تحدثت عن مصير محمد قحطان.. جماعة الحوثي تعلن استعدادها لإطلاق سراح أسرى من التحالف العربي
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
أبدت جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، استعدادها للإفراج عن أسرى سعوديين وسودانيين من قوات التحالف العربي، إلا أنها اشترطت أن يكون ذلك ضمن صفقة تبادل تشمل الجيش اليمني في الحكومة المعترف بها دوليا، متهما التحالف بعدم الجدية في إنجازها.
وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى في الجماعة، عبد القادر المرتضى، حسبما نقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، أن "صفقة تبادل الأسرى الموقعة في سويسرا، تعيش مرحلة جمود بسبب عدم جدية التحالف العربي" على حد قوله.
وأضاف: "وافقنا على طلب مأرب بالكشف عن مصير محمد قحطان [قيادي بارز في حزب الإصلاح اليمني] وإدراجه ضمن الصفقة، لكنهم رفضوا كشف مصير أسرانا أو زيارة سجون مأرب".
واشار القيادي في جماعة الحوثي أن لدى الجماعة أسرى من القوات السعودية والسودانية العاملة ضمن قوام التحالف، وقال: "لا يزال لدينا أسرى سعوديين وسودانيين، وجاهزون للدخول في صفقة شاملة تضم الأسرى من كل الأطراف".
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي .. باعث العرفان العملي
من وجع المستضعفين.. ومن عين العاصفة، ومن بؤرة الوعي، ومن وضوح البصيرة، جاء السيد القائد الشهيد..
جاء متكئاً على سيف جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كأنّه النذير العريان، صارخاً في بريّة الأمّة التي غفلت واستكانت، وسلّمت قيادتها للطغاة العابثين، ليردّها إلى حوض ماء الحياة الحقّة الذي يمثّله كتاب الله، حيث هو المآل والمرجع، وهو الدواء الشافي لكل مرضٍ عضال، وفي الوقت الذي كان حاكم اليمن يسلّم فيه مفاتيح صنعاء للأمريكان وأدواتهم الإقليميين، دون أيِّ اعتراض وأمام القوى والأحزاب والشخصيات التي وقفت متفرجة على هذه الطامّة، جاء رجل من أقصى اليمن يسعى منبّهاً ومحذّراً من المصير الذي ينتظر اليمن أرضاً وإنساناً، في حال استمر هذا النهج المدمّر الذي سلكه الحاكم وزمرته..
الذي حدث هو أنّ أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، قررت أن تبدأ مشروع تدمير المنطقة وإعادة تموضعها بشكل جديد، وتقويض بعض الأوضاع القائمة، ودفعها لصالح المشروع الصهيوني وأداته الأهم (أعني إسرائيل)، وكانت تلك الأحداث الذريعة التي تذرّعت بها الولايات المتحدة لإعادة احتلال المنطقة بدعوى مكافحة الإرهاب.
بات مصطلح “الإرهاب” السلاح الذي تهدّد به أمريكا المنطقة، وحسب مفهومها فإنّ “الإرهاب” يعني ويطول أيّة جهة ترفض الهيمنة والتسلّط الأمريكي، وتقاوم الكيان الصهيوني، وقد صُنّفت اليمن على قائمة الإرهاب الأمريكية من قبل أحداث سبتمبر2001م، وذلك إثر الهجوم على المدمّرة الأمريكية (يو.إس.إس.كول) في ميناء عدن في 12/أكتوبر/2000م وإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن العملية التي أسفرت عن مقتل /17/ من أفراد طاقم المدمّرة وجرح /39/ من جنود المارينز، هذه العملية التي كانت بمثابة البوابة التي استغلّها الأمريكيون للدخول الوقح والاستفزازي لليمن وبمباركة وخضوع من السلطات وقتها..
وقد استغلّت الولايات المتحدة أحداث الـ11 من سبتمبر وقبله حادثة المدمّرة كول، والتعاطف العالمي لانتزاع تفويض المجتمع الدولي لها بالحرب على (الإرهاب) وابتزاز الأنظمة والحكومات العربية، والإسلامية بالذات، وإرغامها على التكيّف والتماهي مع مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا” الذي تبنّته إدارة بوش الابن في حربها العالمية على (الإرهاب)، واستهدفت إخماد أي صوت مناهض لأمريكا..
وفي هذا السياق أطلق السيد القائد الشهيد حملة توعية جماهيرية مكثّفة كان من ضمنها (الشعار) ((الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللّعنة على اليهود، النصر للإسلام)) معتبراً الشعار حرباً نفسية مضادة للحروب النفسية التي يشنّها أعداء الأمة لهزيمتها وإرهابها كما جرى في أفغانستان والعراق وفلسطين.. وفي إجابته على تساؤل البعض: ما قيمة مثل هذا الشعار؟ قال السيد القائد الشهيد: “هذا الشعار لا بدّ منه في تحقيق النصر في هذه المعركة، معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا، إلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين، وبين أن نسبقهم نحن، أن نرسخ في أذهان المسلمين أنّ أمريكا هي الإرهاب، أنّ أمريكا هي الشر” إضافةً إلى أنّ رسالة هذا الشعار هي الإدانة الأخلاقية والسياسية والقانونية لمساعي فرض الوصاية الأمريكية، وتطويع الوعي اليمني والإسلامي عموماً للقبول بها، وتحصين وعي المجتمع من الاختراق والتطويع لصالح المخططات والمشاريع التوسعية، وخلق رأي عام ممانع لمشروعها.
إنّ التحدّي الأكبر الذي واجهه السيد القائد الشهيد هو تبنّيه العودة إلى المرجعية القرآنية الحاكمة في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تصنّف القرآن بأنّه كتاب “الإرهاب” الأول، وقد تبعها في ذلك الغرب المستكبر، والأدوات الذليلة من أبناء المنطقة حكّاماً ونخباً وأحزاباً إلّا من رحم ربّي، ناهيك عن تجارب الحركات الإسلامية التي عجزت عن تقديم النموذج الذي يطمئن إليه الناس، وهذا التحدّي الذي خاضه السيد (رضوان الله عليه) قابلته استحقاقات لم تتأخر، وكانت السلطات الحاكمة حينذاك في اليمن مدعومة بالأمريكي جاهزة للانقضاض على المشروع الوليد الذي بزغ نجمه في منطقة مرّان في محافظة صعدة، وعلى مدى سنوات خاضت الجماعة الوليدة ومعها مشروعها القرآني مواجهات دامية، استخدم فيها النظام اليمني أسلحته وأدواته لاجتثاث الجماعة كما كان يصرّح رئيس البلاد في ذلك الوقت..
ولم تكن المواجهات العسكرية والإعلامية والثقافية والاجتماعية مع السلطة وحدها هي التي فرضت على الجماعة، بل كان هناك ما هو أخطر من ذلك، وهو توظيف ذات البيئة (المذهبية) التي خرج منها السيد القائد الشهيد لمواجهة المشروع الثقافي القرآني، واستخدمت السلطة لذلك العديد من علماء المذهب ووجوهه للرد على السيد باعتباره محرّفاً للمذهب وخارجاً عن أصوله ومبادئه، وذلك في محاولة خبيثة من النظام لضرب المشروع من داخله..
وكما فشلت الحملات العسكرية والأمنية والإعلامية، فقد فشلت كل محاولات السلطة الأخرى في إيقاف حركة المشروع القرآني المبارك، الذي تمكّن بفضل الله ورحمته وتأييده من تجاوز كل العقبات والابتلاءات بنجاح وصولاً إلى يوم الفتح الإلهي في الحادي والعشرين من سبتمبر2014م..
إنّ الشروط الموضوعية التي أوجدت المشروع القرآني لعبت دوراً مقدّراً في دفع هذا المشروع إلى ساحة الحضور في اليمن، لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي أنّ ذات الشروط وأكثر على صعيد الإمكانات والعلاقات والارتباطات الداخلية والخارجية كانت متوفّرة لدى الآخرين من أبناء الحركات الإسلامية في اليمن كالإخوان المسلمين والسلفيين والصوفيين، ومع هذا ظلّت هذه الجماعات تراوح مكانها، وفي حالة حضور تقليدي باهت، وغير فاعل في واقع الحياة، وحتى الحالة الزيدية لم تكن أحسن حالاً من هذه الحالات، بل لربما كانت أكثر بؤساً، ورغم تأسيس الحزب الزيدي “حزب الحق” إلّا أنّ هذا الحزب تعثّر مبكّراً، ولم يلعب دوراً ذا بال في الوسط الزيدي فضلاً عن الوسط اليمني عامّة..
ولذا فإنني استطيع القول إن الشرط الذاتي الذي توفّر لجماعة المشروع القرآني كان هو العامل الحاسم فيما وصلت إليه هذه الجماعة أو هذا التيار، وهذا الشرط الذاتي يمكن تلخيصه في مؤسس هذه الجماعة ومنشئها وأعني السيد القائد الشهيد، ومعه الثلّة المؤمنة بالخط الذي اختطّه.
إنّ شخصية القائد هي التي منحت هذه الجماعة الفائض الإيماني والمعنوي، الذي برز في كل المحطات التي عبرتها، هذه الشخصية التي قدّمت النموذج المعرفي بالله المخالف للنماذج التاريخية التي تحدّث عنها العرفاء الذين وقفوا عند العرفان النظري ولم يتجاوزوه، بينما كان نموذج السيد القائد الشهيد المؤسس قائم على المعرفة، وهو من قاد هذه الجماعة للتعاطي مع آيات القرآن على أنّها حقائق وليس مجرّد جمل تتلى في الصلوات وفي المناسبات، وبذلك تحقّقت في الواقع مصاديق الثقة بالله والتوكّل عليه والتسليم بحتمية إنجازه وعده، وعلى هذا الأساس طبعت هويّة هذه الجماعة الفريدة الفذّة.
* كاتب وباحث