لجريدة عمان:
2025-11-14@14:20:29 GMT

قوة العالم العربي الناعمة في تراثه غير المادي

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

قوة العالم العربي الناعمة في تراثه غير المادي

ينظر العالم إلى الشرق بوصفه كنزا من كنوز الحضارة الإنسانية.. كنز مليء بالأسرار ولكنه في الوقت نفسه مليء بمفردات التراث المادي وغير المادي. وإذا كانت الدول العربية قد اهتمت منذ وقت مبكر بالتراث المادي فإن التراث غير المادي لم تنتبه له بعضها، ولذلك ضاع الكثير منه عبر رحلة التحديث في هذه الدول والانتقال من طور إلى آخر.

وظهرت أجيال عربية جديدة متأثرة بالحضارة الغربية وبخطوط العولمة ومعطياتها في الجوانب الثقافية والفكرية.

وصدر أمس «إعلان مسقط» ليدق ناقوس الخطر حول الأخطار التي تحيط بالتراث العربي غير المادي وأهمية العمل الجاد من أجل صونه والحفاظ عليه.

ودعا إعلان مسقط إلى أهمية اعتماد استراتيجية عربية استرشادية لصون التراث غير المادي والحفاظ عليه بوصفه كنزا لا يقدر بثمن.

والتراث غير المادي هو شريان الحياة للثقافة ليس في العالم العربي فقط ولكنه في جميع بلدان العالم، وهو مظهر من مظاهر القوة الناعمة لدى دول العالم التي تقدر هذا الكنز الثقافي.. وهذا النوع من التراث يشكل معلما مهما من معالم الهُوية العربية التي توفر شعورا عميقا بالانتماء.. إنه باختصار شديد عصارة آلاف السنين من الإنتاج الثقافي للإنسان في العالم العربي.

ولا شك أن العالم العربي، الذي يُحتفل غالبًا بتاريخه الغني وعجائبه المعمارية العظيمة، يتمتع بتراث غير ملموس يتمثل في الموروث الغنائي والشعري والعادات والتقاليد والفنون الشعبية وفي الخطوات المعقدة للرقصات الشعبية، وفي المجالس الجماعية لرواية القصص والأخبار وفن الخط العربي وتقاليد القبائل البدوية، وهذه المظاهر كلها أو جلها مهددة بالكثير من الأخطار إذا لم يتم صونها والاعتناء بها خاصة في ظل التحديث الذي تشهده الدول العربية وما أثرت به العولمة الثقافية على هذه الدول.

وإذا كان بعض الشباب العربي اليوم على دراية، ولو كانت ضيقة، بالتراث العربي غير المادي فإن الأجيال القادمة أو الناشئة ستكون غائبة عن هذا التراث ناهيك عن قدرتها على نقله للأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية بناء استراتيجية عربية لصون هذا التراث والحفاظ عليه.

إن الوتيرة المتسارعة للعصر الرقمي، رغم أنها تجلب العديد من الفوائد، فإنها تهدد أيضًا بإضعاف أو محو الممارسات التي تحدد الهوية العربية، ولذلك فإن إعلان مسقط يمكن النظر إليه اليوم أو بعد سنوات طويلة؛ بوصفه حدثا تاريخيا مهما بالنسبة لحماية التراث العربي غير المادي.

لكن لا بد من التأكيد على أمر مهم في هذا السياق، فالدعوة للحفاظ على التراث غير المادي لا تعني تجميد الثقافة ومحاصرتها بالمفردات التراثية، بل السماح لها بالتنفس والتطور والتكيف مع البقاء متجذرة في جوهرها.

ومن الممكن أن تضمن الأرشفة الرقمية، والمبادرات التعليمية، والتعاون مع المجتمعات المحلية في بقاء التراث غير المادي وحفظه وتناقله عبر الأجيال، بل وتطويره ليكون قادرا على الظهور بلباس حديث يتواكب مع معطيات المرحلة ومتطلباتها.

إن المرحلة التي تشهد الكثير من التغريب لحظة مهمة لتنظر فيها الدول العربية إلى ثرواتها الثقافية غير المادية وتستخدمها بوصفها قوة ناعمة من قواها الساحرة.. فالأغاني والقصص والرقصات والتقاليد ليست مجرد آثار من الماضي، ولكنها جسور إلى مستقبل تظل فيه الثقافة والهوية والتراث وحدة متماسكة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التراث غیر المادی العالم العربی

إقرأ أيضاً:

وزير “الموارد البشرية”: المملكة حريصة على دعم الجهود لتعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي

‎رأس معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، اليوم، أعمال الدورة الـ (120) للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والمنعقدة خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر 2025م، بمدينة الرباط بالمملكة المغربية، بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة ممثلي الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، وبحضور معالي المدير العام لمعهد الإدارة العامة الدكتور بندر السجان.
‎وأكد معاليه حرص المملكة العربية السعودية على دعم الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي، من خلال تبني رؤى وتوجهات مشتركة تسهم في تحقيق تطلعات المنظمة وأهدافها الريادية على المستويات كافة, معربًا عن شكره وتقديره لمملكة المغرب، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
‎وناقش المجلس خلال الاجتماع العديد من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، من أبرزها متابعة تنفيذ القرارات السابقة للمجلس التنفيذي، واستعراض تقرير التقدم في تنفيذ الخطة الإستراتيجية، إلى جانب دراسة نتائج أثر تنفيذ المبادرات والمشاريع ضمن الخطة الإستراتيجية للأعوام 2022 – 2026م، وبحث التصور المبدئي للدورة الثانية من الخطة الإستراتيجية للأعوام 2026 – 2030م.
‎يُذكر أن المنظمة العربية للتنمية الإدارية إحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة من جامعة الدول العربية، وتهدف إلى الإسهام في تطوير وتحديث الإدارة في الدول العربية بما يعزز جهود التنمية الشاملة، من خلال ما تقدمه من برامج وخدمات لحكومات الدول الأعضاء.

مقالات مشابهة

  • قطر تؤكد أهمية توحيد الجهود لحفظ التراث خلال مشاركتها في الاحتفال بيوم الوثيقة العربية
  • «أبوالغيط» يُوجّه رسالة لمؤسسات «الوثائق العربية»: الحفاظ على التراث مسئولية قومية ودرع لحماية الهوية
  • أبو الغيط يشارك في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية
  • حسين فهمي: ترميم الأفلام مهم للحفاظ على التراث الفني والهوية العربية (فيديو)
  • وزير “الموارد البشرية”: المملكة حريصة على دعم الجهود لتعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي
  • باحثون وكُتّاب يناقشون دور الجامعات العربية الأولى في بناء الحضارة
  • سلطنة عُمان تشارك في المنتدى العربي للمالية العامة والموازنة ببيروت
  • رئيس الهيئة العربية للتصنيع: تعاون كبير مع العديد من الدول العربية
  • منظمات المرأة في الدول العربية تواجه خطر الإغلاق وسط خفض التمويل الإنساني
  • المجلس العربي يرحب بإصدار القضاء التركي أوامر بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين