شولتس في ذكرى الوحدة: مدينون بالكثير لشجاعة الألمان الشرقيين
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أشاد المستشار الألماني شولتس بـ"شجاعة الألمان الشرقيين" ودورهم في إعادة توحيد شطري البلاد.
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الثلاثاء (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2023) بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لتوحيد شطري ألمانيا، إلى النظر إلى التطورات السياسية الجديدة باعتبارها فرصة لتشكيل المستقبل.
وكتب السياسي الاشتراكي الديمقراطي اليوم الثلاثاء على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "حيثما يظهر الشيء الجديد في الأفق، تلوح دائما الفرص".
وأضاف شولتس: "ندين بالكثير لشجاعة الألمان الشرقيين. لقد أهدوا بلادهم وحدتها في سلام وحرية. المهم هو العمل على فتح آفاق حتى في الأوقات الصعبة مثل هذه الأوقات".
ورأى شولتس أن الأمل وحّد ألمانيا قبل 33 عاما، وأوضح أنه كان "الأمل في إمكانية تجاوز الهوات الفاصلة. وها نحن مرة أخرى نواجه اضطرابات وتحديات. كم نحن محظوظون أننا نواجه هذه كبلد موحد".
وألقى كل من عمدة هامبورغ، الاشتراكي الديمقراطي، بيتر تشنتشر ورئيس المحكمة الدستورية الاتحادية شتيفان هاربارت كلمتين في مستهل الاحتفال المركزي بذكرى الوحدة في هامبورغ هذا العام.
يذكر أن ممثلي الهيئات الدستورية يتبادلون إلقاء الخطابات في احتفالات عيد الوحدة الألمانية، وكان الدور على المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل قبل عامين.
700 ألف يشاركون في احتفالات هامبورغ
في غضون ذلك وصل عدد الأشخاص الذين حضروا المهرجان الشعبي الذي استغرق يومين بمناسبة الاحتفال المركزي بيوم الوحدة الألمانية في هامبورغ، إلى نحو 700 ألف شخص.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال متحدث إن نحو 4000 شخص حضروا الاحتفال في قلب المدينة اليوم الموافق للذكرى السنوية الـ 33 لتوحيد شطري ألمانيا، وذلك رغم الرياح وهطول الأمطار.
وأشار المتحدث إلى أن عدد زائري الاحتفال الشعبي اليوم زاد بمقدار 100 ألف شخص مقارنة بعددهم أمس الاثنين.
وكانت ولاية هامبورغ هي التي نظمت هذا العام الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية الـ 33 للوحدة الألمانية تحت شعار "فتح الآفاق".
ومن المقرر أن تنظم ولاية مكلنبورغ-فوربومرن باحتفالات عيد الوحدة في نسخة العام المقبل.
تم توجيه الدعوة إلى المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر لحضور حفل عيد الوحدة الألمانية في هامبورغ.
المستشار الأسبق شرودر يشارك في الاحتفالات
وتم توجيه الدعوة إلى المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر لحضور حفل عيد الوحدة الألمانية في هامبورغ.
وحضر شرودر (79 عاما) الذي تمسك بصداقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى بعد الحرب على أوكرانيا، برفقة زوجته سو-يون شرودر-كيم في دار أوركسترا إلبه وكذلك في القداس الذي أقيم في كنيسة "القديس ميشيل" الرئيسية في هامبورغ.
يذكر أن شرودر لم يعد موضع ترحيب في الفعاليات العامة بسبب صداقته مع الرئيس الروسي.
وعند دخول الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى دار الأوركسترا ليأخذ مقعده في منتصف الصف الأول، بدا أن نظراته التقت مع شرودر، وعندها ألقى التحية وابتسم شرودر ورد التحية وهو يبدو عليه الارتياح.
أ.ح/ م.س (د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: إعادة توحيد ألمانيا أولاف شولتس نظام بوتين حرب روسيا على أوكرانيا هامبورغ إعادة توحيد ألمانيا أولاف شولتس نظام بوتين حرب روسيا على أوكرانيا هامبورغ المستشار الألمانی الوحدة الألمانیة فی هامبورغ
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
في عالم مليء بالخداع والمكر، حيث تتلاعب عقول الاستخبارات بمصائر الدول والجيوش، تظل قصة الجاسوس الذي لم يكن موجودًا واحدة من أعجب الحكايات وأكثرها إثارة في تاريخ الجاسوسية،إنها قصة تدفعك للتساؤل كيف يمكن لجثة رجل ميت أن تُغير مسار حرب عالمية بأكملها؟
في الحروب ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تُحدد مصير المعارك، بل أيضًا الحنكة والدهاء ولقد تمكن البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال التحيزات الألمانية واللعب على أوتار شكوكهم، مما جعلهم يصدقون كذبة كبيرة بثقة عمياء.
في بداية عام 1943، كانت نيران الحرب العالمية الثانية تلتهم أوروبا، وكان الحلفاء يستعدون لشن غزو واسع على جنوب أوروبا لإضعاف قبضة القوات النازية وكان اختيارهم الاستراتيجي هو جزيرة صقلية الإيطالية، نظرًا لموقعها الجغرافي الهام ولكن هناك مشكلة:الألمان كانوا يتوقعون هذا الغزو ويستعدون له بقوة.
هنا برزت الفكرة العبقرية التي ستعرف لاحقًا باسم "عملية مينيصميت" بدلًا من مواجهة قوات نازية مجهزة بالكامل، قرر البريطانيون تحويل انتباه الألمان إلى مكان آخر، ولكن كيف يمكنهم إقناع الألمان أن الغزو سيحدث في اليونان أو سردينيا؟ الحل كان غريبًا بقدر ما هو جريء، جثة لرجل ميت تحمل وثائق مزيفة تُشير إلى خطط وهمية.
اختارت الاستخبارات البريطانية جثة لرجل بائس توفي في لندن نتيجة التسمم، ولم يكن لهذا الرجل تاريخ عسكري، لكنه أصبح فجأة "الميجر ويليام مارتن"، ضابطًا بريطانيا رفيع المستوى وبعد تجهيز الجثة بملابس عسكرية رسمية، وضعوا في جيوبها وثائق حساسة مزورة، بينها رسالة تكشف عن "الخطة الكبرى" للحلفاء لشن الغزو في اليونان وسردينيا، بينما تشير فقط بشكل عابر إلى صقلية كخدعة.
لكن الجثة وحدها لم تكن كافية، ولضمان أن تبدو القصة حقيقية تمامًا، أرفق البريطانيون تفاصيل دقيقة عن حياة الضابط المزعوم صورة خطيبته، تذاكر مسرحية قديمة، وحتى رسائل شخصية لإضفاء المزيد من الواقعية.
تم نقل الجثة في صندوق فولاذي مملوء بالثلج إلى غواصة بريطانية، ومن هناك أُلقيت قبالة سواحل إسبانيا وكان اختيار الموقع دقيقًا، إسبانيا كانت حيادية ظاهريًا، لكن جواسيس الألمان كانوا نشطين للغاية هناك، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت الجثة والوثائق إلى السلطات الإسبانية، ومن ثم إلى أيدي الاستخبارات النازية.
الألمان ورغم حرصهم الشديد، ابتلعوا الطُعم بالكامل والوثائق بدت حقيقية تمامًا، بل إنهم تأكدوا من ذلك من خلال تحليل تفصيلي لمحتوياتها وكانت النتيجة مذهلة قرر الألمان نقل قواتهم من صقلية إلى اليونان وسردينيا استعدادًا للغزو الوهمي.
وفي 10 يوليو 1943، شن الحلفاء غزوهم على صقلية وبفضل عملية مينيصميت، كانت الدفاعات الألمانية في الجزيرة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مما مكن الحلفاء من تحقيق نصر سريع وفعال وهذا الانتصار فتح الباب أمام التقدم نحو قلب أوروبا وإضعاف القوات النازية بشكل كبير.
عملية مينيصميت كانت مقامرة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط كان يمكن أن يكشف الخطة ويدمر كل شيء، لكن تفاصيل العملية كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لا تزال تُدرس في الأكاديميات العسكرية كواحدة من أنجح عمليات التضليل في التاريخ.
الغريب في الأمر أن الجثة نفسها أصبحت "بطلًا" غامضًا في عالم الجاسوسية، حتى يومنا هذا، يُثار الجدل حول هوية الرجل الذي لعب هذا الدور المحوري وكل ما نعرفه أنه كان فقيرًا بلا مأوى، لكنه أصبح رمزًا للخداع الاستراتيجي الذي أنقذ آلاف الأرواح.