3 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
رياض الفرطوسي
قد اختلف مع بعض الزملاء في توصيف الدور الاقليمي للعراق واهميته حيث اجد ان هناك وجهات نظر مختلفة فيما بيننا . انا من الناس الذين يؤمنون بنظرية الدور العراقي تاريخيا وهذه الرؤية تستند الى ان العراق بمجاله الاقليمي وتراثه وثقافته واصالته كان له دور متميز في الدائرة الاقليمية والعربية والشرق اوسطية.
كما اود الاشارة الى ان العراق ليس بلدا محدود التأثير بل ان له ادوارا مؤثرة وحيوية في عموم منطقة الشرق الاوسط وهذه الادوار كانت وما زالت راسخة رغم الظروف التي تعرض لها والازمات التي مر بها. لان العراق وريث عمقه الحضاري والتاريخي كما انه يمتلك رصيدا فكريا وثقافيا وعلميا ودينيا حيث الحوزة العلمية ومراقد اهل البيت والاضرحة والمزارات والكنائس والاثار الخالدة . لذلك تجد ان العراق حاضر في كل قضية وله موقف من كل ازمة لانه ليس بلدا طارئا او هامشيا . قد يخف دوره احيانا ولكنه يبقى امام المشهد العام حاضرا دائما.
هناك مقومات كثيرة تجعل العراق مؤثرا منها وضعه الجغرافي والسكاني ‘ حيث يمتلك موقع جيوستراتيجي في منطقة الخليج من جهة (وايران من جهة اخرى واتصالها بالبحر الابيض المتوسط عن طريق العراق وسوريا).
كذلك موقعه في قلب الشرق الاوسط ‘ وبفعل هذا الموقع الاستراتيجي يمكنه ان يكون ذراعا عسكريا (جيوستراتيجي) يمتد من بحر قزوين الى البحر المتوسط . لكن ثمة طرف اخر يعتقد ان العراق سيكون قويا لو تماسكت قواه السياسية الداخلية وحتى اذا غاب دوره الاقليمي والدولي فسيكون من الافضل له على ان لا يدخل في معترك الدور الاقليمي والدولي وان ينأى بنفسه بعيدا عن الصراعات الاقليمية لانها مكلفة سياسيا وماديا. لكننا نعتقد بأمكانية استطاعة العراق ان يبيع سياسة من اجل ان يشتري اقتصادا.
بمعنى تكثيف الجهود لتعزيز المصالح الاقتصادية المتنوعة والضرورية ‘ ووضع صيغ تعاون اقتصادية وامنية وسياسية . يمكن للعراق ان يوظف دوره الاقليمي في خدمة الاهداف الداخلية.
هذا الامر يحتاج الى رؤية دبلوماسية محنكة توازن علاقاته الخارجية حينما يتعامل بالمثل مع القوى الدولية المختلفة.
يمكن للعراق ان يتمدد دوره الاقليمي حينما نستطيع ان تكون لنا قوى ناعمة في كل اتجاه وهذه القوى لها اذرع مختلفة منها الفن والادب والسينما والمسرح والثقافة ويمكن الاستفادة من التكنلوجيا الحديثة لكي يصبح العراق مصدر اشعاع عالمي . لازلنا عندما نزور بلدان اخرى يتحدثون لنا عن مبدعينا واسمائهم ومشاركاتهم المتنوعة في مجال الفنون والشعر والسينما والعلوم المختلفة.
من هناك يتجسد اهمية الدور الاقليمي للعراق ومدى فاعليته تبعا لقوة صانع القرار السياسي من حيث تكريس هيبة الدولة وتفعيل التنمية والاصلاح وقوة الامن القومي وتحقيق الرفاهية المجتمعية.
وعليه لابد من التمسك بعرقنة السياسة الخارجية العراقية من حيث النظرة الاستراتيجية للمصالح العراقية بوصفها عنصرا رئيسا من عناصر التفاعل الاقليمي والدولي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: ان العراق
إقرأ أيضاً:
هل تدفع بغداد ثمن التردد في التعامل مع دمشق؟
1 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تصاعد الجدل السياسي في العراق حول العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، وسط تباين في المواقف بين التحذير من انعكاسات أي انفتاح غير محسوب والدعوة إلى التعامل بواقعية مع الوضع القائم في دمشق.
و حذر زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، من أي محاولات للالتفاف على العملية السياسية في العراق، مشيراً إلى مخاوف من سيناريو مشابه لما حدث في سوريا.
و تعكس هذه التحذيرات قلقاً أوسع لدى بعض القوى السياسية من إمكانية انتقال تداعيات الأزمة السورية إلى الداخل العراقي، سواء من خلال تنامي الجماعات المسلحة أو تصاعد حدة الاستقطاب الطائفي.
وأكد وزير الخارجية فؤاد حسين، في تصريحات متلفزة، أن استقرار سوريا ينعكس مباشرة على الأمن في العراق، محذراً من أن وجود ما بين 10 إلى 12 ألف عنصر من تنظيم داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يشكل تهديداً محتملاً في حال حدوث أي انهيار أمني هناك. هذه المخاوف تعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجه العراق، خاصة مع استمرار خطر التنظيمات المتطرفة وإمكانية عودة نشاطها في حال عدم التنسيق الإقليمي الفاعل.
و يستمر التواصل العراقي مع وزير الخارجية السوري، رغم غياب أي زيارة رسمية إلى دمشق في الوقت الحالي. هذا التواصل، وإن كان محدوداً، يعكس رغبة بغداد في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع القيادة السورية، لكن دون اتخاذ خطوات قد تثير تحفظات إقليمية أو دولية.
ويعتقد بعض المراقبين أن من مصلحة العراق تبني سياسة تعامل إيجابية مع الوضع القائم في سوريا، انطلاقاً من حقيقة أن الفوضى هناك تشكل تهديداً مباشراً للأمن العراقي. ورغم ذلك، فإن الحكومة العراقية تبدو متأخرة في بناء علاقات رسمية مع الإدارة السورية الجديدة مقارنة بدول عربية أخرى، وهو ما يطرح تساؤلات حول أولويات السياسة الخارجية العراقية ومدى تأثرها بالتحالفات الإقليمية والدولية.
ويبقى الملف السوري عاملاً حساساً في المشهد العراقي، حيث يتقاطع الأمن والسياسة والمصالح الإقليمية، ما يجعل أي خطوة في هذا الاتجاه محكومة بحسابات دقيقة تتعلق بالاستقرار الداخلي والتوازنات الخارجية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts