"رينسانس" لفظت أنفاسها الأخيرة.. ضربة جديدة لثقافة الفن السابع بأسيوط
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
لفظت سينما رينسانس المعروفة بالسينما الشتوي آخر أبوابها في مدينة أسيوط، وتنهي هذه الخطوة حقبة طويلة من تاريخ السينما في أسيوط ويعتبر هذا الهدم ضربة جديدة لثقافة الفن السابع في المحافظة، إذ تتغلب الآن الأبراج السكنية والمراكز التجارية الضخمة والمولات الحديثة على المناظر الطبيعية السينمائية ولا عزاء للثقافة.
لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير الذي لعبته سلسلة دور العرض السينمائي "رينسانس" في تطوير المشهد الثقافي والترفيهي في أسيوط
وقد تم إنشاء السينما في عصر النهضة وكانت من الوجهات الأكثر شعبية في المدينة. لذا، يعتبر إغلاقها نقطة تحول في السياق الثقافي للمدينة.
تمثل السينما مساحة للحوار الثقافي والترفيه، إذ كانت تعرض مجموعة متنوعة من الأفلام العالمية والمحلية. قامت بتسليط الضوء على أفلام المُخرجين الواعدين والأفلام الكلاسيكية، وشجعت المشاهدين على التعرف على ثقافات وعوالم جديدة. وكانت توفر فرصة للترفيه والهروب من ضغوط الحياة اليومية.
يعكس هدم سينما رينسانس عدم الرغبة في دعم المجال الثقافي والترفيهي في أسيوط. بدلاً من دعم الثقافة والفنون، يتم الآن التركيز على تطوير العقارات والتجارة. إن هذا التغيير في التوجه يؤثر سلبًا على تنمية الشباب الثقافية، وقد يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية للمدينة.
سينما رينسانس اسيوط قبل هدم مبانيهاعلينا أن ندرك أهمية الثقافة والفن في تطور المجتمع وتعزيز التنوير والوعي. يجب على السلطات المحلية والجهات المعنية أن تتخذ إجراءات للحفاظ على مساحات السينما وتشجيع المبادرات الثقافية. يجب أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والمجتمع المحلي لدعم الفن والثقافة وضمان استمرارهما كجزء من الهوية الثقافية للمدينة.
على الرغم من هدم سينما رينسانس، يجب على الأفراد المهتمين بالفن والثقافة البحث عن فرص للتعبير عن ذوقهم الفني ودعم العروض الثقافية المتنوعة في المدينة. من خلال حضور المهرجانات الفنية المحلية ودور العرض السينمائي المستقلة، يمكننا استعادة جزء من الحيوية الثقافية والتنوير في أسيوط.
سينما رينسانس اسيوط قبل هدم مبانيهافي البداية، يقول محمد محيي إن تجارة بناء الأبراج، بدلاً من قاعات العرض، بدأت في السبعينيات، رداً على تبني السادات لسياسة الانفتاح الاقتصادي، و"سينما أدولف" كجمهور في مصر وكان المسمى أسيوط الملحق الصيفي لسينما أسيوط الشتوي، الضحية الأولى.
وأضاف محيي في بداية التسعينيات توقفت دور سينما قصور الثقافة عن العمل، بما في ذلك سينما قصر ثقافة أسيوط، بعد اندثار الثقافة الجماهيرية وأدارتها هذه دور السينما، ومن خلال دخلها، قدمت العديد من البرامج الثقافية والفنية تم إنفاقها في كثير الأماكن، والعديد من احتياجاتها في مجال الأثاث والصيانة وغيرها، في وقت تشتد فيه موجة الإرهاب التي يمارسها الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين.
وتابع محيي منذ عدة سنوات، توقفت سينما خشبة الصيفي التي تأسست في الأربعينيات من القرن الماضي، وأقيم مكانها مبنى إسمنتي ضخم، تم الإعلان عنه كمشروع لمركز تسوق وكما توقفت سينما أبوتيج قبل سنوات وكذلك سينما قرشي بديروط وسينما القوصية وسينما رينيسانس توقفت دور العرض في اسيوط وانتهت الصورة الناطقة
وفي ذات السياق أوضح الكاتب والشاعر الدكتور ثروت عكاشة، أن هدم دور السينما يشكل هدماً للدور الثقافي المهم الذي تلعبه السينما في المجتمع ككل، والذي من خلاله يتم إيصال العديد من جوانب الوعي للمواطنين وإيصال العديد من الرسائل المباشرة. في شكل الواقع الذي يعيشه المواطن.
وقال الشاعر نادر جرجس “ما يحدث في سينمات أسيوط هو خطة مدروسة لحرمان الجمهور من مشاهدة الفن السابع في أسيوط، وهذه المحاولات بدأت بسينما ادولف ثم سينما الخشبة وأخيرا سينما رينيسانس” ستستمر الابراج المتوحشة في التهام كل جمال وفن بلادنا، ولن تنجح حرب الأسلحة في الحرب ضد الإرهاب، السينما هي الحياة، وهدم دور السينما في بلادنا يدمر الحياة.
وأوضح الشاعر عصام همام أن السينما لها دور تثقيفي وتنويري وترفيهي لجميع فئات المجتمع. من جانبه، أشار الراوي شعبان المنفلوطي، إلى أن السينما بوابة مهمة للتنمية في صعيد مصر، وأن التعدي على دور السينما يعتبر تعديًا على حرية الإنسان وكرامته وحقه في الفن.
وقال احمد محمد إننا في أيام الدراسة الجامعية كنا نذهب إلى سينما خشبة الصيفية لمشاهدة الأفلام القديمة التي أعيد عرضها في السينما الشتوية، وكنا نذهب إلى هناك في أيام الأجازات والمناسبات الخاصة، وكانت تمثل مصدرا للفخ الثقافة ومع هدم سينما الخشبة فقدنا شيئاً جميلاً كنا نفتخر به وحلت محله صورة القبح الذي تمثله الكتل الخرسانية
قال مسؤول كبير بهيئة قصور الثقافة، إنه تم البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجهيز إحدى قاعات قصر ثقافة أسيوط لتكون بمثابة صالة سينما بديلة لسينما النهضة التي تم بيعها، ومحاولة لافتتاحها. سد فراغ كبير في الجانب الثقافي والترفيهي للمحافظة.
وأشار المصدر إلى أن أسيوط، أكبر محافظات الصعيد، لا ينبغي أن تفتقر إلى دور السينما، ودورنا كمسؤولين عن القطاع الثقافي بالمحافظة هو التعاون مع مسؤولي السلطة التنفيذية لإيجاد البديل.
وأضاف أن قصر ثقافة أسيوط ينظم نشاطا ثقافيا لعرض الأفلام السينمائية، من خلال نادي السينما المقام بالقصر، وتجهيز بعض المواقع الثقافية بأجهزة عرض سينمائية، وتعيين مدير سينمائي بجميع المواقع الثقافية وتدريبهم على استخدام أجهزة العرض السينمائي بالإضافة إلى عرض خطة عرض الفيلم ومتحدثين لشرح الفيلم وعرض درجة الاستفادة منه.
في النهاية، يجب أن نعمل جميعًا للحفاظ على التنوع الثقافي والفني في أسيوط، وضمان وجود مساحات للتعبير الثقافي والترفيه. لا يمكننا السماح بتلاشي العرض السينمائي التقليدي وثقافتنا المحلية، فهما جزء لا يتجزأ من هويتنا ومستقبلنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسيوط فرع ثقافة أسيوط فرع ثقافة ثقافة أسيوط قصر ثقافة بيت ثقافة إقليم وسط الصعيد الثقافى ثقافتنا في إجازتنا محافظة أسيوط محافظ أسيوط اللواء عصام سعد العرض السینمائی دور السینما السینما فی فی أسیوط
إقرأ أيضاً:
جنازة الملحن محمد رحيم.. نجوم الفن يودعونه في لحظاته الأخيرة
وصل مسجد الشرطة عدد من نجوم الفن والغناء استعدادا لأداء صلاة الجنازة على الملحن الراحل محمد رحيم، وأبرزهم: مصطفى حجاج، حميد الشاعري، أحمد عصام، لؤي، ويتوافد النجوم على المسجد حتى الآن.
حرص النجم تامر حسني على حضور جنازة الملحن الراحل محمد رحيم برفقة المطرب محمد حماقي، في مسجد الشرطة، استعدادا لأداء الصلاة عليه، عقب صلاة ظهر اليوم الأحد 24 نوفمبر.
جنازة الملحن محمد رحيم
وكانت زوجته أنوسة كوتة قد أعلنت في وقت سابق عن موعد الجنازة عبر حسابها على فيسبوك، مشيرة إلى أنه سيتم تشييع الجثمان بعد صلاة العصر.
لكن في مفاجأة غير متوقعة، قامت أنوسة بحذف المنشور الذي كانت قد نشرته وأعلنت فيه تفاصيل الجنازة، كما نفت من خلاله وجود أي شبهة جنائية حول وفاة زوجها، هذا التأجيل المفاجئ أثار تساؤلات عدة حول الأسباب التي دفعت العائلة لاتخاذ هذا القرار.
تزامن ذلك مع إعلان الجهات الرسمية عن نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها بشأن وفاة الملحن محمد رحيم. حيث أكدت تلك الجهات أن وفاة رحيم كانت طبيعية، وتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
وكشفت التحقيقات التي أشرف عليها مفتش الصحة أن الإصابات التي ظهرت على جسد الراحل، خاصة على الفم واليد والساق، كانت سطحية وغير مؤثرة، كما أنها لا تدل على وجود أي شبهة جنائية. وأوضح المفتش أن هذه الإصابات قد تكون نتيجة للحالة الطبيعية للوفاة، وليست ناتجة عن تعرضه لأي نوع من الاعتداء.
كما أشار فحص الجثمان إلى أن الشفتين كانت سليمة تماماً، مما ينفي وجود أي علامات قد تشير إلى اختناق أو تعرض الراحل لأي نوع من العنف أو التسمم. وبهذا الفحص، تم استبعاد فرضية الاعتداء الجسدي أو أي تدخل خارجي قد يكون سبباً في وفاته. كانت هذه النتائج محورية، حيث ساهمت في توضيح حقيقة وفاته بشكل دقيق وواضح.
تفاصيل واقعة الوفاةفي نفس السياق، تم مراجعة كاميرات المراقبة التي كانت موجودة في محيط المكان الذي وُجد فيه الراحل، والتي أظهرت عدم وجود أي تحركات مشبوهة أو دخول أشخاص غير مألوفين إلى المنزل. هذه المراجعة أكدت من جديد أن الوفاة حدثت في ظروف طبيعية، ولم يلاحظ أي شيء يثير الريبة في مجريات الأحداث قبل وفاته.
وأوضحت التحقيقات أن الانتفاخات والإصابات الظاهرية التي كانت موجودة على جسد الراحل كانت نتيجة للحالة الطبيعية التي تحدث بعد الوفاة، ولا تشير بأي حال من الأحوال إلى وجود شبهة جنائية أو أي تدخل غير طبيعي في وفاته. وتأكدت الجهات المعنية أن هذه الإصابات لا تحمل أي دلالات على تعرضه للعنف أو أي شكل من أشكال الاعتداء، ما ساعد في توضيح الملابسات المتعلقة بالوفاة.
في خطوة تالية، أصدرت النيابة العامة قراراً بالسماح بدفن جثمان الملحن محمد رحيم بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء وفاته. كما تم حفظ القضية مؤقتاً، مع الاحتفاظ بحق النيابة في فتحها في حال ظهور أي أدلة جديدة قد توضح تفاصيل إضافية عن الوفاة. هذا القرار جاء بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية والفنية اللازمة، وبعد الاطمئنان إلى أن الوفاة كانت طبيعية.
وفي الوقت نفسه، تابع محبو محمد رحيم وزملاؤه من الفنانين هذه الأحداث عن كثب، حيث عبروا عن حزنهم الشديد لوفاة أحد أبرز الملحنين في الساحة الفنية المصرية. رحيل محمد رحيم شكل صدمة كبيرة في الوسط الفني، إذ كان له دور بارز في إثراء العديد من الأعمال الفنية التي لاقت شهرة واسعة. وبالرغم من الحزن العميق الذي عاشه الجميع بسبب فراقه، إلا أن الجميع متفق على أنه كان من أبرز الأسماء التي ساهمت في تطوير الأغنية المصرية.
بينما يتم دفن جثمانه وتكريمه، يظل اسم محمد رحيم خالداً في ذاكرة الفن المصري، وسيتذكره الجميع دائماً بفضل موهبته وإسهاماته في عالم الموسيقى.
تامر حسني ومحمد حماقي في جنازة الملحن محمد رحيم