خلال الحرب العالمية الثانية، فرض جوزيف ستالين الزعيم السوفيتي، عقوبة صارمة على الجنود الذين انسحبوا أو تركوا مواقعهم دون إذن، حيث يتم إجبارهم على الانضمام إلى "كتائب العقاب" التي تم نشرها في الأجزاء الأكثر خطورة على الجبهة، وهو ما يعني الموت فعليًا.

ووفقا لتقرير لوكالة رويترز، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحيا هذه الطريقة في العقاب في المعركة، وذلك عن طريق الدفاع بما يسمي بفرق "العاصفة- زد" إلى مواقع أعنف المعارك في أوكرانيا.

فرق "العاصفة- زد" 

وكما هو الحال مع أسلافهم السوفييت، يُزعم أن أولئك الذين يجدون أنفسهم في مثل هذه الفرق يواجهون التطرف، فضلاً عن التجاهل من القادة الذين ينظرون إلى حياتهم على أنها أقل أهمية من حياة القوات العادية.

وبحسب رويترز، تتكون الوحدات العقابية من بين 100 و150 عضوا، وتتكون من مجرمين مدنيين وعسكريين. 

وقالت مصادر مطلعة على هذه الفرق، إن هذه الوحدات مدمجة ضمن وحدات الجيش الروسي النظامي وعادةً ما يتم إرسالها إلى "الأجزاء الأكثر عرضة للخطر في الجبهة وغالباً ما تتكبد خسائر فادحة".

وتتكون فرق "العاصفة- زد" من المدانين الذين ينضمون من أجل العفو عن جرائمهم والجنود النظاميين الذين تتم معاقبتهم لانتهاكهم القواعد التأديبية العسكرية.

وعلى عكس مجموعة فاجنر العسكرية التي قامت بالمثل بتجنيد المدانين للحرب أوكرانيا، يُزعم أن وحدات "العاصفة- زد" تعمل تحت القيادة المباشرة لـ وزارة الدفاع الروسية.

أوكرانيا: 26 اشتباكا مع القوات الروسية خلال يوم واحد القوات الروسية تحبط هجومًا أوكرانيًا خطيرًا على منطقة بريانسك الحدودية

وبحسب ما ورد صدرت أوامر للجنود بالدخول إلى الوحدات بسبب مخالفات الانضباط بما في ذلك شرب الخمر أثناء الخدمة، وتعاطي المخدرات، ورفض اتباع الأوامر، بمجرد الضغط على القوات في فرق "العاصفة- زد"، لم تعد القوات محتجزة بنفس القدر الذي كان عليه رفاقهم السابقون.

وقال جندي نظامي في الجيش الروسي يحمل الرقم 40318، إن مقاتلي "العاصفة- زد" مجرد لحم، موضحا أنه قام بنفسه بتقديم العلاج لمجموعة من 6 أو 7 من مقاتلي "العاصفة- زد" الجرحى في ساحة المعركة على الرغم من أن القائد أمره بعدم القيام بذلك.

وأضاف: "إذا أمسك القادة بأي شخص تفوح منه رائحة الكحول، فإنهم يرسلونه على الفور إلى فرق "العاصفة- زد"".

وتحدثت القوات في وحدات "العاصفة- زد" أيضًا عن وضعهم اليائس بأنفسهم، حيث في يونيو الماضي، سجلت مجموعة مكونة من حوالي 20 من مقاتلي العاصفة مقطع فيديو يشكون فيه من معاملتهم، قائلين إنهم رفضوا العودة إلى الجبهة في زابوريزجيا.

يقول أحد المقاتلين في اللقطات: "على خط المواجهة، حيث كنا، لم نتلق أي شحنات من الذخيرة، لم نحصل على الماء أو الطعام، لم يتم نقل الجرحى، لا يزال الموتى يتعفنون، ولقد تلقينا أوامر مروعة لا تستحق حتى تنفيذها، ونرفض الاستمرار في تنفيذ المهام القتالية".

وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الروسية لم تعترف أبدًا بإنشاء أو نشر وحدات "العاصفة- زد"، إلا أن وجودها ظهر في أبريل الماضي عندما شارك مركز أبحاث معهد دراسة الحرب تفاصيل تقرير عسكري روسي مزعوم حول تشكيل الفرق. 

وقال المركز إن سرايا "العاصفة- زد" تم إنشاؤها خارج هيكل وحدة الجيش التقليدي، وأن مقاتليها حصلوا على 10 إلى 15 يومًا فقط من التدريب التنشيطي، وهي فترة قصيرة بشكل ملحوظ لتدريب الأفراد بشكل مناسب لأداء المهام القتالية المعقدة وخلق تماسك الوحدة.

وقال بوتين يوم الجمعة خلال اجتماع متلفز مع جنود روس، إنه على علم بوجود مدانين يقاتلون في الجيش، في إشارة على وجه التحديد إلى سجينين سابقين قُتلا أثناء القتال. 

وأضاف: "لقد ضحوا بحياتهم من أجل الوطن الأم، وقد برأوا أنفسهم تماما من ذنبهم".

تاريخ كتائب العقاب

تعتبر كتائب العقاب التي تعرف أيضا بالوحدات العسكرية الجزائية أو الكتائب الجزائية، وسريات العقاب، هي تشكيلات عسكرية تتكون من الأشخاص المدانين والمحكوم عليهم بالعديد من الأحكام، وقد تحتوي هذه التشكيلات على جنود مدانين بارتكاب جرائم بموجب القانون العسكري، أو الأشخاص المسجلين في الوحدة بعد إدانتهم في محاكم مدنية أو مزيج من الاثنين. 

وتعتبر الخدمة في هذه الوحدات عادة شكلًا من أشكال العقاب أو الانضباط بدلاً من السجن أو عقوبة الإعدام.

وتم تشكيل الوحدات الجزائية المخصصة لأول مرة خلال عصر الحرب النابليونية، حيث عانت الجيوش الكبيرة المكونة من المجندين من مشاكل تأديبية، واعتبر الجنود الذين رفضوا مواجهة العدو ضارًا بتماسك الجيش وعارًا للأمة، حيث كان يُنظر إلى تشكيل الكتائب العقابية كوسيلة لتأديب الجيش وإبقاء الجنود في الصف.

وقامت العديد من الدول بتجنيد المجرمين في كتائب جزائية بدلاً من سجنهم أو إعدامهم خلال زمن الحرب للاستفادة بشكل أفضل من القوى العاملة الوطنية، وتم التعامل مع هذه الوحدات العسكرية مع القليل من الاهتمام من قبل الجيش النظامي.

وكانت مثل هذه الكتائب كانت منتشرة خاصة في الإمبراطورية الفرنسية، حيث تم تشكيل كتائب العقاب في فرنسا في عام 1811 وكانت تتألف بالكامل تقريبًا من المجرمين وغيرهم من غير المرغوب فيهم في المجتمع، وكان نابليون بونابرت يستخدمها في حروبه.

كما كانت تستخدم كتائب العقاب في الحرب الأهلية الصينية من 1945 إلى 1949، حيث كان من المعروف أن الجيش الثوري الوطني هذه الكتائب في الحرب، وكانت وحدة مكونة من الفارين والمتهمين بالجبن، وكان يتم تكليفهم بمهام مثل الاستكشاف من قبل القوات الرئيسية للتحقق من الكمائن، وعبور الأنهار والسيول لمعرفة ما إذا كانت قابلة للسير، والمشي عبر حقول الألغام غير المحددة.

وتم استخدام هذا النوع من الكتائب العسكرية أيضا في كلا من بلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا النازية في فرقة أفريقيا و999 الخفيفة ولواء ديلوفانا وشترافباتاليون (وحدة في الجيش الألماني)، الاتحاد السوفياتي وكانت يطلق عليها "كتائب أسرى المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية" في الحرب العالمية الثانية.

مصرع 300 جندي.. القوات الروسية تصد 8 هجمات أوكرانية خطيرة في منطقتين في 24 ساعة.. القوات الأوكرانية تهاجم بيلجورود الروسية بـ 90 طلقة مدفعية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ستالين الحرب العالمية الثانية فلاديمير بوتين الرئيس الروسى أوكرانيا وزارة الدفاع الروسية فرنسا نابليون بونابرت المانيا إيطاليا بلجيكا الجيش الألماني الاتحاد السوفياتي

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين كبيرين

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الثلاثاء، مذكرتي اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف، بتهمة ارتكاب جرائم مزعومة خلال الحرب الروسية ضد أوكرانيا، في حين قالت روسيا من جانبها إن الأمر غير مهم.

وأُقيل شويغو من منصب وزير الدفاع الشهر الماضي، وتم تعيينه أمينا لمجلس الأمن الروسي، في التغييرات الأكثر أهمية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيادات العسكرية منذ بدء الحرب في عام 2022.

وقالت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقرا، إن شويغو وجيراسيموف مشتبه بهما في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب توجيه هجمات ضد مدنيين وأهداف مدنية في أوكرانيا.

وقالت المحكمة، في بيان صحفي، إن القضاة خلصوا إلى أن هناك "أسبابا معقولة للاعتقاد بأن المشتبه بهما يتحملان المسؤولية عن ضربات صاروخية نفذتها القوات المسلحة الروسية على البنية التحتية الأوكرانية للكهرباء، في الفترة من 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022 حتى التاسع من مارس/آذار 2023 على الأقل".

ولطالما قالت روسيا، وهي ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، إن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هدف عسكري مشروع، وتنفي استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية.

وأوكرانيا ليست أيضا من أعضاء المحكمة، لكنها منحت المحكمة الجنائية الدولية اختصاص البت في الجرائم المرتكبة على أراضيها.

رد روسيا

وفي أول رد فعل لها على المذكرة الجديدة، نقلت وكالة تاس للأنباء عن مجلس الأمن الروسي قوله، اليوم الثلاثاء، إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو جزء من حرب ضد موسكو تشنها أطراف مختلفة.

كما قلل المجلس من شأن المذكرة وقال إنها ليست شيئا مهما.

وبعد المذكرتين الجديدتين، يرتفع إجمالي عدد مذكرات الاعتقال الصادرة بحق مشتبه بهم من كبار مسؤولي روسيا منذ بداية الحرب إلى 8، تشمل الرئيس فلاديمير بوتين المتهم، من طرف المحكمة، بارتكاب جريمة حرب تتعلق بترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ولا تمتلك المحكمة قوة شرطية خاصة بها، وتعتمد على الدول الأعضاء فيها في تنفيذ الاعتقالات.

من هما شويغو وجيراسيموف؟

فيما يلي بعض المعلومات الأساسية عن المسؤولين سيرغي شويغو وفاليري جيراسيموف اللذين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الثلاثاء، مذكرتي اعتقال بحقهما بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

– شغل شويغو (69 عاما) منصب وزير الدفاع منذ عام 2012 حتى أقاله الرئيس فلاديمير بوتين فجأة في مايو/أيار الماضي، وعينه أمينا لمجلس الأمن الروسي.

– يشغل جيراسيموف (68 عاما) منصب رئيس هيئة الأركان العامة منذ عام 2012، وهو القائد العام للعمليات الحربية الروسية في أوكرانيا.

– رئيس الأركان العامة هو أعلى منصب في القوات المسلحة بعد القائد الأعلى للقوات رئيس البلاد وبعد وزير الدفاع.

– تعرض كل منهما لانتقادات حادة من مدوني الحرب البارزين في روسيا، بسبب إخفاقات الجيش في السنة الأولى من الحرب، عندما تعرض لسلسلة من الانتكاسات ونوبات التراجع.

– وجه يفغيني بريغوجن، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، إساءات إليهما في مقاطع فيديو، متهما إياهما بتخريب المجهود الحربي وحرمان مقاتلي فاغنر من الحصول على الذخيرة، قبل أن يقوم بتمرد في يونيو/حزيران 2023 سرعان ما تم احتواؤه، لكنه ترك تأثيرا غير مقصود تمثل في تعزيز موقف كل من شويغو وجيراسيموف، حيث لم يقبل بوتين إقالتهما إذعانا لمطالب التمرد، وتوفي بريغوجين بعد ذلك بشهرين في حادث تحطم طائرة.

– كان شويغو مقربا من بوتين على المستوى الشخصي، حيث كان يقضى معه عطلات في الغابات والجبال في سيبيريا مسقط رأس شويغو، ويلتقطان صورا خلال التنزه والصيد معا. لكن موقفه ضعف بشدة بعد اعتقال أحد نوابه في أبريل/نيسان في فضيحة فساد كبرى، ثم اتسع نطاق القضية لتشمل المزيد من الاعتقالات في وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة.

– لا يزال جيراسيموف في منصبه مع أن نائبه في هيئة الأركان العامة هو أحد المحتجزين قيد التحقيق، وعلى أرض المعركة، تحسن موقف روسيا في الأشهر القليلة الماضية مع تسجيل سلسلة من المكاسب التدريجية.

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /27.06.2024/
  • قطار الذاكرة يصل لبطرسبورغ.. ماذا تعرف عن الحرب الوطنية العظمى؟ (شاهد)
  • قطار الذاكرة يصل بطرسبورغ.. ماذا تعرف عن الحرب الوطنية العظمى (شاهد)
  • استطلاع رأي عالمي: عقوبات الغرب على روسيا غير كافية لوقف الحرب مع أوكرانيا
  • نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول
  • ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكراني؟
  • زوجة نتنياهو تتهم الجيش الإسرائيلي بتنظيم انقلاب عسكري
  • الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين كبيرين
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس بسبب جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا
  • ماكرون: الجيش الفرنسي لن يقاتل في أوكرانيا في المستقبل القريب