افتتاح أول مكتبة للآثار والتراث في محافظة البصرة بالعراق
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
افتُتحت مكتبة للآثار والتراث داخل ما كان في ما مضى قصرا للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بمدينة البصرة.
تضم المكتبة مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات المتخصصة في الآثار القديمة والمواقع الأثرية في العراق، وجاء افتتاحها في متحف البصرة الحضاري لتسهل وصول الأكاديميين إلى الكتب والمخطوطات والمصادر الأثرية.
وقال مدير آثار وتراث البصرة مصطفى الحصيني "المكتبة تحتوي على العديد من الكتب الآثارية المتخصصة بالآثار والتراث، من بينها كتب نادرة لبعثات تنقيب أجنبية وعراقية عملت في 100 عام الماضية في المواقع الأثرية في عموم العراق وأنتجت لنا آراء ومقترحات وتفاسير للظواهر الأثرية التي كان عليها العراق القديم".
وبحسب الحصيني، فإن مجموعة الكتب المتوفرة في المكتبة تغطي الفترات السومرية والبابلية وغيرها من العصور القديمة الأخرى في العراق.
وقال الأستاذ في كلية الآداب بجامعة البصرة عادل هاشم "الكتب والمصادر التي تتناول علم الآثار قليلة في البصرة، كباحث متخصص وأستاذ في كلية الآداب متخصص في تاريخ العراق القديم في الفترة السومرية والبابلية كنت أعاني من نقص المصادر في جامعة البصرة أو في محافظة البصرة عموما، لذلك كان يتوجب علي السفر إما إلى بغداد أو إلى الموصل للحصول على المصادر".
وأضاف هاشم أن "الجزء الأساسي من المعلومات الخاصة بحضارة العراق القديم هو النصوص المسمارية التي تعد العمود الفقري للكتابة عن تاريخ العراق القديم، سواء كان الفترة السومرية أو البابلية أو الآشورية، وقديما كنا نذهب إلى مكتبة المتحف الوطني في بغداد أو مكتبة قسم الآثار في جامعه بغداد للحصول على النصوص المسمارية ثم ترجمة هذه النصوص والحصول على شروحات لهذه الترجمة، الآن أصبحت النصوص المسمارية الأصلية المترجمة من المتحف البريطاني بين أيدينا".
من جانبه، قال الكاتب والمستشار الأكاديمي أسامة صديق "العراق لديه تاريخ قديم جدا وراسخ من الحفريات الأثرية والتوثيق، وقد كُتب الكثير عنه، ومن الرائع رؤية هذه المكتبة لأنني أستطيع أن أرى أن المجموعة رائعة، وهناك الكثير من النصوص المهمة جدا هنا".
وأضاف أن "النصوص التي تم توثيقها بالصور وكذلك كل الاكتشافات الرائعة التي تم تحقيقها متاحة هنا، لذلك، كباحث أرى أن المجيء إلى هنا تجربة جميلة، وآمل أن تنمو هذه المكتبة أكثر، وأنا موقن من أن كثيرا من الناس الذين يدرسون هذا التاريخ القديم سيستفيدون منها بشكل كبير".
ومتحف البصرة الحضاري كان مغلقا منذ عام 1991 بعد حرب الخليج الأولى، قبل أن يعاد فتحه للجمهور عام 2019.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (15 كانون الأول 2024)، عن أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ أيام.
وقال حيدر لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يشهده العراق من زيارات مكوكية من والى العاصمة بغداد، واهمها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن واجتماعه برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تتمحور حول نقطة جوهرية واحدة فقط وهي؛ أن يضبط العراق نفسه فيما يخص الملف السوري فلا يتصرف خارج المألوف أو يشذ عن إجماع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي".
وأضاف، أنه "لهذه الرسالة المحورية سبب واضح جدا وهو أن بغداد تتعرض لضغط مهول من قبل ايران لإعادة النظر بقرار اغلاق الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، لإعادة تكرار تجربة المقاومة التي قادتها وقتها الحليفتين المقربتين لبعضهما طهران ودمشق على الأراضي العراقية عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العراق واسقطتا نظام صدام حسين".
وتابع، أن "هذا الهدف الذي تعمل على تحقيقه طهران لم يعد خافياً على أحد، فلقد أكد عليه المرشد الايراني في خطابه الأخير الذي شرح فيه ما جرى وسيجري في سوريا متوعداً بتكرار تجربة المقاومة العراقية لمنع أي نفوذ للولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط حليفه الأسد".
وأردف، أن "الهدف السامي من وجهة نظر طهران لا يمكن أن يتحقق الا إذا قرر العراق فتح حدوده مع سوريا، فهي المنفذ الوحيد لعبور الجهاديين اليها والبدء بمشروع المقاومة كما كانت".
وأكد أن "العراق من جانبه يعرف ان تراجعه عن قرار اغلاق حدوده مع سوريا بمثابة تهور واللعب بالنار، خاصة وان انقرة تراقب من كركوك الى زاخو، فيما اشترطت واشنطن على بغداد لالتزامها بما أعلن عنه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي من أنه سيحمي (العراق والاردن واسرائيل) من أي تطورات سلبية في سوريا قد تضر بهم، اشترطت على بغداد ان تلتزم بالتعليمات اذا كانت تنتظر مساعدتها من أي مخاطر محتملة سواء من قبل انقرة أو تل أبيب أو الإرهاب".
وتابع السياسي العراقي المقيم في واشنطن، أنه "حتى الميليشيات يبدو لي أنها تعلمت الدرس واستوعبت التجربة وأصغت لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الوطنيين بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم فأخفت سهامها في أكنانها وتلاشت عن الساحة ولو الى حين على امل ان يقنعها القائد العام للقوات المسلحة بالدستور والقانون وفتوى المرجع الاعلى بوجوب تسليم سلاحها الى الدولة وتفكيك تنظيماتها المسلحة والاندماج بمؤسسات الدولة والعمل بمبدأ (العراق أولا)".
لكن رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي الصاحب، يرى في الزيارات المكثفة للمسؤولين الأجانب إلى العاصمة العراقية دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة.
وقال الصاحب لـ "بغداد اليوم" السبت (15 كانون الأول 2024)، إن "العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية زيارات مكثفة لعدد من المسؤولين الأجانب آخرها يوم أمس وزير الخارجية الامريكي وهذا ما يدل على أهمية العراق ويؤكد دوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة".
وأضاف، أن "العراق اتخذ في الكثير من الازمات التي مرت على المنطقة موقف الحياد وهذا ما عزز دوره الإقليمي والدولي وجعله عنصرا أساسيا في حل الإشكاليات عبر الأطر الدبلوماسية والسياسية ونتوقع أن العراق سيكون فاعلا ومؤثرا في المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحاته في العلاقات الخارجية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، قد وصل الى العاصمة بغداد، يوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.
وبحسب المكتب الاعلامي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فأن السوداني شدد خلال اللقاء "على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا".
وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".