لجريدة عمان:
2025-07-09@07:50:26 GMT

قوة العالم العربي الناعمة في تراثه غير المادي

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

قوة العالم العربي الناعمة في تراثه غير المادي

ينظر العالم إلى الشرق بوصفه كنزا من كنوز الحضارة الإنسانية.. كنز مليء بالأسرار ولكنه في الوقت نفسه مليء بمفردات التراث المادي وغير المادي. وإذا كانت الدول العربية قد اهتمت منذ وقت مبكر بالتراث المادي فإن التراث غير المادي لم تنتبه له بعضها، ولذلك ضاع الكثير منه عبر رحلة التحديث في هذه الدول والانتقال من طور إلى آخر.

وظهرت أجيال عربية جديدة متأثرة بالحضارة الغربية وبخطوط العولمة ومعطياتها في الجوانب الثقافية والفكرية.

وصدر أمس «إعلان مسقط» ليدق ناقوس الخطر حول الأخطار التي تحيط بالتراث العربي غير المادي وأهمية العمل الجاد من أجل صونه والحفاظ عليه.

ودعا إعلان مسقط إلى أهمية اعتماد استراتيجية عربية استرشادية لصون التراث غير المادي والحفاظ عليه بوصفه كنزا لا يقدر بثمن.

والتراث غير المادي هو شريان الحياة للثقافة ليس في العالم العربي فقط ولكنه في جميع بلدان العالم، وهو مظهر من مظاهر القوة الناعمة لدى دول العالم التي تقدر هذا الكنز الثقافي.. وهذا النوع من التراث يشكل معلما مهما من معالم الهُوية العربية التي توفر شعورا عميقا بالانتماء.. إنه باختصار شديد عصارة آلاف السنين من الإنتاج الثقافي للإنسان في العالم العربي.

ولا شك أن العالم العربي، الذي يُحتفل غالبًا بتاريخه الغني وعجائبه المعمارية العظيمة، يتمتع بتراث غير ملموس يتمثل في الموروث الغنائي والشعري والعادات والتقاليد والفنون الشعبية وفي الخطوات المعقدة للرقصات الشعبية، وفي المجالس الجماعية لرواية القصص والأخبار وفن الخط العربي وتقاليد القبائل البدوية، وهذه المظاهر كلها أو جلها مهددة بالكثير من الأخطار إذا لم يتم صونها والاعتناء بها خاصة في ظل التحديث الذي تشهده الدول العربية وما أثرت به العولمة الثقافية على هذه الدول.

وإذا كان بعض الشباب العربي اليوم على دراية، ولو كانت ضيقة، بالتراث العربي غير المادي فإن الأجيال القادمة أو الناشئة ستكون غائبة عن هذا التراث ناهيك عن قدرتها على نقله للأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية بناء استراتيجية عربية لصون هذا التراث والحفاظ عليه.

إن الوتيرة المتسارعة للعصر الرقمي، رغم أنها تجلب العديد من الفوائد، فإنها تهدد أيضًا بإضعاف أو محو الممارسات التي تحدد الهوية العربية، ولذلك فإن إعلان مسقط يمكن النظر إليه اليوم أو بعد سنوات طويلة؛ بوصفه حدثا تاريخيا مهما بالنسبة لحماية التراث العربي غير المادي.

لكن لا بد من التأكيد على أمر مهم في هذا السياق، فالدعوة للحفاظ على التراث غير المادي لا تعني تجميد الثقافة ومحاصرتها بالمفردات التراثية، بل السماح لها بالتنفس والتطور والتكيف مع البقاء متجذرة في جوهرها.

ومن الممكن أن تضمن الأرشفة الرقمية، والمبادرات التعليمية، والتعاون مع المجتمعات المحلية في بقاء التراث غير المادي وحفظه وتناقله عبر الأجيال، بل وتطويره ليكون قادرا على الظهور بلباس حديث يتواكب مع معطيات المرحلة ومتطلباتها.

إن المرحلة التي تشهد الكثير من التغريب لحظة مهمة لتنظر فيها الدول العربية إلى ثرواتها الثقافية غير المادية وتستخدمها بوصفها قوة ناعمة من قواها الساحرة.. فالأغاني والقصص والرقصات والتقاليد ليست مجرد آثار من الماضي، ولكنها جسور إلى مستقبل تظل فيه الثقافة والهوية والتراث وحدة متماسكة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التراث غیر المادی العالم العربی

إقرأ أيضاً:

أنور قرقاش: ماذ يمنع العالم العربي من النهوض من الأزمات والحروب وأوهام الأيديولوجيا؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تساءل أنور قرقاش مستشار الرئيس الإماراتي عما يمنع العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط من أن يكون مركزًا للإلهام والابتكار والازدهار والنهوض من ركام الأزمات والحروب وأوهام الأيديولوجيا، مؤكدا أنه قد "حان الوقت لنمنح هذه المنطقة ما تستحقه من أمل"، وسط تفاعل.

وقال قرقاش في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "ما الذي يمنع العالم العربي والشرق الأوسط من أن يكون مركزًا للإلهام والابتكار والازدهار؟".

وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي في تدوينته: "أمامنا اليوم فرصة حقيقية تنهض من ركام الأزمات والحروب وأوهام الأيديولوجيا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، عبر الحوار والتعايش والتعاون. كما نجحت دول شرق آسيا في تحدي التنمية، يمكننا نحن أيضًا أن نفتح صفحة جديدة".

وختم أنور قرقاش منشوره قائلا: "لقد حان الوقت لنمنح هذه المنطقة ما تستحقه من أمل وموقع متقدم في العالم".

مقالات مشابهة

  • 4 أسباب بارزة.. لماذا سيطر الفشل على الدول التي دخلتها إيران؟
  • أماكن العبادة والطّقوس والحماية الأمنيّة في العالم العربي
  • على العالم العربي أن يتعلم من محاولات استقلال أوروبا
  • انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام بالجامعة العربية
  • ورشة أكساد في دمشق تبحث استصلاح الأراضي المالحة في الدول العربية
  • نهاية الدولة تبدأ من الداخل.. قراءة توينبية في المأزق العربي
  • سوريا تشارك في الاجتماع الاستثنائي لمديري عموم الجمارك في الدول العربية
  • أنور قرقاش: ماذ يمنع العالم العربي من النهوض من الأزمات والحروب وأوهام الأيديولوجيا؟
  • مسيرات في العديد من الدول العربية والإسلامية في ذكرى العاشر من محرم
  • هذه الدول العربية الأقوى على مؤشر الاتصالات والتقنية لعام 2025 (إنفوغراف)