تعرف إلى الحاصلين على جوائز نوبل في الفيزياء والطب هذا العام
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
فاز الفرنسي بيار أغوستيني والمجري النمسوي فيرينس كراوس والفرنسية السويدية آن لويلييه، الثلاثاء، بجائزة نوبل للفيزياء، لأبحاثهم المتعلقة بأدوات لاستكشاف الإلكترونات داخل الذرات والجزيئات.
وقالت لجنة التحكيم إن الباحثين الثلاثة مُنحوا الجائزة تقديراً "لطرقهم التجريبية التي تولّد ومضات ضوئية بأتوثانية (جزء من مليار المليار من الثانية) لدراسة ديناميكيات الإلكترون في المادة"، لافتة إلى أن هذه البحوث لها استخدامات محتملة في مجالي الإلكترونيات والتشخيص الطبي.
وأوضح أعضاء اللجنة أن "الأتوثانية قصيرة جداً لدرجة أنّ ثمّة عدداً منها في كل ثانية يوازي عدد الثواني التي مرت منذ نشأة الكون" قبل أكثر من 13 مليار سنة.
ولفتت اللجنة إلى أن الباحثين الثلاثة "أثبتوا طريقة لإنشاء ومضات قصيرة للغاية من الضوء يمكن استخدامها لقياس العمليات السريعة التي تتحرك فيها الإلكترونات أو تُغير الطاقة".
"عالم من الإلكترونات"
وأشارت إلى أن "مساهمات الفائزين مكّنت من التحقيق في عمليات كانت سريعة للغاية وكان من المستحيل متابعتها في السابق".
وقالت رئيسة لجنة نوبل للفيزياء إيفا أولسون في بيان: "يمكننا الآن فتح الباب أمام عالم الإلكترونات. فيزياء الأتوثانية تمنحنا الفرصة لفهم الآليات التي تحكمها الإلكترونات".
وفي عام 1987، اكتشفت لويلييه "أن دلالات مختلفة عدة للضوء نشأت عندما نقلت ضوء الليزر تحت الأحمر عبر غاز خامل"، وفق ما أشارت لجنة نوبل، مضيفة أنها واصلت استكشاف هذه الظاهرة، "ممهدة الطريق لتحقيق اختراقات لاحقة".
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عمل أغوستيني وكراوس على تجارب مكّنت من عزل ومضات ضوء استمرت بضع مئات من الأتو ثانية فقط.
وأغوستيني هو أستاذ بجامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة، بينما يشغل كراوس منصب مدير في معهد ماكس بلانك في ألمانيا.
أما لويلييه، وهي خامس امرأة تفوز بجائزة نوبل الفيزياء منذ عام 1901، فتعمل أستاذة في جامعة لوند في السويد.
"متأثرة للغاية"
وقالت لويلييه للصحفيين إنها كانت تعطي حصة تدريس جامعية عندما تلقت مكالمة هاتفية من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وكان "من الصعب" عليها إنهاء الحصة.
وأضافت: "أنا متأثرة للغاية... ليس هناك الكثير من النساء اللواتي يحصلن على هذه الجائزة، لذا فهي مميزة للغاية".
وكان كراوس ولويلييه من بين الأسماء المتداولة للفوز بالجائزة، بعد أن حصلا على جائزة وولف المرموقة العام الماضي، مع الفيزيائي الكندي بول كوركوم.
وقبل لويلييه، كانت ماري كوري (1903)، وماريا غوبرت ماير (1963)، ودونا ستريكلاند (2018)، وأندريا غيز (2020) النساء الوحيدات اللواتي فزن بالجائزة.
وقالت لويلييه: "في عملي، أرى شيئين، أحدهما أساسي للغاية، وهو أن نراقب الإلكترونات وخصائصها".
وأضافت: "لكن الأمر الثاني أكثر عملية" ويتمثل في أن "الإشعاع الذي ننتجه له منفعة أيضاً في صناعة أشباه الموصلات وفي مجال التصوير".
وعلى صعيد مراقبة الإلكترونات، قالت إنه "في هذا النوع من المسارات، تشبه الإلكترونات موجات المياه، وما نحاول قياسه من خلال تقنيتنا هو موقع قمة الموجة".
وسيتقاسم الثلاثي مكافأة مالية تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر غوستاف في حفل يقام في ستوكهولم في 10 كانون الأول/ ديسمبر، في يوم ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز من خلال وصيته الأخيرة في أواخر القرن التاسع عشر.
نوبل للطب
مُنحت جائزة نوبل للطب، الاثنين، للمجرية كاتالين كاريكو والأمريكي درو وايسمان عن اكتشافاتهما في شأن لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال التي كان لها دور أساسي في التوصل إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وأوضحت اللجنة التي تتولى اختيار الفائزين أن الباحثَين أُعطيا الجائزة، "لاكتشافاتهما المتعلقة بتعديلات القواعد النووية التي أتاحت التوصل إلى لقاحات فاعلة ضد كوفيد-19 قائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال".
وأضافت أن "الفائزَين ساهما بوتيرة لم يسبق لها مثيل في التوصل إلى لقاحات في خضمّ أحد أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث".
وكانت هذه التكنولوجيا تجريبية قبل تفشي الوباء، لكنها وصلت الآن لملايين الأشخاص حول العالم.
وتجري الآن أبحاث أخرى، بتقنية "أم آر إن إيه" لعلاج أمراض أخرى، بما في ذلك السرطان.
الدكتورة كاريكو والدكتور وايزمان، التقيا في أوائل التسعينيات عندما كانا يعملان في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، وكان اهتمامهما بـ "أم آر إن إيه" يُعتبر في ذلك الوقت غير مهم في العلوم الطبية.
وتعمل هذه التكنولوجيا مثل "المترجم" في الجسم البشري.
فهو تحول لغة الحمض النووي من مجموعة من التعليمات الجينية إلى البروتينات التي تبني وتدير أجسامنا.
تتلخص فكرة لقاحات "أم آر إن إيه" في التسلل إلى هذه العملية، فإذا تمكنت من تطوير "أم آر إن إيه" ينتج أجزاءً من فيروس أو عامل مرضي أو مُعد آخر، فسيتم بناء هذه البروتينات الدخيلة بواسطة الجسم وسيتعلم جهاز المناعة كيفية مكافحتها.
شهدت المراحل المبكرة من الدراسات بعض المشاكل، ولكن من خلال تنقيح وتحسين التقنية، نجح الباحثون في إنتاج كميات كبيرة من البروتين المستهدف دون التسبب في مستويات خطيرة من الالتهابات التي شوهدت في التجارب على الحيوانات.
وقد مهد هذا الطريق لتطوير تكنولوجيا اللقاح لدى البشر.
خلال فترة كوفيد، تم تصنيع لقاحات "أم آر أن إيه" لإنتاج "بروتين سبايك" الخاص بكوفيد.
تعمل كاتالين كاريكو، الآن أستاذة في جامعة سيجيد، في المجر، وما يزال درو وايزمان، أستاذاً في جامعة بنسلفانيا.
وبعد الفيزياء، يُعلن الفائز بجائزة نوبل للكيمياء الأربعاء، بينما سيتم الإعلان عن رابحَي جائزتي الآداب والسلام اللتين تحظيان بمتابعة كبيرة يومي الخميس والجمعة على التوالي. أما جائزة الاقتصاد، التي أنشئت عام 1968، وهي جائزة نوبل الوحيدة التي لم تشملها الوصية التي وضعها نوبل عام 1895، فتختتم موسم نوبل لعام 2023 الاثنين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا نوبل فيزياء طب نوبل فيزياء علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تغطيات سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جائزة نوبل فی جامعة
إقرأ أيضاً:
30 عاما على اغتيال إسحاق رابين.. رجل نوبل والسلام وتكسير العظام
جرى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، قبل 30 عاما وهو في منصبه، وذلك بعد ما يزيد عن عام من توقيع اتفاقية أوسلو التي حصل بسببها على جائزة نوبل للسلام إلى جانب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريس في ذلك الحين.
وجاء اغتيال رابين على يد طالب القانون الإسرائيلي والمتطرف إيجال عامير، الذي عارض مبادرة السلام التي طرحها رابين وتوقيع اتفاقيات أوسلو، وذلك في نهاية مظاهرة تأييد لاتفاقيات أوسلو في ساحة "ملوك إسرائيل" في تل أبيب.
وحصل رابين بسبب محادثات السلام واتفاقية أوسلو على سمعة الشخصية "المحبة للسلام والتعايش" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وجرى وصفه بعد اغتياله في أوساط عربية وعالمية بأنه الذي "قاد بلده بشجاعة وكرامة" وأنه "صانع سلام حقيقي سيُذكر عبر الأجيال، ومدافع عن السلام في الشرق الأوسط".
ولرابين تاريخ طويل وبارز من الجرائم والانتهاكات الواسعة ضد الفلسطينيين في مختلف مراحل حياته، على عكس الصورة التي بنيت له منذ اغتياله في عام 1995.
في اللد والرملة
في عام 1938، وضمن فترة دراساته، اشترك رابين في دورة عسكرية قصيرة نظمتها عصابات "الهاجاناه"، خرج رابين من مدرسة "كادوري" بامتياز في سنة 1940، أما في 1941 انضم إلى "الهاجاناه" رسميا وأصبح من كبار قادتها، مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات البريطانية في حزيران/يونيو 1946.
وعندما اندلعت أحداث النكبة، جرى تعيينه قائدا لسرية "هارئيل" التي قاتلت في منطقة القدس؛ ويشير المؤرخ اليهودي إيلان بابي في كتابه التطهير العرقي لفلسطين، بأن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين التي نفذتها الحركة الصهيونية على أرض فلسطين.
خلال أحداث النكبة أيضا، كان إسحاق رابين ضابطا في قيادة عملية "داني" للحرب، حيث استولت قوات الاحتلال على مدينتي اللد والرملة، بعد القتال، أصدر رابين "أمرا عسكريا بطرد سكان اللد والرملة الفلسطينيين وإجلائهم فوريّا بسرعة، دون مراعاة العمر".
وفي 12 تموز/ يوليو 1948 وقع ما بات يعرف بمذبحة اللد، حيث استشهد نحو 250 مدنيا فلسطينيا، وفي اليوم التالي أجبرت قوات الاحتلال تحت قيادة رابين حوالي 70 ألف فلسطيني من سكان اللد والرملة على الخروج قسرا في مسيرة مشيا تحت وطأة الحر والعطش، واستشهد المئات منهم على الطريق.
النكسة
بعد انتخابه رئيساً لأركان الجيش عام 1964، قاد رابين "إسرائيل" في حرب حزيران/ يونيو 1967 التي انتهت احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحت أوامره العسكرية دُمرت عدة قرى فلسطينية وتم تهجير سكانها: فقد أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر بهدم قرى مثل إمعاس، بيت نوبا، ويالو وطرد نحو 10 آلاف فلسطيني منها.
وشنّ جيش الاحتلال هجمات عقابية على مناطق فلسطينية في القدس القديمة، وجرى تدمير الحارة المغربية تماماً وأُجبرت نحو 100 عائلة فلسطينية على إخلاء منازلها.
وتعرضت مدن قلقيلية وطبريا للقصف والتدمير المنهجي، فقد هدم جيش الاحتلال العديد من منازل قلقيلية وطرد 12 ألف فلسطيني من المدينة كإجراء عقابي.
قمع الانتفاضة
عند اندلاع الانتفاضة في ديسمبر 1987 كان رابين وزيرا للحرب وقائداً لسياسة إسرائيل الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبنّى نهجا قمعيا عرف بـ"القبضة الحديدية" وسياسة "تكسير العظام"، معلنا أن أولويته هي "القوة، والسلطة، والضربات" ضد المتظاهرين الفلسطينيين.
ونتج عن هذه السياسة مواجهات واسعة واستشهاد ما لا يقل عن 59 فلسطينيّاً وإصابة الآلاف نتيجة إطلاق النار والاعتداءات الجسدية لجيش الاحتلال.
وأظهرت الوثائق الرسمية أن السياسة الإسرائيلية تضمنت فرض إغلاقات شاملة على مدن الضفة وغزة، وإغلاق الجامعات والمدارس الفلسطينية، وشنّ حملات اعتقالات واسعة، وهدم مئات منازل فلسطينيين، وتحدّث مسؤولون إسرائيليون كبار عن أن الهدف كان بث "رعب الجيش" في قلوب الفلسطينيين.
وخلال هذه الفترة صدر عن رابين سياسة عُرفت باسم "سياسة تكسير العظام"، وهي توجيه رسمي من رابين لقوات الاحتلال باستخدام القوة الجسدية المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، خصوصًا الشباب.
ودعا رابين جنوده إلى "استخدام القوة، والضرب، والاعتقال لكسر إرادة المتظاهرين"، قائلاً: "يجب كسر عظامهم لمنعهم من رمي الحجارة".
وواجهت سياسة "تكسير العظام" انتقادات حادة داخل "إسرائيل" وخارجها، إذ شبّهتها منظمات طبية وحقوقية بأساليب التعذيب المنهجي، وفي شهادة أمام الكنيست عام 1989، أقرّ رابين بأن استخدام العنف الجسدي كان "مفرطًا في بعض الحالات"، لكنه لم يتراجع عن المبدأ نفسه.
رئاسة الوزراء
بعد انتخابه رئيساً للوزراء عام 1992 واصل رابين السياسات الأمنية القاسية، بالرغم من تسوية بعض القضايا لاحقاً سياسياً، على سبيل المثال، في كانون الأول/ ديسمبر 1992، عقب مقتل ضابط شرطة إسرائيلي، أصدرت حكومة رابين أوامر باعتقال أكثر من ألف فلسطيني وترحيل أكثر من 400 من أعضاء حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان.
. كما استمر في دعم الاستيطان والتوسع في الضفة، وفي مواقفه الإعلامية رفض الاعتراف بوجود دولة فلسطينية مستقلة. ففي خطاب أمام الكنيست بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1995 أكد رابين أن "إسرائيل" تريد "كياناً فلسطينياً أقل من دولة" يضم معظم سكان الضفة والقطاع، مع الإبقاء على المستوطنات الكبرى خارج خطوط 1967.