وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية: مستعدون للوساطة بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أعرب وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي عن استعداد قطر للتوسط بين روسيا وأوكرانيا من أجل التوصل إلى حل سياسي يوقف دوامة الحرب المندلعة.
وقال الخليفي في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأميركية "إذا طُلب منا التوسط في الصراع الأوكراني فسنكون بالطبع مستعدين للعمل من أجل تسهيل الحوار وتحقيق السلام في أوروبا".
وتابع "في الواقع، قطر تدعم كل أشكال الحوارات البناءة والمفاوضات التي يمكنها أن تقود إلى إنهاء الصراعات"، مشددا على أن "هذا هو الموقف القطري منذ البداية وهي تُواصل الدعوة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في أوكرانيا".
وفيما يخص العلاقات بين الدوحة وواشنطن، أوضح الخليفي أن قطر تعتبر شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة، وأن العلاقات بين البلدين "أقوى من أي وقت مضى".
وبخصوص العلاقة مع إيران، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية إن بلاده تحافظ على علاقات بنّاءة مع إيران، وأن ذلك يرجع جزئيا إلى كونها دولة جارة، إضافة إلى وجود حقل غاز مشترك بين البلدين.
أجواء إيجابيةأما عن الاتفاق الأخير بين أميركا وإيران على تبادل السجناء وإلغاء تجميد الأموال الإيرانية، بوساطة قطرية، فقد قال الخليفي إنه كان نتيجة أكثر من عامين من الدبلوماسية التي بدأت بناء على طلب من الجانبين.
وفي السياق ذاته، أعرب الخليفي عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى تمهيد المناقشات لتشمل قضايا أوسع، بينها الملف النووي.
وأوضح أن تبادل الأسرى كان خطوة إلى الأمام، في حين لا تزال هناك الكثير من التحديات التي يتعين التغلب عليها، قائلا إن الاتفاق أوضح أن الحوار بين طهران وواشنطن أمر ممكن لحل الخلافات.
كما قال الخليفي إن خطر التصعيد بين واشنطن وطهران حاليا بات أقل، وإن الأجواء أصبحت إيجابية في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الدوحة سهلت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لعدة سنوات، وهي مستعدة للعب دور نشط إذا طُلب منها ذلك.
التطبيع ليس حلاوفي الموضوع الأفغاني، قال الخليفي إن "قطر لا تفكر حاليا بالاعتراف بحكومة تصريف الأعمال الأفغانية"، وهذا ما انتهجته بقية دول العالم، موضحا أن الدوحة تركز حاليا على "تنسيق الجهود العالمية لإيجاد طريق عملي للمضي قدما".
وقال الخليفي إن الابتعاد عن حركة طالبان -التي تقود حكومة تصريف الأعمال الأفغانية حاليا- يضر أكثر مما ينفع، وقد يخلق فراغا في البلاد يفاقم الأزمة الإنسانية، وهذا قد يكون له عواقب طويلة المدى على المنطقة.
وتابع قائلا "ركزنا منذ تولي الحكومة المؤقتة السلطة في أفغانستان على تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني وضمان احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات، والحوار بشأن أفغانستان في الوقت الحالي أكثر أهمية من أي وقت مضى".
كما اعتبر أن "الهدف النهائي هو التوصل إلى حل سياسي في أفغانستان يضمن الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان".
وفي الشأن الفلسطيني، أشار الخليفي إلى أن بعض الدول قد تختار التطبيع مع إسرائيل، لكن بالنسبة لقطر فهي لا ترى ذلك وسيلة واقعية لحل الصراع الأساسي، لأن أي حل يجب أن يكون بموافقة الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مبادرة السلام العربية الداعية إلى حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية إن "التطبيع لن يفضي إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون تغيير في سلوك إسرائيل وقيام عملية سلام واضحة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البحر الأسود.. كلمة السر في استمرار القتال بين روسيا وأوكرانيا
ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزاً، حيث أن معظم القتال يدور على الأرض. ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.
تدهور القدرات الروسيةوقال ستافروس أتلاماز أوغلو الصحافي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية ، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيراً ، اضطرت البحرية الروسية على التقهقر ، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات. ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولاً سطحياً كبيراً .
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني " قبل غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، اعتبرت القيادة الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية".
غير أنه بعد ثلاث سنوات ، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود ، و تسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.
وتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية . وفي الحقيقة ، لدى القوات البحرية لكييف عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.
وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة للقوات البحرية الروسية ، لم تتمكن أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار. وكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية "ومع ذلك دمرت القوات الأوكرانية أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24فبراير/شباط 2022 . ويشمل ذلك ، إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود ، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه في السابق بأنه منصة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً".
وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب .وحدث الإغراق في 14 أبريل (نيسان) 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الغزو واسع النطاق لأوكرانيا .
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو ، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين ، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم تحقيق النصر على روسيا. وعلاوة على ذلك ، كان إغراق الطراد بمثابة نقطة تجمع إضافية للمساعدات الأمنية الدولية لأوكرانيا.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك ، اضطر اسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك في شرق البحر الأسود. واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك وتغيير البحار التي تعمل فيها".
بعد مشادة البيت الأبيض.. #لندن تنظم قمة طارئة للرد على ترامب https://t.co/eKy0prYp8x
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 هجمات طويلة المدىواختتمت وزارة الدفاع البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول " إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود ، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية ".
ويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق النار طويلة المدى ضد أوكرانيا . ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدى للغواصات الروسية في البحر ، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية . وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.
واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إنه علاوة على ذلك ، يستهدف الجيش الأوكراني حظائر الغواصات ، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف -أون - دون بينما كانت تخضع لأعمال الصيانة.