شفافية :السياحة العربية البينية.. تطلعات وطموحات
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أثارت جولة سياحية قادتني قبل أيام إلى الجهورية التونسية العديد من التساؤلات لديّ حول أهمية تعزيز السياحة العربية البينية، فالدول العربية تزخر بمجموعة لا حصر لها من المقومات السياحية، غير أنه من الملاحظ أن الكثير من السياح العرب يفضلون دولا أخرى خارج المنطقة العربية؛ في الوقت الذي نجد فيه الكثير من السياح الأجانب يقضون إجازاتهم في الدول العربية.
خلال تجوالي في تونس العاصمة والمدن الأخرى القريبة منها لمستُ ترحيب التونسيين بنا بصفتنا سياحا من سلطنة عُمان، وكثيرا ما تحدثوا عن العلاقات المتميزة لسلطنة عُمان مع مختلف دول العالم وما تتميز به المدن العُمانية من مقومات سياحية عديدة، وأثناء الحوارات التي دارت بيننا وجدت أن الاهتمام بالسياح لا يقتصر على العاملين في الفنادق فقط وإنما يشمل أيضا العاملين في المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي ومكاتب استئجار السيارات وغيرهم من أطياف المجتمع التونسي، وخلال الزيارة التي استمرت لـ10 أيام لم نجد منهم إلا كل خير، وهو ما يعكس أصالة المجتمع التونسي وتعايشه مع مختلف الشعوب التي تزور تونس لغرض السياحة أو التجارة أو الاستثمار، وهو شعور لا يقتصر فقط على التونسيين وإنما نجده أيضا لدى مختلف الشعوب العربية التي تمتاز بترحيبها بالضيوف من مختلف دول العالم، وهو ما يدعو إلى الاهتمام بالسياحة العربية البينية خاصة في الوقت الذي نشهد فيه العديد من المضايقات للسياح العرب في الدول الأخرى مع ظهور نزعات قومية عِرقية في تلك الدول، في حين أن مقومات الدول العربية والعناصر المشتركة بين الشعوب العربية كالثقافة والعادات والتقاليد واللغة تسهم في نجاح السياحة العربية البينية.
تمتلك الدول العربية إمكانات سياحية هائلة، وبها أكثر من 80 موقعا مسجلة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتتميز الأنماط السياحية المتوفرة في الدول العربية بقدرتها على تلبية تطلعات السياح سواء الراغبين في السياحة الطبيعية والثقافية أو سياحة المغامرات والشواطئ، كما تلبي السياحة في الدول العربية تطلعات السياحة العائلية.
ولعله من الأهمية الإشارة إلى عدد من التحديات التي تواجه السياحة العربية البينية، من أبرزها ضعف الترويج للمقومات السياحية العربية، وافتقاد الكثير من الدول العربية للمعارض السياحية التي تشجع السياحة العربية البينية، كما أن الاضطرابات السياسية منذ عام 2011 لا تزال تؤثر بشكل سلبي على السياحة العربية، إضافة إلى ذلك فإن المنتج السياحي العربي في عدد من الدول العربية يفتقد للطموح الذي يمكّنه من منافسة المنتج السياحي الأوروبي والآسيوي.
غير أنه من خلال التعاون العربي المشترك يمكن تسليط الضوء على إمكانات السياحة العربية وقدرة المدن العربية أن تتبوأ مكانة الصدارة على قائمة المدن السياحية الأكثر جذبا للسياح على مستوى العالم، وهي جهود لابد أن تحظى باهتمام كبير ليس فقط من خلال اهتمام المؤسسات السياحية الحكومية وإنما أيضا من خلال اهتمام الشعوب العربية، مع التركيز على تجنّب الممارسات الفردية التي تترك انطباعات سلبية لدى السياح، وإذا استطاعت الدول العربية تحقيق نجاحات أكبر في القطاع السياحي فإنها بالتالي سوف تُسهم في انتعاش قطاعات اقتصادية أخرى خاصة القطاعات المتعلقة بالاستثمار والتجارة والتطوير العقاري والصناعة، فزيارة السائح إلى هذه الدول تمكّنه أيضا من الاطلاع على الصناعات المتوفرة فيها وإمكانيات الدول العربية التجارية والاستثمارية وهو ما سوف يُسهم في تحريك مجموعة من الأنشطة الاقتصادية ويحقق بالتالي الطموحات العربية في زيادة التجارة البينية وتعزيز التعاون الاقتصادي العربي المشترك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدول العربیة فی الدول
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
القاهرة - أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات، الخميس 26ديسمبر2024، اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعة من المستوطنين المتشددين.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان، "إن الاقتحام استفزاز فج يهدف إلى تأجيج المشاعر وإشعال الأوضاع، وإن دخول الوزير المتطرف في حماية شرطة الاحتلال يكشف طبيعة الحكومة الإسرائيلية وأجندتها المتطرفة والمعادية للتعايش السلمي"، وفق وكالة قنا القطرية.
ولفت إلى أن استمرار الحكومة الإسرائيلية في انتهاك الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى يمس بمشاعر ملياري مسلم عبر العالم، مشيرا إلى تعمد الكيان الإسرائيلي، عبر هذه السياسات المرفوضة والمدانة، تدمير كل إمكانيات التعايش السلمي بين الأديان في المنطقة.
وشهد المسجد الأقصى صباح اليوم اقتحاما واسعا من قبل عشرات المستعمرين بقيادة بن غفير، حيث قاموا بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، بينما تم منع المصلين من دخول المسجد.
Your browser does not support the video tag.