لجريدة عمان:
2025-02-03@04:18:30 GMT

خيارات جائزة نوبل

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

خيارات جائزة نوبل

غدا الخميس (الواحدة بعد الظهر بتوقيت السويد)، موعد إعلان جائزة نوبل للآداب. موعد سنوي ينتظره عديدون ممّن يهتمون بالكلمة، أكانوا من الكتّاب أم من القراء أم أيضا من دور النشر. لا يمكن إنكار ــ شئنا أم أبينا ــ ما لهذا الحدث الأدبي، الذي قد يكون الأول على مستوى العالم، من تأثير على جميع العاملين في هذا المجال.

ومع ذلك كله، فمنذ أكثر من قرن وعقدين من الزمن، وردود الفعل تتراوح بين مؤيد شديد وبين معارض شرس. مائة واثنتان وعشرون سنة لم تسلم الأكاديمية الملكية السويدية، المخوّلة منح جوائز نوبل للآداب، من الانتقادات كما من «الفضائح» التي طالتها.

لنعد إلى التاريخ قليلا. في عام 1901، وُلدت جائزة نوبل للآداب، ومنذ السنة الأولى، حملت بصمة الجدل. إذ في تلك السنة كافأت اللجنة الملكية «إنسانية» الشاعر الفرنسي سولي برودوم (1831-1907) بينما كان الجميع ينتظرون، حتى داخل السويد نفسها، فوز الكاتب الروسي ليون تولستوي (1828-1910). من هنا، وحسب المؤرخين، فإن رسائل الاحتجاج «أمطرت» مكاتب الأكاديميين، المعترضة على هذا الاختيار. بمعنى آخر، نجد أن السمة الذاتية (غير الموضوعية) في هذا التمرين، تعرضت دائما للنقد، ما جعل الأعضاء الثمانية عشر يجدون أنفسهم في مشقة دائمة، للتوصل لمن ينبغي منحه هذه الجائزة، التي تحولت، كما أسلفنا، إلى أهمّ جائزة أدبية في العالم (بالرغم من جميع الأقاويل) كما أنها الأغلى ماديا (أكثر من مليون دولار أمريكي) فالأعضاء الثمانية عشر، هم من الكتّاب، ولكل واحد منهم نظرته الخاصة وقراءته الخاصة للأدب.

زد على ذلك كله، أننا نجد أيضا، أن منح جائزة نوبل لكتّاب أو لشعراء، كانت أعمالهم لا تزال (قبل الجائزة) أعمالا «حميمية»، لا تتمتع بشهرة جماهيرية، مثل البولندية فيتسوافا شيمبورسكا (1996، على الرغم من تفرد صوتها الشعري المدهش) قد أسهمت في زيادة الاحتجاج على الفكرة التي تقول: إن هناك هوة واسعة بين الجمهور العريض و«النخبة الأدبية». ومع ذلك ثمة مرات قليلة اتفق الجميع فيها على اسم واحد، كما حدث في عام 1982، حين منحت الجائزة إلى غابرييل غارسيا ماركيز (الكاتب الكولومبي)، الذي كان يحظى بشهرة كبيرة فوق هذا الكوكب بأسره، كما ماريو بارغاس يوسا (عام 2010 الذي لا يقل شهرة وجودة إنتاج أدبي عن زميله الأمريكي اللاتيني) ــ وبالطبع هناك غيرهما ــ أضف إلى ذلك، أن الأكاديميين اتهموا عدة مرات بأنهم يحاولون تمرير صداقاتهم الشخصية، أو مصالح دور النشر التي تصدر كتبهم. كذلك لا بدّ أن نضع في الخانة عينها، جائزة عام 1974، التي ذهبت مناصفة إلى كاتبين سويديين، وهما هاري مارتينسون وإيفيند جونسون. جائزة، أحاطتها الشبهات ممّا أفقدها، وللأبد، (أكنّا مخطئين في ذلك أم لم نكن) سمعتها التي كانت تحملها منذ عام 1786، أي وفقا لنمط الأكاديمية الفرنسية: «الدفاع عن الموهبة والذوق الجميل». وعلى مدى نصف قرن تقريبا (أي منذ 1974) لم تهدأ الانتقادات، حتى أن الأمين العام الأسبق لارس غيللنستين، حمّل مسؤولية انتحار مارتينسون، عام 1978، إلى النقد الأدبي السويدي.

في عام 2000 مثلا، صحيح أن الجائزة التي مُنحت إلى الكاتب الفرنسي / الصيني غاو زينيانغ، لم تجعل الحبر يسيل كما مع «قضية مارتينسون»، إلا أن الأمر لم يخلُ من المناوشات والسخرية المبررة وخاصة حين نعرف أن مترجم أعمال غاو إلى السويدية، هو غوران مالمكفيست، الذي كان أحد الأعضاء الثمانية عشر.

من هنا، وفي كثير من الأحيان، كانت اللجنة الملكية تبدو في «مأزق» في اختيار اسم الفائز، وما الدليل على ذلك إلا حين كانت يُؤجل إعلان الجائزة إلى الخميس الثاني من شهر أكتوبر (فاللوائح تنص على أن تعلن في أول نهار خميس من هذا الشهر). هذا المأزق، وهذه الفضائح، (إن جازت التسمية) وسمت العقود الأخيرة من «عصر نوبل»، ما جعل العديد من الأكاديميين يستقيلون، حتى أن عددهم أصبح 15 عضوا، إذ استقال ثلاثة منهم عام 1989، وذلك إثر رفض غالبية الأعضاء التنديد بالفتوى التي طالت سلمان رشدي. وحسب القانون الداخلي، فإن الأعضاء لا يبدلون إلا بعد مماتهم. وما حدث قبل سنوات قليلة خير دليل على ذلك، حين حُلّت اللجنة بأسرها، ولم تمنح الجائزة في عام 2018، نظرا للخلافات بين الأعضاء واتهامات الرشاوى، قبل أن يصار إلى تشكيل لجنة جديدة، لتحتجب الجائزة في هذا العام، وتُمنح في العام التالي (2019) لكلّ من النمساوي بيتر هندكة، والبولندية أولغا توكارتشوك... (ليس عن طريق المناصفة، بل إن الكاتبة البولندية فازت بها عن عام 2018).

ثمة مرشحون كثر للفوز بجائزة هذا العام وفق وكالات الإعلام ومكاتب الترشيحات. ولكنها بالطبع، ترشيحات خاصة، لا علاقة للأكاديمية السويدية بها. من هذه الأسماء سلمان رشدي نغوجي واثيونغو، بيير ميشون، روبرت كوفر، هاروكي موراكامي، آن كارسون، هيلين سيكسوس، جامايكا كينكيد، جون فوس، ليودميلا أوليتسكايا، مارجريت أتوود، ماريز كوندي، ميرسيا كارتارسكو، بيتر ناداس، كورماك مكارثي، ومن الأسماء العربية الكاتب الصومالي نور الدين فارح، والمستغرب أن اسم أدونيس لم يُذكر مثلما جرت العادة في السنين الأخيرة... وغيرهم كثر.

للوهلة الأولى تبدو هذه الترشيحات غربية بعض الشيء، إذ ينبغي بالطبع إقصاء أسماء الفرنسيين، فمن الصعب أن يحصل عليها كاتبان فرنسيان في عامين متتاليين (آني إرنو العام الماضي)، إلا إذا رغبت اللجنة الملكية السويدية في إثارة الدهشة والتعجب والجدال. حظ الشعراء يبدو متعثرا فمنذ توماس ترانسترومر (2011) لم نجد شاعرا يخلفه، فبوب ديلان، بالنتيجة هو مغن وإن كان يكتب كلمات أغانيه. والسؤال: هل تكمل السويد «جنونها» (بعد أحداث حرق المصحف الشريف) وتمنحها لسلمان رشدي؟ ما سوف يثير بالطبع حنق كثيرين. أو أنها ترغب في إثارة حنق الروس وبوتين لتعطيها للكاتبة الروسية ليودميلا أوليتسكايا التي تعيش متنقلة بين موسكو و«إسرائيل». قبل سنوات، وبعد حرب شبه جزيرة القرم (2014) منحت الجائزة للكاتبة الروسية البيضاء المعروفة بعدائها للنظام الروسي، سفيلتانا أليكسييفتش (2015) وقد أثار ذلك موجات من الاستنكار الشديد، لذا ما المانع من موجات جديدة، بعد دخول السويد إلى حلف الناتو؟

في أي حال، كل ما تقدم، ليس سوى تحليلات وتكهنات. ويبقى السؤال: لمن ستذهب الجائزة هذه السنة، التي ستعلن غدًا؟ علينا الانتظار، فكالعادة، قد لا يكون أي شخص من هؤلاء الذين وردت أسماؤهم، بل شخص قد لا يبدو مألوفا بالنسبة إلينا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جائزة نوبل فی عام

إقرأ أيضاً:

جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن مكرمي عام 2025

أعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية اليوم عن أسماء المكرمين بالنسخة السادسة لعام 2025، وهم، ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء باربادوس مستشار أول وعضو برلمان والناشطة في مجال مكافحة التغير المناخي، و"منظمة المطبخ المركزي العالمي" التي أسسها الشيف خوسيه أندريس، والمبتكر والباحث العلمي في مجال الصحة هيمان بيكيلي، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يعد أول شاب يحصل على هذه الجائزة.

النائب العام يكرم مفتشي وزارة الأوقاف في ختام برنامج "المعايشة المهنية" وزير الأوقاف يستقبل مدير جامعة بن زايد ورئيس مركز جامع الشيخ زايد في إندونيسيا



تُمنح الجائزة للأفراد والمنظمات استنادًا إلى قرار لجنة التحكيم المستقلة، تكريمًا لإسهاماتهم البارزة في معالجة القضايا المجتمعية الملحّة وتعزيز السلام والتضامن بين المجتمعات المختلفة على المستويين المحلي والعالمي.

تُقام مراسم التكريم في  الرابع من فبراير 2025 في تمام الساعة 7 مساءً بتوقيت الإمارات، في "صرح زايد المؤسس"  في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وسيتم بث مراسم التكريم مباشرة على قنوات  التواصل الاجتماعي للجائزة: Zayed Award for Human Fraternity - YouTube.

سُميت جائزة زايد الإخوة الإنسانية تكريماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهادةً على إرثه الإنساني العريق والتزامه الراسخ بمد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.

اختارت لجنة التحكيم هذا العام معالي ميا أمور موتلي تقديرًا لدورها القيادي في مجال مكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي والسياسات المناخية، إذ أطلقت رئيسة الوزراء موتلي مبادرة "بريدجتاون" عام 2022، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لإصلاح الأنظمة المالية العالمية لمواجهة الأزمات المناخية وتحقيق المساواة، كما التزمت بتحقيق اعتماد جمهورية باربادوس بنسبة 100% من استهلاكها على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهي رائدة أيضًا  في مجال مقايضة الديون مقابل العمل المناخي، مما أتاح للدول إعادة تخصيص الديون الوطنية لدعم المشاريع المناخية.

ويأتي تكريم منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، التي أسسها الشيف خوسيه أندريس عام 2010، تقديرًا لجهودها الإنسانية الاستثنائية في تقديم الإغاثة الغذائية للمجتمعات التي تعاني من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية. منذ تأسيسها، وزعت المنظمة أكثر من 300 مليون وجبة في أكثر من 30 دولة، بما في ذلك أكثر من 70 مليون وجبة للأسر الفلسطينية في غزة منذ أكتوبر 2023.  ومن خلال التعاون مع الطهاة والمتطوعين والموردين المحليين، تسعى المنظمة الى دعم الاقتصادات المحلية وتوفير وجبات طازجة ومغذية ضمن جهودها الإغاثية، وبفضل شراكاتها المتميزة، التي تشمل التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ونهجها المبتكر الذي يضمن أن تكون "المنظمة الإغاثية الأولى في الميدان" والذي يمكنها من تقديم استجابة سريعة للأزمات في الظروف الصعبة، أظهرت المنظمة قدرتها المتميزة على بث روح الأمل وتقديم الدعم اللازم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه.

كما سيُكرم أيضًا المبتكر والباحث الإثيوبي - الأمريكي في مجال الصحة هيمان بيكيلي، البالغ من العمر 15 عاماً، تقديرًا لعمله الطموح لإنقاذ الأرواح البشرية، ورؤيته لتوفير رعاية صحية ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع. وقد تمكن المبتكر بيكيلي في سن الرابعة عشرة، من تطوير صابونٍ فعالٍ للوقاية من سرطان الجلد في مراحله المبكرة وعلاجه، و هو الابتكار الذي جعل مجلة "تايم" تمنحه لقب طفل العام في 2024، إضافة إلى تكريمه في العديد من المسابقات العلمية. يتعاون هيمان الآن مع الباحثين في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة لتطوير الصابون المنقذ للحياة، وتمثل إنجازاته شهادة حية على قوة الإرادة والعزيمة ورؤيته لعالم أكثر تضامناً، حيث يطمح  إلى تقديم  حلول شاملة  لجميع المحتاجين في مجال  الرعاية الصحية.

عقب الإعلان عن المكرّمين، قال المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوّة الإنسانية: "فخورون بقدرتنا عاماً بعد عام على تسلّيط الضوء على ثلاثة مكرّمين مميزين قرروا التصدي لأبرز التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، بدءًا من تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة التغيرات المناخية، مرورًا بتقديم الإغاثة الإنسانية، وصولاً الى الابتكار الذي يقوده الشباب. يُظهر المكرمون  لهذا العام أنه يمكن القيام بأعمال جليلة تحدث فارقاً إيجابياً في أي عمر، وفي أي مكان في العالم، وفي أي مجال من المجالات. نهدف من خلال تكريم معالي رئيسة الوزراء موتلي، ومنظمة المطبخ المركزي العالمي، والشاب هيمان بيكيلي إلى إلهام الآخرين للتطلع إلى مستقبلٍ أفضل من أجل الإنسانية والعمل على تحقيقه."

من جانبها، قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، عضو لجنة تحكيم النسخة السادسة من الجائزة لعام 2025 والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية: "لقد بذل المكرمون جهوداً استثنائية  في سبيل إحداث تغيير إيجابي في الحياة اليومية لأفراد المجتمع حول  العالم، الأمر الذي سيعود بالنفع على الإنسانية جمعاء  في المستقبل.  إن  تفانيهم في تعزيز  المجتمعات يعكس روح جائزة زايد للأخوة الإنسانية ويذكرنا بأنه من خلال الشعور  بالتضامن الإنساني والالتزام تجاه بعضنا البعض، يمكننا تحقيق تغيير عميق ومستدام."

وجائزة زايد للأخوة الإنسانية هي جائزة عالمية سنوية مستقلة، تحتفي بالأعمال الجليلة للأفراد والكيانات ممن يساهمون في تحقيق التآلف بين الناس وغرس قيم الأخوة الإنسانية بينهم، وبناء جسور التواصل والوئام بين الشعوب المنقسمة، ويؤثرون في الناس بالقدوة الحسنة ويقدمون الحلول المبتكرة، ويتعاونون فيما بينهم متجاوزين حدود الفرقة والخلاف لتحقيق تقدم حقيقي يستند إلى قناعة ثابتة بأهمية قيم الأخوة الإنسانية كنهج لتقوية أواصر العلاقات الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي في مختلف المجتمعات.

أُطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة في الرابع من فبراير عام ٢٠١٩ عقب اللقاء التاريخي في أبوظبي بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية. وسُميت الجائزة باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي عُرف بإنسانيته وحبه للعمل الخيري، وتفانيه في مد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يلتقي أعضاء مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي
  • حكيم الإسلام المرشح لجائزة نوبل.. الأزهري الموسوعي في ضيافة متحف المخطوطات بمعرض الكتاب
  • أمير الشرقية يُدشِّن النسخة الثامنة من جائزة السائق المثالي
  • أمير المنطقة الشرقية يُدشِّن النسخة الثامنة من جائزة السائق المثالي
  • «سقيا الإمارات» تعتمد مرشحي جائزة محمد بن راشد للمياه
  • الإمارات.. جائزة «زايد للأخوة الإنسانية» تعلن أسماء المكرمين عام 2025
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن المكرمين لعام 2025
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن مكرمي عام 2025
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن أسماء المكرمين لعام 2025
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن المكرمين بجائزتها للعام 2025