجتهم أشد إلى فتوى بصيرة واعية تحمل قدرا من التفاؤل والأمل، في زمان ضاغط، يحتاج إلى فتح أبواب الرجاء، مؤكدا أن من حق الناس على المفتين والعلماء أن يوحدوا المناهج، بحيث ينحسم داء الفتوى بغير علم، ويستغني الناس أولا عن فتاوى المولعين بالتشديد والتضييق، دون أن يوجدوا للناس مسارات في فضاء المباح والجائز، وثانيا عن حاملي لواء التيسير الذين ميعوا باسم التيسير الثوابت والأصول، حتى لم تبق حاجة لأحكام الفقه، وثالثا عن متصيدي الغرائب الذين يجردون الفتاوي من ملابساتها وسياقاتها الزمانية والمكانية، ووضعوا الفقه موضع تهمة وزراية، ورابعا عمن يبيحون لكل إنسان أن يفتي نفسه بما شاء، فينحون بذلك الفقه من حياة الناس، على شدة حاجتهم إليه.

وشدد الدكتور الضويني، على أنه من الواجب على العلماء والمفتين ألا يتوقفوا عند بيان الأحكام مجردة من أهدافها، دون ربط وثيق بينها وبين واقع الناس وأخلاقهم، ومشاعرهم، وحركة قلوبهم، أو ما يمكن أن نطلق عليه «الربط بين الفتوى والتقوى»، تلك العلاقة الوثيقة التي يدركها المتأمل في المنهج القرآني في الفتوى،  كما يتبين له ملامح ما يمكن أن نسميه «الفتوى المربية»، تلك التي تحرص مع بيان الحكم الفقهي على توجيه القلب والسلوك.

وأكد وكيل الأزهر، أن الربط بين الفتوى والأخلاق عطاء قرآني، وتطبيق نبوي، وفرض مجتمعي؛ يقدر على مواجهة ما يحمله العالم المتسارع من خروج على القيم أحيانا، وعلى ثوابت العقائد أحيانا أخر، مشددا على أن قضية الأخلاق في الإسلام قضية مركزية؛ فلا يكاد يخلو تشريع من التشريعات عقيدة وعبادة وعملا من حكمة خلقية تظهر ثمراتها في الإنسان جمالا وعقلا، وفي المجتمع تكافلا وتعاونا.

واستنكر الدكتور الضويني تصدر غير المؤهلين للفتوى، على الرغم مع وضوح مكانة الأخلاق، وضرورة الربط بينها وبين الفتوى، حيث يأتون بفتاوي عمياء صماء لا تبصر الواقع، ولا تدرك الجمال، ولا تحسن فتح باب الأمل، وكأن البراعة كلها في هذا الشذوذ الذي يحرم على الناس ما أحل لهم من الطيبات، ويضيق عليهم أنفاسهم،  ويضع المباح في دائرة المحظور أو المحظور في دائرة المباح، مؤكدا أن الدفع بمثل هذه الأصوات، والعمل على تضخيمها لا يقصد به وجه الله، ولا إصلاح حال خلق الله، وإنما هي أجندات يعمل في خفاء على تنفيذها، ومكاسب يحرص في إصرار على تحقيقها، وسواء أكانت هذه المكاسب أيديولوجية أم سياسية أم شخصية نفعية.

وقال وكيل الأزهر، إن «مكارم الأخلاق» هي غاية دينية وفريضة حضارية وضرورة مجتمعية، بها تصان المجتمعات والأوطان من أي تشويش مقصود، أو تشويه متعمد، مضيفا أن الفتوى البصيرة أو ما يسمى ب«الفتوى المربية» ضرورة في ظل ما تلقاه مجتمعاتنا من استهداف وعي الشباب بهويتهم، ووعيهم بتاريخهم، ووعيهم بحاضرهم ومستقبلهم، ووعيهم بما يخطط لهم من جهات خبيثة تسعى إلى احتلال العقول احتلالا ناعما غير مكلف، لاستلاب خيرات الأوطان ومقدراتها، أو على الأقل عرقلة الأوطان عن مسيرتها، بعد أن فشلت في احتلال الأوطان احتلالا صريحا؛ فإن الفتوى عليها دور كبير في الإصلاح.

وأشار الدكتور الضويني إلى المكانة العالية التي يتبؤها المفتي في إحقاق الحق، بكونه موقع عن الله تعالى، ونائب في الأمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- موضحا أنه إذا لم تكن هذه المكانة العالية في إحقاق الحق، وإزهاق الباطل، ونشر مكارم الأخلاق فسيكون من يتصدر للفتوى موقعا عن الهوى، ونائبا عن الشيطان، ورب فتوى جعلت من الباطل حقا ومن الحق باطلا، وكان على من أفتى بها إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة، وفي تحذير الرسول – صلى الله عليه وسلم – من التجرؤ على الفتوى في قوله: «أجرؤكم على الفتيا، أجرؤكم على النار» كفاية لمن أراد.


ولفت وكيل الأزهر إلى أن ما يشهده المجتمع الدولي من تفكك واضطراب في نواته الصلبة، وهي الأسرة، يكفي دليلا على أهمية تضمين البعد الأخلاقي التوجيهي في الفتوى، مشيرا إلى الأصوات المنكرة التي ما زالت تنادي إلى إعلاء علاقات الشذوذ باسم الحرية، متناقضين مع ناموس الكون الذي خلق الله فيه كل شيء ذكرا وأنثى، وما ينفق من أموال طائلة لإنتاج أدوات تدمير الشعوب من أسلحة ومخدرات ورعاية جماعات تخريبية، تعمل على إشعال الحروب، وتجذير الخلافات، والعبث بالهويات والخصوصيات، وكانت هذه الأموال كافية لمحاربة الفقر والجهل والمرض، وما يجري حولنا من تلاعب وعبث ومقامرة بالمجتمعات وأحلام أهلها، دون شعور بوخز من ضمير حي يتألم لمشاهد القتلى والجرحى والثكلى والمهجرين والنازحين.

وأشار وكيل الأزهر إلى أنه قد يكفينا شر هذا الواقع أن تلتزم المنظمات الدولية بما تعلنه في مواثيقها ولوائحها، مستنكرا كون هذه المواثيق واللوائح والمعاهدات لا تعرف الطريق إلى بعض المجتمعات، كما أن القائمون على حراستها يمنحون الأمن والسلام والرخاء من يشاءون، ويمنعونه عمن يشاءون.

ودعا وكيل الأزهر، علماء الدين وعلماء النفس والاجتماع والمفكرون والمعنيون، أن يتكاتفوا من أجل وضع تصور عملي واضح لصياغة الفتاوى صياغة جديدة تحيي القيم الدينية والأخلاقية، مع معاصرة رشيدة تحفظ الإنسان من العزلة عن الواقع، معربا عن رجائه أن يكون هذا المؤتمر خطوة في سبيل تحقيق هذا العمل.

مقالات مشابهة

  • رحلة إلى السلام الداخلي
  • الخبث الإسرائيلي في ‫الرد على اتهام‬ حزب الله بجريمة مجدل شمس في الجولان ” وهي الجريمة التي تدور عليها علامات الاستفهام” !
  • العودة للجذور
  • لعلهم يرجعون
  • حلمي النمنم: الغرب يستغل حقوق الإنسان لتحقيق بعض الأهداف السياسية
  • أسامة الأزهري: وزارة الأوقاف بكل قدراتها مجندة لدعم دار الإفتاء
  • وكيل الأزهر من مؤتمر الإفتاء: الربط بين الفتوى والأخلاق عطاء قرآني وتطبيق نبوي
  • هل يضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً!؟
  • مفتي القدس: الفلسطينيون يقبضون على الجمر في زمن قاسٍ
  • مفتي القدس: صوت الساسة ورجال الدين لا بد أن يصدح أمام استباحة المسجد الأقصى