شهدت مصر خلال السنوات العشر الأخيرة طفرة حقيقية فى ملف حقوق الإنسان، ظهرت آثارها جلية فى الاهتمام بالحق فى السكن والقضاء على العشوائيات تزامناً مع إطلاق مشروعات «حياة كريمة»، التى استهدفت 375 قرية فى 14 محافظة خلال المرحلة الأولى فقط، إلى جانب تعظيم مبادئ الحق فى الصحة من خلال المبادرات الرئاسية المختلفة أبرزها «100 مليون صحة»، للقضاء على فيروس سى، وتحويل منظومة السجون إلى مراكز إصلاح وتأهيل إيماناً من الدولة بحق المواطنين فى فرصة ثانية للحياة بعد انقضاء العقوبة، كما حازت المرأة المصرية على اهتمام الدولة بمنحها العديد من الحقوق التى ساهمت فى إقرار مبدأ المساواة ووصلت نسبة تمثيل المرأة فى مجلس النواب إلى 28%.

الدكتور أيمن نصرى، رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، قال إنّ المجتمع الدولى اتخذ موقفاً ضد الدولة بعد ثورة 30 يونيو بدعوى انتهاك حقوق الإنسان، وظهر ذلك فى اجتماعات المجلس الدولى لحقوق الإنسان، لكن بعد مرور 8 سنوات تغير الوضع بصورة كبيرة وحصلت مصر على العديد من التوصيات خلال العرض الدورى الشامل للمجلس، وبالفعل استطاعت مصر تحقيق نسبة 70 أو 80% من التوصيات، وجاءت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان كنقطة تحول مهمة جداً فى ملف حقوق الإنسان بمصر، لأنها مبنية على 6 محاور أساسية، تشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية، وهذا الأمر لاقى استحساناً كبيراً جداً من المجتمع الدولى والمجلس الدولى لحقوق الإنسان، لأن الدولة المصرية تحركت بشكل مباشر ودون أى ضغوط لتحسين الملف.

وأضاف «نصرى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنّ الدولة اعتمدت بعض الأساسيات فى ملف حقوق الإنسان، على رأسها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وعملت خلال السنوات الأخيرة على كافة محاورها سواء الحق فى التعليم، أو الحق فى الصحة تزامناً مع القضاء على فيروس سى، من خلال مبادرة 100 مليون صحة التى نجحت فى علاج المرضى من خلال أكثر من 200 مليون كشف طبى مجانى، وأنفقت 7 مليارات جنيه على الفحوصات الطبية ضمن المبادرات الرئاسية، ودعمت صحة المرأة من خلال عدة مبادرات بينها مبادرة صحة المرأة للكشف عن الأورام، ومبادرة فحص المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى المبادرات الرئاسية لدعم صحة الأم والجنين والأطفال حديثى الولادة، وطلاب المدارس والكشف عن الأمراض الوراثية والرعاية الصحية لكبار السن.

وأكد أنّ ملف حقوق الإنسان فى مصر شهد جهوداً كبيرة جداً من جميع المؤسسات سواء الرسمية أو غير الرسمية، بالإضافة إلى دور منظمات المجتمع المدنى، التى كان له دور فعال بشكل كبير جداً، حتى إنها شاركت فى وضع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مضيفاً أن الدولة المصرية تعمل حالياً على كافة التوصيات التى أصدرها العرض الدورى الشامل للمجلس الدولى، ووضع آليات لمتابعة تلك التوصيات: «دائماً ما كانت توجد توصيات واستراتيجيات دون أن تكون هناك آلية للمتابعة، وهو ما تغير بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، واستحدثته الدولة المصرية والجهات الإدارية المسئولة عن إدارة الملف».

«بسيونى»: استبدل المؤسسات العقابية بمراكز تأهيل وإصلاح لخلق فرص حياة جديدة للخارجين من السجون

وقال محمود بسيونى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس الشبكة العربية للإعلام الرقمى، إنّ ملف حقوق الإنسان فى مصر شهد خلال السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً جداً من الرئيس السيسى، وفق رؤية وطنية، عبّر عنها الرئيس فى أكثر من محفل، موضحاً أن حقوق الإنسان فى مصر لها أولوية وظهر هذا جلياً فى ملف العشوائيات، ومن هنا كانت البداية للحق فى السكن، لذلك تم إنشاء حى الأسمرات تحت شعار «وطن بلا عشوائيات»، ويعد أول حى سكنى للقضاء على العشوائيات فى مصر.

وأوضح «بسيونى» أن الدولة اهتمت بملف حقوق الإنسان من كافة الجوانب وظهر ذلك فى استبدال السجون القديمة بمراكز الإصلاح والتأهيل المتطورة، وهذا تطور مهم ولافت يتوافق مع المعايير الدولية، لأنها تُسهم فى خلق فرصة أمام المسجون ليخرج مرة أخرى للحياة، حيث تم إغلاق أكثر من 15 سجناً، عقب افتتاح مركزى الإصلاح والتأهيل فى وادى النطرون وبدر، وتم نقل جميع النزلاء إلى مراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة، وهذا نوع جديد من الفلسفة العقابية، تقوم على فكرة تغيير سلوك الفرد ليكون فعالاً فى المجتمع، وتمثل أحد المحاور المهمة فى ملف حقوق الإنسان التى عملت عليها مصر بصورة كبيرة، وجرى تطبيق المعايير الدولية فى مراكز الإصلاح والتأهيل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيسى الحملة الانتخابية القاهرة الكبرى حياة كريمة الإصلاح والتأهیل لحقوق الإنسان من خلال فى مصر

إقرأ أيضاً:

جابر المري لـ"الوفد" : حقوق الإنسان في الغرب "حبر علي ورق" و عمان تقريرها ممتاز

تشهد الساحة الدولية تصاعداً في الحديث حول حقوق الإنسان والقوانين الدولية ، إلا أن الواقع يكشف عن ازدواجية معايير الدول الغربية في هذا المجال. حيث تُظهر الصراعات والحروب القائمة في المنطقة العربية كيف أن تلك الدول تستخدم حقوق الإنسان كأداة لتحقيق مصالحها، ما يجعل من هذه الحقوق مجرد "حبر على ورق". في المقابل، تُظهر الدول العربية سعيها الدائم نحو الالتزام الحقيقي بحماية حقوق الإنسان، مستندةً إلى تعاليم الإسلام التي تنص على حقوق الأفراد منذ مرحلة الجنين.

 وهذا ما صرح به المستشار جابر المري، رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، مسلطا الضوء على الجهود العربية في هذا السياق، معبراً عن فخره بما حققته الدول العربية في هذا المجال ، وأشاد بالتقرير الذي قدمته سلطنة عُمان للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي  ، وقبل ذلك قدمت مصر  تقريرها في أبريل الماضي، والذي تضمن مختلف الحقوق والحريات بما يضمن الحماية والضمان والتعزيز والمساواة وعدم التمييز والحق في الحياة والسلامة البدنية ومكافحة الاتجار بالأشخاص والقضاء وحق اللجوء والحريات السياسية والمدنية وحق الملكية الفردية وحرية الرأي والتعبير وحماية الأسرة، وبخاصة النساء والأطفال، والحق في العمل وحرية تكوين الجمعيات والنقابات المهنية والحق في التنمية، والحق في الصحة، والحق في توفير الحياة الكريمة لذوي الإعاقة والحق في التعليم والحقوق الثقافية.

س: كيف تقارن الدول العربية بالدول الأجنبية في مجال حقوق الإنسان؟

 أعتقد أن الدول العربية تُظهر اهتمامًا أكبر بحقوق الإنسان، حيث تتبنى الشريعة الإسلامية هذه الحقوق قبل وجود المواثيق الدولية، حيث يحافظ الإسلام على حقوق الانسان وهو مازال جنينا في بطن أمه، ولكن ما نشهده من ازدواجية في المعايير من الدول الكبرى يظهر أن ما تقوله عن حقوق الإنسان في المنطقة غالبًا ما يكون "حبرًا على ورق".

رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان مع محررة الوفد 

س: كيف تقيمون التزام سلطنة عُمان بتقديم تقريرها الأول بعد المصادقة على الميثاق العربي لحقوق الإنسان؟

 أشيد بالتزام سلطنة عُمان، حيث قدمت تقريرًا ممتازًا وشاملاً يغطي جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. التقرير واجه تساؤلات من الأعضاء، وتم توضيحها بكل شفافية من قبل رئيس الوفد وأعضاء الوفد العماني.

س: في أبريل الماضي قدمت مصر أول تقرير أيضا  للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان.. فكيف رأيتموه؟

إن التقرير المصري أظهر التزاماً حقيقياً بحقوق الإنسان، حيث استعرض بوضوح الجهود المبذولة لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.وأظهرت مصر شفافية كبيرة في التعامل مع التحديات. لقد كان هناك نقاشات عميقة حول التقرير، حيث أجاب ممثلي مصر على جميع التساؤلات بشفافية، مما يعكس رغبتهم في تعزيز الحوار البناء.

س: كيف ترى جهود الدول العربية في تعزيز حقوق الإنسان، خاصة في مجالات حرية التعبير وحقوق المرأة؟

 لا شك أن جميع الدول العربية مهتمة بمعايير حقوق الإنسان. هناك تسارع في تقديم التقارير إلى المنظمات الدولية، مما يدل على اهتمامها العميق بهذه القضايا. بالنسبة لتمكين المرأة، فإن العديد من الدول العربية تشهد تولي النساء مناصب وزارية وقضائية، وهذا يعكس حرص الدول العربية على دعم العنصر النسائي في المناصب العليا.

حقوق النساء والأطفال 

س: هل هناك مبادرات جديدة من الجامعة العربية لدعم حقوق المرأة؟

 بالطبع، لا تخلو أي اجتماع من توجيه توصيات بشأن حقوق الإنسان وحقوق الفئات الخاصة، مثل النساء وكبار السن. هناك مبادرات تهدف لتعزيز هذه الحقوق عبر تبادل الخبرات والتعاون بين الدول العربية.

س: كيف تتعامل لجنة الميثاق مع قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بالمهاجرين والعمالة الأجنبية؟

 دور اللجنة هو مناقشة تقارير الدول. تطرح أسئلة حول دورها في حماية حقوق المهاجرين، وهناك استجابة من الدول. الهجرة العمالية تُعتبر أكثر شيوعًا، والدول العربية تتبنى سياسات لمعالجة هذه الأمور وتوفير الحماية اللازمة.

س: ماذا عن حقوق الطفل في ظل النزاعات التي تمر بها بعض الدول العربية؟

 حقوق الطفل تحظى باهتمام بالغ خلال القمم العربية. يتم إصدار توصيات لحماية الأطفال والنساء في النزاعات، وهناك جهود ملموسة من الدول لحماية هذه الفئات.

س: ما أهمية التعاون الإقليمي في تعزيز حقوق الإنسان؟  

 التعاون الإقليمي هو المفتاح لتعزيز حقوق الإنسان. تبادل التجارب والخبرات بين الدول العربية يسهم في تحسين أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة  ، والتقرير يُعزز من مكانة مصر كداعم رئيسي لحقوق الإنسان، حيث يعكس التزامها بالمواثيق الدولية والمحلية.

س: ما هي الرسالة التي تود إيصالها بشأن التحديات التي تواجهها الدول العربية في مجال حقوق الإنسان؟

 نحن كدول عربية نواجه تحديات، لكننا ملتزمون بحماية حقوق الجميع. رغم الصعوبات، فإن الدول العربية، تعمل جاهدة على تعزيز القيم الإنسانية وحماية حقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • "القومي لحقوق الإنسان" يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان
  • وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان | صور
  • "القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها
  • الأمم المتحدة تبحث سُبُل حماية «حقوق الإنسان في ليبيا»
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
  • جابر المري لـ"الوفد" : حقوق الإنسان في الغرب "حبر علي ورق" و عمان تقريرها ممتاز
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان
  • «حقوق الإنسان» ترسل فريقاً إلى سوريا الأسبوع المقبل